هدفُ الصَّوم تعميقُ التَّقوى وتجذيرُها في حياتِنا

هدفُ الصَّوم تعميقُ التَّقوى وتجذيرُها في حياتِنا

عندما ندرس النصّ القرآني في مسألة الصّيام، نجد أنَّ الله يقول: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}[البقرة: 183]، فهدف الصَّوم هو تعميق التقوى وتجذيرها في عقل الإنسان وفي قلبه وحركته في الواقع.

فمن لم يحصل على ملكة التَّقوى وفعليَّتها في شهر رمضان، فإنّه لا يكون قد حقَّق هدف هذا الشَّهر، وينطبق عليه الحديث الشّريف: "ربَّ صائمٍ حظّه من صيامه الجوع والعطش"1.

لذلك، علينا أن ندخل في شهر رمضان دخولاً واعياً، تماماً كما لو كان للإنسان غاية يريد أن يحصل عليها. ولا بدَّ للإنسان أن يراقب نفسه في كلِّ يوم من أيَّام الصّوم، ليعرف ما إذا قد تقدَّم في التقوى أو أنّه تقهقر، حتى ينتهي الشَّهر ليكون في القمَّة من التقوى.

ثمّ إنَّ هذا الشَّهر الَّذي أراده الله سبحانه وتعالى حركةً من أجل التَّقوى، قد تضمَّن في مستحبّاته عدّة مفردات عبادية وثقافية، فيستحبّ للإنسان في هذا الشَّهر أن يقرأ القرآن ليتحرّك من خلال آياته في التقوى العقليَّة، وحتى يتثقَّف بالقرآن، وتكون الممارسة العمليَّة للصَّوم عنده ممارسة نابعة من قاعدة ثقافيَّة هي ما يقرأه في القرآن من آيات العقيدة والشَّريعة والموعظة والمنهج والحركة في الحياة.

ولقد أكَّد الله سبحانه أنَّ شهر رمضان هو شهرُ القرآن {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى}[البقرة: 185]. فانفتحوا على القرآن كما لو كان ينزل عليكم الآن، لتستقبلوه بعقولكم وألسنتكم وحياتكم.

وقد أرادنا الله في ليالي هذا الشَّهر ونهاراته، أن ندعوه في ابتهالاتنا: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ}، واعتبر الذين يتركون الدّعاء مستكبرين {إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ}[غافر: 60]. وهكذا يقول: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ}[البقرة: 186].

وقد ترك لنا النبيّ (ص) والأئمَّة (ع) تراثاً من الأدعية المتنوّعة المتحرّكة التي ندعو الله بها في النهار وفي المساء وفي السَّحر وفي كلّ يوم، ممّا يمثِّل ثروةً روحيّة ثقافيّة تعمِّق الروحانية في نفس الإنسان، وتقرّب الإنسان إلى الله لأنّها توصله إليه.

إنَّ شهر رمضان هو موسم من مواسم الرّوح والتَّقوى والاستقامة... ونحن نحتاج إلى أن نحضّر أنفسنا وأرواحنا وعقولنا وأجسادنا [لنعيش] شهر رمضان، ولكنَّ الناس ــــ للأسف ــــ يحضِّرون حلوياتهم وكلّ ما يشبع بطونهم ثأراً من الصّيام ومن جوع هذه السَّاعات، وبذلك نُتخم الصِّيام بشهواتنا وملذّاتنا، وإذا أتخمناهُ بكلِّ ذلك، فإنَّ التخمة قد تجلب الموت، وقد يموت الصيام في حياتنا ونموت روحيّاً.. أعاذنا الله من ذلك.

* من كتاب "النّدوة"، ج 2.

[1]بحار الأنوار، العلَّامة المجلسي، ج93، ص 289.

عندما ندرس النصّ القرآني في مسألة الصّيام، نجد أنَّ الله يقول: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}[البقرة: 183]، فهدف الصَّوم هو تعميق التقوى وتجذيرها في عقل الإنسان وفي قلبه وحركته في الواقع.

فمن لم يحصل على ملكة التَّقوى وفعليَّتها في شهر رمضان، فإنّه لا يكون قد حقَّق هدف هذا الشَّهر، وينطبق عليه الحديث الشّريف: "ربَّ صائمٍ حظّه من صيامه الجوع والعطش"1.

لذلك، علينا أن ندخل في شهر رمضان دخولاً واعياً، تماماً كما لو كان للإنسان غاية يريد أن يحصل عليها. ولا بدَّ للإنسان أن يراقب نفسه في كلِّ يوم من أيَّام الصّوم، ليعرف ما إذا قد تقدَّم في التقوى أو أنّه تقهقر، حتى ينتهي الشَّهر ليكون في القمَّة من التقوى.

ثمّ إنَّ هذا الشَّهر الَّذي أراده الله سبحانه وتعالى حركةً من أجل التَّقوى، قد تضمَّن في مستحبّاته عدّة مفردات عبادية وثقافية، فيستحبّ للإنسان في هذا الشَّهر أن يقرأ القرآن ليتحرّك من خلال آياته في التقوى العقليَّة، وحتى يتثقَّف بالقرآن، وتكون الممارسة العمليَّة للصَّوم عنده ممارسة نابعة من قاعدة ثقافيَّة هي ما يقرأه في القرآن من آيات العقيدة والشَّريعة والموعظة والمنهج والحركة في الحياة.

ولقد أكَّد الله سبحانه أنَّ شهر رمضان هو شهرُ القرآن {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى}[البقرة: 185]. فانفتحوا على القرآن كما لو كان ينزل عليكم الآن، لتستقبلوه بعقولكم وألسنتكم وحياتكم.

وقد أرادنا الله في ليالي هذا الشَّهر ونهاراته، أن ندعوه في ابتهالاتنا: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ}، واعتبر الذين يتركون الدّعاء مستكبرين {إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ}[غافر: 60]. وهكذا يقول: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ}[البقرة: 186].

وقد ترك لنا النبيّ (ص) والأئمَّة (ع) تراثاً من الأدعية المتنوّعة المتحرّكة التي ندعو الله بها في النهار وفي المساء وفي السَّحر وفي كلّ يوم، ممّا يمثِّل ثروةً روحيّة ثقافيّة تعمِّق الروحانية في نفس الإنسان، وتقرّب الإنسان إلى الله لأنّها توصله إليه.

إنَّ شهر رمضان هو موسم من مواسم الرّوح والتَّقوى والاستقامة... ونحن نحتاج إلى أن نحضّر أنفسنا وأرواحنا وعقولنا وأجسادنا [لنعيش] شهر رمضان، ولكنَّ الناس ــــ للأسف ــــ يحضِّرون حلوياتهم وكلّ ما يشبع بطونهم ثأراً من الصّيام ومن جوع هذه السَّاعات، وبذلك نُتخم الصِّيام بشهواتنا وملذّاتنا، وإذا أتخمناهُ بكلِّ ذلك، فإنَّ التخمة قد تجلب الموت، وقد يموت الصيام في حياتنا ونموت روحيّاً.. أعاذنا الله من ذلك.

* من كتاب "النّدوة"، ج 2.

[1]بحار الأنوار، العلَّامة المجلسي، ج93، ص 289.

اقرأ المزيد
نسخ النص نُسِخ!
تفسير