كتابات
20/10/2019

أثر صلاة الجماعة في حياة المسلمين

أثر صلاة الجماعة في حياة المسلمين

إنّ الإسلام يعطي أهمية للجانب الاجتماعي في الواقع الإسلامي، ليتشاور المسلمون فيما بينهم في كلّ أمورهم، وليتعاونوا على البرّ والتقوى، وليتحرّكوا في خطّ الجهاد في سبيل الله؛ فذلك ما يمنحهم صفة «المجتمع الإسلامي» في مرحلةٍ، و«الأمّة الإسلاميّة» في مرحلةٍ أخرى.

وقد تكون صلاة الجماعة من أقوى المناسبات التي تحقّق هذا الهدف، وتؤكّد هذا العنوان، وتقوّي هذه الروح؛ لأنها تجسّد الاجتماع بين المسلمين أمام الله في الأجواء الروحية التي توحي بها الصلاة التي أراد الله لها أن تنهى عن الفحشاء والمنكر، وأن تكون معراج المؤمن ـ بروحه ـ إلى الله؛ وبذلك يتحسّس المسلمون الجانب الاجتماعي في دينهم من خلال الله في مضمون صلاتهم، كما يتمثّلون في نظام الإمامة في الصلاة والمأمومين فيها معنى القيادة التي لا بُدَّ للمسلمين أن يطيعوها، فيتحرّكوا عندما تتحرّك، ويقفوا عندما تقف، كما تتمثّل القيادة معنى أتباعها لتحفظ لهم أوضاعهم، فلا يطيل الإمام صلاته رحمة بالمأمومين.

وهذا ما ينبغي للمسلمين أن يحافظوا عليه في جميع صلواتهم، لأنّه هو الذي يمثّل الإيحاء اليومي الدائم بالمعنى العميق للرابطة الاجتماعيّة بينهم، ويدفعهم إلى الاستفادة من هذه المناسبة العفوية العبادية للتشاور في أمورهم، وللتعاون فيما بينهم، في ما يتصل بقضاياهم العامّة أو الخاصّة، وليستمعوا إلى الإمام الواعي للإسلام وللواقع بما يحدّثهم عن مشاكل الواقع الإسلامي وأخطاره، ليكون لهم وعي المسؤوليّة في ذلك.

وربما كان هذا هو السرّ في زيادة ثواب صلاة الجماعة على صلاة الفرادى، حتى ورد في بعض الأحاديث، أنه إذا زاد المصلون فيها على العشرة، لا يحصي ثوابها إلّا الله.

*من كتاب "تفسير من وحي القرآن"، ج 4 ص 358.

إنّ الإسلام يعطي أهمية للجانب الاجتماعي في الواقع الإسلامي، ليتشاور المسلمون فيما بينهم في كلّ أمورهم، وليتعاونوا على البرّ والتقوى، وليتحرّكوا في خطّ الجهاد في سبيل الله؛ فذلك ما يمنحهم صفة «المجتمع الإسلامي» في مرحلةٍ، و«الأمّة الإسلاميّة» في مرحلةٍ أخرى.

وقد تكون صلاة الجماعة من أقوى المناسبات التي تحقّق هذا الهدف، وتؤكّد هذا العنوان، وتقوّي هذه الروح؛ لأنها تجسّد الاجتماع بين المسلمين أمام الله في الأجواء الروحية التي توحي بها الصلاة التي أراد الله لها أن تنهى عن الفحشاء والمنكر، وأن تكون معراج المؤمن ـ بروحه ـ إلى الله؛ وبذلك يتحسّس المسلمون الجانب الاجتماعي في دينهم من خلال الله في مضمون صلاتهم، كما يتمثّلون في نظام الإمامة في الصلاة والمأمومين فيها معنى القيادة التي لا بُدَّ للمسلمين أن يطيعوها، فيتحرّكوا عندما تتحرّك، ويقفوا عندما تقف، كما تتمثّل القيادة معنى أتباعها لتحفظ لهم أوضاعهم، فلا يطيل الإمام صلاته رحمة بالمأمومين.

وهذا ما ينبغي للمسلمين أن يحافظوا عليه في جميع صلواتهم، لأنّه هو الذي يمثّل الإيحاء اليومي الدائم بالمعنى العميق للرابطة الاجتماعيّة بينهم، ويدفعهم إلى الاستفادة من هذه المناسبة العفوية العبادية للتشاور في أمورهم، وللتعاون فيما بينهم، في ما يتصل بقضاياهم العامّة أو الخاصّة، وليستمعوا إلى الإمام الواعي للإسلام وللواقع بما يحدّثهم عن مشاكل الواقع الإسلامي وأخطاره، ليكون لهم وعي المسؤوليّة في ذلك.

وربما كان هذا هو السرّ في زيادة ثواب صلاة الجماعة على صلاة الفرادى، حتى ورد في بعض الأحاديث، أنه إذا زاد المصلون فيها على العشرة، لا يحصي ثوابها إلّا الله.

*من كتاب "تفسير من وحي القرآن"، ج 4 ص 358.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية