قبسات من أدعية الإمام زين العابدين(ع)

قبسات من أدعية الإمام زين العابدين(ع)

ورد في الصحيفة السجادية للإمام عليّ بن الحسين(ع): "اللّهُمَّ إنْ تَشأْ تَعْفُ عَنَّا فَبِفَضْلِكَ، وإنْ تَشَأْ تُعَذِّبْنَا فَبِعَدْلِكَ، فَسَهِّلْ لَنا عَفْوَكَ بِمَنِّكَ، وَأجِرْنَا مِنْ عَذَابِكَ بِتَجاوُزِكَ، فإنّهُ لاَ طَاقَةَ لَنَا بِعَدْلِكَ، وَلاَ نَجَاةَ لأحَدٍ مِنَّا دُونَ عَفْوِكَ، يَا غَنِيَّ الأغنِياءِ، ها نَحْنُ عِبَادُكَ بَيْنَ يَدَيْكَ، وأنَا أفْقَرُ الفُقَراءِ إلَيْكَ".

* * *

اللَّهُمَّ إنْ تَشَأْ تَعْفُ عَنَّا فَبِفَضْلِكَ، وإنْ تَشَأْ تُعَذِّبْنَا فبِعَدْلِكَ.

كيف نواجه ـ يا ربّ ـ غضبك؟

يا ربّ، إننا الخطّاؤون الذين عاشوا في الخطيئة زمناً طويلاً، فانحرفوا عن خطّك، وابتعدوا عن طاعتك، وها نحن نشعر بثقل الخطيئة، وعقدة الذّنب، وهول الموقف، لأنَّ القضية التي تمثّل أقصى درجات الخطورة، هي أننا أصبحنا في الموقع الذي يجعلنا في معرض غضبك الّذي يؤدي بنا إلى استحقاق عقوبتك. فكيف نواجه المسألة؟

إننا هنا ـ يا ربّ ـ طوع مشيئتك، فلا إرادة لنا، حتى في التصوّر أمام إرادتك، لأنّ وجودنا كان مستمداً منها، كما كان استمرارنا في حركة الوجود خاضعاً لها، ونحن واقفون هنا بين الخوف والرجاء، بين الأمل بعفوك والخوف من عذابك، فإذا تطلّعنا إلى فضلك، رأينا العفو عن المذنبين عنواناً له، لأنّه يختزن اللّطف والرّحمة والكرم والحنان، وإذا التفتنا إلى عدلك، رأينا العذاب مضموناً عميقاً له، لأنك حذّرت عبادك من عذابك إذا انحرفوا عن خطّ الاستقامة، وابتعدوا عن مواقع رضاك. وهكذا كان كلّ منهما مرتبطاً بالصفات العليا لذاتك، وتبقى لنا مشيئتك، فهل تشاء لنا العفو بفضلك، أو تشاء لنا العذاب بعدلك؟

* * *

فَسهِّلْ لَنَا عَفْوَكَ بِمَنِّكَ، وأجِرْنَا مِنْ عَذَابِكَ بِتَجاوُزِكَ، فإنّهُ لاَ طَاقَةَ لَنَا بِعَدْلِكَ، ولاَ نَجَاةَ لأحَدٍ مِنَّا دُونَ عَفْوِكَ.

* * *

اللّهمّ لا نجاة لنا دون عفوك:

إننا نتوسّل إليك أن يكون العفو عنّا أقرب إلى مشيئتك من عذابنا، لأنك المنّان على خلقك، فكلّ خلقك يتقلّبون في منّك، وأنت المتجاوز عنهم، فلولا تجاوزك عن ذنوبهم، كانوا من الهالكين، فأعطنا من منّك الكثير الذي تعفو به عن ذنوبنا، فتسهّل لنا بذلك الوصول إلى ساحة رضاك، وأجرنا من عذابك بالتجاوز عن ذنوبنا، لنتخفّف من أثقالها، فنحسّ بالحرية المنفتحة على مواقع محبّتك، وذلك هو خيارنا الوحيد، ورجاؤنا الكبير، لأنّنا لا نملك القدرة على السّير في اتجاه عدلك، فلن يبقى لنا شيء أمامه، فإنَّ ذنوبنا قد فاقت عن الإحصاء، ولا نجد مجالاً للنجاة من نتائج عدلك إلّا بعفوك، فاعف عنا ـ يا ربّ ـ .

* * *

يَا غَنِيَّ الأغْنِيَاءِ، ها نَحْنُ عِبَادُكَ بَيْنَ يدَيْكَ، وأنا افْقَرُ الفُقَراءِ إلَيْكَ.

* * *

اللّهمّ امنحني من غناك ما يملأ وجودي بالغنى:

ما قيمة الأغنياء أمامك، وما هو حجم غناهم؟ فقد يملكون بعض المال، أو بعض القوّة، أو ما إلى ذلك من شؤون الحياة الدنيا التي قد تمنحهم حالة الاكتفاء الذّاتي التي يستغنون بها عن الآخرين، أو يحتاجهم الآخرون من خلالها، ولكنّهم ـ مهما كانت درجة غناهم ـ لا يملكون الغنى المطلق، فهم في حاجةٍ إلى كثير مما لدى النّاس من حولهم ـ حتى الفقراء ـ، ثم هم المحتاجون إليك في غناهم المحدود، بعد أن كان وجودهم مستمداً منك، في طبيعته وفي تفاصيله، ومنها المال الذي يملكونه، والقوّة التي يحصلون عليها.

أما أنت ـ يا ربّ ـ فإنّك الغني المطلق الذي لا تقترب منه الحاجة، لأنك الغني بذاتك عن كل الموجودات، بعد أن كانت كلّها مخلوقة لك ومحتاجة إليك، فإذا كان لبعض الناس بعض الغنى، فإنّ لك الغنى كلّه، يا مالك السماوات والأرض وما بينهنّ وما فيهنّ... يا غنيّ الأغنياء.

ها نحن عبادك الذين عاشوا الحاجة إليك بكلّ وجودهم، وتطلّعوا إلى عطائك بعمق الحاجة الكامنة فيهم.. ها نحن بين يديك في نداءٍ عميقٍ متحرّكٍ ممتدٍ امتداد الزمن كلّه، يا ربنا هب لنا منك كلّ حاجاتنا في العطاء.

وأنا ـ في هذا الوجود الضّعيف الذي أحسّ فيه بحقارة كلّ شيء لديّ، وبتفاهة كل قوةٍ عندي ـ أشعر بأنني أفقر الفقراء إليك، بكلّ أحاسيسي وفكري وأموري الصغيرة والكبيرة، وبذلك، فإنني أتطلّع إليك أن تمنحني من غناك ـ في جودك وكرمك ـ ما يملأ وجودي بالغنى في كلّ شيء...

*من كتاب "آفاق الرّوح"، ج 1، ص 217-219.

ورد في الصحيفة السجادية للإمام عليّ بن الحسين(ع): "اللّهُمَّ إنْ تَشأْ تَعْفُ عَنَّا فَبِفَضْلِكَ، وإنْ تَشَأْ تُعَذِّبْنَا فَبِعَدْلِكَ، فَسَهِّلْ لَنا عَفْوَكَ بِمَنِّكَ، وَأجِرْنَا مِنْ عَذَابِكَ بِتَجاوُزِكَ، فإنّهُ لاَ طَاقَةَ لَنَا بِعَدْلِكَ، وَلاَ نَجَاةَ لأحَدٍ مِنَّا دُونَ عَفْوِكَ، يَا غَنِيَّ الأغنِياءِ، ها نَحْنُ عِبَادُكَ بَيْنَ يَدَيْكَ، وأنَا أفْقَرُ الفُقَراءِ إلَيْكَ".

* * *

اللَّهُمَّ إنْ تَشَأْ تَعْفُ عَنَّا فَبِفَضْلِكَ، وإنْ تَشَأْ تُعَذِّبْنَا فبِعَدْلِكَ.

كيف نواجه ـ يا ربّ ـ غضبك؟

يا ربّ، إننا الخطّاؤون الذين عاشوا في الخطيئة زمناً طويلاً، فانحرفوا عن خطّك، وابتعدوا عن طاعتك، وها نحن نشعر بثقل الخطيئة، وعقدة الذّنب، وهول الموقف، لأنَّ القضية التي تمثّل أقصى درجات الخطورة، هي أننا أصبحنا في الموقع الذي يجعلنا في معرض غضبك الّذي يؤدي بنا إلى استحقاق عقوبتك. فكيف نواجه المسألة؟

إننا هنا ـ يا ربّ ـ طوع مشيئتك، فلا إرادة لنا، حتى في التصوّر أمام إرادتك، لأنّ وجودنا كان مستمداً منها، كما كان استمرارنا في حركة الوجود خاضعاً لها، ونحن واقفون هنا بين الخوف والرجاء، بين الأمل بعفوك والخوف من عذابك، فإذا تطلّعنا إلى فضلك، رأينا العفو عن المذنبين عنواناً له، لأنّه يختزن اللّطف والرّحمة والكرم والحنان، وإذا التفتنا إلى عدلك، رأينا العذاب مضموناً عميقاً له، لأنك حذّرت عبادك من عذابك إذا انحرفوا عن خطّ الاستقامة، وابتعدوا عن مواقع رضاك. وهكذا كان كلّ منهما مرتبطاً بالصفات العليا لذاتك، وتبقى لنا مشيئتك، فهل تشاء لنا العفو بفضلك، أو تشاء لنا العذاب بعدلك؟

* * *

فَسهِّلْ لَنَا عَفْوَكَ بِمَنِّكَ، وأجِرْنَا مِنْ عَذَابِكَ بِتَجاوُزِكَ، فإنّهُ لاَ طَاقَةَ لَنَا بِعَدْلِكَ، ولاَ نَجَاةَ لأحَدٍ مِنَّا دُونَ عَفْوِكَ.

* * *

اللّهمّ لا نجاة لنا دون عفوك:

إننا نتوسّل إليك أن يكون العفو عنّا أقرب إلى مشيئتك من عذابنا، لأنك المنّان على خلقك، فكلّ خلقك يتقلّبون في منّك، وأنت المتجاوز عنهم، فلولا تجاوزك عن ذنوبهم، كانوا من الهالكين، فأعطنا من منّك الكثير الذي تعفو به عن ذنوبنا، فتسهّل لنا بذلك الوصول إلى ساحة رضاك، وأجرنا من عذابك بالتجاوز عن ذنوبنا، لنتخفّف من أثقالها، فنحسّ بالحرية المنفتحة على مواقع محبّتك، وذلك هو خيارنا الوحيد، ورجاؤنا الكبير، لأنّنا لا نملك القدرة على السّير في اتجاه عدلك، فلن يبقى لنا شيء أمامه، فإنَّ ذنوبنا قد فاقت عن الإحصاء، ولا نجد مجالاً للنجاة من نتائج عدلك إلّا بعفوك، فاعف عنا ـ يا ربّ ـ .

* * *

يَا غَنِيَّ الأغْنِيَاءِ، ها نَحْنُ عِبَادُكَ بَيْنَ يدَيْكَ، وأنا افْقَرُ الفُقَراءِ إلَيْكَ.

* * *

اللّهمّ امنحني من غناك ما يملأ وجودي بالغنى:

ما قيمة الأغنياء أمامك، وما هو حجم غناهم؟ فقد يملكون بعض المال، أو بعض القوّة، أو ما إلى ذلك من شؤون الحياة الدنيا التي قد تمنحهم حالة الاكتفاء الذّاتي التي يستغنون بها عن الآخرين، أو يحتاجهم الآخرون من خلالها، ولكنّهم ـ مهما كانت درجة غناهم ـ لا يملكون الغنى المطلق، فهم في حاجةٍ إلى كثير مما لدى النّاس من حولهم ـ حتى الفقراء ـ، ثم هم المحتاجون إليك في غناهم المحدود، بعد أن كان وجودهم مستمداً منك، في طبيعته وفي تفاصيله، ومنها المال الذي يملكونه، والقوّة التي يحصلون عليها.

أما أنت ـ يا ربّ ـ فإنّك الغني المطلق الذي لا تقترب منه الحاجة، لأنك الغني بذاتك عن كل الموجودات، بعد أن كانت كلّها مخلوقة لك ومحتاجة إليك، فإذا كان لبعض الناس بعض الغنى، فإنّ لك الغنى كلّه، يا مالك السماوات والأرض وما بينهنّ وما فيهنّ... يا غنيّ الأغنياء.

ها نحن عبادك الذين عاشوا الحاجة إليك بكلّ وجودهم، وتطلّعوا إلى عطائك بعمق الحاجة الكامنة فيهم.. ها نحن بين يديك في نداءٍ عميقٍ متحرّكٍ ممتدٍ امتداد الزمن كلّه، يا ربنا هب لنا منك كلّ حاجاتنا في العطاء.

وأنا ـ في هذا الوجود الضّعيف الذي أحسّ فيه بحقارة كلّ شيء لديّ، وبتفاهة كل قوةٍ عندي ـ أشعر بأنني أفقر الفقراء إليك، بكلّ أحاسيسي وفكري وأموري الصغيرة والكبيرة، وبذلك، فإنني أتطلّع إليك أن تمنحني من غناك ـ في جودك وكرمك ـ ما يملأ وجودي بالغنى في كلّ شيء...

*من كتاب "آفاق الرّوح"، ج 1، ص 217-219.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية