هل تفكّر في النّرجيلة وأنت تتناول الطّعام؟ هل تطلب أن تكون النّرجيلة جاهزة للنّزهة قبل أيّ شيء، وقبل أن يكون أصحابك جاهزين؟
اليوم، في كلّ شارع وفي كلّ بيت، نشاهد مجموعة من مدخّني النّرجيلة يقضون فترات طويلة في هذا المجال.. نشاهد مجموعة شباب ومجموعة صبايا ضحايا لهذه الآفة.
من المهمّ أن نعرف أنّ المصطلح السائد الذي يقول إنّ تدخين النرجيلة يخفّف الأعباء النفسية اليوميّة والضغوطات التي نعيشها، هو مفهوم خاطئ.
إذا كنت تتذكّر كيف تعرّفت إلى النّرجيلة؟
إذا كنت تتذكّر من الذي عرّفك إلى النّرجيلة وكيف تعرّف هو إليها؟
إذا كنت تتنبّه إلى أنّك تشعر بالضغط النفسي أو بالحاجة إلى النّرجيلة أكثر من أن تكون النّرجيلة محاولةً للتنفيس.
أي أنّ النرجيلة التي تعتبرها محاولة تنفيس عن الضغوطات اليوميّة، أصبحت هي مصدر إزعاج، بحيث إنَّها تدفعك إلى تناولها عندما ينقص النيكوتين في جسمك.
فإذاً، الذي تعتبره حلاً هو بحدّ ذاته مشكلة.
وهذه المشكلة أصبحت أنت ضحيّةً لها، وأصبحت أحد المدمنين عليها، من دون أن تكون قد وضعت خطّةً لتصل إلى هذه المرحلة.
نقول للأهل، إنّ التدخين السلبي في البيوت يخلق عند الأولاد دوافع لتدخين النرجيلة، وأقول للأهل إنَّ النرجيلة التي يتناولونها، والتي تغيّر إفرازات النيكوتين في الدّماغ، قد تكون عاملاً جينيّاً يورّثونه لأولادهم، ويخلق عندهم استعدادات جينيّة لتدخين السيجارة أو النرجيلة.
وأقول للأهل، إنَّ القدوة التي يقدّموها لأولادهم وأقاربهم، هي قدوة يجب أن تكون حسنة، باعتبار أنّ الأولاد يتماهون بهم عندما يكبرون ويتّخذونهم قدوةً يتمثّلون بها.
إنّ تدخين النرجيلة الّذي نعتبره اليوم تنفيساً عن حالة غضب أو حالة احتقان نفسيّ، ما هو إلا حاجة إضافيّة لإفراز النيكوتين في الدّماغ، والذي يشعرنا بنوع من أنواع السعادة.
هذه الغدد الموجودة في الجسم، والّتي هي معتادة كلّ الوقت أن تعطينا كميّة مناسبة لحاجاتنا من النيكوتين، نحن نقوم بتكسيلها، ونستعيض عن هذا النيكوتين الذي يفرزه الجسم، بآخر من خارج الجسم، ونتحوّل إلى "عبيد" لهذه الآفة.
من المفيد جداً، وبشكل تدريجيّ، أن نتخلّص من هذه الآفة، وأن نضع الحلول للتخلّص من هذا الإدمان، أو من هذه التبعيَّة النفسيّة لتناول النرجيلة أو التدخين.
من الجيِّد أن نجري، وهذا يعود للاستعدادات النفسيّة عند الأشخاص، توقفاً كلّيّاً ومفاجئاً، أو انقطاعاً أو انسحاباً كلّياً من تدخين النّرجيلة، وهذا يترتب عليه تبعات نفسيّة وجسديّة، أو أن نقوم بالانسحاب التدريجي، بالتّخفيف التدريجي من الكمية التي ندخّنها خلال النهار.
من المفيد أن نكتب الأسباب أو المضارّ التي نعانيها نتيجة التّدخين، والدوافع التي تجعلنا نتخلّى عن التدخين وتناول النّرجيلة، ومن المفيد التواصل مع أشخاص قطعوا مرحلة التوقّف عن النّرجيلة أو التدخين لنستفيد من خبراتهم.
من المفيد أن نطلب الدعم ممن حولنا بأنّنا سنتوقّف... ومن الجيّد أن نتخلّى في مكاتبنا وبيوتنا عن الأشياء التي ترمز إلى النرجيلة أو السيجارة، مثل المنفضة أو فنجان القهوة المرتبط بالنرجيلة أو السيجارة بشكل يوميّ.
ومن المفيد جداً وضع برنامج رياضي غذائي يساعد على التعويض عن الحاجة التي تطرأ عن التوقف عن التدخين أو استهلاك النيكوتين.