كتابات
16/02/2018

قوة الإسلام في حركة إسلامية واحدة

قوة الإسلام في حركة إسلامية واحدة
عندما نريد أن نستشرف العناوين الكبرى التي تطلقها الحركات الإسلاميّة في العالم الإسلاميّ، فقد يخيَّل إلينا أنّها حركة واحدة في الهدف، لأنّها بأجمعها تعمل من أجل حكم الإسلام، لكنّنا عندما ندرس خلفيّات هذه الحركات وذهنيّتها الثقافية في وعي الإسلام، ورؤيتها السياسية في خطّ العمل السياسيّ أو في ساحة الصراع السياسيّ، فإنّنا نجد أنّها حركات متنوّعة، لا يحمل تنوّعها منحًى إيجابياً، بل ربّما نلاحظ أنّها مختلفة إلى حدِّ التنافر أحياناً. وربّما كان السّبب في هذا، هو أنّ كثيراً من الحركات الإسلامية كانت منطلقة من ردّ فعل محلّيّ، يحمل في أفكاره أو خطوطه بعض المفردات الثقافية الإسلامية الضبابيّة المتنافرة التي لا يجمع بينها جامع يمثّل هيكليّة متكاملة أو يربط بين المفردات المتنافرة.

ومن هنا، كانت الحركات الإسلامية تنطلق من العنوان الكبير فيما تنتشر الضبابيّة في تفاصيل المشروع. ولذلك، نلاحظ أنّ الخطاب السياسيّ لبعض الحركات الإسلامية قد تطوَّر تبعاً لتطوّر التحدّيات في مواجهته...
إنّني أُلاحظ أنّ الحركة الإسلامية لاتزال تعيش التخبُّط في أكثر من موقع من مواقعها... وإنّني أتصوَّر أنَّ من الضروريّ جداً للحركات الإسلاميّة أن تنطلق في القضايا الإسلاميّة الكبرى كعناوين ثقافيّة وسياسيّة عريضة.
ففي المسألة الثقافيّة، لا بدَّ لنا من أن نضع في تخطيطنا، مواجهة البرامج التي تتحرّك فيها العلمانيّة التي وضعت في حساباتها أن تسقط الحركة الإسلاميّة في البلدان الإسلامية، أو أن تضعف تأثيرها في الواقع. ولعلَّ خطورة هذه العلمانيّة، أنّ الحركات السياسية والثقافية تتحالف مع الاستكبار العالمي وحتّى مع الصهيونيّة، ما يجعل الخطورة الثقافية التي تختزن في داخلها خطورة سياسية بدرجة كبيرة، تهدّد الواقع الإسلامي برمّته. فعلينا أن نعمل لحماية المفاهيم الإسلاميّة من أيِّ نوع من أنواع الابتزاز والسقوط أمام الحملة الإعلاميّة التي نجد أنّه بالإضافة إلى خطّتها في الإسقاط المباشر أو الإضعاف المباشر للواقع الإسلاميّ، تنفذ إلى بعض المواقع الإسلاميّة لتتحدّث معها بما يشبه البراءة الملغومة...

والنقطة الثانية، هي مسألة الخطّ السياسي، فقد أعدَّ الاستكبار العالميّ خططه لإعلان الحرب على الإسلام الحركيّ، وحتّى على الإسلام التقليدي، في الكثير من مفرداته المتعلّقة بالسلوك الإنساني، وفتح لأجل ذلك عدَّة جبهات في داخل البلاد الإسلاميّة، من خلال الأنظمة، ومن خلال الهيئات الثقافيّة، مستفيداً من الجوّ السياسي والدّولي، حيث يتداول الحديث عن أنَّ الإسلام هو العدوّ الجديد للغرب بعد سقوط الاتّحاد السوفياتي، إضافةً إلى استحداث مقولة النظام العالمي الجديد، حيث يرفع هذا الشّعار كفزّاعة في وجه كلّ الحركيّين الإسلاميّين، وكلّ مَنْ يطرح الإسلام، وعلينا أن نطرح موقفنا ممّا سمّي بــ "النظام العالمي الجديد"، هذه الحرب العالميّة الموجّهة ضدّ الإسلام.

