س: ما معنى قوله تعالى في سورة يوسف: {وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا}[يوسف: 24]؟ وهل هذا العمل من النبيّ (ص) مخالف للعصمة؟ وهل إنَّ النّبيّ (ص) يسيطر عليه الضّعفُ البشريّ؟
ج: إنَّ المقصود بـ "همّت به"، أنّها دعته إلى نفسها {وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ}، ولكنَّ يوسف (ع) كان إنسانًا مزوَّدًا بعصمة الله، ولذا، كان جوابه عندما أقبلت عليه: {قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ}1 .
أمّا قوله تعالى: {وَهَمَّ بِهَا}، فيشير إلى أنَّها عندما ضغطت عليه، انجذب إليها انجذابًا لا إراديًّا دون أن يرتكب أيّ فعل معصية.
وأنا أعطيكم مثلًا: إذا كان أحدٌ صائمًا، ومرَّ أمام مطعم، ألا تنجذب نفسه إلى الطَّعام لا إراديًّا؟ ولكن ليس معنى ذلك أن يأكل، فقد يشتهي الطّعام، ولكنَّه يمنع نفسه من الأكل. وهناك أشياء تتعلَّق بطبيعة العناصر الجسديَّة. فالإنسان العطشان تشتهي نفسه الماء، والإنسان الجائع تشتهي نفسه الطّعام، ولكن ليس معنى ذلك أن يأكل أو يشرب إذا كان هناك مانع شرعيّ يمنعه من ذلك. كذلك الإنسان الشَّابّ الَّذي يحمل في جسده الغريزة، فقد تنجذب نفسه بشكل غير اختياريّ وغير قصديّ إلى شيء ما، ولكن ليس معنى ذلك أن يقبل عليه، ولا سيّما إذا كان هناك خطيئة بهذا الفعل. ولذا يقول الله: {وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ ۖ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَن رَّأَىٰ بُرْهَانَ رَبِّهِ ۚ كَذَٰلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ ۚ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ}2 ، فقد تحدَّث الله عن يوسف (ع) أنَّه من المخلصين والصَّالحين.
ولذلك، لم تكن المسألة منطلقة من أنَّ يوسف (ع) أراد ذلك، ولكن كان هناك تفاعلات في جسده، أي أنّه كاد ينجذب إليها من خلال التَّفاعلات الجسديَّة غير الاختياريَّة، لولا أن رأى برهان ربّه. وبرهان ربّه كناية عن العصمة وعن القيم الأخلاقيَّة الموجودة في نفسه. ولذا ليس فيها أيّ شيء ينافي العصمة.
1 - يوسف: 23
2 - يوسف: 24
* النص محرر من فيديو الندوة القرانية 24-12-2002م
س: ما معنى قوله تعالى في سورة يوسف: {وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا}[يوسف: 24]؟ وهل هذا العمل من النبيّ (ص) مخالف للعصمة؟ وهل إنَّ النّبيّ (ص) يسيطر عليه الضّعفُ البشريّ؟
ج: إنَّ المقصود بـ "همّت به"، أنّها دعته إلى نفسها {وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ}، ولكنَّ يوسف (ع) كان إنسانًا مزوَّدًا بعصمة الله، ولذا، كان جوابه عندما أقبلت عليه: {قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ}1 .
أمّا قوله تعالى: {وَهَمَّ بِهَا}، فيشير إلى أنَّها عندما ضغطت عليه، انجذب إليها انجذابًا لا إراديًّا دون أن يرتكب أيّ فعل معصية.
وأنا أعطيكم مثلًا: إذا كان أحدٌ صائمًا، ومرَّ أمام مطعم، ألا تنجذب نفسه إلى الطَّعام لا إراديًّا؟ ولكن ليس معنى ذلك أن يأكل، فقد يشتهي الطّعام، ولكنَّه يمنع نفسه من الأكل. وهناك أشياء تتعلَّق بطبيعة العناصر الجسديَّة. فالإنسان العطشان تشتهي نفسه الماء، والإنسان الجائع تشتهي نفسه الطّعام، ولكن ليس معنى ذلك أن يأكل أو يشرب إذا كان هناك مانع شرعيّ يمنعه من ذلك. كذلك الإنسان الشَّابّ الَّذي يحمل في جسده الغريزة، فقد تنجذب نفسه بشكل غير اختياريّ وغير قصديّ إلى شيء ما، ولكن ليس معنى ذلك أن يقبل عليه، ولا سيّما إذا كان هناك خطيئة بهذا الفعل. ولذا يقول الله: {وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ ۖ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَن رَّأَىٰ بُرْهَانَ رَبِّهِ ۚ كَذَٰلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ ۚ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ}2 ، فقد تحدَّث الله عن يوسف (ع) أنَّه من المخلصين والصَّالحين.
ولذلك، لم تكن المسألة منطلقة من أنَّ يوسف (ع) أراد ذلك، ولكن كان هناك تفاعلات في جسده، أي أنّه كاد ينجذب إليها من خلال التَّفاعلات الجسديَّة غير الاختياريَّة، لولا أن رأى برهان ربّه. وبرهان ربّه كناية عن العصمة وعن القيم الأخلاقيَّة الموجودة في نفسه. ولذا ليس فيها أيّ شيء ينافي العصمة.
1 - يوسف: 23
2 - يوسف: 24
* النص محرر من فيديو الندوة القرانية 24-12-2002م