متفرقات
17/02/2022

أهلُ البيتِ (ع): محطَّاتُ القيمةِ والحقيقةِ عبرَ الزّمنِ

أهلُ البيتِ (ع): محطَّاتُ القيمةِ والحقيقةِ عبرَ الزّمنِ

هناك في مدى التاريخ محطّات ليس فيها ماضٍ وحاضرٌ ومستقبل، لأنّها محطّات الحقيقة، ولأنّها محطّات القيمة، قيمة الحقّ والعدل الَّتي ليس لها عمرٌ محدّد في الزَّمن؛ هي الزمن كلّه، وهي الحياة كلّها، فالحقّ يعطي الزَّمن معناه، ولا يعطيه الزَّمن تاريخاً، لأنَّ الحقَّ لا يُؤرَّخ.

لذلك، عندما ننطلق في هذا التَّاريخ، فلأنَّ لنا فيه أكثر من قيمة؛ قيمة ترتفع بالرّوح، فتشعر بأنّ روحاً تحلِّق معك، فلا تُحِسّ بشيءٍ من المادَّة في حركتها، ولأنَّ لنا في هذا التَّاريخ خطّاً لا بدَّ أن نسير عليه، ولأنَّ لنا في هذا التَّاريخ رسالةً ورسولاً وأئمَّة ونماذج حيَّة.. لنا أهلُ البيت (ع) الَّذين أذهَبَ الله عنهُم الرّجس وطهَّرهم تطهيرا.

وقصَّتنا مع أهل البيت، ليست قصَّة نبضة قلب، وخفقة شعور، ولكنَّها قصَّة رسالة، قصَّة أُناسٍ يمثِّلون كلَّ الحقيقة، وكلَّ الطّهر والنَّقاء: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً}[الأحزاب: 33]، فليست في شخصيّاتهم أيّ قذارة فكر، وقذارة الفكر هي الباطل، وليست في شخصيّاتهم أيّ قذارة حركة، وقذارة الحركة هي الظّلم، وليست في شخصيّاتهم أيّ قذارة انحراف، وقذارة الانحراف تعني الضَّلال والكفر والفسق والتمرُّد على الله.

وهكذا يعيشون الفكر الطَّاهر، فلا يقترب الخطأ والباطل إلى فكرهم، لأنَّ الباطل قذارة، والخطأ فيه شيء من القذارة.. وهكذا يعيشون طهارة الروح، فهم يحلِّقون صوب الله "لو كُشِفَ ليَ الغطاءُ ما ازددْتُ يقيناً" ، يحبُّون الله حبّاً يجعلهم يُحسّون باللَّوعة عندما يتحدّثون عن احتمال الفراق: "فهبني يا إِلَهي وسيِّدي ومولاي وربّي، صبرتُ على عذابك، فكيفَ أصبرُ على فراقك، وهَبْني صبرْتُ على حرِّ نارك، فكيفَ أصبرُ عن النّظر إلى كرامتك؟! ".

هذا عليّ (ع) يعيش حبّ الله، حتّى إِنّه لا يرى في النار مشكلة إلَّا من خلال أنّها تمثّل لمن يدخلها فراق الله، ولا يرى في حرِّها مشكلة إلَّا من خلال أنّها تحجبه عن النَّظر إلى كرامة الله، فكان عشقه لله، وكانت كلّ حياته تتمحور في كلمةٍ واحدة؛ الله.

وعندما أحبّ (ع) رسول الله (ص)، لم يحبّه قريباً، أحبّه لأنَّه رسول الله، ولذلك تغذَّى من رسالته منذ طفولته، فصاغه رسول الله صياغةً جعله نفسه في الروح، ونفسه في الإحساس والحركة، ونفسه في السّلوك، جعله الإنسان الَّذي يحمل كلّ علمه، ولذلك قال (ع): "علَّمني رسول الله ألفَ بابٍ، يَفتَحُ كلُّ بابٍ ألفَ باب" . عليّ باع نفسه لله {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللهِ}[البقرة: 207].

فقيمة أهلِ البيت (ع)، أنّهم انطلقوا بعيداً من ذواتهم، عاشوا الرِّسالة كلّها في فكرهم وإحساسهم وحركتهم وآمالهم، حتّى كان كلّ واحدٍ منهم قرآناً يتحرَّك، ورسالةً تتجسَّد، وأُفقاً ينفتح على كلّ قيمة، من حيث انفتاح الرسالة على القِيَم الروحيّة في الإنسان والحياة.

*من كتاب "للإنسان والحياة".

هناك في مدى التاريخ محطّات ليس فيها ماضٍ وحاضرٌ ومستقبل، لأنّها محطّات الحقيقة، ولأنّها محطّات القيمة، قيمة الحقّ والعدل الَّتي ليس لها عمرٌ محدّد في الزَّمن؛ هي الزمن كلّه، وهي الحياة كلّها، فالحقّ يعطي الزَّمن معناه، ولا يعطيه الزَّمن تاريخاً، لأنَّ الحقَّ لا يُؤرَّخ.

لذلك، عندما ننطلق في هذا التَّاريخ، فلأنَّ لنا فيه أكثر من قيمة؛ قيمة ترتفع بالرّوح، فتشعر بأنّ روحاً تحلِّق معك، فلا تُحِسّ بشيءٍ من المادَّة في حركتها، ولأنَّ لنا في هذا التَّاريخ خطّاً لا بدَّ أن نسير عليه، ولأنَّ لنا في هذا التَّاريخ رسالةً ورسولاً وأئمَّة ونماذج حيَّة.. لنا أهلُ البيت (ع) الَّذين أذهَبَ الله عنهُم الرّجس وطهَّرهم تطهيرا.

وقصَّتنا مع أهل البيت، ليست قصَّة نبضة قلب، وخفقة شعور، ولكنَّها قصَّة رسالة، قصَّة أُناسٍ يمثِّلون كلَّ الحقيقة، وكلَّ الطّهر والنَّقاء: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً}[الأحزاب: 33]، فليست في شخصيّاتهم أيّ قذارة فكر، وقذارة الفكر هي الباطل، وليست في شخصيّاتهم أيّ قذارة حركة، وقذارة الحركة هي الظّلم، وليست في شخصيّاتهم أيّ قذارة انحراف، وقذارة الانحراف تعني الضَّلال والكفر والفسق والتمرُّد على الله.

وهكذا يعيشون الفكر الطَّاهر، فلا يقترب الخطأ والباطل إلى فكرهم، لأنَّ الباطل قذارة، والخطأ فيه شيء من القذارة.. وهكذا يعيشون طهارة الروح، فهم يحلِّقون صوب الله "لو كُشِفَ ليَ الغطاءُ ما ازددْتُ يقيناً" ، يحبُّون الله حبّاً يجعلهم يُحسّون باللَّوعة عندما يتحدّثون عن احتمال الفراق: "فهبني يا إِلَهي وسيِّدي ومولاي وربّي، صبرتُ على عذابك، فكيفَ أصبرُ على فراقك، وهَبْني صبرْتُ على حرِّ نارك، فكيفَ أصبرُ عن النّظر إلى كرامتك؟! ".

هذا عليّ (ع) يعيش حبّ الله، حتّى إِنّه لا يرى في النار مشكلة إلَّا من خلال أنّها تمثّل لمن يدخلها فراق الله، ولا يرى في حرِّها مشكلة إلَّا من خلال أنّها تحجبه عن النَّظر إلى كرامة الله، فكان عشقه لله، وكانت كلّ حياته تتمحور في كلمةٍ واحدة؛ الله.

وعندما أحبّ (ع) رسول الله (ص)، لم يحبّه قريباً، أحبّه لأنَّه رسول الله، ولذلك تغذَّى من رسالته منذ طفولته، فصاغه رسول الله صياغةً جعله نفسه في الروح، ونفسه في الإحساس والحركة، ونفسه في السّلوك، جعله الإنسان الَّذي يحمل كلّ علمه، ولذلك قال (ع): "علَّمني رسول الله ألفَ بابٍ، يَفتَحُ كلُّ بابٍ ألفَ باب" . عليّ باع نفسه لله {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللهِ}[البقرة: 207].

فقيمة أهلِ البيت (ع)، أنّهم انطلقوا بعيداً من ذواتهم، عاشوا الرِّسالة كلّها في فكرهم وإحساسهم وحركتهم وآمالهم، حتّى كان كلّ واحدٍ منهم قرآناً يتحرَّك، ورسالةً تتجسَّد، وأُفقاً ينفتح على كلّ قيمة، من حيث انفتاح الرسالة على القِيَم الروحيّة في الإنسان والحياة.

*من كتاب "للإنسان والحياة".

اقرأ المزيد
نسخ النص نُسِخ!
تفسير