ـ مثَّل السيِّد(ره) مقصداً لطلاّب العلوم في مراحل السّطوح العالية، ولا سيّما من اللّبنانيّين، منذ أن كان في النّجف الأشرف. وكان ممّن حضر درسه آنذاك: أخوه المرحوم السيّد محمّد جواد، والشيخ حسن عوّاد، وعدد من العلماء الأفاضل...
ـ وبعد عودته إلى لبنان نهائيّاً، وتأسيسه المعهد الشّرعيّ الإسلاميّ، كان المعهد مقصد طلاّب العلوم الدينية.
حضر عند السيّد جُلّ العلماء في لبنان، وعدد من العلماء في العراق والبحرين وغيرهما، منهم ـ إضافةً إلى نجليه السيّد علي والسيّد جعفر ـ: الشّيخ جعفر الشاخوري، السيّد نجيب خلف، الشيخ أحمد كوراني، الشّيخ علي العفّي، الشيخ أسعد فنيش، الشيخ محسن عطوي، الشيخ نعيم قاسم، الشيخ خليل شقير، الشيخ علي مرعي، الشيخ حسين الخشن، الشيخ محمد أديب قبيسي، الشيخ ياسر عودة، الشيخ حسين عبدالله، الشيخ علي حلاوي، الشيخ يوسف دعموش، الشيخ يوسف عمرو، الشيخ علي سنان، الشيخ زهير كنج، الشيخ عبد المنعم مهنّا، الشيخ حسين عوّاد، الشيخ عبد المنعم الزين، السيّد نسيم عطوي، الشيخ محمد شهاب، الشيخ محمد عساف، الشيخ مصطفى عسّاف، الشيخ حسن حلال، الشيخ حسّان عبدالله، الشيخ مالك وهبي، السيد هادي الخرسان، الشيخ جهاد عبد الهادي فرحات... وآخرون غيرهم. ولعلّ بالإمكان القول إنّ غالب طلاّب العلم في لبنان في المرحلة السّابقة، هم إمّا تلاميذ السيّد(ره)، وإمّا تلاميذ تلاميذه.
ـ كذلك، أقام سماحته منذ أوائل التسعينات من القرن الماضي درساً للبحث الخارج في سوريا، بجوار مرقد السيّدة زينب(ع)، وقد حضره علماء أعلام، منهم السيّد عبد الله الغريفي، والسيّد حسن النوري، والشيخ محمد رضا الأحمدي البهسودي، والسيّد محمّد الحسيني، وآخرون. وقد درَّس سماحته في أبواب عديدة من الفقه؛ أهمّها: الحجّ، الإجارة، الشرّكة، المضاربة، وغيرها.
ـ اهتمّ السيِّد(ره) بتمتين الدّراسة العلميَّة لطلاّبه، وكان لا يقتصر على الكتب الحوزويّة المرسومة، ولا سيّما في الكتب الفقهيّة الاستدلاليّة؛ فدرّس(ره) ـ إلى جانب الكفاية والمكاسب والرّسائل ـ كتباً عديدةً من الفقه الشيعيّ الإماميّ والسنّيّ، فدرّس "مستمسك العروة الوثقى" بعد صدوره، وكذلك "بداية المجتهد ونهاية المقتصد" لابن رشد القرطبي، كما كان يدرِّس في بعض أبواب المعاملات على هامش (الوسيط)، الكتاب القانونيّ المعروف. ومن المعروف عن السيّد(ره)، أنّه كان يُلاحق كلّ جديد؛ فعندما صدر للسيّد الخوئي(ره) فتاواه في الجهاد، عقد لطلاّبه درساً في الخارج، وعرض فيه لآرائه ومناقشاته للسيّد الخوئي(ره).
إضافةً إلى ذلك، فإنَّ الأبواب التي درَّسها السيِّد(ره)، ترجع إلى أغلب أبواب الفقه، وربَّما درَّس بعض الأبواب أكثر من مرَّة، كما في باب القضاء، الّذي درّسه سماحته لثلاث دورات، كان أوّلها دورة لمن رغبوا في دخول سلك القضاء في المحاكم الجعفريّة اللّبنانيّة، وقد حضرها آنذاك عدد من القضاة ...
ـ درَّس السيِّد(ره) في الأصول دورات عدَّة، واستمرَّ في ذلك حتّى العام 2000م، حيث توقَّف عن تدريس الأصول كبحثٍ مستقلّ، وكان يعيد بحث بعض المسائل في محلّه في أبواب الفقه خلال تدريسه.
ـ كان السيّد(ره) يعتبر الدّرس رسالةً يؤدّيها، واستمرّ في التّدريس حتّى الأشهر الأخيرة من مرضه الّذي توفّي منه، وكان يعيد على طلابه البحث في بعض المسائل الّتي خالف فيها المشهور، وكان آخر ما درَّس في الشّام حول الحدود، وذلك قبل حوالى ثمانية أشهر من وفاته(ره).