ليكن تفكيرنا في حسابات الله أوّلًا

ليكن تفكيرنا في حسابات الله أوّلًا
في هذا الجوّ [الرّمضانيّ]، لا بدَّ أن نطلّ على كلّ واقعنا الّذي نريده أن يكون واقعاً تتحرَّك فيه الروحانيّة التي تجعلنا نفكِّر روحياً كما نفكّر مادياً، وأن نفكّر في حسابات الله كما نفكِّر في حسابات النّاس، فلعلَّ بعض مشاكلنا أنّ كلّ تفكيرنا يستغرق في النّظر إلى حساباتنا الماديّة، ولا يستغرق في النظر إلى حساباتنا الروحية؛ هل فكَّرنا ونحن نتنازَع ونختلِف ونتقاتَل ونتحاقَد، كيف يكون موقفنا من الله، أم فكَّر كلّ إنسان كيف يكون موقفه من هذا الإنسان أو ذاك؟ لماذا نستغرق فيمن نعبدهم من دون الله وهم لا يستطيعون أن ينصرونا؟ ولماذا لا نفكِّر في الله، إنَّ حسابات الدنيا البعيدة عن الآخرة تموت في الدّنيا، أين الأغنياء الّذين تملأ دفاترهم دوراً وأماكن واسعة، أين ذهبت كلّ تلك الدّفاتر؟ هل أخذوها ونتائجها معهم إلى قبورهم، نتائجها الإيجابيّة ونتائجها السلبيّة؟ أين كلّ الملوك وكلّ الطغاة وكلّ الجبابرة وكلّ هؤلاء الذين طغوا وبغوا في البلاد وأكثروا فيها الفساد، أين كلّ ما عندهم؟ تركوه وراءهم واستقبلوا الله بكلّ نتائج الحسابات.
ونحن في شهر رمضان الّذي أفاض الله فيه روحيّته علينا جميعاً، وجعله شهره، وجعلنا ضيوفه، وجعلنا من أهل كرامته، في هذا الجوّ الرّوحيّ، لماذا لا نجعل روحيّتنا تتفايض على علاقاتنا؟ لماذا لا نعيد النّظر في كلّ ما انطلق فيه المستكبرون والضالّون والمضلّلون والفاسقون ليملؤوا قلوبنا بالحقد بعضنا على بعض؟! الله يقول: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ}[الحجرات: 10]، وأنتم يقول بعضكم لبعض إنّهم أعداء. كيف يمكن أن نجمع هذا مع هذا؟! لماذا نصرّ على الخطأ؟ ولماذا نصرّ على الفتنة؟ ولماذا نصرّ على أن نكون أدوات وقطع شطرنج بيد الآخرين ممّن يكيدون للإسلام وأهله وللإيمان وأهله؟
فلنرجع إلى الله، ولنجلس في حساب مع الله، ولنعرف أنفسنا هل نحن سائرون أم راجعون؟ هل نحن متقدِّمون أم متأخّرون؟ هل نحن في طريق الله أم في طريق الشّيطان نسير؟ فكِّروا في {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ}[البقرة: 185]، تعالوا إلى القرآن فاحتكموا إليه، وتعالوا إلى القرآن فاهتدوا به، وتعالوا إلى القرآن ولينفتح بعضكم على بعض من خلاله، إنَّ الشّيطان يعمل على أن يكيد، وإنَّ الشّياطين تتحرّك لتكمل اللّعبة، وتتحرَّك من أجل أن تسقط الإسلام والمسلمين، ومن أجل أن تهاجم الإيمان والمؤمنين بكلّ الوسائل، فإذا كان لكم شغل بإسلامكم، وإذا كان لكم شغل بإيمانكم، فانطلقوا حتّى تنفتحوا على الله وتنغلقوا على الشّيطان. لقد قال الله لنا عن الشيطان: {إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللهِ وَعَنِ الصَّلاَةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ}[المائدة: 91].
أقولها لكلّ إخواني المؤمنين والمؤمنات ممّن عبثت بهم الفتنة، وممَّن كانوا وقودها، وممَّن يعمل الآخرون من أجل أنْ يحرِّكوها ويمدّوها على أساس العصبيَّة لا على أساس الإيمان؛ لنترك العصبيّة جانباً، ولننفتح على كلام الله، ولنرتبط بأحكام الله، ولنعرف أين مواطن طاعة الله وأين مواطن معصية الله.
لنستفد من شهر رمضان، لنرجع إلى ربِّنا، ولنرجع إلى إيماننا، ولنرجع إلى وعينا في ذلك كلّه...
* من كتاب "الجمعة منبر ومحراب".

في هذا الجوّ [الرّمضانيّ]، لا بدَّ أن نطلّ على كلّ واقعنا الّذي نريده أن يكون واقعاً تتحرَّك فيه الروحانيّة التي تجعلنا نفكِّر روحياً كما نفكّر مادياً، وأن نفكّر في حسابات الله كما نفكِّر في حسابات النّاس، فلعلَّ بعض مشاكلنا أنّ كلّ تفكيرنا يستغرق في النّظر إلى حساباتنا الماديّة، ولا يستغرق في النظر إلى حساباتنا الروحية؛ هل فكَّرنا ونحن نتنازَع ونختلِف ونتقاتَل ونتحاقَد، كيف يكون موقفنا من الله، أم فكَّر كلّ إنسان كيف يكون موقفه من هذا الإنسان أو ذاك؟ لماذا نستغرق فيمن نعبدهم من دون الله وهم لا يستطيعون أن ينصرونا؟ ولماذا لا نفكِّر في الله، إنَّ حسابات الدنيا البعيدة عن الآخرة تموت في الدّنيا، أين الأغنياء الّذين تملأ دفاترهم دوراً وأماكن واسعة، أين ذهبت كلّ تلك الدّفاتر؟ هل أخذوها ونتائجها معهم إلى قبورهم، نتائجها الإيجابيّة ونتائجها السلبيّة؟ أين كلّ الملوك وكلّ الطغاة وكلّ الجبابرة وكلّ هؤلاء الذين طغوا وبغوا في البلاد وأكثروا فيها الفساد، أين كلّ ما عندهم؟ تركوه وراءهم واستقبلوا الله بكلّ نتائج الحسابات.
ونحن في شهر رمضان الّذي أفاض الله فيه روحيّته علينا جميعاً، وجعله شهره، وجعلنا ضيوفه، وجعلنا من أهل كرامته، في هذا الجوّ الرّوحيّ، لماذا لا نجعل روحيّتنا تتفايض على علاقاتنا؟ لماذا لا نعيد النّظر في كلّ ما انطلق فيه المستكبرون والضالّون والمضلّلون والفاسقون ليملؤوا قلوبنا بالحقد بعضنا على بعض؟! الله يقول: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ}[الحجرات: 10]، وأنتم يقول بعضكم لبعض إنّهم أعداء. كيف يمكن أن نجمع هذا مع هذا؟! لماذا نصرّ على الخطأ؟ ولماذا نصرّ على الفتنة؟ ولماذا نصرّ على أن نكون أدوات وقطع شطرنج بيد الآخرين ممّن يكيدون للإسلام وأهله وللإيمان وأهله؟
فلنرجع إلى الله، ولنجلس في حساب مع الله، ولنعرف أنفسنا هل نحن سائرون أم راجعون؟ هل نحن متقدِّمون أم متأخّرون؟ هل نحن في طريق الله أم في طريق الشّيطان نسير؟ فكِّروا في {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ}[البقرة: 185]، تعالوا إلى القرآن فاحتكموا إليه، وتعالوا إلى القرآن فاهتدوا به، وتعالوا إلى القرآن ولينفتح بعضكم على بعض من خلاله، إنَّ الشّيطان يعمل على أن يكيد، وإنَّ الشّياطين تتحرّك لتكمل اللّعبة، وتتحرَّك من أجل أن تسقط الإسلام والمسلمين، ومن أجل أن تهاجم الإيمان والمؤمنين بكلّ الوسائل، فإذا كان لكم شغل بإسلامكم، وإذا كان لكم شغل بإيمانكم، فانطلقوا حتّى تنفتحوا على الله وتنغلقوا على الشّيطان. لقد قال الله لنا عن الشيطان: {إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللهِ وَعَنِ الصَّلاَةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ}[المائدة: 91].
أقولها لكلّ إخواني المؤمنين والمؤمنات ممّن عبثت بهم الفتنة، وممَّن كانوا وقودها، وممَّن يعمل الآخرون من أجل أنْ يحرِّكوها ويمدّوها على أساس العصبيَّة لا على أساس الإيمان؛ لنترك العصبيّة جانباً، ولننفتح على كلام الله، ولنرتبط بأحكام الله، ولنعرف أين مواطن طاعة الله وأين مواطن معصية الله.
لنستفد من شهر رمضان، لنرجع إلى ربِّنا، ولنرجع إلى إيماننا، ولنرجع إلى وعينا في ذلك كلّه...
* من كتاب "الجمعة منبر ومحراب".

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية