مختارات
09/03/2020

مرجع الجهاد والمقاومة

مرجع الجهاد والمقاومة

الثّامن من آذار يحفر عميقًا في ذاكرة الأجيال؛ ذاكرة المؤمنين.. ذاكرة المجاهدين الأحرار الذين اعتصموا في مسجد بئر العبد تحت ظلال المرجع السيّد محمد حسين فضل الله، وأسقطوا اتّفاق الذلّ في السابع عشر من أيّار 1983...

ظهر يوم الجمعة، الثّامن من آذار/ مارس 1985، يخرجُ المؤمنون من مسجد الإمام علي الرضا (ع) في بئر العبد، بعد أدائهم صلاة يوم الجمعة.. كلٌّ إلى بيته.. متجره، عمله.. النّسوة اللّواتي أدّين الصلاة عقب الصلاة المخصّصة للرّجال، لم تكنّ تدركن أن ما ينتظرهنّ هو وحش القتل والتفجير والموت الدمويّ.. الذي سيقطع عليهنّ طريق عودتهن إلى أولادهن وذويهنّ ...

كان الانفجار الكبير الذي أريد به وقتها رأس العلامة المرجع السيّد محمد حسين فضل الله.. انتقاماً من الإمام المقاوم الذي كان يربّي قادة المقاومة، وكوادر المقاومة، وجيل المقاومة، والمردّد دائماً: "إن عين المقاومة ستقاوم المخرز الإسرائيلي وتهزمه..."، وأنّه "في كلّ مصائبنا، فتّش عن أمريكا وإسرائيل".

السيّد المتوثّب دائماً لمواجهة خطط الاستكبار، وعلى رأسه أمريكا وزملاؤها والتّابعون من عملائها العرب أو المحلّيّين، هو الهدف والرّأس المطلوب بقرار أمريكيّ، عندما قرَّر وليم كايسي، مدير المخابرات الأميركيَّة، تصفية السيّد، وقال: "إن فضل الله أصبح مزعجاً للسياسة الأميركية وعليه أن يرحل".

لكنّ لله مشيئةً أخرى، كما يعتقد الكثير من مريدي السيّد فضل الله، ومن شهدوا تلك الواقعة، هي أكبر من مشيئة كلّ الطغاة والقتلة والمستكبرين..

نجا السيّد بمشيئة الله سبحانه وتعالى، وببركة امرأة مؤمنة أصرَّت على توجيه سؤال إليه، فأخّرته عن موعد الخروج إلى الفخ. ولم يصل في الوقت المحدَّد لميقات المذبحة التي تريده ضحيّة لها وكلّ من كان عابراً طريقه.. وقضى في التفجير الإرهابي حوالى الثَّمانين شهيدًا ومئتي جريح، حيث أدّت شدّة الانفجار إلى خروج الأجنّة من بطون أمّهاتها، وإلى تدمير شارع بئر العبد بكامله...

لقد أرادت أمريكا وكلّ أذنابها إنهاء المقاومة، وخنق الحالة الإسلاميّة في مهدها، بعيد الاجتياح الاسرائيلي للبنان العام 1982، وبعيد اختطاف رفيق دربه في التّأسيس للإسلام الحركي الأصيل، إمام المقاومة السيّد موسى الصّدر، من خلال استهداف رمز المقاومة وأيقونتها ومربي أبطالها وكوادرها ومؤمنيها ومجاهديها، والمؤبّن والمصلّي على شهدائها، المرجع الراحل السيّد محمد حسين فضل الله، الذي بقيَ كما أوصاه جدّه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع)، والذي تتزامن ذكرى مأساة تفجير بئر العبد مع ولادته المباركة الميمونة: "تَزُولُ اَلْجِبَالُ وَلاَ تَزُلْ.. عَضَّ عَلَى نَاجِذِكَ، أَعِرِ اَللهَ جُمْجُمَتَكَ، تِدْ فِي اَلْأَرْضِ قَدَمَكَ، اِرْمِ بِبَصَرِكَ أَقْصَى اَلْقَوْمِ، وَغُضَّ بَصَرَكَ، وَاِعْلَمْ أَنَّ اَلنَّصْرَ مِنْ عِنْدِ اَللهِ سُبْحَانَهُ"... بقي السيّد واثقًا بنصر الله، مقتديا رسول الله، ومهتديًا إمام المجاهدين والمؤمنين وأمير المسلمين والمقاومين عليّ بن أبي طالب (ع)..

في الثّامن ِ من آذار، كانت مشيئة الله أقوى وأعظم.. ردّد السيّد حكمة عليّ المأثورة: "كفى بالأجلِ حارسًا".. ولايزال صوته عبر الزّمن يخاطب أجيال العزّة والإباء والجهاد والمقاومة، ويستذكِرُ تربيتهُ لكلّ رموز الحالة الإسلاميّة التي أوصى بها في وصاياه الخالدة خلود روحه:

"إنني أعتزُّ بكلّ هذا الجيل الذي شاركت في صنع فكره.. وقمّة الاعتزاز عندي في هذا الجيل المجاهد الحركي، سواء الجيل الذي انطلق في الحركة الإسلامية في العراق وامتدّ إلى أبعد منها، أو الجيل الذي انطلق في لبنان واستطاع أن يحرّر لبنان من الاحتلال. إنني أشعر بأني موجود في كلّ حركةِ شهيدٍ، وفي كلّ انطلاقة مجاهدٍ، وفي كلّ انفتاحة هذا الجيل الذي ينطلق سياسياً وثقافياً... وأنا أشعر بأنني عندما أفارق الحياة، فسأبقى موجوداً في كلّ هذه الطلائع ولو بنسبة معيّنة، ولا أدَّعي أنني أستقطب وجود هؤلاء، ولكن أشعر بأنّني جزء من حركتهم الجهادية والسياسية والثقافية، وأرجو ألّا أكون قد أخطأت في فكرة غرستها هنا، وفي شعور انفتحت فيه هناك...".

في الثامن من آذار، كانت محاولة قتلِ السيد المرجع محمد حسين فضل الله، بتخطيط وقرار أميركي، وتمويل عربيّ، وتنفيذ الأدوات اللّبنانيّة.. وفي التاسع من نيسان العام 1980، كان إعدام المرجع الشهيد فيلسوف الإسلام السيّد محمد باقر الصّدر بقرار أمريكي صهيوني، وبيد حاكم العراق الطاغية، إلّا أنّ الرّكب لايزالُ في سموٍّ وإباء، وعزّة إمامِ الأحرار في كربلاء...

الثّامن من آذار يحفر عميقًا في ذاكرة الأجيال؛ ذاكرة المؤمنين.. ذاكرة المجاهدين الأحرار الذين اعتصموا في مسجد بئر العبد تحت ظلال المرجع السيّد محمد حسين فضل الله، وأسقطوا اتّفاق الذلّ في السابع عشر من أيّار 1983...

ظهر يوم الجمعة، الثّامن من آذار/ مارس 1985، يخرجُ المؤمنون من مسجد الإمام علي الرضا (ع) في بئر العبد، بعد أدائهم صلاة يوم الجمعة.. كلٌّ إلى بيته.. متجره، عمله.. النّسوة اللّواتي أدّين الصلاة عقب الصلاة المخصّصة للرّجال، لم تكنّ تدركن أن ما ينتظرهنّ هو وحش القتل والتفجير والموت الدمويّ.. الذي سيقطع عليهنّ طريق عودتهن إلى أولادهن وذويهنّ ...

كان الانفجار الكبير الذي أريد به وقتها رأس العلامة المرجع السيّد محمد حسين فضل الله.. انتقاماً من الإمام المقاوم الذي كان يربّي قادة المقاومة، وكوادر المقاومة، وجيل المقاومة، والمردّد دائماً: "إن عين المقاومة ستقاوم المخرز الإسرائيلي وتهزمه..."، وأنّه "في كلّ مصائبنا، فتّش عن أمريكا وإسرائيل".

السيّد المتوثّب دائماً لمواجهة خطط الاستكبار، وعلى رأسه أمريكا وزملاؤها والتّابعون من عملائها العرب أو المحلّيّين، هو الهدف والرّأس المطلوب بقرار أمريكيّ، عندما قرَّر وليم كايسي، مدير المخابرات الأميركيَّة، تصفية السيّد، وقال: "إن فضل الله أصبح مزعجاً للسياسة الأميركية وعليه أن يرحل".

لكنّ لله مشيئةً أخرى، كما يعتقد الكثير من مريدي السيّد فضل الله، ومن شهدوا تلك الواقعة، هي أكبر من مشيئة كلّ الطغاة والقتلة والمستكبرين..

نجا السيّد بمشيئة الله سبحانه وتعالى، وببركة امرأة مؤمنة أصرَّت على توجيه سؤال إليه، فأخّرته عن موعد الخروج إلى الفخ. ولم يصل في الوقت المحدَّد لميقات المذبحة التي تريده ضحيّة لها وكلّ من كان عابراً طريقه.. وقضى في التفجير الإرهابي حوالى الثَّمانين شهيدًا ومئتي جريح، حيث أدّت شدّة الانفجار إلى خروج الأجنّة من بطون أمّهاتها، وإلى تدمير شارع بئر العبد بكامله...

لقد أرادت أمريكا وكلّ أذنابها إنهاء المقاومة، وخنق الحالة الإسلاميّة في مهدها، بعيد الاجتياح الاسرائيلي للبنان العام 1982، وبعيد اختطاف رفيق دربه في التّأسيس للإسلام الحركي الأصيل، إمام المقاومة السيّد موسى الصّدر، من خلال استهداف رمز المقاومة وأيقونتها ومربي أبطالها وكوادرها ومؤمنيها ومجاهديها، والمؤبّن والمصلّي على شهدائها، المرجع الراحل السيّد محمد حسين فضل الله، الذي بقيَ كما أوصاه جدّه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع)، والذي تتزامن ذكرى مأساة تفجير بئر العبد مع ولادته المباركة الميمونة: "تَزُولُ اَلْجِبَالُ وَلاَ تَزُلْ.. عَضَّ عَلَى نَاجِذِكَ، أَعِرِ اَللهَ جُمْجُمَتَكَ، تِدْ فِي اَلْأَرْضِ قَدَمَكَ، اِرْمِ بِبَصَرِكَ أَقْصَى اَلْقَوْمِ، وَغُضَّ بَصَرَكَ، وَاِعْلَمْ أَنَّ اَلنَّصْرَ مِنْ عِنْدِ اَللهِ سُبْحَانَهُ"... بقي السيّد واثقًا بنصر الله، مقتديا رسول الله، ومهتديًا إمام المجاهدين والمؤمنين وأمير المسلمين والمقاومين عليّ بن أبي طالب (ع)..

في الثّامن ِ من آذار، كانت مشيئة الله أقوى وأعظم.. ردّد السيّد حكمة عليّ المأثورة: "كفى بالأجلِ حارسًا".. ولايزال صوته عبر الزّمن يخاطب أجيال العزّة والإباء والجهاد والمقاومة، ويستذكِرُ تربيتهُ لكلّ رموز الحالة الإسلاميّة التي أوصى بها في وصاياه الخالدة خلود روحه:

"إنني أعتزُّ بكلّ هذا الجيل الذي شاركت في صنع فكره.. وقمّة الاعتزاز عندي في هذا الجيل المجاهد الحركي، سواء الجيل الذي انطلق في الحركة الإسلامية في العراق وامتدّ إلى أبعد منها، أو الجيل الذي انطلق في لبنان واستطاع أن يحرّر لبنان من الاحتلال. إنني أشعر بأني موجود في كلّ حركةِ شهيدٍ، وفي كلّ انطلاقة مجاهدٍ، وفي كلّ انفتاحة هذا الجيل الذي ينطلق سياسياً وثقافياً... وأنا أشعر بأنني عندما أفارق الحياة، فسأبقى موجوداً في كلّ هذه الطلائع ولو بنسبة معيّنة، ولا أدَّعي أنني أستقطب وجود هؤلاء، ولكن أشعر بأنّني جزء من حركتهم الجهادية والسياسية والثقافية، وأرجو ألّا أكون قد أخطأت في فكرة غرستها هنا، وفي شعور انفتحت فيه هناك...".

في الثامن من آذار، كانت محاولة قتلِ السيد المرجع محمد حسين فضل الله، بتخطيط وقرار أميركي، وتمويل عربيّ، وتنفيذ الأدوات اللّبنانيّة.. وفي التاسع من نيسان العام 1980، كان إعدام المرجع الشهيد فيلسوف الإسلام السيّد محمد باقر الصّدر بقرار أمريكي صهيوني، وبيد حاكم العراق الطاغية، إلّا أنّ الرّكب لايزالُ في سموٍّ وإباء، وعزّة إمامِ الأحرار في كربلاء...

اقرأ المزيد
نسخ النص نُسِخ!
تفسير