أن يسعى المؤمن في قضاء حاجات النّاس، فهذا شيء في غاية الإيمان والصّدق والإنسانية الصافية، والناس بحكم تفاوت ظروفهم وقدراتهم، يحتاجون إلى بعضهم البعض من الناحية المادية، وكذلك من الناحية المعنوية، حيث يحتاجون إلى من يرشدهم بكلامه النّافع، وسلوكه الصالح المؤثّر في أخلاقياتهم وروحياتهم.
ولقد جعل الله تعالى بعضنا ممن يمتلك هذه القدرات المعنويّة والماديّة، أمناء على تأدية الأمانة بكلّ إخلاص ومصداقيّة، بعيداً من الرّياء والمنّة على المحتاج، فدعانا تعالى إلى حفظ ماء وجه المحتاجين، ومراعاة مشاعرهم، وحفظ كراماتهم، والسعي لخدمتهم، فنحن مجرّد خدام للناس والحياة، ولم يسلّطنا الله على هذه الأمانات لنشعر بانتفاخ الشخصيّة، وبالتكبر وممارسة التمنّن على المحتاجين، وكأنّنا نحن من يرزقهم.
نتعلّم من أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب(ع) كيف نتعامل مع قضاء حاجات الناس بما يحفظ كراماتهم ومشاعرهم، ويبرز أصالة الخلق الإسلاميّ الرفيع؟ فقد جاء في الرّوايات: "عَنِ الْحَارِثِ الْهَمْدَانِيِّ قَالَ: سَامَرْتُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ، فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، عَرَضَتْ لِي حَاجَةٌ؟ قَالَ: "فَرَأَيْتَنِي لَهَا أَهْلًا؟". قُلْتُ: نَعَمْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ. قَالَ: "جَزَاكَ اللهُ عَنِّي خَيْراً".
ثُمَّ قَامَ إِلَى السِّرَاجِ، فَأَغْشَاهَا وَجَلَسَ. ثُمَّ قَالَ: "إِنَّمَا أَغْشَيْتُ السِّرَاجَ لِئَلَّا أَرَى ذُلَّ حَاجَتِكَ فِي وَجْهِكِ، فَتَكَلَّمْ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ(ص) يَقُولُ: الْحَوَائِجُ أَمَانَةٌ مِنَ اللهِ فِي صُدُورِ الْعِبَادِ، فَمَنْ كَتَمَهَا كُتِبَتْ لَهُ عِبَادَةٌ، وَمَنْ أَفْشَاهَا كَانَ حَقّاً عَلَى مَنْ سَمِعَهَا أَنْ يَعْنِيَهُ".
إنّ عليّاً(ع) الذي كان خليفةً للمسليمن، ومسلّطاً على أموالهم، مارس الخلق الربّاني العالي في تعامله مع المحتاج، وقدّم لنا الدروس التربويّة التي نستفيد منها، فأرادنا أن نقتدي به ونعيش الأمانة خلقاً يحمده الله لنا ويأجرنا عليه ويضاعف من حسناتنا.
فأن نربي في أنفسنا حفظ الأمانة وحسن تأديتها، فذلك عبادة لنا تنفعنا في حياتنا العمليّة، وفي آخرتنا، عندما يسألنا الله تعالى كيف أدّينا حق هذه الأمانات.
نحن بحاجة إلى التعلّم من الدروس التربوية والأخلاقية التي تركها لنا أهل البيت(ع)، وأن نتمثّلها في سلوكيّاتنا بكلّ إخلاص وصدق، لأنّ الإخلاص في العمل يدلّ على القلب المشبع بروح الإيمان الصّحيح في توجّهه نحو الله تعالى، وليس أفضل ما يتوجّه به الإنسان إلى ربّه من قضاء حاجات المحتاجين.
إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبّر بالضّرورة عن رأي الموقع، وإنّما عن وجهة نظر صاحبها.

أن يسعى المؤمن في قضاء حاجات النّاس، فهذا شيء في غاية الإيمان والصّدق والإنسانية الصافية، والناس بحكم تفاوت ظروفهم وقدراتهم، يحتاجون إلى بعضهم البعض من الناحية المادية، وكذلك من الناحية المعنوية، حيث يحتاجون إلى من يرشدهم بكلامه النّافع، وسلوكه الصالح المؤثّر في أخلاقياتهم وروحياتهم.
ولقد جعل الله تعالى بعضنا ممن يمتلك هذه القدرات المعنويّة والماديّة، أمناء على تأدية الأمانة بكلّ إخلاص ومصداقيّة، بعيداً من الرّياء والمنّة على المحتاج، فدعانا تعالى إلى حفظ ماء وجه المحتاجين، ومراعاة مشاعرهم، وحفظ كراماتهم، والسعي لخدمتهم، فنحن مجرّد خدام للناس والحياة، ولم يسلّطنا الله على هذه الأمانات لنشعر بانتفاخ الشخصيّة، وبالتكبر وممارسة التمنّن على المحتاجين، وكأنّنا نحن من يرزقهم.
نتعلّم من أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب(ع) كيف نتعامل مع قضاء حاجات الناس بما يحفظ كراماتهم ومشاعرهم، ويبرز أصالة الخلق الإسلاميّ الرفيع؟ فقد جاء في الرّوايات: "عَنِ الْحَارِثِ الْهَمْدَانِيِّ قَالَ: سَامَرْتُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ، فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، عَرَضَتْ لِي حَاجَةٌ؟ قَالَ: "فَرَأَيْتَنِي لَهَا أَهْلًا؟". قُلْتُ: نَعَمْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ. قَالَ: "جَزَاكَ اللهُ عَنِّي خَيْراً".
ثُمَّ قَامَ إِلَى السِّرَاجِ، فَأَغْشَاهَا وَجَلَسَ. ثُمَّ قَالَ: "إِنَّمَا أَغْشَيْتُ السِّرَاجَ لِئَلَّا أَرَى ذُلَّ حَاجَتِكَ فِي وَجْهِكِ، فَتَكَلَّمْ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ(ص) يَقُولُ: الْحَوَائِجُ أَمَانَةٌ مِنَ اللهِ فِي صُدُورِ الْعِبَادِ، فَمَنْ كَتَمَهَا كُتِبَتْ لَهُ عِبَادَةٌ، وَمَنْ أَفْشَاهَا كَانَ حَقّاً عَلَى مَنْ سَمِعَهَا أَنْ يَعْنِيَهُ".
إنّ عليّاً(ع) الذي كان خليفةً للمسليمن، ومسلّطاً على أموالهم، مارس الخلق الربّاني العالي في تعامله مع المحتاج، وقدّم لنا الدروس التربويّة التي نستفيد منها، فأرادنا أن نقتدي به ونعيش الأمانة خلقاً يحمده الله لنا ويأجرنا عليه ويضاعف من حسناتنا.
فأن نربي في أنفسنا حفظ الأمانة وحسن تأديتها، فذلك عبادة لنا تنفعنا في حياتنا العمليّة، وفي آخرتنا، عندما يسألنا الله تعالى كيف أدّينا حق هذه الأمانات.
نحن بحاجة إلى التعلّم من الدروس التربوية والأخلاقية التي تركها لنا أهل البيت(ع)، وأن نتمثّلها في سلوكيّاتنا بكلّ إخلاص وصدق، لأنّ الإخلاص في العمل يدلّ على القلب المشبع بروح الإيمان الصّحيح في توجّهه نحو الله تعالى، وليس أفضل ما يتوجّه به الإنسان إلى ربّه من قضاء حاجات المحتاجين.
إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبّر بالضّرورة عن رأي الموقع، وإنّما عن وجهة نظر صاحبها.