كتابات
17/01/2017

هل نمتلك الصّدور المنشرحة؟!

هل نمتلك الصّدور المنشرحة؟!

أيّ شخصٍ مؤمن ملتزم يعتبر نفسه صاحب رسالة في الحياة، لأنّه ينطلق فيها من موقع الوعي والمسؤوليّة، ليصلح أموره وأمور مجتمعه بما ينسجم مع حدود الله تعالى، ومع الحقّ الّذي لا يقبل معه أيّ شكل من أشكال الباطل. وبطبيعة الحال، هناك الكثير من المشاكل والتّعقيدات والتحدّيات التي يثيرها أهل الفساد والباطل ليسقطوا روح المؤمن المعنويّة، ويسقطوا رسالته، عبر إثارة الأباطيل والشبهات، وإحداث الفتن والمنازعات والفوضى.. وعندما يجد المؤمن أنّه أمام تحدّيات متشعّبة وشاقّة في طريقه ودعوته، يصبح لا خيار له سوى الصّبر والتسلّح بالوعي والحكمة في إدارة المعركة مع الباطل.

وهنا تأتي أهمية التوكّل على الله والثّقة به، والطّلب منه أن يثبت المؤمنين على ما هم عليه.. ولقد علّمنا القرآن الكريم من خلال ما ذكره من تجارب حصلت مع العديد من الأنبياء، أهمية الإيمان بالله وتسديده وطلب العون منه بإخلاص، وهذا ما جرى مع نبيّ الله موسى(ع)، عندما بعثه الله إلى فرعون الطّاغية الّذي مارس استغلالاً بشعاً وقهراً للمجتمع حتّى ادّعى الربوبيّة لنفسه {أنَا ربُّكُم الأَعْلَى}، وعندما واجه موسى غطرسة فرعون وجبروته، توجّه إلى الله، وطلب منه العون والتوفيق والتثبيت على الحقّ، وعدم الزيغ والانحراف، فدعاه أن يشرح له صدره على كلّ خير ووعي، فيكون الصّدر الذي يستوعب كلّ المشاكل، والصدر الرحيم الذي يرأف بالمؤمنين ويُحسن إليهم، والصّدر المفتوح على وعي تفاصيل المرحلة والأمور والظّروف، يتعامل مع كلّ ذلك برويّة وحكمة تضمن سلامة النّتائج، كما ودعا ربّه أن ييسّر له أمره بتوفيقه ولطفه ورعايته عندما تشتدّ الأمور وتتعقّد، وأن يطلق لسانه، فيجعله أداة سهلة طيّعة لتبليغ الرّسالة بكلّ يسر وبساطة، بحيث يفهم الناس ما يريده من أغراض وغايات.

قال تعالى في كتابه العزيز: {قال ربِّ اشرح لي صدري* ويسِّر لي أمري* واحلُلْ عقدةً من لساني* يفقهوا قولي}. وحول تفسيرها، يقول المرجع السيّد محمد حسين فضل الله(رض):

"{قال ربِّ اشرحْ لي صدري} وافتحه على كلّ القضايا التي تواجهه في الدّعوة وفي ساحة الصّراع، واجعلني أواجه الموقف برحابة الصّدر وسعة الخلق ومرونة الفهم وانفتاح الوعي.. فلا أضيق بأيّة مشكلة وأيّ موقف، ولا أتعقّد من أيّ شخص في ما يثيره من إرباك وتعقيد.

{ويسِّرْ لي أمري} في كلّ مواطن العسر، لأستطيع أن أقوم بهذه الرّسالة من دون صعوبة تذكر.

{واحلُلْ عقدةً من لساني* يفقهوا قولي} فقد كان يعيش حبساً في لسانه، بحيث يمنعه من الطلاقة التي تفصح الكلمة، ليفهم الناس ما يريد أن يقوله، لأنّ الرسالة تتّصل بطريقته في التّعبير عنها، وتلك هي مشكلته التي أراد العون من الله على تجاوزها وتسهيل صعوباتها، في ما يريد أن يمارسه من جهدٍ ذاتي". [تفسير من وحي القرآن، ج:15، ص:106].

وما يستدعيه واقعنا اليوم، بكلّ ما يضجّ من مشاكل وتعقيدات ومؤامرات ضدّ الحقّ وأهله، أن نطلب العون من الله على تجاوز كلّ المنح والتحدّيات، عبر العمل على بناء الصّدور المنشرحة الواعية المخلصة في القول والعمل، والمؤهَّلة فعلاً لتقوم بعبء الرّسالة والدّعوة إلى الله تعالى.

فالداعية، أو من يتحمّل مسؤوليّة الإيمان والحقّ، عليه أن يواجه ويتعلّم سبل المواجهة من خلال وعيه ورحابة صدره ودماثة أخلاقه، وفهمه العميق والدّقيق لمجريات الأحداث، فلا يتسرّع، ولا ينفعل، ولا يكون سطحياً وطائشاً، كالبعض الّذي لا يتحمّل المسؤوليّة في الحياة، فيسيء إليها بكلّ قسوة وعدوانيّة.

كما علينا أن نعمل ما باستطاعتنا لتعزيز إمكاناتنا الّتي نحتاجها على المستويات كافّةً، من أجل المواجهة مع كلّ باطل وفساد، وأن نربّي في أنفسنا أيضاً روحيّة التّواضع، لأننا إذا سرنا في طريق الأنانيّة الفارغة والشّعور بالتكبّر الأجوف، فإنّنا بذلك سنسيء أيما إساءة إلى المسؤوليّات ومقتضى الأمانات الّتي حمّلنا الله إيّاها في بناء الحياة والإحسان إلى النّاس.

إنّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبّر بالضّرورة عن رأي الموقع، وإنّما عن وجهة نظر صاحبها. 

أيّ شخصٍ مؤمن ملتزم يعتبر نفسه صاحب رسالة في الحياة، لأنّه ينطلق فيها من موقع الوعي والمسؤوليّة، ليصلح أموره وأمور مجتمعه بما ينسجم مع حدود الله تعالى، ومع الحقّ الّذي لا يقبل معه أيّ شكل من أشكال الباطل. وبطبيعة الحال، هناك الكثير من المشاكل والتّعقيدات والتحدّيات التي يثيرها أهل الفساد والباطل ليسقطوا روح المؤمن المعنويّة، ويسقطوا رسالته، عبر إثارة الأباطيل والشبهات، وإحداث الفتن والمنازعات والفوضى.. وعندما يجد المؤمن أنّه أمام تحدّيات متشعّبة وشاقّة في طريقه ودعوته، يصبح لا خيار له سوى الصّبر والتسلّح بالوعي والحكمة في إدارة المعركة مع الباطل.

وهنا تأتي أهمية التوكّل على الله والثّقة به، والطّلب منه أن يثبت المؤمنين على ما هم عليه.. ولقد علّمنا القرآن الكريم من خلال ما ذكره من تجارب حصلت مع العديد من الأنبياء، أهمية الإيمان بالله وتسديده وطلب العون منه بإخلاص، وهذا ما جرى مع نبيّ الله موسى(ع)، عندما بعثه الله إلى فرعون الطّاغية الّذي مارس استغلالاً بشعاً وقهراً للمجتمع حتّى ادّعى الربوبيّة لنفسه {أنَا ربُّكُم الأَعْلَى}، وعندما واجه موسى غطرسة فرعون وجبروته، توجّه إلى الله، وطلب منه العون والتوفيق والتثبيت على الحقّ، وعدم الزيغ والانحراف، فدعاه أن يشرح له صدره على كلّ خير ووعي، فيكون الصّدر الذي يستوعب كلّ المشاكل، والصدر الرحيم الذي يرأف بالمؤمنين ويُحسن إليهم، والصّدر المفتوح على وعي تفاصيل المرحلة والأمور والظّروف، يتعامل مع كلّ ذلك برويّة وحكمة تضمن سلامة النّتائج، كما ودعا ربّه أن ييسّر له أمره بتوفيقه ولطفه ورعايته عندما تشتدّ الأمور وتتعقّد، وأن يطلق لسانه، فيجعله أداة سهلة طيّعة لتبليغ الرّسالة بكلّ يسر وبساطة، بحيث يفهم الناس ما يريده من أغراض وغايات.

قال تعالى في كتابه العزيز: {قال ربِّ اشرح لي صدري* ويسِّر لي أمري* واحلُلْ عقدةً من لساني* يفقهوا قولي}. وحول تفسيرها، يقول المرجع السيّد محمد حسين فضل الله(رض):

"{قال ربِّ اشرحْ لي صدري} وافتحه على كلّ القضايا التي تواجهه في الدّعوة وفي ساحة الصّراع، واجعلني أواجه الموقف برحابة الصّدر وسعة الخلق ومرونة الفهم وانفتاح الوعي.. فلا أضيق بأيّة مشكلة وأيّ موقف، ولا أتعقّد من أيّ شخص في ما يثيره من إرباك وتعقيد.

{ويسِّرْ لي أمري} في كلّ مواطن العسر، لأستطيع أن أقوم بهذه الرّسالة من دون صعوبة تذكر.

{واحلُلْ عقدةً من لساني* يفقهوا قولي} فقد كان يعيش حبساً في لسانه، بحيث يمنعه من الطلاقة التي تفصح الكلمة، ليفهم الناس ما يريد أن يقوله، لأنّ الرسالة تتّصل بطريقته في التّعبير عنها، وتلك هي مشكلته التي أراد العون من الله على تجاوزها وتسهيل صعوباتها، في ما يريد أن يمارسه من جهدٍ ذاتي". [تفسير من وحي القرآن، ج:15، ص:106].

وما يستدعيه واقعنا اليوم، بكلّ ما يضجّ من مشاكل وتعقيدات ومؤامرات ضدّ الحقّ وأهله، أن نطلب العون من الله على تجاوز كلّ المنح والتحدّيات، عبر العمل على بناء الصّدور المنشرحة الواعية المخلصة في القول والعمل، والمؤهَّلة فعلاً لتقوم بعبء الرّسالة والدّعوة إلى الله تعالى.

فالداعية، أو من يتحمّل مسؤوليّة الإيمان والحقّ، عليه أن يواجه ويتعلّم سبل المواجهة من خلال وعيه ورحابة صدره ودماثة أخلاقه، وفهمه العميق والدّقيق لمجريات الأحداث، فلا يتسرّع، ولا ينفعل، ولا يكون سطحياً وطائشاً، كالبعض الّذي لا يتحمّل المسؤوليّة في الحياة، فيسيء إليها بكلّ قسوة وعدوانيّة.

كما علينا أن نعمل ما باستطاعتنا لتعزيز إمكاناتنا الّتي نحتاجها على المستويات كافّةً، من أجل المواجهة مع كلّ باطل وفساد، وأن نربّي في أنفسنا أيضاً روحيّة التّواضع، لأننا إذا سرنا في طريق الأنانيّة الفارغة والشّعور بالتكبّر الأجوف، فإنّنا بذلك سنسيء أيما إساءة إلى المسؤوليّات ومقتضى الأمانات الّتي حمّلنا الله إيّاها في بناء الحياة والإحسان إلى النّاس.

إنّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبّر بالضّرورة عن رأي الموقع، وإنّما عن وجهة نظر صاحبها. 

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية