تعليق على سحب الإدارة الأمريكية لمشروع قرار

تعليق على سحب الإدارة الأمريكية لمشروع قرار

دعا العرب إلى التواضع في أحلامهم بعد "أنابوليس" لأن أمريكا لن تسلّفهم شيئاً يعتدّ به
فضل الله: دخلنا في مرحلة تمييع القضية الفلسطينية والعرب شركاء في التمييع

أصدر سماحة العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، بياناً علّق فيه على سحب الإدارة الأمريكية لمشروع قرار كان قد تقدّم به سفيرها إلى الأمم المتحدة بعد رفض إسرائيل لذلك، جاء فيه:

لقد بدأت الصورة تتّضح شيئاً فشيئاً، بحيث إن الإدارة الأمريكية المحافظة لا تستطيع الإقدام على أية خطوة سياسية تتصل بقضايا المنطقة أو تتعلق بالمسألة الفلسطينية تحديداً إلا بعد مراجعة إسرائيل والاستئناس برأيها، وصولاً إلى الخضوع لما تريده للتأكيد في نهاية المطاف أن الإرادة الإسرائيلية هي فوق الإرادة الأمريكية نفسها.

وكذلك مثّل سحب الإدارة الأمريكية لمشروع القرار الأمريكي الذي كان قد تقدم به سفيرها إلى الأمم المتحدة نزولاً عند الرغبة الإسرائيلية، والذي كان يتضمن "تطبيق كل الالتزامات الواردة في خريطة الطريق"، دليلاً آخر على أن مصلحة إسرائيل في نظر الإدارة الأمريكية لا تعلوها مصلحة، فقد شعرت هذه الإدارة بأن إلزام حكومة العدو بأي شيء يمثّل تقييداً للحركة الإسرائيلية التي لا تريد لمجلس الأمن أن يضع أية مسارات من شأنها مطالبة إسرائيل بضرورة أن تكون جدية في أية مفاوضات تجريها مع السلطة الفلسطينية حتى لو كانت شكلية.

كما أن ذلك يُظهر بما ليس فيه مجال للشك بأن إدارة الرئيس بوش ليست جديّة في إطلاق عجلة المفاوضات بين حكومة العدو والسلطة الفلسطينية، كما أوحت بذلك من خلال مؤتمر "أنابوليس".. لأن هذه الإدارة تسعى لإبقاء الهامش السياسي كبيراً أمام حكومة العدو لتتنصّل من كل وعودها والتزاماتها، وخصوصاً أنها أمام استحقاق قادم يتمثّل بالتقرير القادم للجنة "فينوغراد" الذي ينتظر أن ينعكس عليها رغم كل محاولات الترميم الأمريكية والعربية التي أجريت للحفاظ على ماء وجه "أولمرت" أو لإعادة إحياء شعبيته في كيان العدو.

ولذلك، فإننا نقول للعرب، الذين صوّروا لشعوبهم بأن مؤتمر "أنابوليس" يمثّل خشبة الخلاص للمسألة الفلسطينية، إنّ عليهم أن يدركوا حجم الخطورة في خضوعهم المطلق للإدارة الأمريكية، وإن هذه الإدارة لن تسلّفهم شيئاً يُعتدّ به، أو تعطيهم ما يمكّنهم من تسويقه داخل دولهم أو في الساحة العربية والإسلامية، وبالتالي فإن عليهم أن يتواضعوا في أحلامهم الوردية، لأن المرحلة ليست مرحلة إدارة للمفاوضات بطريقة جديّة بين العدو والسلطة الفلسطينية، بل هي مرحلة تمييع لهذه المسألة ويشترك في إدارة هذا التمييع أطراف عرب إلى جانب أمريكا وإسرائيل.

ونقول للفلسطينيين: إن عليكم أن تدرسوا الأوضاع في دقة، لأن ما تخطّط له إسرائيل ـ من خلال الفرصة التي أتاحها لها مؤتمر أنابوليس ـ هو حشركم في الزاوية وتجويعكم ودفعكم للتقاتل ولحرب أهلية أو تهيئة الظروف لحرب شاملة ضدكم، وخصوصاً في قطاع غزّة.

مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله

 التاريخ: 25 ذو القعدة 1428هـ  الموافق: 05 / 12 / 2007م

دعا العرب إلى التواضع في أحلامهم بعد "أنابوليس" لأن أمريكا لن تسلّفهم شيئاً يعتدّ به
فضل الله: دخلنا في مرحلة تمييع القضية الفلسطينية والعرب شركاء في التمييع

أصدر سماحة العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، بياناً علّق فيه على سحب الإدارة الأمريكية لمشروع قرار كان قد تقدّم به سفيرها إلى الأمم المتحدة بعد رفض إسرائيل لذلك، جاء فيه:

لقد بدأت الصورة تتّضح شيئاً فشيئاً، بحيث إن الإدارة الأمريكية المحافظة لا تستطيع الإقدام على أية خطوة سياسية تتصل بقضايا المنطقة أو تتعلق بالمسألة الفلسطينية تحديداً إلا بعد مراجعة إسرائيل والاستئناس برأيها، وصولاً إلى الخضوع لما تريده للتأكيد في نهاية المطاف أن الإرادة الإسرائيلية هي فوق الإرادة الأمريكية نفسها.

وكذلك مثّل سحب الإدارة الأمريكية لمشروع القرار الأمريكي الذي كان قد تقدم به سفيرها إلى الأمم المتحدة نزولاً عند الرغبة الإسرائيلية، والذي كان يتضمن "تطبيق كل الالتزامات الواردة في خريطة الطريق"، دليلاً آخر على أن مصلحة إسرائيل في نظر الإدارة الأمريكية لا تعلوها مصلحة، فقد شعرت هذه الإدارة بأن إلزام حكومة العدو بأي شيء يمثّل تقييداً للحركة الإسرائيلية التي لا تريد لمجلس الأمن أن يضع أية مسارات من شأنها مطالبة إسرائيل بضرورة أن تكون جدية في أية مفاوضات تجريها مع السلطة الفلسطينية حتى لو كانت شكلية.

كما أن ذلك يُظهر بما ليس فيه مجال للشك بأن إدارة الرئيس بوش ليست جديّة في إطلاق عجلة المفاوضات بين حكومة العدو والسلطة الفلسطينية، كما أوحت بذلك من خلال مؤتمر "أنابوليس".. لأن هذه الإدارة تسعى لإبقاء الهامش السياسي كبيراً أمام حكومة العدو لتتنصّل من كل وعودها والتزاماتها، وخصوصاً أنها أمام استحقاق قادم يتمثّل بالتقرير القادم للجنة "فينوغراد" الذي ينتظر أن ينعكس عليها رغم كل محاولات الترميم الأمريكية والعربية التي أجريت للحفاظ على ماء وجه "أولمرت" أو لإعادة إحياء شعبيته في كيان العدو.

ولذلك، فإننا نقول للعرب، الذين صوّروا لشعوبهم بأن مؤتمر "أنابوليس" يمثّل خشبة الخلاص للمسألة الفلسطينية، إنّ عليهم أن يدركوا حجم الخطورة في خضوعهم المطلق للإدارة الأمريكية، وإن هذه الإدارة لن تسلّفهم شيئاً يُعتدّ به، أو تعطيهم ما يمكّنهم من تسويقه داخل دولهم أو في الساحة العربية والإسلامية، وبالتالي فإن عليهم أن يتواضعوا في أحلامهم الوردية، لأن المرحلة ليست مرحلة إدارة للمفاوضات بطريقة جديّة بين العدو والسلطة الفلسطينية، بل هي مرحلة تمييع لهذه المسألة ويشترك في إدارة هذا التمييع أطراف عرب إلى جانب أمريكا وإسرائيل.

ونقول للفلسطينيين: إن عليكم أن تدرسوا الأوضاع في دقة، لأن ما تخطّط له إسرائيل ـ من خلال الفرصة التي أتاحها لها مؤتمر أنابوليس ـ هو حشركم في الزاوية وتجويعكم ودفعكم للتقاتل ولحرب أهلية أو تهيئة الظروف لحرب شاملة ضدكم، وخصوصاً في قطاع غزّة.

مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله

 التاريخ: 25 ذو القعدة 1428هـ  الموافق: 05 / 12 / 2007م

اقرأ المزيد
نسخ النص نُسِخ!
تفسير