بعد التطوّرات الّتي حصلت في العالم العربيّ والإسلاميّ، نفتقد كثيراً للسيّد في هذا الظّرف، ولا سيّما أنّه كانت لديه قراءة مستقبليّة ومتنوّرة، وقراءة عقلانيّة للحالة الإسلاميّة، بينما الّذي نشهده في هذه الأيّام صورة منغلقة، صورة تكفيريّة للإسلام لم يكن يوماً يشجّع عليها أو يتبنّاها.
كان السيّد يقدّم الإسلام بصورةٍ معاصرة وبصورة تواكب العصر، وأحياناً تتجاوزه.
لهذا السَّبب، كان بإمكان رؤيته أن تحقِّق فعلاً ثورةً في العالم العربيّ والإسلاميّ، لأنَّ الثَّورة الحقيقيَّة والرّبيع الحقيقيّ، هو في بناء دور الإنسان الّذي كان يدعو إليه السيّد، لأنّ خارج هذه الرّؤية نكون نعيش نوعاً من الجاهليّة الجديدة.
ولهذا السَّبب، وفي هذه المناسبة، مطلوب إعادة قراءة السيّد، للاستفادة من قراءته للإسلام وللعصر، لأنّه تمكّن من قراءة الواقع والمستقبل على ضوء الإسلام، بينما حاول الآخرون أن يقيّدوا الإسلام والواقع بقيود متنوّعة.