العيد.. احتفال القيام بالواجب

العيد.. احتفال القيام بالواجب
"اللهُمّ صلِّ على محمّدٍ وآلِه، واجْبُر مُصيبتَنا بشَهْرِنا، وبارِكْ لنا في يومِ عيدِنا وفِطْرِنا، واجْعَلْهُ من خيرِ يومٍ مرّ علينا، وأجْلَبَهُ لعَفْوٍ وأمحاهُ لذَنْبٍ، واغْفِر لنا ما خَفِيَ مِنْ ذنوُبِنا ومَا علَن.
اللهُمّ اسْلَخْنا بانْسِلاخِ هذا الشّهر منْ خطَايانَا، وأخْرِجْنا بخُرُوجِهِ منْ سيِّئاتِنا، واجْعَلْنا منْ أسْعَدِ أهْلِهِ بهِ وأجْزَلِهِم قِسْماً فيهِ وأوفرِهِم حظّاً منْه".

وإذا كان فراق الشَّهر مصيبةً على المؤمنين في ما يفقدونه ـ بغيابه ـ من بركاتٍ وألطافٍ ربانيَّةٍ، فإنَّ العيد الَّذي يأتي بعده يمثّل معنى الاحتفال بالقيام بالواجب وبركاته في معنى الرّضوان، وصفاء الفرح الروحي، وانفتاح الإنسان على ساحة المسؤوليَّة الواسعة في مدى الزمن، بعد فترة التَّدريب على تحمّل الحرمان من موقع الإرادة.
وبهذا، كانت تطلّعاتنا ـ يا ربّ ـ إليك أن تجبُر مصيبتنا بشهرنا هذا بما تمنحنا من ألطافك، وأن تبارك لنا في يوم عيدنا وفطرنا، بالكثير من فيوضات كرمك، وأن تجعل هذا اليوم أكثر الأيام مجْلَبةً للعفو، ومحْواً للذنب، وأن نعيش فيه روح المغفرة لذنوبنا كلّها، الظاهرة والخفية، حتى نعيش السَّعادة الإيمانيَّة في الدّنيا، والطَّمأنينة الروحيَّة في الآخرة، فلا يبقى لنا ذنب نخشاه، ولا نجد في نفسنا أثراً للشقاء، فهناك الربح كلّ الربح، والنعيم كلّ النعيم، في ظلال عفوك وغمائم رحمتك.

التوبة هدية العيد إلى الله
"اللهُمّ إنّا نتوب إليْكَ في يومِ فطْرِنا الذي جعَلْتَهُ للمؤمنين عيداً وسروراً، ولأهل ملّتِكَ مجْمَعاً ومُحْتشداً، من كلّ ذنْبٍ أذْنبناه أو سوءٍ أسْلفناه أو خاطِرِ شرٍ أضْمَرناه، توبةَ مَنْ لا ينطوي على رجوعٍ إلى ذنْبٍ ولا يعودُ بعدها في خطيئةٍ، توبَةً نَصُوحاً خلُصَتْ من الشكّ والارْتياب، فتقبّلها منّا وارْضَ عنّا وثبِّتْنا عليْها".

وهذا يوم الفطر الَّذي بدأنا به زمناً جديداً نتخفّف فيه من مسؤولية الصّيام الَّذي فرضته علينا في هذا الشَّهر، وانطلقنا من خلاله إلى أجواء العيد في معناه العميق الَّذي يوحي إلينا، كمؤمنين ملتزمين، بأنّ طاعة الله في أيّ موقع من مواقع حركة الإنسان المؤمن، تمثّل عيداً يحمل في معناه كلّ أسرار الحيويَّة الروحيَّة للعيد، لأنه يحقّق في عمق الروح كلّ معاني الفرح الروحي بالانفتاح على الله في آفاق الثواب الإلهي.

وأردت ـ يا ربّ ـ أن يعيش المؤمنون السرور كلّه من خلال اجتماعهم على أساس فرَحِ الطاعة في عيدهم، ومعنى الأخوّة في إسلامهم، وحركة القوة القائمة على الشّعور بالوحدة في خطّ ملّتهم التي شرّعت لهم في وحيك.
ونحن نريد ـ يا ربّ ـ أن نعيش معنى العيد في حياتنا في ما نريد أن نعيشه من معنى الطَّهارة في أفكارنا ومشاعرنا وأعمالنا، لنقترب قليلاً من طُهر المواقع الإلهيَّة الّتي نقترب من خلالها إليك، وذلك بما فتحته أمامنا من أبواب التوبة الَّتي تؤدي بنا إلى ساحة رحمتك وآفاق رضاك.

ولذلك، فإننا نتوب إليك ـ في يوم فطرنا هذا ـ توبةً خالصةً، مستقرةً في الأعماق، خالدةً في العمر، نصوحاً في معناها، من دون شكّ ولا ارتياب، لأنَّها تنطلق من إيمان راسخ، وقناعةٍ مطمئنة، بأنّ علينا أن نحصل على الاستقامة في دربك المستقيم، فلا ينحرف بنا الشَّيطان عنه إلى مواقع الشرّ في ضلاله وطغيانه، وأن نقوم بتصحيح الخطأ الذي يوقعنا فيه الهوى الذي يتحرك في خط الشيطان، فلا نرجع فيه بعد خلاصنا منه.

وهنا نحن نتوب إليك، لتكون توبتُنا هديةَ العيد إليك ـ يا رب ـ عندما نقدّم نفوسنا المؤمنة في مواقع الطّهر الروحي المنفتح على طُهر القداسة في علياء مجدك.
إننا نتوب إليك من كل ذنبٍ أذنبناه، أو سوءٍ أسلفناه في ما مضى من أيام عمرنا من أقوالنا وأعمالنا، أو خاطرٍ من خواطر السوء في فكرٍ منحرف يتحرك في طريق الشرّ، أو نيةٍ سيئةٍ من نوايا السوء التي تتصل بالفساد في حركة الحياة وفي واقع الناس، حتى تخلّص أفكارنا من قذارة الشر، وتطهّر أجسادنا من رجس الخطيئة، لنقف بين يديك في إيمان خالص وتقوى منفتحة على طاعتك، فتقبّل منا ذلك، وأعطِنا من واسع رحمتك، وثبِّتنا عليه لنمتدّ في مواقع رضاك.
[كتاب: شهر رمضان رحلة الإنسان إلى الله]
"اللهُمّ صلِّ على محمّدٍ وآلِه، واجْبُر مُصيبتَنا بشَهْرِنا، وبارِكْ لنا في يومِ عيدِنا وفِطْرِنا، واجْعَلْهُ من خيرِ يومٍ مرّ علينا، وأجْلَبَهُ لعَفْوٍ وأمحاهُ لذَنْبٍ، واغْفِر لنا ما خَفِيَ مِنْ ذنوُبِنا ومَا علَن.
اللهُمّ اسْلَخْنا بانْسِلاخِ هذا الشّهر منْ خطَايانَا، وأخْرِجْنا بخُرُوجِهِ منْ سيِّئاتِنا، واجْعَلْنا منْ أسْعَدِ أهْلِهِ بهِ وأجْزَلِهِم قِسْماً فيهِ وأوفرِهِم حظّاً منْه".

وإذا كان فراق الشَّهر مصيبةً على المؤمنين في ما يفقدونه ـ بغيابه ـ من بركاتٍ وألطافٍ ربانيَّةٍ، فإنَّ العيد الَّذي يأتي بعده يمثّل معنى الاحتفال بالقيام بالواجب وبركاته في معنى الرّضوان، وصفاء الفرح الروحي، وانفتاح الإنسان على ساحة المسؤوليَّة الواسعة في مدى الزمن، بعد فترة التَّدريب على تحمّل الحرمان من موقع الإرادة.
وبهذا، كانت تطلّعاتنا ـ يا ربّ ـ إليك أن تجبُر مصيبتنا بشهرنا هذا بما تمنحنا من ألطافك، وأن تبارك لنا في يوم عيدنا وفطرنا، بالكثير من فيوضات كرمك، وأن تجعل هذا اليوم أكثر الأيام مجْلَبةً للعفو، ومحْواً للذنب، وأن نعيش فيه روح المغفرة لذنوبنا كلّها، الظاهرة والخفية، حتى نعيش السَّعادة الإيمانيَّة في الدّنيا، والطَّمأنينة الروحيَّة في الآخرة، فلا يبقى لنا ذنب نخشاه، ولا نجد في نفسنا أثراً للشقاء، فهناك الربح كلّ الربح، والنعيم كلّ النعيم، في ظلال عفوك وغمائم رحمتك.

التوبة هدية العيد إلى الله
"اللهُمّ إنّا نتوب إليْكَ في يومِ فطْرِنا الذي جعَلْتَهُ للمؤمنين عيداً وسروراً، ولأهل ملّتِكَ مجْمَعاً ومُحْتشداً، من كلّ ذنْبٍ أذْنبناه أو سوءٍ أسْلفناه أو خاطِرِ شرٍ أضْمَرناه، توبةَ مَنْ لا ينطوي على رجوعٍ إلى ذنْبٍ ولا يعودُ بعدها في خطيئةٍ، توبَةً نَصُوحاً خلُصَتْ من الشكّ والارْتياب، فتقبّلها منّا وارْضَ عنّا وثبِّتْنا عليْها".

وهذا يوم الفطر الَّذي بدأنا به زمناً جديداً نتخفّف فيه من مسؤولية الصّيام الَّذي فرضته علينا في هذا الشَّهر، وانطلقنا من خلاله إلى أجواء العيد في معناه العميق الَّذي يوحي إلينا، كمؤمنين ملتزمين، بأنّ طاعة الله في أيّ موقع من مواقع حركة الإنسان المؤمن، تمثّل عيداً يحمل في معناه كلّ أسرار الحيويَّة الروحيَّة للعيد، لأنه يحقّق في عمق الروح كلّ معاني الفرح الروحي بالانفتاح على الله في آفاق الثواب الإلهي.

وأردت ـ يا ربّ ـ أن يعيش المؤمنون السرور كلّه من خلال اجتماعهم على أساس فرَحِ الطاعة في عيدهم، ومعنى الأخوّة في إسلامهم، وحركة القوة القائمة على الشّعور بالوحدة في خطّ ملّتهم التي شرّعت لهم في وحيك.
ونحن نريد ـ يا ربّ ـ أن نعيش معنى العيد في حياتنا في ما نريد أن نعيشه من معنى الطَّهارة في أفكارنا ومشاعرنا وأعمالنا، لنقترب قليلاً من طُهر المواقع الإلهيَّة الّتي نقترب من خلالها إليك، وذلك بما فتحته أمامنا من أبواب التوبة الَّتي تؤدي بنا إلى ساحة رحمتك وآفاق رضاك.

ولذلك، فإننا نتوب إليك ـ في يوم فطرنا هذا ـ توبةً خالصةً، مستقرةً في الأعماق، خالدةً في العمر، نصوحاً في معناها، من دون شكّ ولا ارتياب، لأنَّها تنطلق من إيمان راسخ، وقناعةٍ مطمئنة، بأنّ علينا أن نحصل على الاستقامة في دربك المستقيم، فلا ينحرف بنا الشَّيطان عنه إلى مواقع الشرّ في ضلاله وطغيانه، وأن نقوم بتصحيح الخطأ الذي يوقعنا فيه الهوى الذي يتحرك في خط الشيطان، فلا نرجع فيه بعد خلاصنا منه.

وهنا نحن نتوب إليك، لتكون توبتُنا هديةَ العيد إليك ـ يا رب ـ عندما نقدّم نفوسنا المؤمنة في مواقع الطّهر الروحي المنفتح على طُهر القداسة في علياء مجدك.
إننا نتوب إليك من كل ذنبٍ أذنبناه، أو سوءٍ أسلفناه في ما مضى من أيام عمرنا من أقوالنا وأعمالنا، أو خاطرٍ من خواطر السوء في فكرٍ منحرف يتحرك في طريق الشرّ، أو نيةٍ سيئةٍ من نوايا السوء التي تتصل بالفساد في حركة الحياة وفي واقع الناس، حتى تخلّص أفكارنا من قذارة الشر، وتطهّر أجسادنا من رجس الخطيئة، لنقف بين يديك في إيمان خالص وتقوى منفتحة على طاعتك، فتقبّل منا ذلك، وأعطِنا من واسع رحمتك، وثبِّتنا عليه لنمتدّ في مواقع رضاك.
[كتاب: شهر رمضان رحلة الإنسان إلى الله]
اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية