ها نحن نودِّع عاماً من أعوامنا التي كتبها الله لنا، ونستقبل عاماً جديداً بكل ما نأمله منه، وما ينبغي لنا أن نملأه فيه من أعمال، وإذا ما عدنا إلى ما درج الناس عليه من عادات احتفالية في هذا اليوم من سهرٍ ومظاهر وولائم وأشكال الألعاب والتسلية على القنوات الفضائية، من بذخٍ واسراف...إذتصل إحدى البطاقات لحضور حفل فنيإلى خمسة آلاف دولار.. وفي الوقت عينه نسمع ونرى كثيراً من أحوال الفقر والفاقة في مجتمعاتنا . فنحن نعيش في تناقضات جمّة أصبحت تتحكم بواقعنا جرّاء الفوضى في الأخلاقيات والتفاعل مع القيم المطلوب تمثلها لإعادة وتصويب الأمور.
وما نريد قوله أنه لا بد من توجيه عاداتنا وتقاليدنا في أفراحنا واحتفالاتنا عند كل مناسبة، وأن نعي الوجه الحقيقي للفرح والسرور في الاسلام ، الذي ليس كما يتوهم البعض من أنه يحرِّم ذلك على الإنسان ، ولكنه يريد له أن يعيش هذا الفرح بشكل متوازن يحفظ له كرامته مشاعره وأجواءه الروحية والأخلاقية والإنسانية التي لا تبتعد به عن الله تعالى، بل تقرّبنا إليه عبر الشعور الواعي بنعمه الدائمة علينا.
فالإسلام يريد أن يبقى وجدان الإنسان نظيفاً طاهراً صادقاً في كل المناسبات والأحوال، يتحرك وفق المسؤولية في حركته الحاضرة نحو المستقبل، فتعطيه الفرحة مزيداً من الطاقة الشعورية من أجل تثبيت شخصيته في كل ما يواجه من مشاكل وتحديات، بعيداً عن الاستهتار والعبثية واللهو اللحظوي، فالفرح ينطلق من حالة إنسانية طبيعية لم يحرّمها الله ما دامت واعية وفي خطه.
وحول الزمن والإفادة من كل ما يحمله من معنى لتأصيل الإنسان في الوجود، يقول سيدنا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع): "من تساوى يوماه فهو مغبون، ومن كان أمسه أفضل من يومه فهو ملعون، ومن لم يرَ الزيادة في دينه فهو إلى النقصان، ومن كان إلى النقصان فالموت خيرٌ له من الحياة".
وعن الإمام زين العابدين(ع) في دعاءٍ له: "وَهَذَا يَوْمٌ حَادِثٌ جَدِيدٌ، وَهُوَ عَلَيْنَا شَاهِدٌعَتِيدٌ، إنْ أحْسَنَّا وَدَّعَنَا بِحَمْد، وَإِنْ أسَأنا فارَقَنا بِذَمّ، اللَّهُمَ صَلِّ عَلَى مُحَمَد وَآلِـهِ، وَارْزُقْنَـا حُسْنَ مُصَاحَبَتِهِ، وَاعْصِمْنَا مِنْ سُوْءِ مُفَارَقَتِهِ، بِارْتِكَابِ جَرِيرَة، أَوِ اقْتِرَافِصَغِيرَة أوْ كَبِيرَة، وَأجْزِلْ لَنَا فِيهِ مِنَ الْحَسَناتِ، وَأَخْلِنَا فِيهِ مِنَ السَّيِّئاتِ، وَامْلا لَنَا مَا بَيْنَطَرَفَيْهِ حَمْداً وَشُكْراً، وَأجْراً وَذُخْراً، وَفَضْلاً وَإحْسَاناً، اللَّهُمَّ يسِّرْ عَلَى الْكِرَامِ الْكَاتِبِينَمَؤُونَتَنَا، وَامْلا لَنَا مِنْ حَسَنَاتِنَا صَحَائِفَنَا، وَلاَ تُخْزِنَا عِنْدَهُمْ بِسُوءِ أَعْمَالِنَا، اللَّهُمَّ اجْعَلْ لَنَافِي كُلِّ سَاعَة مِنْ سَاعَاتِهِ حَظّاً مِنْ عِبَادِكَ، وَنَصِيباً مِنْ شُكْرِكَ وَشَاهِدَ صِدْق مِنْ مَلائِكَتِكَ".
وختاماً، ندعو الله تعالى أن تكون أعوامنا وساعاتنا فرصة مفتوحة وجادة على التقرب إلى الله في كل أوضاعنا لأنه من خلال الله نعيش الفرح الحقيقي الذي يؤصّل وجودنا ويمنحنا السعادة والطمأنينة، فليكن فرحنا عودة إلى الذات الواعية وإلى الله تعالى.
إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبّر بالضّرورة عن رأي الموقع، وإنّما عن وجهة نظر صاحبها.

ها نحن نودِّع عاماً من أعوامنا التي كتبها الله لنا، ونستقبل عاماً جديداً بكل ما نأمله منه، وما ينبغي لنا أن نملأه فيه من أعمال، وإذا ما عدنا إلى ما درج الناس عليه من عادات احتفالية في هذا اليوم من سهرٍ ومظاهر وولائم وأشكال الألعاب والتسلية على القنوات الفضائية، من بذخٍ واسراف...إذتصل إحدى البطاقات لحضور حفل فنيإلى خمسة آلاف دولار.. وفي الوقت عينه نسمع ونرى كثيراً من أحوال الفقر والفاقة في مجتمعاتنا . فنحن نعيش في تناقضات جمّة أصبحت تتحكم بواقعنا جرّاء الفوضى في الأخلاقيات والتفاعل مع القيم المطلوب تمثلها لإعادة وتصويب الأمور.
وما نريد قوله أنه لا بد من توجيه عاداتنا وتقاليدنا في أفراحنا واحتفالاتنا عند كل مناسبة، وأن نعي الوجه الحقيقي للفرح والسرور في الاسلام ، الذي ليس كما يتوهم البعض من أنه يحرِّم ذلك على الإنسان ، ولكنه يريد له أن يعيش هذا الفرح بشكل متوازن يحفظ له كرامته مشاعره وأجواءه الروحية والأخلاقية والإنسانية التي لا تبتعد به عن الله تعالى، بل تقرّبنا إليه عبر الشعور الواعي بنعمه الدائمة علينا.
فالإسلام يريد أن يبقى وجدان الإنسان نظيفاً طاهراً صادقاً في كل المناسبات والأحوال، يتحرك وفق المسؤولية في حركته الحاضرة نحو المستقبل، فتعطيه الفرحة مزيداً من الطاقة الشعورية من أجل تثبيت شخصيته في كل ما يواجه من مشاكل وتحديات، بعيداً عن الاستهتار والعبثية واللهو اللحظوي، فالفرح ينطلق من حالة إنسانية طبيعية لم يحرّمها الله ما دامت واعية وفي خطه.
وحول الزمن والإفادة من كل ما يحمله من معنى لتأصيل الإنسان في الوجود، يقول سيدنا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع): "من تساوى يوماه فهو مغبون، ومن كان أمسه أفضل من يومه فهو ملعون، ومن لم يرَ الزيادة في دينه فهو إلى النقصان، ومن كان إلى النقصان فالموت خيرٌ له من الحياة".
وعن الإمام زين العابدين(ع) في دعاءٍ له: "وَهَذَا يَوْمٌ حَادِثٌ جَدِيدٌ، وَهُوَ عَلَيْنَا شَاهِدٌعَتِيدٌ، إنْ أحْسَنَّا وَدَّعَنَا بِحَمْد، وَإِنْ أسَأنا فارَقَنا بِذَمّ، اللَّهُمَ صَلِّ عَلَى مُحَمَد وَآلِـهِ، وَارْزُقْنَـا حُسْنَ مُصَاحَبَتِهِ، وَاعْصِمْنَا مِنْ سُوْءِ مُفَارَقَتِهِ، بِارْتِكَابِ جَرِيرَة، أَوِ اقْتِرَافِصَغِيرَة أوْ كَبِيرَة، وَأجْزِلْ لَنَا فِيهِ مِنَ الْحَسَناتِ، وَأَخْلِنَا فِيهِ مِنَ السَّيِّئاتِ، وَامْلا لَنَا مَا بَيْنَطَرَفَيْهِ حَمْداً وَشُكْراً، وَأجْراً وَذُخْراً، وَفَضْلاً وَإحْسَاناً، اللَّهُمَّ يسِّرْ عَلَى الْكِرَامِ الْكَاتِبِينَمَؤُونَتَنَا، وَامْلا لَنَا مِنْ حَسَنَاتِنَا صَحَائِفَنَا، وَلاَ تُخْزِنَا عِنْدَهُمْ بِسُوءِ أَعْمَالِنَا، اللَّهُمَّ اجْعَلْ لَنَافِي كُلِّ سَاعَة مِنْ سَاعَاتِهِ حَظّاً مِنْ عِبَادِكَ، وَنَصِيباً مِنْ شُكْرِكَ وَشَاهِدَ صِدْق مِنْ مَلائِكَتِكَ".
وختاماً، ندعو الله تعالى أن تكون أعوامنا وساعاتنا فرصة مفتوحة وجادة على التقرب إلى الله في كل أوضاعنا لأنه من خلال الله نعيش الفرح الحقيقي الذي يؤصّل وجودنا ويمنحنا السعادة والطمأنينة، فليكن فرحنا عودة إلى الذات الواعية وإلى الله تعالى.
إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبّر بالضّرورة عن رأي الموقع، وإنّما عن وجهة نظر صاحبها.