في مواجهة قضايا الحق والباطل:

في مواجهة قضايا الحق والباطل:

غاية التبليغ والدعوة: عبادة الله واجتناب الطاغوت


ألقى سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله خطبتي صلاة الجمعة من على منبر مسجد الإمامين الحسنين (ع) في حارة حريك بحضور حشد من الشخصيات العلمائية والسياسية والاجتماعية وجمع غفير من المؤمنين ، ومما جاء في خطبته الأولى :

يقول الله تعالى في كتابه المجيد: {ولقد بعثنا في كل أمّةٍ رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت فمنهم من هدى الله ومنهم من حقّت عليه الضلالة فسيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المكذِّبين} (النحل:36)، وفي آية أخرى يقول تعالى: {والذين اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها وأنابوا إلى الله لهم البشرى فبشّر عباد* الذين يستمعون القول فيتّبعون أحسنه أولئك الذين هدى الله وأولئك هم أولو الألباب} (الزّمر:17-18)..

من أهداف الرسالات: إسقاط الطغاة

يتحدّث القرآن الكريم في أكثر من آية عن الطغيان والطاغوت والطغاة، والطغيان هو تجاوز الحد المعقول، فقد حدّثنا الله تعالى عن الطوفان، فقال سبحانه: {إنه لما طغى الماء}، بمعنى أنه ارتفع إلى المنسوب غير الطبيعي، بحيث أصبح يهدد البلاد والعباد. وحدّثنا الله تعالى عن الطغاة الذين طغوا في الأرض وأكثروا فيها الفساد، من خلال ما يملكون من أسباب القوة، وما يثيرونه من الأوضاع القلقة التي تضغط على الناس من خلال حاجتهم إليهم، ومن خلال استضعافهم لهم، وقد تحدث الله تعالى عن نموذج لهؤلاء الطغاة، وهو نموذج فرعون الذي أرسل الله سبحانه إليه موسى(ع)، ليهديه ويعظه وينصحه ويبعده عمّا هو فيه من الطغيان، بحيث كان يذبِّح أبناء المستضعفين، ويستحيي نساءهم. وهكذا كان طغيان فرعون هو العنوان الذي منحه الله تعالى لموسى(ع) كعنوان لحركته في الرسالة من أجل أن يتحدّى طغيان فرعون، لأن من أهداف الرسالات إسقاط طغيان الطغاة، ليعيش المستضعفون في أمن وسلام على عقائدهم وأوضاعهم.

قال تعالى: {إذهب إلى فرعون إنه طغى ـ تجاوز الحد في حكمه وكل وسائله وأوضاعه وأفكاره ـ فقل هل لك إلى أن تزكّى ـ هل لك أن تزكي نفسك وتطهرها، وأن تتبدّل بهذه النفس الباغية الطاغية إلى النفس المتوازنة المطمئنة المتواضعة المنفتحة على الناس، لأنّ من يحمل مثل هذه النفسية، فلا شكّ في أنها ستدمّره لتسقط إنسانيته كما تدمّر الناس من حوله ـ وأهديك إلى ربك فتخشى ـ وأبعدك عن الضلال في المتاهات التي تتحرك فيها على غير هدى، لتستبدل ذلك بالهدى، وتكتشف الله ربّك الذي لا بد من أن تخافه، لأنه سبحانه هو المهيمن على الأمر كله، ولأنه القاهر فوق عباده، فتخاف الله، وبذلك تحاول أن تتقيه وتطيعه في ما أمر به ونهى عنه، حتى لا تسقط أمام غضبه وسخطه الذي يؤدي إلى عذابه ـ فأراه الآية الكبرى ـ أراه العصا التي تحوّلت إلى ثعبان بقدرة الله، وأراه اليد البيضاء، وكان موسى(ع) أسمر الجسد، فأطلق يده، وإذا بها ناصعة البياض، ليدلل له أنني رسول من الله، لأن الدليل على ذلك هو هذه المعجزة الكبرى التي لا يستطيع أي إنسان القيام بها، وهي أن تتحوّل العصا إلى ثعبان كأي ثعبان حيّ، وأن تتحوّل اليد السمراء إلى بيضاء بقدرة الله ـ فكذّب وعصى ـ كذّب فرعون موسى، واعتبر أن ما صدر منه هو سحر، وتمرد عليه ـ ثم أدبر يسعى ـ أراد أن يقف أمام موسى(ع)، فارتعد من قوّة موسى وخافها، لأنها قوة لم يعهد مثلها من قبل ـ فحشر فنادى ـ حشر الناس ونادى السحرة، وحاول أن يغطي ضعفه الذي شعر به أمام موسى بمظهر القوة الكلامية ـ فقال أنا ربُّكم الأعلى ـ ادّعى الربوبية، فما كان من الله تعالى إلا أن أخضعه وأذلـه وأظهره مجرد جسد ميت لا يملك أي شيء من القوة ـ فأخذه الله نكال الآخرة والأولى} (النازعات:17-25)، ليكون ذلك درساً لكل الطغاة الذين يستعلون على الناس، وينتفخون بمشاعر القوة التي لا يملكونها في عمق وجودهم، وإنما ينطلقون بها من حالات طارئة، كمال يملكونه، أو كقوة وسلطة هنا وهناك.

الطغاة ومؤاثرة الحياة الدنيا

ويحدِّثنا الله تعالى عن نوعٍ من أنواع الطغيان الذاتي، كطغيان العصاة الخاطئين الضالين الكافرين، الذين يتجاوزون حدود الله تعالى، فينسون ربهم، ويستعلون بما يملكونه من أسباب القوة التي تحوّل قوّتهم إلى طغيان، ويستغرقون في شهوات الحياة الدنيا وأطماعها وكل مواقع القوة فيها، وينسون الآخرة، ويطيعون هوى أنفسهم، فيبتعدون عن الخط المستقيم.

إن الله تعالى يحدثنا عن هذا النموذج الذي قد نرى الكثير مثله في الناس: {فأما من طغى ـ تجاوز الحد في تفكيره وسلوكه وكل حياته مع الناس ـ وآثر الحياة الدنيا ـ استسلم للدنيا، وأخلد بكل طاقاته إلى الأرض، لأنه يعتبر أن الحياة الدنيا هي نهاية المطاف، ولا يلتفت إلى الذين سبقوه ممن ضمّتهم الأرض وماتوا ونسيتهم الحياة ـ فإن الجحيم هي المأوى ـ لأن طغيانه في العقيدة والسلوك أبعده عن الله وأخضعه للشيطان، فاستسلم له، وكفر بربه، وتمرد عليه، فاستحق الجحيم ـ وأما من خاف مقام ربه ـ استشعر عظمة ربه، واستذكر الوقوف أمامه، فعمل لما عنده ـ ونهى النفس عن الهوى ـ واجه النفس الأمارة بالسوء عندما دعته إلى أن يطيع هواه وأن يسقط في شهواته وأطماعه، واستبدلها بما يرشده إليه عقله، وما توجهه إليه رسالات الله ـ فإن الجنة هي المأوى} (النازعات:37-39)، لأنه سلك الطريق الذي يؤدي به إلى الجنة، وهو طريق التقوى: {وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أُعدّت للمتقين} (آل عمران:133) .

رسالات الأنبياء: عبادة الله واجتناب الطاغوت

ويحدثنا الله تعالى عن أن رسالات الأنبياء تختصرها كلمتان، الكلمة الأولى: {اعبدوا الله} وحده لا شريك له، لتكن كل أوضاعكم وعلاقاتكم وكل حياتكم لله، فلا شيء لغير الله، فلا تقدّموا رجلاً ولا تؤخّروا أخرى حتى تعلموا أن في ذلك لله رضى. هكذا هي عبادة الله وحده؛ أن لا تخضعوا لأحد إلا لله. والكلمة الثانية: {واجتنبوا الطاغوت}، والطاغوت قد يتمثل في شخص يبغي في الأرض بغير الحق، فيظلم الناس، ويفسد في البلاد، ويتحرك في الخطوط المنحرفة، وقد يتمثل الطاغوت في خطٍ أو نهجٍ، وذلك في القوانين التي يبتدعها الناس على غير ما شرّعه الله من قانون، وفي المنهج الذي يخطط له البعض في غير ما أراده الله من منهج، فعلى الإنسان أن يقف بين خطين: عبادة الله، واجتناب الطاغوت. وقد بشّر الله تعالى أولئك الذين رجعوا إلى الله وعبدوه وحده، واجتنبوا الطاغوت، فقال: {والذين اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها وأنابوا إلى الله لهم البشرى فبشّر عباد* الذين يستمعون القول فيتّبعون أحسنه}.

وهذا ما ينبغي لنا أن نفكِّر فيه؛ أن نسير في الخط المستقيم الذي يقودنا إلى الله، وأن نجتنب عن الخط المنحرف الذي يقودنا إلى الشيطان. وقد ورد عن عليّ(ع) وهو يقول عن الطاغي: "ما أسرع صرعة الطاغي"، ويقول(ع): "الظالم طاغ ينتظر إحدى النقمتين"، نقمة المظلوم ونقمة الآخرة.

إن على الإنسان المؤمن أن يفكر كيف ينصح نفسه، وكيف يربيها، وكيف يعمل للقرب من الله تعالى، ليعبد الله وحده، ويطيع الله وحده، ويتذكَّر الله وحده، ويبتعد عن كل ما ينسيه الله تعالى: {ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون* لا يستوي أصحاب النار وأصحاب الجنة أصحاب الجنة هم الفائزون} (الحشر:109).

 

الخطبة الثانية

بسم الله الرحمن الرحيم

عباد الله... اتقوا الله، وواجهوا مسؤولياتكم بأن تبتغوا الدار الآخرة، ولا تنسوا نصيبكم من الدنيا، وأن تتحركوا في خط القيم الروحية والأخلاقية والإنسانية التي تعبَّدكم الله بها، من أجل أن تكون الحياة عندكم حياة تنفتح على الله وعلى الحق، وعلى كل ما يحقق لكم القوة والعزة والكرامة في خط الوحدة للمؤمنين الذين يريد الله تعالى لهم أن يكونوا صفاً واحداً، وأن يحبّ الإنسان منكم لأخيه ما يحبّ لنفسه، ويكره له ما يكره لها، وأن تواجهوا كل التحديات التي يتحداكم بها المستكبرون في كل العالم الإسلامي، فماذا هناك من هذه التحديات:

أمريكا دعم مطلق لإسرائيل

في المشهد الإسرائيلي ـ الفلسطيني، تواصل الولايات المتحدة الأمريكية دعمها المطلق لإسرائيل، فقد ضغطت على الفلسطينيين لتسهيل مسألة معبر رفح وفق الشروط الإسرائيلية، بما يعتبر إسقاطاً جديداً للسيادة الفلسطينية، والذي يؤكد أن غزة لا تزال سجناً كبيراً لأهلها. وإذا كانت وزيرة الخارجية الأمريكية قد تحدثت بطريقة خجولة عن سياسة الاستيطان، فلتَظهر بمظهر التوازن في معرض إلقائها اللوم على الفلسطينيين، ودعوتها لتفكيك فصائل الانتفاضة بحجة أنها "إرهابية".

وإننا نتساءل: إذا كانت أمريكا تحافظ على احترام حقوق الإنسان، فلماذا لم تبادر إلى دعوة إسرائيل للانسحاب من الأراضي الفلسطينية المحتلة بشكل كامل لإنهاء المشكلة الفلسطينية ـ الإسرائيلية، بدلاً من تقطيع أوصال المنطقة، وإثارة الأوضاع القلقة في قضية هنا وقضية هناك، لتغييب المسألة الاستراتيجية الكلية في دوائر الجزئيات الصغيرة؟!

هذا من جهة، ومن جهة أخرى، فإن إسرائيل تتابع سياسة الاغتيالات اليومية للمجاهدين، والاعتقالات المتحركة، والاجتياحات المنظَّمة للقرى والمخيمات، ما قد يؤدي إلى إشعال نار الشرق الأوسط أكثر من أيّ وقت مضى، وجعلها بؤرة انفجارات كارثية، كما يقول بعض المحللين الغربيين، الذي يؤكد أن أمريكا "أساءت تقدير الأمور في حمايتها المطلقة لإسرائيل".

التطبيع الشامل مع إسرائيل

ومن جانب آخر، نجد أن تونس فتحت أبوابها لوزير خارجية العدو لحضور قمة المعلوماتية، ليطالبها بالاستعجال في ترتيب العلاقات الدبلوماسية، وعدم انتظار الحل النهائي لفلسطين، كجزء من سحق مواقع الممانعة العربية والمقاومة التحريرية للأمة لحساب إسرائيل، بفعل الضغط الأمريكي، في الوقت الذي لا نسمع دولة عربية تطالب إسرائيل بحل المشكلة الفلسطينية حلاً قائماً على منح الشعب الفلسطيني حقوقه الشرعية في أرضه، وإزالة المستوطنات والجدار العنصري، وعودة اللاجئين إلى بلادهم، لأن المشكلة هي أن الدول العربية بدأت التطبيع مع العدو أكثر من التطبيع مع الشعب الفلسطيني!!

وفي هذا الجو، بدأت الولايات المتحدة الأمريكية في تخطيط مشروعها للشرق الأوسط الكبير، لإدراج إسرائيل في "مساعي بناء الديمقراطية وحقوق الإنسان في المنطقة"، وستغدو جزءاً من الحوار الإقليمي الذي تريده أمريكا، وخصوصاً في العالم العربي، وهذا ما أبلغته وزيرة خارجية أمريكا لأكثر من زعيم عربي.

إن معنى ذلك، أن العدو سوف يتدخّل في القضايا الداخلية الحسّاسة في المنطقة، تحت تأثير الضغط الأمريكي الذي يعمل على إدخال إسرائيل كعنصر حيوي مؤثّر في كل القضايا العربية، باعتبارها الدولة التي ستعلّم العرب الحقوق الإنسانية والديمقراطية والمساواة، وهذا هو قمة التطبيع الشامل على جميع المستويات.

والسؤال: أية ديمقراطية تمثّلها إسرائيل أمام التمييز العنصري ضد العرب والفلسطينيين التابعين لدولتها؟ وأيّ حقوق للإنسان في ما يتمثّل في احتلالها للأرض الفلسطينية ومصادرتها لكل حقوقهم في أراضيهم، وتدميرها للبنية التحتية لكل واقعهم الحياتي الإنساني، وفي اقترافها للجرائم الوحشية ضد المدنيين، واستخدامها للأسلحة الأمريكية المتطوّرة التي لا تُستخدم إلا في الحروب الكبرى؟ ولكن ربما كانت المسألة لدى أمريكا هي السلوك السياسي والأمني الذي تلتقي فيه العنصرية الإسرائيلية بالعنصرية الأمريكية. وعلى العالم العربي والإسلامي الذي قد تنطلي عليه هذه الخدعة الأمريكية، أن ينتبه إلى مستقبل شعوبه أمام الاجتياح العدواني الإسرائيلي ـ كما الأمريكي ـ لكل مقدّراته وقضاياه الحيوية المصيرية.

العراق بين الاحتلال والقوى التكفيرية

ويبقى العراق في قلب الدوّامة الأمنية، والفوضى الاقتصادية؛ بين احتلال تتخبّط حركته وإدارته في متاهات أوضاع البلد، في خطته التي يحاول فيها المحافظة على مصالحه الاستكبارية والاستغلالية والاستثمارية لحساب شركاته الاحتكارية التي يشرف عليها رجال إدارته الذين يعملون على سرقة موارد العراق، وبين القوى التكفيرية التي تتابع قتل المدنيين الأبرياء، بحيث أصبحت تمارس إرهابها الوحشي يومياً، من خلال الحقد المذهبي الذي يستحل دماء المسلمين ـ حتى الأطفال منهم ـ من دون أن نسمع صوتاً صريحاً واضحاً من العلماء المسلمين في العالم الإسلامي، على أساس الخلط الغبي بين الإرهاب التكفيري والمقاومة الحرّة.

إن العراق يستعد لانتخاباته التي تتحرك فيها قضايا بناء الدولة في خط المصير، كما يواجه المؤتمر القادم في القاهرة لدراسة أوضاعه الداخلية تحت شعار المصالحة الوطنية، ونأمل أن لا تكون خلفياته خاضعة لبعض الخطوط الأمريكية التي تلبس لبوساً عربياً.

إننا نتمنى للشعب العراقي الذي عاش المعاناة الصعبة من نظامه الطاغي، ومن احتلاله الوحشي، أن يأخذ بأسباب الوحدة والقوة والوعي، من أجل صنع مستقبل الاستقرار والنظام المتوازن، ونريد للدول العربية والإسلامية أن ترحم هذا الشعب، وتساعده على حلّ مشاكله الصعبة على أساس الأخوّة العربية والإسلامية.

لبنان يُبنى بالوحدة والحوار

أما لبنان، فإننا نريد لـه المزيد من الاستقرار على مستوى الحركة السياسية المنفتحة على صناعة المستقبل المتحرك على قاعدة الحوار وخطوط الوحدة الوطنية، بعيداً عن الاهتزازات الطائفية، والأجواء الانفعالية، وأن ينطلق في عملية وعي عميق ونظرة شاملة للمرحلة الصعبة التي تواجهها المنطقة بفعل السياسة الدولية، ولاسيما الأمريكية الضاغطة في تنوّعاتها السياسية والأمنية، وخصوصاً في القرارات الدولية، وفي التحقيقات الواسعة لجريمة اغتيال الرئيس الحريري، التي نتساءل معها: لماذا لم تتعاون أمريكا مع لجان التحقيق لتقدّم لها معلومات الأقمار الصناعية التي صوّرت الجريمة بتفاصيلها، من دون أن يتهمها مجلس الأمن بعدم التعاون؟ إن لبنان ينتظر معرفة المجرم وخلفيات الجريمة، لأنه لن يستقر إلا بذلك.

وفي هذا الجو، فإننا نرحب بانفتاح الدولة على العناوين المطلبية، ومنها دعم المازوت، كما نأمل أن تنفتح على العناوين الأخرى التي تمثّل ضرورةً استثنائية شعبية للفقراء والمحرومين، ونريد للسجالات التي قد تنطلق في أجواء المهاترات، وفي كلمات التخوين والاتهامات المتبادلة، أن تتوقف.

إن لبنان بحاجة إلى وحدته التي تستشرف المستقبل الكبير، والى الحوار الذي يلتزم الأولويات الكبرى التي ترتبط بقضايا المصير أمام التحديات الداخلية والخارجية، وعلى الجميع أن يرحموا هذا البلد، ليبقى وطن الإنسان والقيم الروحية والأخلاقية التي تجعله البلد المميّز في المنطقة والعالم.

