استشارة..
أنا شابّة غير محجّبة في العشرين من عمري. أصلّي منذ كان عمري 15 عاماً، ويسمح لي أهلي بارتداء اللّباس اللافت للنّظر، والذّهاب إلى المسابح المختلطة.
تعمّقت في الدّين في السابعة عشرة من عمري، ولم أعد ألبس ثياباً غير محتشمة، وبتّ أستمع إلى مجالس العزاء، وأصلّي في المسجد كلّ يوم. وقد زاد إيماني أكثر، ولم أعد أستمع إلى الأغاني، وغيّرت نمط حياتي، بيد أنّ أهلي لم يعجبهم ذلك، ويريدونني أن أبقى كما ربّوني.
لقد استشرتهم في ارتداء الحجاب، فرفضوا الفكرة، وبتّ أسمع كلاماً قاسياً كلّما عزمت على أداء واجباتي الدّينيّة. أشعر بالضّياع، لأنني أريد إرضاء ربي وإرضاءهم في الوقت نفسه، وأجد ذلك مستحيلاً، فماذا أفعل؟
وجواب..
نعم أختي الفاضلة، المطلوب هو العمل لنيل رضا الله تعالى، ولا يمكن، ولا يجوز إرضاء الآخرين ـ ولو كانوا أهلك ـ على حساب رضا الله تعالى. ولذلك، عليك بالصّبر على ما أنت عليه، وأن لا تضعفي أمام ضغوطات أهلك وكلامهم القاسي، وأن لا تردّي عليهم بالمثل، فإنّ هذا ليس لصالحك، وعليك أن تتعاملي معهم بالّتي هي أحسن وبالحوار والمصارحة.
ولا أرى الأمر مستحيلاً أن يجمع الشّخص بين نيل رضا الله سبحانه وتعالى ونيل رضا الوالدين، لأنّ رضا الله تعالى معناه العمل بطاعته، والقيام بشؤون عبادته، وعدم التعرّض لسخطه بارتكاب المعاصي والمحرّمات. أمّا رضا الوالدين، فهو احترامهم، وعدم التّعامل معهم بجفاء، وحدّه الأدنى كما قال تعالى: {فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ}[الإسراء: 23]، وقوله تعالى: {وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً}[لقمان: 15].
***
مرسلة الاستشارة: ...
المجيب عن الاستشارة: الشّيخ يوسف سبيتي، عالم دين وباحث، عضو المكتب الشّرعي في مؤسّسة العلامة المرجع السيّد محمَّد حسين فضل الله(رض).
التّاريخ: 3 حزيران 2014م.
نوع الاستشارة: دينيّة.
استشارة..
أنا شابّة غير محجّبة في العشرين من عمري. أصلّي منذ كان عمري 15 عاماً، ويسمح لي أهلي بارتداء اللّباس اللافت للنّظر، والذّهاب إلى المسابح المختلطة.
تعمّقت في الدّين في السابعة عشرة من عمري، ولم أعد ألبس ثياباً غير محتشمة، وبتّ أستمع إلى مجالس العزاء، وأصلّي في المسجد كلّ يوم. وقد زاد إيماني أكثر، ولم أعد أستمع إلى الأغاني، وغيّرت نمط حياتي، بيد أنّ أهلي لم يعجبهم ذلك، ويريدونني أن أبقى كما ربّوني.
لقد استشرتهم في ارتداء الحجاب، فرفضوا الفكرة، وبتّ أسمع كلاماً قاسياً كلّما عزمت على أداء واجباتي الدّينيّة. أشعر بالضّياع، لأنني أريد إرضاء ربي وإرضاءهم في الوقت نفسه، وأجد ذلك مستحيلاً، فماذا أفعل؟
وجواب..
نعم أختي الفاضلة، المطلوب هو العمل لنيل رضا الله تعالى، ولا يمكن، ولا يجوز إرضاء الآخرين ـ ولو كانوا أهلك ـ على حساب رضا الله تعالى. ولذلك، عليك بالصّبر على ما أنت عليه، وأن لا تضعفي أمام ضغوطات أهلك وكلامهم القاسي، وأن لا تردّي عليهم بالمثل، فإنّ هذا ليس لصالحك، وعليك أن تتعاملي معهم بالّتي هي أحسن وبالحوار والمصارحة.
ولا أرى الأمر مستحيلاً أن يجمع الشّخص بين نيل رضا الله سبحانه وتعالى ونيل رضا الوالدين، لأنّ رضا الله تعالى معناه العمل بطاعته، والقيام بشؤون عبادته، وعدم التعرّض لسخطه بارتكاب المعاصي والمحرّمات. أمّا رضا الوالدين، فهو احترامهم، وعدم التّعامل معهم بجفاء، وحدّه الأدنى كما قال تعالى: {فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ}[الإسراء: 23]، وقوله تعالى: {وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً}[لقمان: 15].
***
مرسلة الاستشارة: ...
المجيب عن الاستشارة: الشّيخ يوسف سبيتي، عالم دين وباحث، عضو المكتب الشّرعي في مؤسّسة العلامة المرجع السيّد محمَّد حسين فضل الله(رض).
التّاريخ: 3 حزيران 2014م.
نوع الاستشارة: دينيّة.