استشارة..
هناك من يظهر شماتة بموت إنسان، ويبرز ذلك من خلال بعض الكلمات أو المظاهر والسلوكيّات. ما تعقيبكم على ذلك؟
وجواب..
لا غرو أن يقع الاختلاف وتنشب بسببها الخصومات بين النّاس حال كونهم على قيد الحياة، فيشبعون نزعة في نفوسهم بالكيد بالآخر أو الخصم والتشفّي منه، متوهّمين أنهم يُسعدون بذلك، غير أنّ ما هو غير مفهوم، أن تستمرّ هذه الخصومة بعد موت الطّرفين من خلال أتباعهما، أو من خلال طرف بعد موت الطّرف الآخر، إذ يفترض أن يكون الموت عبرةً لعقلاء الناس تجعلهم أمام دنيا لا قيمة لها، وأمام مطامع وأهواء لا بقاء لها، وتقطع حبل الآمال الذي كان موصولاً فيها، إذ لن يضرّ كيد الكائدين بمن فارق هذه الدنيا، كما أنّ الفكرة التي اختصمنا من أجلها سوف لن يشكّل الرّاحل غالباً خطراً عليها.
إذاً نحن كمتخاصمين لا ينبغي أن نعيش مفاعيل الخصومة بعد الموت شماتة بالمتوفَّى، وإصراراً على توهين مقامه عند الله وهتك حرمته، وخصوصاً أننا لا نعلم كيف سيكون مقامه عند الله، لجهة أنّه إن كان محقاً، فسيكون حجّة علينا، وإن لم يكن محقّاً، فحريّ بنا أن ندعو له بالرّحمة والمغفرة، ونتسامى أمام حقيقة الموت بما يناسب هذا الاستحقاق، وبما يناسب الخلق الرّفيع الذي يحبّه الله فينا، والقدوة الحسنة بنبيّنا (ص).
وقد ورد في الحديث الشّريف عن رسول الله (ص): "لا تظهر الشّماتة بأخيك، فيرحمه الله ويبتليك".
وعن الإمام الصّادق (ع): "من شمت بمصيبة نزلت بأخيه، لم يخرج من الدنيا حتى يفتتن".
***
مرسل الاستشارة:................
نوعها: اجتماعيّة.
المجيب عنها: سماحة الشيخ محسن عطوي، عضو المكتب الشّرعي في مؤسّسة العلامة المرجع السيّد محمد حسين فضل الله (رض).