غاية التبليغ والدعوة: عبادة الله واجتناب الطاغوت


ألقى سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله خطبتي صلاة الجمعة من على منبر مسجد الإمامين الحسنين (ع) في حارة حريك بحضور حشد من الشخصيات العلمائية والسياسية والاجتماعية وجمع غفير من المؤمنين ، ومما جاء في خطبته الأولى :

يقول الله تعالى في كتابه المجيد: {ولقد بعثنا في كل أمّةٍ رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت فمنهم من هدى الله ومنهم من حقّت عليه الضلالة فسيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المكذِّبين} (النحل:36)، وفي آية أخرى يقول تعالى: {والذين اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها وأنابوا إلى الله لهم البشرى فبشّر عباد* الذين يستمعون القول فيتّبعون أحسنه أولئك الذين هدى الله وأولئك هم أولو الألباب} (الزّمر:17-18)..

من أهداف الرسالات: إسقاط الطغاة

يتحدّث القرآن الكريم في أكثر من آية عن الطغيان والطاغوت والطغاة، والطغيان هو تجاوز الحد المعقول، فقد حدّثنا الله تعالى عن الطوفان، فقال سبحانه: {إنه لما طغى الماء}، بمعنى أنه ارتفع إلى المنسوب غير الطبيعي، بحيث أصبح يهدد البلاد والعباد. وحدّثنا الله تعالى عن الطغاة الذين طغوا في الأرض وأكثروا فيها الفساد، من خلال ما يملكون من أسباب القوة، وما يثيرونه من الأوضاع القلقة التي تضغط على الناس من خلال حاجتهم إليهم، ومن خلال استضعافهم لهم، وقد تحدث الله تعالى عن نموذج لهؤلاء الطغاة، وهو نموذج فرعون الذي أرسل الله سبحانه إليه موسى(ع)، ليهديه ويعظه وينصحه ويبعده عمّا هو فيه من الطغيان، بحيث كان يذبِّح أبناء المستضعفين، ويستحيي نساءهم. وهكذا كان طغيان فرعون هو العنوان الذي منحه الله تعالى لموسى(ع) كعنوان لحركته في الرسالة من أجل أن يتحدّى طغيان فرعون، لأن من أهداف الرسالات إسقاط طغيان الطغاة، ليعيش المستضعفون في أمن وسلام على عقائدهم وأوضاعهم.

قال تعالى: {إذهب إلى فرعون إنه طغى ـ تجاوز الحد في حكمه وكل وسائله وأوضاعه وأفكاره ـ فقل هل لك إلى أن تزكّى ـ هل لك أن تزكي نفسك وتطهرها، وأن تتبدّل بهذه النفس الباغية الطاغية إلى النفس المتوازنة المطمئنة المتواضعة المنفتحة على الناس، لأنّ من يحمل مثل هذه النفسية، فلا شكّ في أنها ستدمّره لتسقط إنسانيته كما تدمّر الناس من حوله ـ وأهديك إلى ربك فتخشى ـ وأبعدك عن الضلال في المتاهات التي تتحرك فيها على غير هدى، لتستبدل ذلك بالهدى، وتكتشف الله ربّك الذي لا بد من أن تخافه، لأنه سبحانه هو المهيمن على الأمر كله، ولأنه القاهر فوق عباده، فتخاف الله، وبذلك تحاول أن تتقيه وتطيعه في ما أمر به ونهى عنه، حتى لا تسقط أمام غضبه وسخطه الذي يؤدي إلى عذابه ـ فأراه الآية الكبرى ـ أراه العصا التي تحوّلت إلى ثعبان بقدرة الله، وأراه اليد البيضاء، وكان موسى(ع) أسمر الجسد، فأطلق يده، وإذا بها ناصعة البياض، ليدلل له أنني رسول من الله، لأن الدليل على ذلك هو هذه المعجزة الكبرى التي لا يستطيع أي إنسان القيام بها، وهي أن تتحوّل العصا إلى ثعبان كأي ثعبان حيّ، وأن تتحوّل اليد السمراء إلى بيضاء بقدرة الله ـ فكذّب وعصى ـ كذّب فرعون موسى، واعتبر أن ما صدر منه هو سحر، وتمرد عليه ـ ثم أدبر يسعى ـ أراد أن يقف أمام موسى(ع)، فارتعد من قوّة موسى وخافها، لأنها قوة لم يعهد مثلها من قبل ـ فحشر فنادى ـ حشر الناس ونادى السحرة، وحاول أن يغطي ضعفه الذي شعر به أمام موسى بمظهر القوة الكلامية ـ فقال أنا ربُّكم الأعلى ـ ادّعى الربوبية، فما كان من الله تعالى إلا أن أخضعه وأذلـه وأظهره مجرد جسد ميت لا يملك أي شيء من القوة ـ فأخذه الله نكال الآخرة والأولى} (النازعات:17-25)، ليكون ذلك درساً لكل الطغاة الذين يستعلون على الناس، وينتفخون بمشاعر القوة التي لا يملكونها في عمق وجودهم، وإنما ينطلقون بها من حالات طارئة، كمال يملكونه، أو كقوة وسلطة هنا وهناك.