والقضيّة الثانية في هذا المجال، هي القضية الفلسطينية، وهي تلخّص مشاكل العالم  الإسلامي في الخمسين سنة الأخيرة، والّتي يمكن أن تترك تأثيراتها المستقبليّة من خلال قضايا التسوية على مجمل الحركة الإسلاميّة في العالَم الإسلامي، وسوف تخلق مُناخاً ثقافيّاً وسياسيّاً يتحرّك في المفاصل الثقافيّة والسياسيّة، ليوحي بأنَّ من الممكن جدّاً التنازل عن أرض إسلاميّة، أو التنازل عن سلطة إسلاميّة، عندما تتجمَّع كلّ ضغوطات الواقع لمحاصرة الإسلاميّين حول هذه القضيّة...

وهكذا، لا بدَّ لنا من أن نعمل من أجل مواجهة القوى الاستكباريّة في العالَم، على أساس موقفها من القضايا الإسلاميّة، ليعرف العالَم الآخر أنَّ الإسلاميين يتّخذون مواقفهم في مواقع الصّراع الدّائر بين الدول الكبرى، تبعاً لموقف هذه الدول من الموقع الإسلاميّ.

والنقطة الأخيرة، هي العمل على دراسة الأسلوب في العمل الإسلامي، لنعرف سلبياته وإيجابياته، ليكون للحركة الإسلامية في العالم أسلوب واحد تتنوَّع بعض خطوطه التفصيليّة تبعاً لتنوّع المواقع والتحدّيات، وأقصد بذلك، أن يكون لنا تخطيطنا لأسلوب العنف في طبيعة مواقعه العامّة، أو أسلوب الرّفق في طبيعة المواقف العامّة، بحيث تدرس كلّ حركة إسلاميّة في مواقعها الخاصّة، الخطوط العامّة للأسلوب، وعند ذلك، لا يختلف الإسلاميون في الأسلوب، إلّا بمقدار اختلاف مواقعهم التي تفرض هذا الأسلوب أو ذاك.

وعلى صعيد صيغة العلاقة بين الحركات الإسلاميّة، فإنّني أعتقد أنّ الصفة القطريّة لا تبتعد عن الصفة العامّة، لأنَّ الصفة العامّة عندما تنفتح على القضايا العامّة، فإنّها تنفتح على قضيّة هذا البلد الإسلاميّ وهذا الشعب الإسلاميّ، وخصوصيّات الواقع الإسلامي هي المجال العملي للواقع الإسلامي بشكلٍ عام، ولذلك، فإنّ أيّ حركة إسلامية قطريّة لا بدّ من أن تنفتح على الدائرة الكبرى، وأنْ تكون المسألة في إطار الانفتاح الدّائم للدّوائر الصغيرة على الدائرة الكبرى.

نعم، هناك نقطة معيّنة، وهي أنّ بعض الحركات الإسلامية تتّخذ لنفسها صفة الحدود الحديديّة التي تنطلق لتثير في دائرتها مسألة خصوصيّة هذا البلد الإسلامي، بحيث تثقّف أفرادها بأنْ لا دخل لها في البلدان الإسلاميّة الأخرى. إنّ هذه الحركة تقف في وجه التصوّر الإسلامي العام، على أساس الحديث الشريف: "مَنْ لم يهتمّ بأمور المسلمين فليس بمسلم". فلذلك، فإنّ هذه الحركة التي تعيش في هذه الدّائرة، إذا لم تكن نظرتها الإقليميّة أو القطرية تكتيكيّة، بل كانت استراتيجيّة، فلا بدَّ من أنْ يعاد النظر في طبيعة تصوّرها الإسلامي، لأنَّ إيجاد حركات إسلامية قطرية مختنقة في داخل حدودها وفي داخل كلّ قطر، يؤدّي في النّتيجة إلى أن تصبح الخصوصيّة القطريّة أو الإقليميّة أو القوميّة أحياناً، هي الأساس، بينما يكون الإسلام هو العنوان الذي يحمي الجانب القطري أو القومي. ولذلك، لا بدَّ لنا في هذه المواقع القطرية، من أن نعيد الحوار معها حول هذه المسألة.
أمّا على صعيد الحركات الإسلامية القطرية والإقليمية التي تحمل الخطّ الإسلاميّ العام في تصوّرها الإسلامي، ولكنَّها تجد أنّها تملك الحركيّة في قطرها من خلال الظروف الموضوعيّة، ولا تملك أيّة قدرات لتمتدّ بها للتحرّك إلى خارج قطرها، فإنّنا نرى فيها حركات إسلاميّة محكومة بطبيعة الظروف الموضوعيّة التي يمكن أن تتحوَّل إلى ظروف أخرى. في مثل هذه الحال، يمكن لهذه الحركات أن تدخل في حوار مع بعضها البعض، لتدرس ظروفها التي قد تفرض عليها الوحدة أو الاتحاد، بحيث تكون هناك حركة إسلاميّة اتّحاديّة، بلحاظ خصوصيّات كلّ حركة في دائرتها الخاصَّة.

إنَّ طموحنا هو الحركة الإسلاميّة العالميّة الواحدة، لأنّها تمثّل مركزيّة القوَّة للإسلام الواحد، ولكن إذا لم يكن هذا واقعياً، فأعتقد أنَّ الحركة الإسلامية الاتّحادية هي الحركة الأقرب التي يحقِّق فيها المسلمون وحدتهم، مع لحظ خصوصيّات الواقع، والتي قد تتدخّل بعض المفردات المذهبيّة أو الخلافات الأخرى في فهم الإسلام تبعاً لوضعها الخاص. إنّ على الحركة الإسلامية أن تضع الخطوط العامّة، مع ترك الحريّة لكلّ إطار لدراسة ظروفه وأوضاعه، وكيفية الأمور والخطوط التفصيليّة بما لا يمسّ الخطّ العام، ولعلّ ذلك أقرب إلى الحلول الواقعيّة.

*العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله(رض). من كتاب "أحاديث في قضايا الاختلاف والوحدة"، ص 5-12.
عندما نريد أن نستشرف العناوين الكبرى التي تطلقها الحركات الإسلاميّة في العالم الإسلاميّ، فقد يخيَّل إلينا أنّها حركة واحدة في الهدف، لأنّها بأجمعها تعمل من أجل حكم الإسلام، لكنّنا عندما ندرس خلفيّات هذه الحركات وذهنيّتها الثقافية في وعي الإسلام، ورؤيتها السياسية في خطّ العمل السياسيّ أو في ساحة الصراع السياسيّ، فإنّنا نجد أنّها حركات متنوّعة، لا يحمل تنوّعها منحًى إيجابياً، بل ربّما نلاحظ أنّها مختلفة إلى حدِّ التنافر أحياناً. وربّما كان السّبب في هذا، هو أنّ كثيراً من الحركات الإسلامية كانت منطلقة من ردّ فعل محلّيّ، يحمل في أفكاره أو خطوطه بعض المفردات الثقافية الإسلامية الضبابيّة المتنافرة التي لا يجمع بينها جامع يمثّل هيكليّة متكاملة أو يربط بين المفردات المتنافرة.

ومن هنا، كانت الحركات الإسلامية تنطلق من العنوان الكبير فيما تنتشر الضبابيّة في تفاصيل المشروع. ولذلك، نلاحظ أنّ الخطاب السياسيّ لبعض الحركات الإسلامية قد تطوَّر تبعاً لتطوّر التحدّيات في مواجهته...
إنّني أُلاحظ أنّ الحركة الإسلامية لاتزال تعيش التخبُّط في أكثر من موقع من مواقعها... وإنّني أتصوَّر أنَّ من الضروريّ جداً للحركات الإسلاميّة أن تنطلق في القضايا الإسلاميّة الكبرى كعناوين ثقافيّة وسياسيّة عريضة.
ففي المسألة الثقافيّة، لا بدَّ لنا من أن نضع في تخطيطنا، مواجهة البرامج التي تتحرّك فيها العلمانيّة التي وضعت في حساباتها أن تسقط الحركة الإسلاميّة في البلدان الإسلامية، أو أن تضعف تأثيرها في الواقع. ولعلَّ خطورة هذه العلمانيّة، أنّ الحركات السياسية والثقافية تتحالف مع الاستكبار العالمي وحتّى مع الصهيونيّة، ما يجعل الخطورة الثقافية التي تختزن في داخلها خطورة سياسية بدرجة كبيرة، تهدّد الواقع الإسلامي برمّته. فعلينا أن نعمل لحماية المفاهيم الإسلاميّة من أيِّ نوع من أنواع الابتزاز والسقوط أمام الحملة الإعلاميّة التي نجد أنّه بالإضافة إلى خطّتها في الإسقاط المباشر أو الإضعاف المباشر للواقع الإسلاميّ، تنفذ إلى بعض المواقع الإسلاميّة لتتحدّث معها بما يشبه البراءة الملغومة...

والنقطة الثانية، هي مسألة الخطّ السياسي، فقد أعدَّ الاستكبار العالميّ خططه لإعلان الحرب على الإسلام الحركيّ، وحتّى على الإسلام التقليدي، في الكثير من مفرداته المتعلّقة بالسلوك الإنساني، وفتح لأجل ذلك عدَّة جبهات في داخل البلاد الإسلاميّة، من خلال الأنظمة، ومن خلال الهيئات الثقافيّة، مستفيداً من الجوّ السياسي والدّولي، حيث يتداول الحديث عن أنَّ الإسلام هو العدوّ الجديد للغرب بعد سقوط الاتّحاد السوفياتي، إضافةً إلى استحداث مقولة النظام العالمي الجديد، حيث يرفع هذا الشّعار كفزّاعة في وجه كلّ الحركيّين الإسلاميّين، وكلّ مَنْ يطرح الإسلام، وعلينا أن نطرح موقفنا ممّا سمّي بــ "النظام العالمي الجديد"، هذه الحرب العالميّة الموجّهة ضدّ الإسلام.

والقضيّة الثانية في هذا المجال، هي القضية الفلسطينية، وهي تلخّص مشاكل العالم  الإسلامي في الخمسين سنة الأخيرة، والّتي يمكن أن تترك تأثيراتها المستقبليّة من خلال قضايا التسوية على مجمل الحركة الإسلاميّة في العالَم الإسلامي، وسوف تخلق مُناخاً ثقافيّاً وسياسيّاً يتحرّك في المفاصل الثقافيّة والسياسيّة، ليوحي بأنَّ من الممكن جدّاً التنازل عن أرض إسلاميّة، أو التنازل عن سلطة إسلاميّة، عندما تتجمَّع كلّ ضغوطات الواقع لمحاصرة الإسلاميّين حول هذه القضيّة...

وهكذا، لا بدَّ لنا من أن نعمل من أجل مواجهة القوى الاستكباريّة في العالَم، على أساس موقفها من القضايا الإسلاميّة، ليعرف العالَم الآخر أنَّ الإسلاميين يتّخذون مواقفهم في مواقع الصّراع الدّائر بين الدول الكبرى، تبعاً لموقف هذه الدول من الموقع الإسلاميّ.

والنقطة الأخيرة، هي العمل على دراسة الأسلوب في العمل الإسلامي، لنعرف سلبياته وإيجابياته، ليكون للحركة الإسلامية في العالم أسلوب واحد تتنوَّع بعض خطوطه التفصيليّة تبعاً لتنوّع المواقع والتحدّيات، وأقصد بذلك، أن يكون لنا تخطيطنا لأسلوب العنف في طبيعة مواقعه العامّة، أو أسلوب الرّفق في طبيعة المواقف العامّة، بحيث تدرس كلّ حركة إسلاميّة في مواقعها الخاصّة، الخطوط العامّة للأسلوب، وعند ذلك، لا يختلف الإسلاميون في الأسلوب، إلّا بمقدار اختلاف مواقعهم التي تفرض هذا الأسلوب أو ذاك.

وعلى صعيد صيغة العلاقة بين الحركات الإسلاميّة، فإنّني أعتقد أنّ الصفة القطريّة لا تبتعد عن الصفة العامّة، لأنَّ الصفة العامّة عندما تنفتح على القضايا العامّة، فإنّها تنفتح على قضيّة هذا البلد الإسلاميّ وهذا الشعب الإسلاميّ، وخصوصيّات الواقع الإسلامي هي المجال العملي للواقع الإسلامي بشكلٍ عام، ولذلك، فإنّ أيّ حركة إسلامية قطريّة لا بدّ من أن تنفتح على الدائرة الكبرى، وأنْ تكون المسألة في إطار الانفتاح الدّائم للدّوائر الصغيرة على الدائرة الكبرى.

نعم، هناك نقطة معيّنة، وهي أنّ بعض الحركات الإسلامية تتّخذ لنفسها صفة الحدود الحديديّة التي تنطلق لتثير في دائرتها مسألة خصوصيّة هذا البلد الإسلامي، بحيث تثقّف أفرادها بأنْ لا دخل لها في البلدان الإسلاميّة الأخرى. إنّ هذه الحركة تقف في وجه التصوّر الإسلامي العام، على أساس الحديث الشريف: "مَنْ لم يهتمّ بأمور المسلمين فليس بمسلم". فلذلك، فإنّ هذه الحركة التي تعيش في هذه الدّائرة، إذا لم تكن نظرتها الإقليميّة أو القطرية تكتيكيّة، بل كانت استراتيجيّة، فلا بدَّ من أنْ يعاد النظر في طبيعة تصوّرها الإسلامي، لأنَّ إيجاد حركات إسلامية قطرية مختنقة في داخل حدودها وفي داخل كلّ قطر، يؤدّي في النّتيجة إلى أن تصبح الخصوصيّة القطريّة أو الإقليميّة أو القوميّة أحياناً، هي الأساس، بينما يكون الإسلام هو العنوان الذي يحمي الجانب القطري أو القومي. ولذلك، لا بدَّ لنا في هذه المواقع القطرية، من أن نعيد الحوار معها حول هذه المسألة.
أمّا على صعيد الحركات الإسلامية القطرية والإقليمية التي تحمل الخطّ الإسلاميّ العام في تصوّرها الإسلامي، ولكنَّها تجد أنّها تملك الحركيّة في قطرها من خلال الظروف الموضوعيّة، ولا تملك أيّة قدرات لتمتدّ بها للتحرّك إلى خارج قطرها، فإنّنا نرى فيها حركات إسلاميّة محكومة بطبيعة الظروف الموضوعيّة التي يمكن أن تتحوَّل إلى ظروف أخرى. في مثل هذه الحال، يمكن لهذه الحركات أن تدخل في حوار مع بعضها البعض، لتدرس ظروفها التي قد تفرض عليها الوحدة أو الاتحاد، بحيث تكون هناك حركة إسلاميّة اتّحاديّة، بلحاظ خصوصيّات كلّ حركة في دائرتها الخاصَّة.

إنَّ طموحنا هو الحركة الإسلاميّة العالميّة الواحدة، لأنّها تمثّل مركزيّة القوَّة للإسلام الواحد، ولكن إذا لم يكن هذا واقعياً، فأعتقد أنَّ الحركة الإسلامية الاتّحادية هي الحركة الأقرب التي يحقِّق فيها المسلمون وحدتهم، مع لحظ خصوصيّات الواقع، والتي قد تتدخّل بعض المفردات المذهبيّة أو الخلافات الأخرى في فهم الإسلام تبعاً لوضعها الخاص. إنّ على الحركة الإسلامية أن تضع الخطوط العامّة، مع ترك الحريّة لكلّ إطار لدراسة ظروفه وأوضاعه، وكيفية الأمور والخطوط التفصيليّة بما لا يمسّ الخطّ العام، ولعلّ ذلك أقرب إلى الحلول الواقعيّة.

*العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله(رض). من كتاب "أحاديث في قضايا الاختلاف والوحدة"، ص 5-12.
اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية