هل أضحت مواقع التّواصل الاجتماعي منبراً سهلاً لفرض السّطوة وتخوين الآخرين؟ المفترض أن تكون هذه المواقع والوسائل مساحةً للإفادة من خدماتها في تعزيز أجواء الألفة والمحبّة بين النّاس، وفضاءً لتقريب وجهات النّظر وحلّ المشكلات الاجتماعيّة الّتي تهدّد الكيان الإنساني والاجتماعي بالسّقوط. ولكن ما يحصل في بعض الجوانب، أنّ هذه الوسائل باتت مطيَّة للبعض، لإفراغ عقدهم النفسيَّة والمرضيَّة، والإساءة إلى النّاس، عبر ترهيبهم، وفرض تسلّطهم عليهم، من خلال تهديدهم بكشف أسرارهم الشخصيّة، أو نشر صورهم، أو ممارسة الترهيب الكلامي المباشر عليهم.
وهذا ما تُنبئ به صفحات التواصل على اختلافها، وبوجه خاصّ بين الشّباب والفتيات، الّذين هم أجيال المستقبل، والاتّكال يكون عليهم في بناء جيل واعٍ يستفيد من المنجزات العلمية والتكنولوجيّة، في سبيل رفع مستوى وعيه للحياة وقضاياها الإنسانيّة والاجتماعيّة، بغية تصويبها والدّفع بها نحو البناء والإنتاج.
كثير من الشّباب والفتيات من الطلاب، للأسف، تدفعهم سلوكيات البعض العدوانيّة إلى تغيير أماكن دراستهم، أو الشعور النفسي السلبي بالعزلة والدونيّة، فقد أصبحوا أهدافاً للمتفلّتين وأصحاب السلوكيّات المنحرفة والضالّة، الذين يسعون إلى تشويه السمعة، أو نشر افتراءات وإشاعات لا تؤدّي إلا إلى ازدياد وتيرة الكراهية، ونبش الأحقاد بين الأجيال، وافتعال مشاكل معقّدة، وارتفاع معدّلات العنف والجرائم المعنويّة والماديّة.
قد تكون هذه التصرّفات ناشئة عن عدم إدراكٍ ووعيٍ لدى هؤلاء لما تسبِّبه من تداعيات نفسيَّة واجتماعيَّة خطيرة على العلاقات العائليَّة والإنسانيَّة بوجه عام، أو نتيجة تهوُّر ما، ولكنَّ الثّابت أنّ الجميع يدفع ثمناً باهظاً نتيجة لتلك الأوضاع الّتي تتطلّب حلولاً عاجلة، وإجراءات فاعلة على المستوى القانوني والتربوي والإعلامي.
لذا، لا بدّ للجميع من تحمّل المسؤوليّة، بتسليط الضّوء على هذه القضيّة، فالّذين يمارسون تلك التصرّفات، يظنّون أنفسهم بعيدين عن الحساب والمعاقبة، لأنهم يغرّدون في فضاءٍ تواصليّ لا وجود فيه للحسيب والرّقيب. فدور الإعلام، كما المؤسّسات التربويّة والدّينيّة، مهمّ ومطلوب في نشر التّوعية اللازمة حول خطورة السّماح ببثّ الكراهية والأحقاد والممارسات التعسفيّة في فضاء التواصل الاجتماعي المهدَّد بأسس بقائه وتماسكه.
عندما تخرج ممارسات الإنسان من دائرة الحريّة المسؤولة في قول أيّ شيء أو فعله، يصبح ذلك تهديداً واضحاً ومباشراً لأمن المجتمع واستقراره، فالمطلوب اليوم خطوات عمليّة وجادّة من الجميع، ممن يعنيهم سلام المجتمع وتقدّمه نحو الأمام، بالتصدّي لكلّ ما من شأنه تلويث الحياة بالسموم الكلاميّة والأفعال الترهيبيّة، وما يتّصل بهذا العالم الذي يخنق الفضاء الإنساني الرّحب عبر الفضاء التّواصلي اللامسؤول والعبثيّ.
إن الآراء الواردة في هذا المقال لا تعبِّر بالضرورة عن رأي الموقع ، وإنما عن رأي صاحبه

هل أضحت مواقع التّواصل الاجتماعي منبراً سهلاً لفرض السّطوة وتخوين الآخرين؟ المفترض أن تكون هذه المواقع والوسائل مساحةً للإفادة من خدماتها في تعزيز أجواء الألفة والمحبّة بين النّاس، وفضاءً لتقريب وجهات النّظر وحلّ المشكلات الاجتماعيّة الّتي تهدّد الكيان الإنساني والاجتماعي بالسّقوط. ولكن ما يحصل في بعض الجوانب، أنّ هذه الوسائل باتت مطيَّة للبعض، لإفراغ عقدهم النفسيَّة والمرضيَّة، والإساءة إلى النّاس، عبر ترهيبهم، وفرض تسلّطهم عليهم، من خلال تهديدهم بكشف أسرارهم الشخصيّة، أو نشر صورهم، أو ممارسة الترهيب الكلامي المباشر عليهم.
وهذا ما تُنبئ به صفحات التواصل على اختلافها، وبوجه خاصّ بين الشّباب والفتيات، الّذين هم أجيال المستقبل، والاتّكال يكون عليهم في بناء جيل واعٍ يستفيد من المنجزات العلمية والتكنولوجيّة، في سبيل رفع مستوى وعيه للحياة وقضاياها الإنسانيّة والاجتماعيّة، بغية تصويبها والدّفع بها نحو البناء والإنتاج.
كثير من الشّباب والفتيات من الطلاب، للأسف، تدفعهم سلوكيات البعض العدوانيّة إلى تغيير أماكن دراستهم، أو الشعور النفسي السلبي بالعزلة والدونيّة، فقد أصبحوا أهدافاً للمتفلّتين وأصحاب السلوكيّات المنحرفة والضالّة، الذين يسعون إلى تشويه السمعة، أو نشر افتراءات وإشاعات لا تؤدّي إلا إلى ازدياد وتيرة الكراهية، ونبش الأحقاد بين الأجيال، وافتعال مشاكل معقّدة، وارتفاع معدّلات العنف والجرائم المعنويّة والماديّة.
قد تكون هذه التصرّفات ناشئة عن عدم إدراكٍ ووعيٍ لدى هؤلاء لما تسبِّبه من تداعيات نفسيَّة واجتماعيَّة خطيرة على العلاقات العائليَّة والإنسانيَّة بوجه عام، أو نتيجة تهوُّر ما، ولكنَّ الثّابت أنّ الجميع يدفع ثمناً باهظاً نتيجة لتلك الأوضاع الّتي تتطلّب حلولاً عاجلة، وإجراءات فاعلة على المستوى القانوني والتربوي والإعلامي.
لذا، لا بدّ للجميع من تحمّل المسؤوليّة، بتسليط الضّوء على هذه القضيّة، فالّذين يمارسون تلك التصرّفات، يظنّون أنفسهم بعيدين عن الحساب والمعاقبة، لأنهم يغرّدون في فضاءٍ تواصليّ لا وجود فيه للحسيب والرّقيب. فدور الإعلام، كما المؤسّسات التربويّة والدّينيّة، مهمّ ومطلوب في نشر التّوعية اللازمة حول خطورة السّماح ببثّ الكراهية والأحقاد والممارسات التعسفيّة في فضاء التواصل الاجتماعي المهدَّد بأسس بقائه وتماسكه.
عندما تخرج ممارسات الإنسان من دائرة الحريّة المسؤولة في قول أيّ شيء أو فعله، يصبح ذلك تهديداً واضحاً ومباشراً لأمن المجتمع واستقراره، فالمطلوب اليوم خطوات عمليّة وجادّة من الجميع، ممن يعنيهم سلام المجتمع وتقدّمه نحو الأمام، بالتصدّي لكلّ ما من شأنه تلويث الحياة بالسموم الكلاميّة والأفعال الترهيبيّة، وما يتّصل بهذا العالم الذي يخنق الفضاء الإنساني الرّحب عبر الفضاء التّواصلي اللامسؤول والعبثيّ.
إن الآراء الواردة في هذا المقال لا تعبِّر بالضرورة عن رأي الموقع ، وإنما عن رأي صاحبه