الطغاة ومؤاثرة الحياة الدنيا

ويحدِّثنا الله تعالى عن نوعٍ من أنواع الطغيان الذاتي، كطغيان العصاة الخاطئين الضالين الكافرين، الذين يتجاوزون حدود الله تعالى، فينسون ربهم، ويستعلون بما يملكونه من أسباب القوة التي تحوّل قوّتهم إلى طغيان، ويستغرقون في شهوات الحياة الدنيا وأطماعها وكل مواقع القوة فيها، وينسون الآخرة، ويطيعون هوى أنفسهم، فيبتعدون عن الخط المستقيم.

إن الله تعالى يحدثنا عن هذا النموذج الذي قد نرى الكثير مثله في الناس: {فأما من طغى ـ تجاوز الحد في تفكيره وسلوكه وكل حياته مع الناس ـ وآثر الحياة الدنيا ـ استسلم للدنيا، وأخلد بكل طاقاته إلى الأرض، لأنه يعتبر أن الحياة الدنيا هي نهاية المطاف، ولا يلتفت إلى الذين سبقوه ممن ضمّتهم الأرض وماتوا ونسيتهم الحياة ـ فإن الجحيم هي المأوى ـ لأن طغيانه في العقيدة والسلوك أبعده عن الله وأخضعه للشيطان، فاستسلم له، وكفر بربه، وتمرد عليه، فاستحق الجحيم ـ وأما من خاف مقام ربه ـ استشعر عظمة ربه، واستذكر الوقوف أمامه، فعمل لما عنده ـ ونهى النفس عن الهوى ـ واجه النفس الأمارة بالسوء عندما دعته إلى أن يطيع هواه وأن يسقط في شهواته وأطماعه، واستبدلها بما يرشده إليه عقله، وما توجهه إليه رسالات الله ـ فإن الجنة هي المأوى} (النازعات:37-39)، لأنه سلك الطريق الذي يؤدي به إلى الجنة، وهو طريق التقوى: {وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أُعدّت للمتقين} (آل عمران:133) .

رسالات الأنبياء: عبادة الله واجتناب الطاغوت

ويحدثنا الله تعالى عن أن رسالات الأنبياء تختصرها كلمتان، الكلمة الأولى: {اعبدوا الله} وحده لا شريك له، لتكن كل أوضاعكم وعلاقاتكم وكل حياتكم لله، فلا شيء لغير الله، فلا تقدّموا رجلاً ولا تؤخّروا أخرى حتى تعلموا أن في ذلك لله رضى. هكذا هي عبادة الله وحده؛ أن لا تخضعوا لأحد إلا لله. والكلمة الثانية: {واجتنبوا الطاغوت}، والطاغوت قد يتمثل في شخص يبغي في الأرض بغير الحق، فيظلم الناس، ويفسد في البلاد، ويتحرك في الخطوط المنحرفة، وقد يتمثل الطاغوت في خطٍ أو نهجٍ، وذلك في القوانين التي يبتدعها الناس على غير ما شرّعه الله من قانون، وفي المنهج الذي يخطط له البعض في غير ما أراده الله من منهج، فعلى الإنسان أن يقف بين خطين: عبادة الله، واجتناب الطاغوت. وقد بشّر الله تعالى أولئك الذين رجعوا إلى الله وعبدوه وحده، واجتنبوا الطاغوت، فقال: {والذين اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها وأنابوا إلى الله لهم البشرى فبشّر عباد* الذين يستمعون القول فيتّبعون أحسنه}.

وهذا ما ينبغي لنا أن نفكِّر فيه؛ أن نسير في الخط المستقيم الذي يقودنا إلى الله، وأن نجتنب عن الخط المنحرف الذي يقودنا إلى الشيطان. وقد ورد عن عليّ(ع) وهو يقول عن الطاغي: "ما أسرع صرعة الطاغي"، ويقول(ع): "الظالم طاغ ينتظر إحدى النقمتين"، نقمة المظلوم ونقمة الآخرة.

إن على الإنسان المؤمن أن يفكر كيف ينصح نفسه، وكيف يربيها، وكيف يعمل للقرب من الله تعالى، ليعبد الله وحده، ويطيع الله وحده، ويتذكَّر الله وحده، ويبتعد عن كل ما ينسيه الله تعالى: {ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون* لا يستوي أصحاب النار وأصحاب الجنة أصحاب الجنة هم الفائزون} (الحشر:109).

 

الخطبة الثانية

بسم الله الرحمن الرحيم

عباد الله... اتقوا الله، وواجهوا مسؤولياتكم بأن تبتغوا الدار الآخرة، ولا تنسوا نصيبكم من الدنيا، وأن تتحركوا في خط القيم الروحية والأخلاقية والإنسانية التي تعبَّدكم الله بها، من أجل أن تكون الحياة عندكم حياة تنفتح على الله وعلى الحق، وعلى كل ما يحقق لكم القوة والعزة والكرامة في خط الوحدة للمؤمنين الذين يريد الله تعالى لهم أن يكونوا صفاً واحداً، وأن يحبّ الإنسان منكم لأخيه ما يحبّ لنفسه، ويكره له ما يكره لها، وأن تواجهوا كل التحديات التي يتحداكم بها المستكبرون في كل العالم الإسلامي، فماذا هناك من هذه التحديات:

أمريكا دعم مطلق لإسرائيل

في المشهد الإسرائيلي ـ الفلسطيني، تواصل الولايات المتحدة الأمريكية دعمها المطلق لإسرائيل، فقد ضغطت على الفلسطينيين لتسهيل مسألة معبر رفح وفق الشروط الإسرائيلية، بما يعتبر إسقاطاً جديداً للسيادة الفلسطينية، والذي يؤكد أن غزة لا تزال سجناً كبيراً لأهلها. وإذا كانت وزيرة الخارجية الأمريكية قد تحدثت بطريقة خجولة عن سياسة الاستيطان، فلتَظهر بمظهر التوازن في معرض إلقائها اللوم على الفلسطينيين، ودعوتها لتفكيك فصائل الانتفاضة بحجة أنها "إرهابية".

وإننا نتساءل: إذا كانت أمريكا تحافظ على احترام حقوق الإنسان، فلماذا لم تبادر إلى دعوة إسرائيل للانسحاب من الأراضي الفلسطينية المحتلة بشكل كامل لإنهاء المشكلة الفلسطينية ـ الإسرائيلية، بدلاً من تقطيع أوصال المنطقة، وإثارة الأوضاع القلقة في قضية هنا وقضية هناك، لتغييب المسألة الاستراتيجية الكلية في دوائر الجزئيات الصغيرة؟!

هذا من جهة، ومن جهة أخرى، فإن إسرائيل تتابع سياسة الاغتيالات اليومية للمجاهدين، والاعتقالات المتحركة، والاجتياحات المنظَّمة للقرى والمخيمات، ما قد يؤدي إلى إشعال نار الشرق الأوسط أكثر من أيّ وقت مضى، وجعلها بؤرة انفجارات كارثية، كما يقول بعض المحللين الغربيين، الذي يؤكد أن أمريكا "أساءت تقدير الأمور في حمايتها المطلقة لإسرائيل".

التطبيع الشامل مع إسرائيل

ومن جانب آخر، نجد أن تونس فتحت أبوابها لوزير خارجية العدو لحضور قمة المعلوماتية، ليطالبها بالاستعجال في ترتيب العلاقات الدبلوماسية، وعدم انتظار الحل النهائي لفلسطين، كجزء من سحق مواقع الممانعة العربية والمقاومة التحريرية للأمة لحساب إسرائيل، بفعل الضغط الأمريكي، في الوقت الذي لا نسمع دولة عربية تطالب إسرائيل بحل المشكلة الفلسطينية حلاً قائماً على منح الشعب الفلسطيني حقوقه الشرعية في أرضه، وإزالة المستوطنات والجدار العنصري، وعودة اللاجئين إلى بلادهم، لأن المشكلة هي أن الدول العربية بدأت التطبيع مع العدو أكثر من التطبيع مع الشعب الفلسطيني!!

وفي هذا الجو، بدأت الولايات المتحدة الأمريكية في تخطيط مشروعها للشرق الأوسط الكبير، لإدراج إسرائيل في "مساعي بناء الديمقراطية وحقوق الإنسان في المنطقة"، وستغدو جزءاً من الحوار الإقليمي الذي تريده أمريكا، وخصوصاً في العالم العربي، وهذا ما أبلغته وزيرة خارجية أمريكا لأكثر من زعيم عربي.

إن معنى ذلك، أن العدو سوف يتدخّل في القضايا الداخلية الحسّاسة في المنطقة، تحت تأثير الضغط الأمريكي الذي يعمل على إدخال إسرائيل كعنصر حيوي مؤثّر في كل القضايا العربية، باعتبارها الدولة التي ستعلّم العرب الحقوق الإنسانية والديمقراطية والمساواة، وهذا هو قمة التطبيع الشامل على جميع المستويات.

والسؤال: أية ديمقراطية تمثّلها إسرائيل أمام التمييز العنصري ضد العرب والفلسطينيين التابعين لدولتها؟ وأيّ حقوق للإنسان في ما يتمثّل في احتلالها للأرض الفلسطينية ومصادرتها لكل حقوقهم في أراضيهم، وتدميرها للبنية التحتية لكل واقعهم الحياتي الإنساني، وفي اقترافها للجرائم الوحشية ضد المدنيين، واستخدامها للأسلحة الأمريكية المتطوّرة التي لا تُستخدم إلا في الحروب الكبرى؟ ولكن ربما كانت المسألة لدى أمريكا هي السلوك السياسي والأمني الذي تلتقي فيه العنصرية الإسرائيلية بالعنصرية الأمريكية. وعلى العالم العربي والإسلامي الذي قد تنطلي عليه هذه الخدعة الأمريكية، أن ينتبه إلى مستقبل شعوبه أمام الاجتياح العدواني الإسرائيلي ـ كما الأمريكي ـ لكل مقدّراته وقضاياه الحيوية المصيرية.

العراق بين الاحتلال والقوى التكفيرية

ويبقى العراق في قلب الدوّامة الأمنية، والفوضى الاقتصادية؛ بين احتلال تتخبّط حركته وإدارته في متاهات أوضاع البلد، في خطته التي يحاول فيها المحافظة على مصالحه الاستكبارية والاستغلالية والاستثمارية لحساب شركاته الاحتكارية التي يشرف عليها رجال إدارته الذين يعملون على سرقة موارد العراق، وبين القوى التكفيرية التي تتابع قتل المدنيين الأبرياء، بحيث أصبحت تمارس إرهابها الوحشي يومياً، من خلال الحقد المذهبي الذي يستحل دماء المسلمين ـ حتى الأطفال منهم ـ من دون أن نسمع صوتاً صريحاً واضحاً من العلماء المسلمين في العالم الإسلامي، على أساس الخلط الغبي بين الإرهاب التكفيري والمقاومة الحرّة.

إن العراق يستعد لانتخاباته التي تتحرك فيها قضايا بناء الدولة في خط المصير، كما يواجه المؤتمر القادم في القاهرة لدراسة أوضاعه الداخلية تحت شعار المصالحة الوطنية، ونأمل أن لا تكون خلفياته خاضعة لبعض الخطوط الأمريكية التي تلبس لبوساً عربياً.

إننا نتمنى للشعب العراقي الذي عاش المعاناة الصعبة من نظامه الطاغي، ومن احتلاله الوحشي، أن يأخذ بأسباب الوحدة والقوة والوعي، من أجل صنع مستقبل الاستقرار والنظام المتوازن، ونريد للدول العربية والإسلامية أن ترحم هذا الشعب، وتساعده على حلّ مشاكله الصعبة على أساس الأخوّة العربية والإسلامية.

لبنان يُبنى بالوحدة والحوار

أما لبنان، فإننا نريد لـه المزيد من الاستقرار على مستوى الحركة السياسية المنفتحة على صناعة المستقبل المتحرك على قاعدة الحوار وخطوط الوحدة الوطنية، بعيداً عن الاهتزازات الطائفية، والأجواء الانفعالية، وأن ينطلق في عملية وعي عميق ونظرة شاملة للمرحلة الصعبة التي تواجهها المنطقة بفعل السياسة الدولية، ولاسيما الأمريكية الضاغطة في تنوّعاتها السياسية والأمنية، وخصوصاً في القرارات الدولية، وفي التحقيقات الواسعة لجريمة اغتيال الرئيس الحريري، التي نتساءل معها: لماذا لم تتعاون أمريكا مع لجان التحقيق لتقدّم لها معلومات الأقمار الصناعية التي صوّرت الجريمة بتفاصيلها، من دون أن يتهمها مجلس الأمن بعدم التعاون؟ إن لبنان ينتظر معرفة المجرم وخلفيات الجريمة، لأنه لن يستقر إلا بذلك.

وفي هذا الجو، فإننا نرحب بانفتاح الدولة على العناوين المطلبية، ومنها دعم المازوت، كما نأمل أن تنفتح على العناوين الأخرى التي تمثّل ضرورةً استثنائية شعبية للفقراء والمحرومين، ونريد للسجالات التي قد تنطلق في أجواء المهاترات، وفي كلمات التخوين والاتهامات المتبادلة، أن تتوقف.

إن لبنان بحاجة إلى وحدته التي تستشرف المستقبل الكبير، والى الحوار الذي يلتزم الأولويات الكبرى التي ترتبط بقضايا المصير أمام التحديات الداخلية والخارجية، وعلى الجميع أن يرحموا هذا البلد، ليبقى وطن الإنسان والقيم الروحية والأخلاقية التي تجعله البلد المميّز في المنطقة والعالم.

اقرأ المزيد
نسخ النص نُسِخ!
تفسير