مقابلات
09/10/2013

الفنان التشكيلي أمين قعيق: كان مرشدي وأباً لي

الفنان التشكيلي أمين قعيق: كان مرشدي وأباً لي

بلغة الواثق بنفسه والمتميّز بعطاءاته الفنيَّة، يتحدَّث الفنان التشكيلي، أمين قعيق، في مقابلة خاصة مع موقع "بينات"، عن مسيرته الفنية وانطلاقته في عالم الفن التشكيلي والرسم، ويستذكر مواقف وأحداثاً وتطلعات كان قد عاشها في أحضان "مبرة الإمام الخوئي"، التابعة لجمعية المبرات الخيرية.

تتميَّز شخصيَّة قعيق بعفويَّتها وحيويَّتها. وهذه الشخصية يسهل التعرف إليها من خلال اللوحات المفعمة بالحياة وألوانها المتنوّعة، فقد جسَّد بأسلوبه وريشته صوراً عن الأمل والحب والحياة والغضب والطبيعة وغيرها، وترك بذلك بصمة فنيَّة تستحقّ كلّ احترام وتقدير. فماذا يستحضر أمين قعيق؟ وماذا يحمل في ذاكرته وحياته الفنية؟ وماذا يعيش اليوم من هموم وتحديات؟


كان أباً لنا

عندما يتحدَّث أمين قعيق عن بداية مشوار الحياة، يستذكر محطات أساسيّة بدأها في مبرة الخوئي في الصفير، وبعدها في خلدة العام 1984م، فيقول: "كان سماحة السيّد الراحل(رض) أباً لنا قبل أن يكون مرجعاً للتقليد. تعرفت إلى سماحة السيد في العام 1977، واستمريت بالتواصل معه على مدى 35 سنة، فقد كانت لنا في مبرة الخوئي في صفير، لقاءات دورية مع سماحته، وهو الذي كان مرتبطاً ارتباطاً وثيقاً بالأيتام، وحريصاً على التواصل معهم، وكان يزورنا بمعدل أربع مرات شهرياً".


ويتحدَّث قعيق عن العلاقة التي كانت تربطه بالعلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله(رض)، فيقول: "علاقتي بسماحة السيد كانت كعلاقة الولد بأبيه، فالمرجع الراحل كان الحضن الدافئ لنا، وكان يعمل على حل مشاكلنا. وخلال فترة دراستي في معهد الفنون الجميلة العام 1990، كنت بمثابة الوسيط بين التلاميذ والإدارة وسماحة السيّد، وقد كنّا ننظم مجموعات طلابيَّة ونزور سماحته لنستأنس بتوجيهاته وكلماته".


ويصف قعيق الأجواء التي رافقت فترة التحاقه بمعهد الفنون الجميلة آنذاك، وبخاصة في ظلّ الأوضاع الأمنيَّة التي كان يعيشها لبنان، فيقول: "كانت فكرة دراسة الفنون، وتحديداً الرسم، غريبة في ذلك الوقت، ولكنَّ سماحة السيد دعاني إلى الاتكال على الله، فتسجّلت في الجامعة ثم تخرجت فيها وبدأت مسيرة العمل. وقد تابعني سماحة السيّد طيلة تلك الفترة، فكان يسأل: "ما أخبار ابن قعيق؟"، الأمر الذي كان يسعدني كثيراً، لأنَّ السيد غالٍ على قلبي، ويفرحني اهتمامه بي وسؤاله عني".
ويتابع قعيق: "في العام 2007، جهَّزت منزل سماحة السيّد ومكاتب مؤسَّساته، بلوحات رسمتها خصيصاً لسماحته. وقد تكون سابقة، أن يحوي بيت مرجعية دينية فكرية إسلامية كبيرة لوحات فنية، وربما يكون الأمر مستغرباً في ظل تحفّظ عدد من المرجعيات الدينية عن موضوع اللوحات".

نادي متخرجي المبرات

يتحدَّث قعيق عن تأسيس "نادي متخرجي المبرات"، وأهميَّة هذه الخطوة بالنسبة إلى متخرجي الجمعية، فيقول: "كانت فرحة سماحة السيّد غامرة بهذه الخطوة الَّتي متَّنت التّواصل بين خريجي المبرات والمؤسَّسات التي تربوا فيها. ومن ذلك الوقت وحتى يومنا هذا، يتطوَّع الخريجون لخدمة الأيتام والمؤسَّسات، ويتواصلون باستمرار مع الجمعية، وهو ما كان يحرص عليه سماحة السيد الذي أراد أن يبقى العطاء مستمراً بين الأجيال".

"أفتخر بأنني ابن المبرات"


بعد هذه السنوات الطوال على دراسته في جمعية المبرات، بقيت المبرات في عمق تفكير الفنان أمين قعيق، فقد عاش في صغره فيها، ولا زال يحمل هم الرسالة كما أراد السيد الراحل(رض)، من خلال فنّه الهادف والملتزم الذي يعبّر عن رسالية الإنسان الملتزم، وعمق المبادئ والمفاهيم التي يحملها.

لم يتنكَّر قعيق يوماً لماضٍ قد يتهرَّب البعض منه، بل نراه يجاهر ويفتخر بأنه تربى في أحضان مبرة الإمام الخوئي؛ المبرة التي تعلّم وصقل تجربته فيها، فعند سؤاله عن تأثير تلك المرحلة في حياته ومسيرته الفنية، يقول قعيق: "أفتخر بأنني ابن المبرات، وهذا الموضوع لم يشكل أي عائق في مسيرتي الفنية، ولا سيما أنني كنت واضحاً في تعاملي مع الناس. ففي العام 2007، التقيت مديرة الشركة التي كنت أتعامل معها لمدة خمس سنوات، وعندما مدت يدها لتصافحني اعتذرت إليها، وأخبرتها بأنني ابن جمعية المبرات الخيرية، وسألتها عندها إذا كانت لا تزال ترغب في العمل معي، فرحبَّت بي قائلةً: "نحن نعمل معك لفنّك، وأنت فنان مبدع"".

ويضيف: "كلّ الرسامين في لبنان يعرفون أنني ابن المبرات. وفي سيرتي الذاتية التي أرسلها إلى معارض الرسم في لبنان وخارجه، أشير إلى أنني تخرجت من مبرة الخوئي، من دون تردد أو حياء".

ويختم الفنان التَّشكيلي أمين قعيق بهذه الكلمات: "أتمنى أن ترضي أعمالي الفنيَّة الله عزَّ وجل، وأعتبر أنَّ هذه اللوحات هي عربون محبَّة ووفاء لمؤسّس المبرات، العلامة المرجع السيّد محمَّد حسين فضل الله(رض)، الداعم الأول لمسيرتي الفنيَّة".
 

كان أباً لنا

عندما يتحدَّث أمين قعيق عن بداية مشوار الحياة، يستذكر محطات أساسيّة بدأها في مبرة الخوئي في الصفير، وبعدها في خلدة العام 1984م، فيقول: "كان سماحة السيّد الراحل(رض) أباً لنا قبل أن يكون مرجعاً للتقليد. تعرفت إلى سماحة السيد في العام 1977، واستمريت بالتواصل معه على مدى 35 سنة، فقد كانت لنا في مبرة الخوئي في صفير، لقاءات دورية مع سماحته، وهو الذي كان مرتبطاً ارتباطاً وثيقاً بالأيتام، وحريصاً على التواصل معهم، وكان يزورنا بمعدل أربع مرات شهرياً".


ويتحدَّث قعيق عن العلاقة التي كانت تربطه بالعلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله(رض)، فيقول: "علاقتي بسماحة السيد كانت كعلاقة الولد بأبيه، فالمرجع الراحل كان الحضن الدافئ لنا، وكان يعمل على حل مشاكلنا. وخلال فترة دراستي في معهد الفنون الجميلة العام 1990، كنت بمثابة الوسيط بين التلاميذ والإدارة وسماحة السيّد، وقد كنّا ننظم مجموعات طلابيَّة ونزور سماحته لنستأنس بتوجيهاته وكلماته".


ويصف قعيق الأجواء التي رافقت فترة التحاقه بمعهد الفنون الجميلة آنذاك، وبخاصة في ظلّ الأوضاع الأمنيَّة التي كان يعيشها لبنان، فيقول: "كانت فكرة دراسة الفنون، وتحديداً الرسم، غريبة في ذلك الوقت، ولكنَّ سماحة السيد دعاني إلى الاتكال على الله، فتسجّلت في الجامعة ثم تخرجت فيها وبدأت مسيرة العمل. وقد تابعني سماحة السيّد طيلة تلك الفترة، فكان يسأل: "ما أخبار ابن قعيق؟"، الأمر الذي كان يسعدني كثيراً، لأنَّ السيد غالٍ على قلبي، ويفرحني اهتمامه بي وسؤاله عني".
ويتابع قعيق: "في العام 2007، جهَّزت منزل سماحة السيّد ومكاتب مؤسَّساته، بلوحات رسمتها خصيصاً لسماحته. وقد تكون سابقة، أن يحوي بيت مرجعية دينية فكرية إسلامية كبيرة لوحات فنية، وربما يكون الأمر مستغرباً في ظل تحفّظ عدد من المرجعيات الدينية عن موضوع اللوحات".

نادي متخرجي المبرات

يتحدَّث قعيق عن تأسيس "نادي متخرجي المبرات"، وأهميَّة هذه الخطوة بالنسبة إلى متخرجي الجمعية، فيقول: "كانت فرحة سماحة السيّد غامرة بهذه الخطوة الَّتي متَّنت التّواصل بين خريجي المبرات والمؤسَّسات التي تربوا فيها. ومن ذلك الوقت وحتى يومنا هذا، يتطوَّع الخريجون لخدمة الأيتام والمؤسَّسات، ويتواصلون باستمرار مع الجمعية، وهو ما كان يحرص عليه سماحة السيد الذي أراد أن يبقى العطاء مستمراً بين الأجيال".

"أفتخر بأنني ابن المبرات"


بعد هذه السنوات الطوال على دراسته في جمعية المبرات، بقيت المبرات في عمق تفكير الفنان أمين قعيق، فقد عاش في صغره فيها، ولا زال يحمل هم الرسالة كما أراد السيد الراحل(رض)، من خلال فنّه الهادف والملتزم الذي يعبّر عن رسالية الإنسان الملتزم، وعمق المبادئ والمفاهيم التي يحملها.

لم يتنكَّر قعيق يوماً لماضٍ قد يتهرَّب البعض منه، بل نراه يجاهر ويفتخر بأنه تربى في أحضان مبرة الإمام الخوئي؛ المبرة التي تعلّم وصقل تجربته فيها، فعند سؤاله عن تأثير تلك المرحلة في حياته ومسيرته الفنية، يقول قعيق: "أفتخر بأنني ابن المبرات، وهذا الموضوع لم يشكل أي عائق في مسيرتي الفنية، ولا سيما أنني كنت واضحاً في تعاملي مع الناس. ففي العام 2007، التقيت مديرة الشركة التي كنت أتعامل معها لمدة خمس سنوات، وعندما مدت يدها لتصافحني اعتذرت إليها، وأخبرتها بأنني ابن جمعية المبرات الخيرية، وسألتها عندها إذا كانت لا تزال ترغب في العمل معي، فرحبَّت بي قائلةً: "نحن نعمل معك لفنّك، وأنت فنان مبدع"".

ويضيف: "كلّ الرسامين في لبنان يعرفون أنني ابن المبرات. وفي سيرتي الذاتية التي أرسلها إلى معارض الرسم في لبنان وخارجه، أشير إلى أنني تخرجت من مبرة الخوئي، من دون تردد أو حياء".

ويختم الفنان التَّشكيلي أمين قعيق بهذه الكلمات: "أتمنى أن ترضي أعمالي الفنيَّة الله عزَّ وجل، وأعتبر أنَّ هذه اللوحات هي عربون محبَّة ووفاء لمؤسّس المبرات، العلامة المرجع السيّد محمَّد حسين فضل الله(رض)، الداعم الأول لمسيرتي الفنيَّة".
 
اقرأ المزيد
نسخ النص نُسِخ!
تفسير