العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله لـ"الحوادث": لا تعارض بين التزام المسلمين الشيعة بمرجعيتهم الدينية وولائهم لأوطانهم

العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله لـ"الحوادث": لا تعارض بين التزام المسلمين الشيعة بمرجعيتهم الدينية وولائهم لأوطانهم

العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله لـ"الحوادث":

لا تعارض بين التزام المسلمين الشيعة بمرجعيتهم الدينية وولائهم لأوطانهم


في حضرة العلامة المرجع، السيّد محمّد حسين فضل الله، لا يسعك إلا أن تكون تلميذاً يتسابق ومعلّمه علّه يلحق بأفكاره فلا يلحقها... هو الذي لا تفوته فكرة من معجم تجربته الغنية الخلاقة... في واحة هذا الفكر استضافنا، وفي رحابه كان لقاءً تناول هموم الفكر والدين والسياسة والسلطة. لم تنجح سنوات الجهد الطوال من النيل من عزيمة ذاك الرجل المتجدّد المتوقّد، المنفتح على أفق الحرية الواسع حيث يحلّق مع شعره، وإن كان يأبى الاعتراف بأنه شاعر... بينه وبين الأنسنة مشوار من الصعب إدراكه، فهو يعتنق فلسفة الإنسانية إلى حدّ لم ييأس بعد من الدعوة إلى قيام دولة الإنسان، والعالم يغرق في دماء الحروب والظلم والإرهاب... يشخِّص مشكلة الواقع الإسلامي بأن المسلمين يعيشون في الماضي ويغفلون عن الحاضر والمستقبل... جولة أفق كانت لمجلة "الحوادث" مع العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، تطرّقت إلى أبرز الملفّات على الساحتين العربية واللبنانية.    

هناك نوع من سوء الفهم لطبيعة علاقة الشيعة بالمرجعية الدينية


المرجعية والمواطنة


س:  يؤخذ على المسلمين الشيعة أن ولاءهم للمرجعية أكثر منه للدولة، هل إن أزمة الولاء فعلاً قائمة بالنسبة إلى الشيعة؟

ج: هناك نوع من سوء الفهم لطبيعة علاقة الشيعة بالمرجعية التي تمثل موقعاً دينياً أقرب إلى جانب إعطاء الفتاوى الشرعية، على أساس ما يتمثّل بالمرجع من كفاية فقهية، والغالب في هذه الفتاوى أنّها تتّصل بالحياة الشخصيّة للإنسان، ولا تنفتح على القضايا العامّة للمجتمع الإسلامي الواسع إلا من خلال المرجعيات التي تعيش الأفق الواسع في الخطّ الإسلامي الذي ينفتح على العالم كلّه، بحيث تكون قادرةً على تقديم حلول إسلامية حضارية إلى النّاس، كي يفهموا أنّ الإسلام ليس مجرّد علاقة بين الإنسان وربّه من الناحية الذاتية، بل هو منهجٌ للحياة وعقيدة للفكر والعاطفة.

فعلاقة الشّيعة بالمؤسّسة المرجعيّة أقرب إلى العلاقة الشخصية منها إلى العلاقة القياديّة، أمّا الأطر العامّة التي يعيش فيها الناس، كالإطار الوطني أو القومي أو الإقليمي، فقد ترى أن لا دور لها في هذه الساحات، إلا إذا كانت مرجعيةً تنفتح على العالم كلّه.
الإسلام ليس مجرّد علاقة ذاتية بين الإنسان وربّه، بل هو منهج للحياة وعقيدة للفكر والعاطفة

وفي ضوء ذلك، ليست هناك أيّ مشكلة في ارتباط الشّيعة الولائيّ ـ إذا صحّ التعبير ـ بالمرجعية، مقابل ارتباطهم الوطني الذي ينطلق من التزام الإنسان بحريّة وطنه أمام الذين يريدون أن يفرضوا عليه سلطتهم وأن يصادروا ثرواته ويعبثوا بأمنه، كما نلاحظه في البلدان الإسلامية التي سيطر عليها الغرب تحت شعار الاستعمار فيما مضى، ومن خلال الاحتلال في ما نواجهه في فلسطين والعراق وأفغانستان في الوقت الحاضر.

أنا لا أتصوّر أنّ هناك أيّ تعارض بين الارتباط بالوطن كموقع من المواقع التي يعيش فيها المسلمون الشّيعة ويعملون على أساس رفع المستوى الثقافي والسياسي والاقتصادي فيها، وبين الالتزام بالمرجعية الدينية. وعلينا ألا ننسى أنّ الوطن ليس صنماً نعبده؛ فالأرض هي أرض الإنسان التي يعيش فيها، ومن الطبيعي أن ترتبط حرية هذه الأرض بحريته. وفي هذا المجال، هناك كلمة مرويّة عن الإمام علي(ع): "ليس بلد أولى بك من بلد، خير البلاد ما حملك". فالقضية هي أنسنة الوطن؛ فإن ابتعد الوطن عن أن يؤنسن للإنسان شخصيّته وحريته، فعند ذلك لا يكون بمستوى القيمة التي يمثّلها الإنسان من حرية وكرامة...

خلاصة القول: إنّ ارتباط الشيعة بالمرجعية هو ارتباط شرعي وليس ارتباطاً سياسياً، كما أنّ التجربة التي عاشها المسلمون الشيعة ويعيشونها في أوطانهم، تبيِّن أنّهم يلتزمون حرية الوطن أكثر مما يلتزمها الآخرون، فالمقاومة الإسلاميّة في لبنان انطلقت من روح وطنية في الدفاع عن الأرض وتحريرها من الاحتلال الإسرائيلي، إلا أنّ هناك اتّهاماً للمسلمين الشّيعة في المنطقة بأنّهم يخلصون لإيران أكثر مما يخلصون لأوطانهم، مع العلم أنّ موقف الشّيعة من إيران ليس موقفاً واحداً، فقد يوافق البعض على سياستها ولا يوافق البعض الآخر. وبعض من يسمّون المعتدلين العرب يتحدّثون عن علاقة الشّيعة بإيران، ولكنّهم لا يتحدّثون عن علاقة الآخرين بأمريكا والغرب وحتى إسرائيل، وذلك بصرف النظر عن الموافقة أو عدم الموافقة على السياسة الإيرانية. وهذه المسألة إنما انطلقت من خلفيّات المشكلة بين أمريكا وإيران.

الإدارة الأمريكية عدوّ للشيعة أم صديق؟

س: ولكن هناك من يسأل عن ازدواجية عند الشيعة بالنسبة إلى العدوّ والصديق، فأمريكا حليف في العراق وعدوّ في طهران؟

ج: عندما ندرس الواقع الإسلامي الشيعي في العراق بشكل علمي دقيق، لا نجد أنّ الشيعة يتحالفون مع أميركا بالمعنى السياسي الذي يجعلهم يتلاقون مع سياستها، ولكن كانت هناك مشكلة في العراق هي مشكلة النظام الدكتاتوري السابق الذي اضطهد الشيعة اضطهاداً كبيراً، وأعدم الكثير من مفكّريهم وعلمائهم، وعلى رأسهم السيد محمد باقر الصدر، وهذا النظام كان محميّاً من المخابرات الأمريكية والسوفياتية في ذلك الوقت. وأمريكا لم تأتِ إلى العراق بدعوة من الشيعة، إنما جاءت من أجل مصالحها ومن أجل موقع العراق الاستراتيجي ونفطه، فكان هناك التقاء في المصالح ولم يكن هناك تحالف.
أمريكا لم تأتِ إلى العراق بدعوة من الشيعة، إنما جاءت من أجل مصالحها ومن أجل موقع العراق الاستراتيجي ونفطه

لذلك، فإنّ الكثيرين من الشيعة في العراق يرفضون الاحتلال الأمريكي بشكلٍ صارخ، وهناك مقاومة شيعية تقاوم هذا الاحتلال، حتى إنّ الاتفاقيّة الأمنيّة التي وقِّعت مع أمريكا، كانت اتفاقيةً لانسحاب الجيش الأمريكي ولم تكن اتفاقيةً سياسيةً. وبحسب قراءتي وخبرتي في الواقع العراقي، أرى أنّ العراقيين لا يعتبرون أميركا صديقةً، وإنما يعتبرونها بمثابة القضاء والقدر الذي فرّوا إليه، وقد عمل الاحتلال على تعطيل الكثير من الخدمات التي تحاول الحكومة القيام بها، بل إنّه ذهب إلى عدم السماح لهذه الحكومة بالنّجاح، تماماً كما لم تسمح السياسة الأمريكية الملتزمة بأمن إسرائيل، للحكومة الفلسطينية بالنجاح، لأنّ حركة حماس تمثّل الأكثرية في مجلس النواب.

الخلافات بين المذاهب

س: رغم كلّ التحديات التي تحيط بالعالم العربي، فإنّ عوامل التوتّر بين المسلمين السنّة والشّيعة ما إن تخفّ حتى تثار ثانيةً، ودائماً نلوم الاستكبار، ولكن أليس بإمكان السنة والشيعة اليوم تجاوز خلافاتهم الفقهية والمذهبية والانطلاق إلى بناء مستقبل إنساني جامع؟

ج: إنّ المشكلة التي يعانيها الواقع الإسلامي، هي أنّ الكثير من المسلمين، وبتأثير من رجال الدين، لا يزالون يعيشون ذهنيّة الماضي ويغفلون عن الحاضر والمستقبل، ولذلك فعندما نثير مثلاً قضيّة الخلافة، نجد حساسيةً قد تصل إلى حدّ أن يقتل المسلم أخاه المسلم، كما يحصل في العديد من البلدان الإسلاميّة، كباكستان وأفغانستان والعراق... وللأسف، هناك عصبيّة مشتركة بين الطّرفين تتمظهر بالإساءة إلى مقدّسات هذا الفريق أو تكفير الفريق الآخر أو اعتباره مرتدّاً، واليوم نرى تنظيم القاعدة في العراق يعمل على هدفين؛ قتل الشيعة وقتل المحتلّ، ومن المؤسف أنّ التفجيرات التي تستهدف الشيعة ومقدّساتهم هي أكبر من تلك التي تستهدف الاحتلال الأميركي. والأسوأ من ذلك، أنّ هذه التعقيدات والحساسيات تنتقل من جيل إلى جيل.
الذين يعملون على ضرب الوحدة الإسلاميّة، انطلقوا من الشّعار البريطاني "فرِّق تسد"

كما أنّنا نرى أنّ الذين يحاربون دعاة الوحدة الإسلامية والتقريب بين المذاهب ويرجمونهم بالحجارة، ويريدون أن يسيطروا على مقدّرات المسلمين، قد انطلقوا من الشعار البريطاني: "فرِّق تسد"، وبالتالي أصبحت مسألة الخلاف السني ـ الشيعي من مفردات السياسة الاستكبارية التي تحاول استغلال بعض سلبيات الفريقين لإثارة الفتنة من جديد، وهذا ما عبّر عنه الرئيس الأميركي جورج بوش مراراً بعبارة "الفوضى الخلاقة" التي تعني بالمصطلح الأميركي "الخلاقة للمصالح الاستراتيجية الأميركية وإخضاع المنطقة واستغلال ثرواتها الطبيعيّة".

وقد لاحظنا كيف كانت الوزيرة الأميركية السابقة كوندوليسا رايس تفرض إملاءاتها السياسية على المنطقة، وتقسِّم الدول العربية إلى دول اعتدال ودول تطرّف وممانعة، وترسّخ معادلة أن إيران هي العدوّ وإسرائيل هي الصديق. لذلك فإنّ هذا النوع من التعقيدات الإسلامية له بعد داخلي تاريخي، وبعد آخر خارجي سياسي.

الفكر الأصيل والتّغيير

س: ولكن أين الفكر البديل وأين تصرف حركته، خصوصاً أنّنا أمام حركات أصوليّة تنتهج العنف فكراً؟

ج: إنّ الفكر البديل أو الأصيل لا يمكن أن يغيِّر الواقع إلا إذا كانت لديه قوّة تستطيع أن تحرك خطوطه في واقع الحياة، ونحن نعرف أنّ هناك سيطرةً اقتصاديةً وأمنيةً وسياسيةً شاملةً للغرب على منطقتنا، ولذلك هناك رصدٌ غربيٌّ لكلّ حركات التحرّر الإسلامية، لتطويقها وإضعافها ومنعها من الامتداد في الواقع الإسلامي، وهذا ما نلاحظه في الحرب التي يشنّها الغرب بأجمعه على المقاومة، سواء في لبنان أو فلسطين أو العراق. في حرب تمّوز (يوليو)2006م، اجتمع العالم كلّه في إيطاليا لإدانة المقاومة، غاضّين الطرف عن المجازر الإسرائيليّة، محاولين تبرير كلّ الفظائع والجرائم التي ارتكبتها إسرائيل في غزّة، بأنّها كانت من موقع الدفاع عن النفس.
الفكر البديل أو الأصيل لا يمكن أن يغيّر الواقع إلا إذا كانت لديه قوة تستطيع أن تحرك خطوطه في واقع الحياة

إنّ هناك حرباً على حركات التحرّر في العالم الإسلاميّ، حتى إنّ بعض أجهزة المخابرات توجّه كلّ نشاطها لمحاصرة هذه الحركات، وهذا ما نلاحظه من خلال الموقف تجاه حركة حماس. وللأسف، لم نر أيّ موقف قويّ وحاسم يضغط على الحكومة الإسرائيلية اليمينية ـ وكل الإسرائيليين يمينيّون ـ وهي تنسف كلّ الاتفاقات التي جرى التوصّل إليها في المؤتمرات الدوليّة السابقة أو في العلاقة مع السلطة الفلسطينية.

ونحن نلاحظ أنّ الغرب يدعم إسرائيل لأنّه يدعم الأقوياء، ويرى أنّها تمثّل قوةً إقليميةً كبرى في المنطقة، بينما لا يمثّل العرب إلا العجز والضعف، لذلك قلنا في وقت من الأوقات، إنّ العالم العربي مات، وقد تحدّث أمين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى بعد ذلك عن موت العالم العربي.

الانتخابات النيابيّة اللّبنانية

س: سيكون لبنان أمام مشهدٍ انتخابيّ "محتشد"، إن جاز التعبير، في 7 حزيران/يونيو، هل ترى أنّ 8 حزيران(يونيو) سيحمل جديداً للبنانيين؟

ج: أنا لا أعتقد أنّ هناك جديداً في المشهد الانتخابي اللّبناني في ظلّ الذهنيّة التي تسيطر على السّائرين في خطّ الانتخابات، واللّغة التي يستخدمونها، والتي تسقط أمامها كلّ القيم الأخلاقية والروحية والوطنية، ولكن قد يتبدل الأمر في حال تغيّر المشهد السياسي، باعتبار أنّ الواقع السياسي اللّبناني يتحرّك بين فريقين؛ فريقٍ يعتبره البعض مدعوماً من الغرب، وفريق آخر تمثّله المعارضة بكلِّ تنوّعاتها واختلافاتها، لذلك هناك موقف أميركي وغربي واضح يعتبر أنّ انتصار ما يسمى الأقلّية في لبنان سوف يقلب الأمور رأساً على عقب، وسوف يؤدّي إلى نتائج سلبية وحتى كارثيّة على لبنان، لأنّ الخطّ السياسي الذي تسير عليه الأقلية في رأيهم، لا ينسجم مع المصالح الغربية، ولا سيّما الأميركية والأوروبية، بينما إذا انتصرت الأكثريّة، فإنّ الوضع في لبنان سيبقى على حاله الذي هو عليه اليوم، هذا إضافةً إلى تدخّل محاور إقليمية متعدّدة تعمل على تقوية فريق في لبنان ضدّ الآخر.
العنصر الخارجي في هذه الانتخابات أقوى من العناصر الخارجية التي كانت في الانتخابات السابقة

من هنا، فإنّ العنصر الخارجي في هذه الانتخابات أقوى من العناصر الخارجيّة التي كانت في الانتخابات السابقة، لأنّ المرحلة الآن أكثر تعقيداً من المراحل السابقة، باعتبار أنّ لبنان يمثّل الساحة التي تتحرك فيها التجارب المخابراتبة الدولية والإقليمية، وهو يمثّل نافذة الشرق على الغرب، ونافذة الغرب على الشرق، لهذا يبقى لبنان خاضعاً، كما أردّد دائماً، للثلاثية السياسية: "لا تقسيم، لا انهيار ولا استقرار"...

س: هل ترى أنّ إلغاء الطائفيّة السياسيّة في لبنان يلغي فرادته القائمة على التعدّدية؟

ج: أنا لا أعتقد ذلك، لأنّ التعدّدية اللّبنانية لم تنطلق من خلال بطاقة الهويّة أو النّظام الطّائفي، بل انطلقت من أنّ الطوائف حقيقة واقعة في لبنان، سواء كان النظام طائفياً أو مواطنياً ديمقراطياً. لذلك، فإنّ المسألة ليست في تعدّد الطوائف، وإنّما في النّظام الطائفي الذي يحاول أن يقسِّم حقوق اللّبنانيين ومسؤوليّاتهم، فلهذه الطائفة نوّابها ومناطقها، وللطّائفة الأخرى نوّابها ومناطقها، حتى إنّه عندما يترشّح شخص في منطقة غير منطقته، يُنظَر إلى هذا الترشيح على أنّه مخالف للطّبيعة.

أنا أتصوّر أن الطائفية لا تمثل ديناً، بل هي حالة قبلية عشائرية بدوية تفتقر إلى قيم البداوة، ولهذا رأينا كيف أن بعض الأشخاص أرادوا تقوية زعاماتهم بإثارة القضايا المذهبية والطائفية، فلبنان هو هذا المخلوق الطائفي الذي لا يعيش إنسانية الإنسان اللّبناني، وإنّما يعيش مصالح الطوائف اللبنانية.

س: هل يحكم لبنان بالتوافق أو بالغلبة؟

ج: نحن نقول إنّ القانون اللبناني واتفاق الطائف ارتكزا على أساس أن الديمقراطية في لبنان ليست ديمقراطيةً عدديةً، لأنّ الحديث عن الديمقراطية العددية يثير حساسياتٍ في لبنان، وخصوصاً في الأوساط المسيحيّة، ولكن ما يثير الاستغراب، هو أنّ بعض من يرفض العددية يتحدث عن أقلية وأكثرية.

س: في رأيك، ماذا يفيد تحاور حزب الله مع الغرب الآن؟

ج: حزب الله يمثّل موقعاً سياسياً له امتدادات في العالم الإسلامي، وتحالفات مع إيران وسوريا، لذلك من الطبيعي جداً أن يدخل في حركة الواقع السياسي العالمي، لأنّ الواقع اللّبناني مرتبط بالواقع الخارجيّ.
حزب الله يمثل موقعاً سياسياً له امتدادات في العالم الإسلامي وتحالفات مع إيران وسوريا

بيروت ـ بارعة الفقيه

مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله (رض)
التاريخ: 21 ربيع الثاني 1430 هـ  الموافق: 17/04/2009 م

العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله لـ"الحوادث":

لا تعارض بين التزام المسلمين الشيعة بمرجعيتهم الدينية وولائهم لأوطانهم


في حضرة العلامة المرجع، السيّد محمّد حسين فضل الله، لا يسعك إلا أن تكون تلميذاً يتسابق ومعلّمه علّه يلحق بأفكاره فلا يلحقها... هو الذي لا تفوته فكرة من معجم تجربته الغنية الخلاقة... في واحة هذا الفكر استضافنا، وفي رحابه كان لقاءً تناول هموم الفكر والدين والسياسة والسلطة. لم تنجح سنوات الجهد الطوال من النيل من عزيمة ذاك الرجل المتجدّد المتوقّد، المنفتح على أفق الحرية الواسع حيث يحلّق مع شعره، وإن كان يأبى الاعتراف بأنه شاعر... بينه وبين الأنسنة مشوار من الصعب إدراكه، فهو يعتنق فلسفة الإنسانية إلى حدّ لم ييأس بعد من الدعوة إلى قيام دولة الإنسان، والعالم يغرق في دماء الحروب والظلم والإرهاب... يشخِّص مشكلة الواقع الإسلامي بأن المسلمين يعيشون في الماضي ويغفلون عن الحاضر والمستقبل... جولة أفق كانت لمجلة "الحوادث" مع العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، تطرّقت إلى أبرز الملفّات على الساحتين العربية واللبنانية.    

هناك نوع من سوء الفهم لطبيعة علاقة الشيعة بالمرجعية الدينية


المرجعية والمواطنة


س:  يؤخذ على المسلمين الشيعة أن ولاءهم للمرجعية أكثر منه للدولة، هل إن أزمة الولاء فعلاً قائمة بالنسبة إلى الشيعة؟

ج: هناك نوع من سوء الفهم لطبيعة علاقة الشيعة بالمرجعية التي تمثل موقعاً دينياً أقرب إلى جانب إعطاء الفتاوى الشرعية، على أساس ما يتمثّل بالمرجع من كفاية فقهية، والغالب في هذه الفتاوى أنّها تتّصل بالحياة الشخصيّة للإنسان، ولا تنفتح على القضايا العامّة للمجتمع الإسلامي الواسع إلا من خلال المرجعيات التي تعيش الأفق الواسع في الخطّ الإسلامي الذي ينفتح على العالم كلّه، بحيث تكون قادرةً على تقديم حلول إسلامية حضارية إلى النّاس، كي يفهموا أنّ الإسلام ليس مجرّد علاقة بين الإنسان وربّه من الناحية الذاتية، بل هو منهجٌ للحياة وعقيدة للفكر والعاطفة.

فعلاقة الشّيعة بالمؤسّسة المرجعيّة أقرب إلى العلاقة الشخصية منها إلى العلاقة القياديّة، أمّا الأطر العامّة التي يعيش فيها الناس، كالإطار الوطني أو القومي أو الإقليمي، فقد ترى أن لا دور لها في هذه الساحات، إلا إذا كانت مرجعيةً تنفتح على العالم كلّه.
الإسلام ليس مجرّد علاقة ذاتية بين الإنسان وربّه، بل هو منهج للحياة وعقيدة للفكر والعاطفة

وفي ضوء ذلك، ليست هناك أيّ مشكلة في ارتباط الشّيعة الولائيّ ـ إذا صحّ التعبير ـ بالمرجعية، مقابل ارتباطهم الوطني الذي ينطلق من التزام الإنسان بحريّة وطنه أمام الذين يريدون أن يفرضوا عليه سلطتهم وأن يصادروا ثرواته ويعبثوا بأمنه، كما نلاحظه في البلدان الإسلامية التي سيطر عليها الغرب تحت شعار الاستعمار فيما مضى، ومن خلال الاحتلال في ما نواجهه في فلسطين والعراق وأفغانستان في الوقت الحاضر.

أنا لا أتصوّر أنّ هناك أيّ تعارض بين الارتباط بالوطن كموقع من المواقع التي يعيش فيها المسلمون الشّيعة ويعملون على أساس رفع المستوى الثقافي والسياسي والاقتصادي فيها، وبين الالتزام بالمرجعية الدينية. وعلينا ألا ننسى أنّ الوطن ليس صنماً نعبده؛ فالأرض هي أرض الإنسان التي يعيش فيها، ومن الطبيعي أن ترتبط حرية هذه الأرض بحريته. وفي هذا المجال، هناك كلمة مرويّة عن الإمام علي(ع): "ليس بلد أولى بك من بلد، خير البلاد ما حملك". فالقضية هي أنسنة الوطن؛ فإن ابتعد الوطن عن أن يؤنسن للإنسان شخصيّته وحريته، فعند ذلك لا يكون بمستوى القيمة التي يمثّلها الإنسان من حرية وكرامة...

خلاصة القول: إنّ ارتباط الشيعة بالمرجعية هو ارتباط شرعي وليس ارتباطاً سياسياً، كما أنّ التجربة التي عاشها المسلمون الشيعة ويعيشونها في أوطانهم، تبيِّن أنّهم يلتزمون حرية الوطن أكثر مما يلتزمها الآخرون، فالمقاومة الإسلاميّة في لبنان انطلقت من روح وطنية في الدفاع عن الأرض وتحريرها من الاحتلال الإسرائيلي، إلا أنّ هناك اتّهاماً للمسلمين الشّيعة في المنطقة بأنّهم يخلصون لإيران أكثر مما يخلصون لأوطانهم، مع العلم أنّ موقف الشّيعة من إيران ليس موقفاً واحداً، فقد يوافق البعض على سياستها ولا يوافق البعض الآخر. وبعض من يسمّون المعتدلين العرب يتحدّثون عن علاقة الشّيعة بإيران، ولكنّهم لا يتحدّثون عن علاقة الآخرين بأمريكا والغرب وحتى إسرائيل، وذلك بصرف النظر عن الموافقة أو عدم الموافقة على السياسة الإيرانية. وهذه المسألة إنما انطلقت من خلفيّات المشكلة بين أمريكا وإيران.

الإدارة الأمريكية عدوّ للشيعة أم صديق؟

س: ولكن هناك من يسأل عن ازدواجية عند الشيعة بالنسبة إلى العدوّ والصديق، فأمريكا حليف في العراق وعدوّ في طهران؟

ج: عندما ندرس الواقع الإسلامي الشيعي في العراق بشكل علمي دقيق، لا نجد أنّ الشيعة يتحالفون مع أميركا بالمعنى السياسي الذي يجعلهم يتلاقون مع سياستها، ولكن كانت هناك مشكلة في العراق هي مشكلة النظام الدكتاتوري السابق الذي اضطهد الشيعة اضطهاداً كبيراً، وأعدم الكثير من مفكّريهم وعلمائهم، وعلى رأسهم السيد محمد باقر الصدر، وهذا النظام كان محميّاً من المخابرات الأمريكية والسوفياتية في ذلك الوقت. وأمريكا لم تأتِ إلى العراق بدعوة من الشيعة، إنما جاءت من أجل مصالحها ومن أجل موقع العراق الاستراتيجي ونفطه، فكان هناك التقاء في المصالح ولم يكن هناك تحالف.
أمريكا لم تأتِ إلى العراق بدعوة من الشيعة، إنما جاءت من أجل مصالحها ومن أجل موقع العراق الاستراتيجي ونفطه

لذلك، فإنّ الكثيرين من الشيعة في العراق يرفضون الاحتلال الأمريكي بشكلٍ صارخ، وهناك مقاومة شيعية تقاوم هذا الاحتلال، حتى إنّ الاتفاقيّة الأمنيّة التي وقِّعت مع أمريكا، كانت اتفاقيةً لانسحاب الجيش الأمريكي ولم تكن اتفاقيةً سياسيةً. وبحسب قراءتي وخبرتي في الواقع العراقي، أرى أنّ العراقيين لا يعتبرون أميركا صديقةً، وإنما يعتبرونها بمثابة القضاء والقدر الذي فرّوا إليه، وقد عمل الاحتلال على تعطيل الكثير من الخدمات التي تحاول الحكومة القيام بها، بل إنّه ذهب إلى عدم السماح لهذه الحكومة بالنّجاح، تماماً كما لم تسمح السياسة الأمريكية الملتزمة بأمن إسرائيل، للحكومة الفلسطينية بالنجاح، لأنّ حركة حماس تمثّل الأكثرية في مجلس النواب.

الخلافات بين المذاهب

س: رغم كلّ التحديات التي تحيط بالعالم العربي، فإنّ عوامل التوتّر بين المسلمين السنّة والشّيعة ما إن تخفّ حتى تثار ثانيةً، ودائماً نلوم الاستكبار، ولكن أليس بإمكان السنة والشيعة اليوم تجاوز خلافاتهم الفقهية والمذهبية والانطلاق إلى بناء مستقبل إنساني جامع؟

ج: إنّ المشكلة التي يعانيها الواقع الإسلامي، هي أنّ الكثير من المسلمين، وبتأثير من رجال الدين، لا يزالون يعيشون ذهنيّة الماضي ويغفلون عن الحاضر والمستقبل، ولذلك فعندما نثير مثلاً قضيّة الخلافة، نجد حساسيةً قد تصل إلى حدّ أن يقتل المسلم أخاه المسلم، كما يحصل في العديد من البلدان الإسلاميّة، كباكستان وأفغانستان والعراق... وللأسف، هناك عصبيّة مشتركة بين الطّرفين تتمظهر بالإساءة إلى مقدّسات هذا الفريق أو تكفير الفريق الآخر أو اعتباره مرتدّاً، واليوم نرى تنظيم القاعدة في العراق يعمل على هدفين؛ قتل الشيعة وقتل المحتلّ، ومن المؤسف أنّ التفجيرات التي تستهدف الشيعة ومقدّساتهم هي أكبر من تلك التي تستهدف الاحتلال الأميركي. والأسوأ من ذلك، أنّ هذه التعقيدات والحساسيات تنتقل من جيل إلى جيل.
الذين يعملون على ضرب الوحدة الإسلاميّة، انطلقوا من الشّعار البريطاني "فرِّق تسد"

كما أنّنا نرى أنّ الذين يحاربون دعاة الوحدة الإسلامية والتقريب بين المذاهب ويرجمونهم بالحجارة، ويريدون أن يسيطروا على مقدّرات المسلمين، قد انطلقوا من الشعار البريطاني: "فرِّق تسد"، وبالتالي أصبحت مسألة الخلاف السني ـ الشيعي من مفردات السياسة الاستكبارية التي تحاول استغلال بعض سلبيات الفريقين لإثارة الفتنة من جديد، وهذا ما عبّر عنه الرئيس الأميركي جورج بوش مراراً بعبارة "الفوضى الخلاقة" التي تعني بالمصطلح الأميركي "الخلاقة للمصالح الاستراتيجية الأميركية وإخضاع المنطقة واستغلال ثرواتها الطبيعيّة".

وقد لاحظنا كيف كانت الوزيرة الأميركية السابقة كوندوليسا رايس تفرض إملاءاتها السياسية على المنطقة، وتقسِّم الدول العربية إلى دول اعتدال ودول تطرّف وممانعة، وترسّخ معادلة أن إيران هي العدوّ وإسرائيل هي الصديق. لذلك فإنّ هذا النوع من التعقيدات الإسلامية له بعد داخلي تاريخي، وبعد آخر خارجي سياسي.

الفكر الأصيل والتّغيير

س: ولكن أين الفكر البديل وأين تصرف حركته، خصوصاً أنّنا أمام حركات أصوليّة تنتهج العنف فكراً؟

ج: إنّ الفكر البديل أو الأصيل لا يمكن أن يغيِّر الواقع إلا إذا كانت لديه قوّة تستطيع أن تحرك خطوطه في واقع الحياة، ونحن نعرف أنّ هناك سيطرةً اقتصاديةً وأمنيةً وسياسيةً شاملةً للغرب على منطقتنا، ولذلك هناك رصدٌ غربيٌّ لكلّ حركات التحرّر الإسلامية، لتطويقها وإضعافها ومنعها من الامتداد في الواقع الإسلامي، وهذا ما نلاحظه في الحرب التي يشنّها الغرب بأجمعه على المقاومة، سواء في لبنان أو فلسطين أو العراق. في حرب تمّوز (يوليو)2006م، اجتمع العالم كلّه في إيطاليا لإدانة المقاومة، غاضّين الطرف عن المجازر الإسرائيليّة، محاولين تبرير كلّ الفظائع والجرائم التي ارتكبتها إسرائيل في غزّة، بأنّها كانت من موقع الدفاع عن النفس.
الفكر البديل أو الأصيل لا يمكن أن يغيّر الواقع إلا إذا كانت لديه قوة تستطيع أن تحرك خطوطه في واقع الحياة

إنّ هناك حرباً على حركات التحرّر في العالم الإسلاميّ، حتى إنّ بعض أجهزة المخابرات توجّه كلّ نشاطها لمحاصرة هذه الحركات، وهذا ما نلاحظه من خلال الموقف تجاه حركة حماس. وللأسف، لم نر أيّ موقف قويّ وحاسم يضغط على الحكومة الإسرائيلية اليمينية ـ وكل الإسرائيليين يمينيّون ـ وهي تنسف كلّ الاتفاقات التي جرى التوصّل إليها في المؤتمرات الدوليّة السابقة أو في العلاقة مع السلطة الفلسطينية.

ونحن نلاحظ أنّ الغرب يدعم إسرائيل لأنّه يدعم الأقوياء، ويرى أنّها تمثّل قوةً إقليميةً كبرى في المنطقة، بينما لا يمثّل العرب إلا العجز والضعف، لذلك قلنا في وقت من الأوقات، إنّ العالم العربي مات، وقد تحدّث أمين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى بعد ذلك عن موت العالم العربي.

الانتخابات النيابيّة اللّبنانية

س: سيكون لبنان أمام مشهدٍ انتخابيّ "محتشد"، إن جاز التعبير، في 7 حزيران/يونيو، هل ترى أنّ 8 حزيران(يونيو) سيحمل جديداً للبنانيين؟

ج: أنا لا أعتقد أنّ هناك جديداً في المشهد الانتخابي اللّبناني في ظلّ الذهنيّة التي تسيطر على السّائرين في خطّ الانتخابات، واللّغة التي يستخدمونها، والتي تسقط أمامها كلّ القيم الأخلاقية والروحية والوطنية، ولكن قد يتبدل الأمر في حال تغيّر المشهد السياسي، باعتبار أنّ الواقع السياسي اللّبناني يتحرّك بين فريقين؛ فريقٍ يعتبره البعض مدعوماً من الغرب، وفريق آخر تمثّله المعارضة بكلِّ تنوّعاتها واختلافاتها، لذلك هناك موقف أميركي وغربي واضح يعتبر أنّ انتصار ما يسمى الأقلّية في لبنان سوف يقلب الأمور رأساً على عقب، وسوف يؤدّي إلى نتائج سلبية وحتى كارثيّة على لبنان، لأنّ الخطّ السياسي الذي تسير عليه الأقلية في رأيهم، لا ينسجم مع المصالح الغربية، ولا سيّما الأميركية والأوروبية، بينما إذا انتصرت الأكثريّة، فإنّ الوضع في لبنان سيبقى على حاله الذي هو عليه اليوم، هذا إضافةً إلى تدخّل محاور إقليمية متعدّدة تعمل على تقوية فريق في لبنان ضدّ الآخر.
العنصر الخارجي في هذه الانتخابات أقوى من العناصر الخارجية التي كانت في الانتخابات السابقة

من هنا، فإنّ العنصر الخارجي في هذه الانتخابات أقوى من العناصر الخارجيّة التي كانت في الانتخابات السابقة، لأنّ المرحلة الآن أكثر تعقيداً من المراحل السابقة، باعتبار أنّ لبنان يمثّل الساحة التي تتحرك فيها التجارب المخابراتبة الدولية والإقليمية، وهو يمثّل نافذة الشرق على الغرب، ونافذة الغرب على الشرق، لهذا يبقى لبنان خاضعاً، كما أردّد دائماً، للثلاثية السياسية: "لا تقسيم، لا انهيار ولا استقرار"...

س: هل ترى أنّ إلغاء الطائفيّة السياسيّة في لبنان يلغي فرادته القائمة على التعدّدية؟

ج: أنا لا أعتقد ذلك، لأنّ التعدّدية اللّبنانية لم تنطلق من خلال بطاقة الهويّة أو النّظام الطّائفي، بل انطلقت من أنّ الطوائف حقيقة واقعة في لبنان، سواء كان النظام طائفياً أو مواطنياً ديمقراطياً. لذلك، فإنّ المسألة ليست في تعدّد الطوائف، وإنّما في النّظام الطائفي الذي يحاول أن يقسِّم حقوق اللّبنانيين ومسؤوليّاتهم، فلهذه الطائفة نوّابها ومناطقها، وللطّائفة الأخرى نوّابها ومناطقها، حتى إنّه عندما يترشّح شخص في منطقة غير منطقته، يُنظَر إلى هذا الترشيح على أنّه مخالف للطّبيعة.

أنا أتصوّر أن الطائفية لا تمثل ديناً، بل هي حالة قبلية عشائرية بدوية تفتقر إلى قيم البداوة، ولهذا رأينا كيف أن بعض الأشخاص أرادوا تقوية زعاماتهم بإثارة القضايا المذهبية والطائفية، فلبنان هو هذا المخلوق الطائفي الذي لا يعيش إنسانية الإنسان اللّبناني، وإنّما يعيش مصالح الطوائف اللبنانية.

س: هل يحكم لبنان بالتوافق أو بالغلبة؟

ج: نحن نقول إنّ القانون اللبناني واتفاق الطائف ارتكزا على أساس أن الديمقراطية في لبنان ليست ديمقراطيةً عدديةً، لأنّ الحديث عن الديمقراطية العددية يثير حساسياتٍ في لبنان، وخصوصاً في الأوساط المسيحيّة، ولكن ما يثير الاستغراب، هو أنّ بعض من يرفض العددية يتحدث عن أقلية وأكثرية.

س: في رأيك، ماذا يفيد تحاور حزب الله مع الغرب الآن؟

ج: حزب الله يمثّل موقعاً سياسياً له امتدادات في العالم الإسلامي، وتحالفات مع إيران وسوريا، لذلك من الطبيعي جداً أن يدخل في حركة الواقع السياسي العالمي، لأنّ الواقع اللّبناني مرتبط بالواقع الخارجيّ.
حزب الله يمثل موقعاً سياسياً له امتدادات في العالم الإسلامي وتحالفات مع إيران وسوريا

بيروت ـ بارعة الفقيه

مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله (رض)
التاريخ: 21 ربيع الثاني 1430 هـ  الموافق: 17/04/2009 م
اقرأ المزيد
نسخ النص نُسِخ!
تفسير