التّقوى هي غاية الصوم

التّقوى هي غاية الصوم

{يأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ}، إذ لا بُدَّ لكم من القيام به فرضاً واجباً، كعبادة شرعيّة تتقرّبون بها إلى الله، وتحقّقون فيها الكثير من المنافع الروحيّة والأخلاقيّة والجسديّة، {كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}، فلستم أوّل الأمم التي يفرض عليها هذا النّوع من الإمساك العملي، لأنَّ القضية ليست حالةً خاصّةً في ظرف خاصّ يتصل بكم بشكل خاصّ، بل هي حالة عامّة في الإنسان كلّه، من حيث علاقة الترك المخصوص لبعض الأشياء في توازن حياته، كما هي علاقة الفعل الخاصّ في الجوانب الأخرى منها، وربما اختلف الصّوم في طبيعته ومفرداته بين أمّة وأخرى، ولكنّ المبدأ واحد.

وقد ختمت الآية بيان الصَّوم بقوله تعالى: {لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}، للإيحاء بأنَّ التَّقوى هي غاية للصّوم أو نتيجة له، نظراً إلى ما يثيره في داخل الإنسان من الرّقابة الذاتيّة الداخليّة التي تمنعه من ممارسة كثير من الأشياء المعتادة له من شهواته ومطاعمه ومشاربه، انطلاقاً من وعيه التامّ للإشراف الإلهيّ عليه في كلّ صغيرة وكبيرة.

وهذا ما تعبّر عنه مفردة «التّقوى»، بما تمثّله من الانضباط أمام ما يريده الله منه وما لا يريده، وذلك بأن لا يفقده الله حيث يريده، ولا يجده حيث ينهاه.

 وبذلك يكون هذا الصّوم الصّغير مقدّمة للصوم الكبير، وذلك يتوافق مع ما ورد به الحديث الشّريف: «ربَّ صائمٍ حظّه من صيامه الجوع والعطش، وربَّ قائمٍ حظّه من قيامه السَّهر»، ممن لا يمنعه صومه من الممارسات المحرّمة الأخرى في شهر رمضان وفي غيره.

*من كتاب " تفسير من وحي القرآن".

{يأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ}، إذ لا بُدَّ لكم من القيام به فرضاً واجباً، كعبادة شرعيّة تتقرّبون بها إلى الله، وتحقّقون فيها الكثير من المنافع الروحيّة والأخلاقيّة والجسديّة، {كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}، فلستم أوّل الأمم التي يفرض عليها هذا النّوع من الإمساك العملي، لأنَّ القضية ليست حالةً خاصّةً في ظرف خاصّ يتصل بكم بشكل خاصّ، بل هي حالة عامّة في الإنسان كلّه، من حيث علاقة الترك المخصوص لبعض الأشياء في توازن حياته، كما هي علاقة الفعل الخاصّ في الجوانب الأخرى منها، وربما اختلف الصّوم في طبيعته ومفرداته بين أمّة وأخرى، ولكنّ المبدأ واحد.

وقد ختمت الآية بيان الصَّوم بقوله تعالى: {لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}، للإيحاء بأنَّ التَّقوى هي غاية للصّوم أو نتيجة له، نظراً إلى ما يثيره في داخل الإنسان من الرّقابة الذاتيّة الداخليّة التي تمنعه من ممارسة كثير من الأشياء المعتادة له من شهواته ومطاعمه ومشاربه، انطلاقاً من وعيه التامّ للإشراف الإلهيّ عليه في كلّ صغيرة وكبيرة.

وهذا ما تعبّر عنه مفردة «التّقوى»، بما تمثّله من الانضباط أمام ما يريده الله منه وما لا يريده، وذلك بأن لا يفقده الله حيث يريده، ولا يجده حيث ينهاه.

 وبذلك يكون هذا الصّوم الصّغير مقدّمة للصوم الكبير، وذلك يتوافق مع ما ورد به الحديث الشّريف: «ربَّ صائمٍ حظّه من صيامه الجوع والعطش، وربَّ قائمٍ حظّه من قيامه السَّهر»، ممن لا يمنعه صومه من الممارسات المحرّمة الأخرى في شهر رمضان وفي غيره.

*من كتاب " تفسير من وحي القرآن".

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية