ها نحن نودِّع شهر رمضان المبارك، وفي القلب حسرةٌ على هذا الزّمن المخصوص المليء بالألطاف الربانيّة والبركات الإلهيّة، فطوبى لمن أدّى حقّ هذا الشّهر الفضيل، وعمل بما يرضي ربّه، وانفتح بكلّ قلبه وعقله على الله تعالى، فخبر روح التّشريع وعمق العبادة، وتمثّلها انعكاساً حيّاً في ذاته، بحيث تهذّبت أخلاقه، وسمَت روحه، وصفا قلبه، وتوازن عقله المتأمّل في عظمة الخالق، وركزت شخصيّته، وتعزّزت إرادته، وقوي صبره وعزمه.. والخسارة كلّ الخسارة، مَن حرم نفسه من بركات الشّهر الكريم، ولم ينفتح على خيراته، ولم يسع إلى نيل مرضاة ربّه وغفرانه، وفي الحديث الشّريف: "
إنّ الشقيّ من حُرِمَ غفران الله في هذا الشّهر".
ربَّنا لا تجعلنا من الأشقياء البعيدين عن أداء حقوقك، الظَّالمين لأنفسهم وأهليهم ومجتمعهم، في انغلاقهم وابتعادهم عن تمثّل العبادات وحقائقها سلوكاً يرتفع بهم وبمن حولهم إلى السموّ والكمال، بحيث يعيشون على هامش الحياة مستغرقين في قشورها وزخارفها، معطّلين لعقولهم فلا يتفكّرون ويتدبّرون، معطّلين لقلوبهم ومشاعرهم، فلا تتحرّك في خطّ الاستقامة والسموّ نحو الله تعالى.
وبعد ما مرّ هذا الشّهر ببركاته وألطافه، تُرى ماذا حصَّلنا من هذا الزّمن العباديّ، والموسم الإلهيّ الخاصّ؟!
إنَّ الصَّوم في حقيقته هو حركة الإنسان الدَّؤوبة في خضوعها الكلّيّ لإرادة الله، في رفض ما لا يريده الله تعالى من الاستغراق في الشّهوات والأطماع والأهواء، ورفض الظّلم والفتنة والفوضى والفساد، وكلّ الحسابات الّتي لا تقوم على أساس العدل والحقّ..
إنَّ الصَّوم هو عمليَّة تأصيل الرَّفض الإراديّ والعقليّ والرّوحيّ لكلّ ما يبعد الإنسان عن خطِّ الهداية؛ فهل استفدنا من هذا التّأصيل الّذي علّمنا ويعلّمنا عليه الصّوم، في رفض الظّلم والغيبة والفتنة والعصبيّات، ورفض الأنانيّات والجهل والتخلّف، لنعيش في المقابل أجواء الرَّحمة والمودّة والحقّ والعدل والانفتاح والتّسامح والحوار واحترام الآخر.
هذا هو مجتمع الصَّائمين، مجتمع المؤصّلين لذواتهم، في رفضهم كلَّ ما ينحرف بواقعهم عن جادة الحقّ والصَّواب، العاملين بكلّ قواهم على زرع الخير والمحبَّة في كلِّ أرجاء الحياة، السَّاعين إلى إعمال عقولهم في الإنتاج الإيجابيّ المثمر للجميع، وإعمال قلوبهم ومشاعرهم بالحبّ والسّلام، والّتي تنتج أمناً وطمأنينة ينعم بها الجميع، حيث تبقى مرضاة الله تعالى غايتهم في مسيرة الوجود.
نرجو من الله تعالى أن نكون من المرحومين الموفّقين لمحبّته ورضوانه وغفرانه، وألا نكون من المحرومين من رحمته وألطافه، إنّه سميعٌ مجيب.
والحمد لله ربّ العالمين.
إن الآراء الواردة في هذا المقال لا تعبِّر بالضرورة عن رأي الموقع ، وإنما عن رأي صاحبه .

ها نحن نودِّع شهر رمضان المبارك، وفي القلب حسرةٌ على هذا الزّمن المخصوص المليء بالألطاف الربانيّة والبركات الإلهيّة، فطوبى لمن أدّى حقّ هذا الشّهر الفضيل، وعمل بما يرضي ربّه، وانفتح بكلّ قلبه وعقله على الله تعالى، فخبر روح التّشريع وعمق العبادة، وتمثّلها انعكاساً حيّاً في ذاته، بحيث تهذّبت أخلاقه، وسمَت روحه، وصفا قلبه، وتوازن عقله المتأمّل في عظمة الخالق، وركزت شخصيّته، وتعزّزت إرادته، وقوي صبره وعزمه.. والخسارة كلّ الخسارة، مَن حرم نفسه من بركات الشّهر الكريم، ولم ينفتح على خيراته، ولم يسع إلى نيل مرضاة ربّه وغفرانه، وفي الحديث الشّريف: "إنّ الشقيّ من حُرِمَ غفران الله في هذا الشّهر".
ربَّنا لا تجعلنا من الأشقياء البعيدين عن أداء حقوقك، الظَّالمين لأنفسهم وأهليهم ومجتمعهم، في انغلاقهم وابتعادهم عن تمثّل العبادات وحقائقها سلوكاً يرتفع بهم وبمن حولهم إلى السموّ والكمال، بحيث يعيشون على هامش الحياة مستغرقين في قشورها وزخارفها، معطّلين لعقولهم فلا يتفكّرون ويتدبّرون، معطّلين لقلوبهم ومشاعرهم، فلا تتحرّك في خطّ الاستقامة والسموّ نحو الله تعالى.
وبعد ما مرّ هذا الشّهر ببركاته وألطافه، تُرى ماذا حصَّلنا من هذا الزّمن العباديّ، والموسم الإلهيّ الخاصّ؟!
إنَّ الصَّوم في حقيقته هو حركة الإنسان الدَّؤوبة في خضوعها الكلّيّ لإرادة الله، في رفض ما لا يريده الله تعالى من الاستغراق في الشّهوات والأطماع والأهواء، ورفض الظّلم والفتنة والفوضى والفساد، وكلّ الحسابات الّتي لا تقوم على أساس العدل والحقّ..
إنَّ الصَّوم هو عمليَّة تأصيل الرَّفض الإراديّ والعقليّ والرّوحيّ لكلّ ما يبعد الإنسان عن خطِّ الهداية؛ فهل استفدنا من هذا التّأصيل الّذي علّمنا ويعلّمنا عليه الصّوم، في رفض الظّلم والغيبة والفتنة والعصبيّات، ورفض الأنانيّات والجهل والتخلّف، لنعيش في المقابل أجواء الرَّحمة والمودّة والحقّ والعدل والانفتاح والتّسامح والحوار واحترام الآخر.
هذا هو مجتمع الصَّائمين، مجتمع المؤصّلين لذواتهم، في رفضهم كلَّ ما ينحرف بواقعهم عن جادة الحقّ والصَّواب، العاملين بكلّ قواهم على زرع الخير والمحبَّة في كلِّ أرجاء الحياة، السَّاعين إلى إعمال عقولهم في الإنتاج الإيجابيّ المثمر للجميع، وإعمال قلوبهم ومشاعرهم بالحبّ والسّلام، والّتي تنتج أمناً وطمأنينة ينعم بها الجميع، حيث تبقى مرضاة الله تعالى غايتهم في مسيرة الوجود.
نرجو من الله تعالى أن نكون من المرحومين الموفّقين لمحبّته ورضوانه وغفرانه، وألا نكون من المحرومين من رحمته وألطافه، إنّه سميعٌ مجيب.
والحمد لله ربّ العالمين.
إن الآراء الواردة في هذا المقال لا تعبِّر بالضرورة عن رأي الموقع ، وإنما عن رأي صاحبه .