قضية الاستنساخ البشري

قضية الاستنساخ البشري

س: أثارت قضية الاستنساخ البشري كثيراً من الجدل، فهناك من يرى فيها فتحاً علمياً يُؤمّن العلاج لكثيرٍ من الأمراض، بينما يرى الآخرون أنَّها تدخل في طبيعة خلق البشر ومنافية للشّرع والأخلاق؟ سماحتكم كيف تنظرون إلى هذه المسألة؟ وما هو موقف الفقه منها؟

ج: لقد تحدّثنا أكثر من مرّة ـ حين انطلقت مسألة الاستنساخ ـ أنَّ الاستنساخ لا يُضاد مسألة الخلق، ولا يحوّل الإنسان إلى خالق في مقابل اللّه تعالى، لأنَّ الذين قاموا بعملية الاستنساخ استهدوا القانون الذي وضعه اللّه تعالى لولادة الكائن الحيّ، لأنَّ الكائن الحيّ يولد من خليةٍ تحتوي 46 كروموزوماً، حيثُ يتوزع هذا العدد بين النطفة التي تشتمل على 23 والبويضة التي تشتمل على 23، فإذا لُقّحت البويضة بالنطفة صارت خلية كاملة، فقام هؤلاء بأخذ خليّة كاملة وفرّغوا البويضة من الكروموزومات الموجودة فيها وزرعوها فيها، وفيها تتم ولادة الكائن الحيّ، تماماً من نفس الخلية التي أراد اللّه له أن يُولَد منها.

إذاً إنَّ هؤلاء لـم يصنعوا قانوناً، ولكنَّهم صنّعوا الشكل الذي يرتكز على أساس القانون الإلهي، فهي لا تُنافي العقيدة الدينية، ولكن هناك مسألة لا بُدَّ من ملاحظتها وهي: أنَّ كلّ اكتشافٍ علمي، أو نتاج علمي. قد يخضع لسلبٍ أو لإيجابٍ.. فلا بُّد لنا في دراسة الاستنساخ البشري من معرفة النتائج العملية الإيجابية لهذا الحدث، فإذا كانت السلبيّات أكثر من الإيجابيات فلا يجوز ذلك من ناحيةٍ شرعية، وإذا كانت الإيجابيات أكثر فهذا جائز، لهذا، إنَّ القضية تنتظر رصْد حركة هذا الحدث الجيني في الواقع من حيث تأثيره السلبيّ والإيجابيّ على الواقع.

وهناك ملاحظة هي أنّي سمعت ولكن بشكل غير دقيق أنَّ من الممكن أن يُنتجوا من خلال الاستنساخ البشري بعض الأجنّة ويأخذوا بعض الأعضاء للاستفادة منها ـ فإذا كانت المسألة ـ كما يُذكر أنّهم يأخذون من الأجنّة الذين لـم تلج الروح فيهم ـ أي قبل أربعة عشر يوماً ـ بمعنى أنَّ هذا الكائن الذي لـم يتحوّل إلى جنين بل كان مشروع جنين، إذا كان خارج الرحم، ولـم يلتصق بالرحم ولـم يتحوّل إلى كائنٍ حيّ من حيث ملامحه أو شكله، ولـم يأخذ شكل الإنسان، ولـم يبدأ ليكون إنساناً كما قد يُعبّر عنه بـ «المضغة» في المصطلح الفقهي والشرعي، فإذا كانت المسألة بهذا الحجم فمن الممكن أن يكون هذا أمراً جائزاً.

س: هناك من يقول: إنَّ العلماء في الوقت الراهن صاروا يقتربون من أصولٍ ما كان يجب البحث فيها، فهل تعتبرون أنه يجب أن تضع حدّاً للبحث العلمي؟ أم نتركه مفتوحاً على كلّ الأصعدة؟

ج: لا أجد أيّ مانع من أن يتطوّر البحث العلمي ليكتشف ويبدع، ولكن عملية الإنتاج العلمي لا بُدَّ أن تخضع للمصلحة الإنسانية العليا في طليعة حياته وعلاقاته وطبيعة انعكاسه سلباًَ أو إيجاباً على نموّ المجتمعات وتوازنها، لأنَّه لا يجوز أن تنتج إنتاجاً علميّاً يسقط التوازن الاجتماعي.

لهذا نحن نقول: ليس هناك مانع من أيّ إنتاج علمي، العلم خيرٌ وليس شراً، ولكن تحريك العلم في الواقع هو الذي ينتج الخير والشر، تماماً كما هي الذّرة، التي كان اكتشافها في كلّ عناصرها اكتشافاً يُفيد الإنسان، ولكنَّ بعض النّاس يستعملون هذا الاكتشاف في ما يضرّ بمصلحة الإنسان، وما يُدمّر الإنسان، فليس الاكتشاف العلمي هو المشكلة، وإنّما الإنسان المفكّر بالشر هو المشكلة... والقضية تعيش في هذا الاتجاه.

س: أثارت قضية الاستنساخ البشري كثيراً من الجدل، فهناك من يرى فيها فتحاً علمياً يُؤمّن العلاج لكثيرٍ من الأمراض، بينما يرى الآخرون أنَّها تدخل في طبيعة خلق البشر ومنافية للشّرع والأخلاق؟ سماحتكم كيف تنظرون إلى هذه المسألة؟ وما هو موقف الفقه منها؟

ج: لقد تحدّثنا أكثر من مرّة ـ حين انطلقت مسألة الاستنساخ ـ أنَّ الاستنساخ لا يُضاد مسألة الخلق، ولا يحوّل الإنسان إلى خالق في مقابل اللّه تعالى، لأنَّ الذين قاموا بعملية الاستنساخ استهدوا القانون الذي وضعه اللّه تعالى لولادة الكائن الحيّ، لأنَّ الكائن الحيّ يولد من خليةٍ تحتوي 46 كروموزوماً، حيثُ يتوزع هذا العدد بين النطفة التي تشتمل على 23 والبويضة التي تشتمل على 23، فإذا لُقّحت البويضة بالنطفة صارت خلية كاملة، فقام هؤلاء بأخذ خليّة كاملة وفرّغوا البويضة من الكروموزومات الموجودة فيها وزرعوها فيها، وفيها تتم ولادة الكائن الحيّ، تماماً من نفس الخلية التي أراد اللّه له أن يُولَد منها.

إذاً إنَّ هؤلاء لـم يصنعوا قانوناً، ولكنَّهم صنّعوا الشكل الذي يرتكز على أساس القانون الإلهي، فهي لا تُنافي العقيدة الدينية، ولكن هناك مسألة لا بُدَّ من ملاحظتها وهي: أنَّ كلّ اكتشافٍ علمي، أو نتاج علمي. قد يخضع لسلبٍ أو لإيجابٍ.. فلا بُّد لنا في دراسة الاستنساخ البشري من معرفة النتائج العملية الإيجابية لهذا الحدث، فإذا كانت السلبيّات أكثر من الإيجابيات فلا يجوز ذلك من ناحيةٍ شرعية، وإذا كانت الإيجابيات أكثر فهذا جائز، لهذا، إنَّ القضية تنتظر رصْد حركة هذا الحدث الجيني في الواقع من حيث تأثيره السلبيّ والإيجابيّ على الواقع.

وهناك ملاحظة هي أنّي سمعت ولكن بشكل غير دقيق أنَّ من الممكن أن يُنتجوا من خلال الاستنساخ البشري بعض الأجنّة ويأخذوا بعض الأعضاء للاستفادة منها ـ فإذا كانت المسألة ـ كما يُذكر أنّهم يأخذون من الأجنّة الذين لـم تلج الروح فيهم ـ أي قبل أربعة عشر يوماً ـ بمعنى أنَّ هذا الكائن الذي لـم يتحوّل إلى جنين بل كان مشروع جنين، إذا كان خارج الرحم، ولـم يلتصق بالرحم ولـم يتحوّل إلى كائنٍ حيّ من حيث ملامحه أو شكله، ولـم يأخذ شكل الإنسان، ولـم يبدأ ليكون إنساناً كما قد يُعبّر عنه بـ «المضغة» في المصطلح الفقهي والشرعي، فإذا كانت المسألة بهذا الحجم فمن الممكن أن يكون هذا أمراً جائزاً.

س: هناك من يقول: إنَّ العلماء في الوقت الراهن صاروا يقتربون من أصولٍ ما كان يجب البحث فيها، فهل تعتبرون أنه يجب أن تضع حدّاً للبحث العلمي؟ أم نتركه مفتوحاً على كلّ الأصعدة؟

ج: لا أجد أيّ مانع من أن يتطوّر البحث العلمي ليكتشف ويبدع، ولكن عملية الإنتاج العلمي لا بُدَّ أن تخضع للمصلحة الإنسانية العليا في طليعة حياته وعلاقاته وطبيعة انعكاسه سلباًَ أو إيجاباً على نموّ المجتمعات وتوازنها، لأنَّه لا يجوز أن تنتج إنتاجاً علميّاً يسقط التوازن الاجتماعي.

لهذا نحن نقول: ليس هناك مانع من أيّ إنتاج علمي، العلم خيرٌ وليس شراً، ولكن تحريك العلم في الواقع هو الذي ينتج الخير والشر، تماماً كما هي الذّرة، التي كان اكتشافها في كلّ عناصرها اكتشافاً يُفيد الإنسان، ولكنَّ بعض النّاس يستعملون هذا الاكتشاف في ما يضرّ بمصلحة الإنسان، وما يُدمّر الإنسان، فليس الاكتشاف العلمي هو المشكلة، وإنّما الإنسان المفكّر بالشر هو المشكلة... والقضية تعيش في هذا الاتجاه.

اقرأ المزيد
نسخ النص نُسِخ!
تفسير