كتابات
13/02/2019

كيف ندعو إلى الوحدة؟

كيف ندعو إلى الوحدة؟

عندما تريد أن تدعو إلى الوحدة، لا تدع إليها بالطّريقة الساذجة التي تصادر كلّ الخلافات في تفاصيل المواقع السياسية المتحرّكة في الساحة، إنّما ادع إليها، سواء في الدوائر الإسلامية الصغيرة أو الدائرة الإسلامية الكبيرة، على أساس مواجهة التحدّيات التي تتحرَّك لتقضي على وجودك في الأساس، أو على القضايا المصيريّة الحيويّة في حاضرك ومستقبلك، ليلتقيَ الجميع على الوقوف على أرض واحدة من خلال هذه التحدّيات التي قد تأتي من الداخل وقد تأتي من الخارج.

وفي هذا المجال، فإنَّ الوحدة تعني الأرض الواحدة التي يقف الجميع عليها، والروحّية التي ينطلق الجميع منها، ليختلفوا أو ليتّفقوا في التفاصيل على أرض موحَّدة، أو من خلال الروحية الموحّدة، ولذلك لا نعتبر أنّ هناك ساحة جاهزة للوحدة الإسلامية في دائرة المسلمين الشيعة، كما ليست هناك ساحة لهذه الوحدة في دائرة المسلمين السنّة.

إنّنا عندما ندعو إلى الوحدة، لا ندعو إليها ونحن نختزن حالاً طائفيّة معيّنة، حتّى يقال إنّ عليكم أن تؤكّدوها في الواقع من هذه الدائرة، حتّى تطلبوا من الدائرة الثانية أن تلتقيَ بها.

إنّنا نعتبر أنّ ساحتنا هي ساحة المسلمين جميعاً، لأنّنا لا ننطلق من دائرة ضيّقة، وإنّما ننطلق من الدائرة الإسلامية الواسعة. وعلى هذا، عندما نحرّك مسألة الوحدة، نشعر بالمشاكل السياسية في هذه الدائرة وفي تلك الدائرة وفي الدائرة الواسعة، لأنّنا نعرف أنّ أكثر من قضيّة من القضايا التي تثير الخلاف، ليس لها عمق شيعيّ في ما هو الخطّ الشيعيّ الفكري في الإسلام، أو عمق سنّيّ في ما هو الخطّ الفكريّ السنّيّ في الإسلام، بل القضيّة تنطلق من خطوط قد تكون بعيدة عن الإسلام عندما تتحرَّك من خلال محاور سياسية لها عمق فكري غير إسلامي أو مصلحة غير إسلاميّة، أو يكون لها دوائر عالمية غير إسلامية.

وإذا كنّا نرى أنَّ المشكلة موجودة في كلّ الساحة الإسلاميّة، فلا يجب أن نشعر بعقدة عندما تكون هناك خلافات في الدائرة التي نعيش فيها، عندما نطرح مسألة الوحدة في الدّائرة الأخرى، لأنّنا لا نريد التحرّك من ضمن الدوائر الضيّقة، وإنّما نريد من موقع إيماننا بالوحدة الإسلامية، أنْ نتحرّك من دائرة الإسلام التي تختزن كثيراً من المشاكل ومن السلبيّات والإيجابيّات.

إنّنا عندما ندعو إلى الوحدة الإسلاميّة، لا نعتبرها وحدة عدوانيّة منغلقة، بمعنى أنّها تتعقَّد من وجود غير المسلمين في الساحة التي تتحرَّك فيها، بل إنّنا ندعو إلى وحدة إسلاميّة تنفتح على الواقع من خلال الحالة الإسلامية التي يختزنها الإسلام في داخله، والتي تنفتح على أهل الكتاب من مواقع الرسالات السماويّة التي يختزن القرآن الإيمان بها، ويختزن كثيراً من مفاهيمها ومن حركتها في التاريخ وفي الواقع.

فنحن، كمسلمين، عندما ننطلق من الإسلام، نرى أنّه يحدّثنا عمّن هم أقرب الناس مودّة للذين آمنوا، ويحدّثنا عن الذين لم يقاتلونا في الدّين ولم يخرجونا من ديارنا، ويحدّثنا عن الذين تفيض قلوبهم بالمحبّة وتنهمر عيونهم بالدّموع عندما يعرفون بعض الحقّ الذي نختزنه، وكذلك عندما نلتقي معهم في القضايا التي نعتبرها إسلامية، كما يعتبرونها مرتبطة بالوجود الذي يمثّلونه على أيِّ مستوى من المستويات.

إنّنا ندعو إلى الوحدة الإسلاميّة التي يلتقي فيها المسلمون مع الآخرين من مواقعهم الوحدويّة، لأنّها المواقع التي تتأكّد فيها طروحاتهم الإسلاميّة المنفتحة، وتتأكّد فيها شخصيّتهم الإسلاميّة غير المعقّدة من الحالة الطوائفيّة، وبذلك يكون لقاؤهم مع المجتمع الآخر الموحَّد أو غير الموحَّد لقاءً مرتكزاً على قواعد وأصول وثوابت. وبذلك، لن تكون عملية التعايش أو التعاون أو التفاعل عمليّة يمكن أن تسقط أمام أَيّ عاصفة سياسيّة أو أيِّ حال إقليميّة أو دولية، لأنّها تنطلق في العمق من وعي الرّسالات، بدلاً من أن تنطلق في السّطح من حركة الزوايا التي تتحرَّك هنا وهناك بطريقة لا تخدم المسلمين وغير المسلمين في حركة الواقع.

*من كتاب "أحاديث في قضايا الاختلاف والوحدة".

عندما تريد أن تدعو إلى الوحدة، لا تدع إليها بالطّريقة الساذجة التي تصادر كلّ الخلافات في تفاصيل المواقع السياسية المتحرّكة في الساحة، إنّما ادع إليها، سواء في الدوائر الإسلامية الصغيرة أو الدائرة الإسلامية الكبيرة، على أساس مواجهة التحدّيات التي تتحرَّك لتقضي على وجودك في الأساس، أو على القضايا المصيريّة الحيويّة في حاضرك ومستقبلك، ليلتقيَ الجميع على الوقوف على أرض واحدة من خلال هذه التحدّيات التي قد تأتي من الداخل وقد تأتي من الخارج.

وفي هذا المجال، فإنَّ الوحدة تعني الأرض الواحدة التي يقف الجميع عليها، والروحّية التي ينطلق الجميع منها، ليختلفوا أو ليتّفقوا في التفاصيل على أرض موحَّدة، أو من خلال الروحية الموحّدة، ولذلك لا نعتبر أنّ هناك ساحة جاهزة للوحدة الإسلامية في دائرة المسلمين الشيعة، كما ليست هناك ساحة لهذه الوحدة في دائرة المسلمين السنّة.

إنّنا عندما ندعو إلى الوحدة، لا ندعو إليها ونحن نختزن حالاً طائفيّة معيّنة، حتّى يقال إنّ عليكم أن تؤكّدوها في الواقع من هذه الدائرة، حتّى تطلبوا من الدائرة الثانية أن تلتقيَ بها.

إنّنا نعتبر أنّ ساحتنا هي ساحة المسلمين جميعاً، لأنّنا لا ننطلق من دائرة ضيّقة، وإنّما ننطلق من الدائرة الإسلامية الواسعة. وعلى هذا، عندما نحرّك مسألة الوحدة، نشعر بالمشاكل السياسية في هذه الدائرة وفي تلك الدائرة وفي الدائرة الواسعة، لأنّنا نعرف أنّ أكثر من قضيّة من القضايا التي تثير الخلاف، ليس لها عمق شيعيّ في ما هو الخطّ الشيعيّ الفكري في الإسلام، أو عمق سنّيّ في ما هو الخطّ الفكريّ السنّيّ في الإسلام، بل القضيّة تنطلق من خطوط قد تكون بعيدة عن الإسلام عندما تتحرَّك من خلال محاور سياسية لها عمق فكري غير إسلامي أو مصلحة غير إسلاميّة، أو يكون لها دوائر عالمية غير إسلامية.

وإذا كنّا نرى أنَّ المشكلة موجودة في كلّ الساحة الإسلاميّة، فلا يجب أن نشعر بعقدة عندما تكون هناك خلافات في الدائرة التي نعيش فيها، عندما نطرح مسألة الوحدة في الدّائرة الأخرى، لأنّنا لا نريد التحرّك من ضمن الدوائر الضيّقة، وإنّما نريد من موقع إيماننا بالوحدة الإسلامية، أنْ نتحرّك من دائرة الإسلام التي تختزن كثيراً من المشاكل ومن السلبيّات والإيجابيّات.

إنّنا عندما ندعو إلى الوحدة الإسلاميّة، لا نعتبرها وحدة عدوانيّة منغلقة، بمعنى أنّها تتعقَّد من وجود غير المسلمين في الساحة التي تتحرَّك فيها، بل إنّنا ندعو إلى وحدة إسلاميّة تنفتح على الواقع من خلال الحالة الإسلامية التي يختزنها الإسلام في داخله، والتي تنفتح على أهل الكتاب من مواقع الرسالات السماويّة التي يختزن القرآن الإيمان بها، ويختزن كثيراً من مفاهيمها ومن حركتها في التاريخ وفي الواقع.

فنحن، كمسلمين، عندما ننطلق من الإسلام، نرى أنّه يحدّثنا عمّن هم أقرب الناس مودّة للذين آمنوا، ويحدّثنا عن الذين لم يقاتلونا في الدّين ولم يخرجونا من ديارنا، ويحدّثنا عن الذين تفيض قلوبهم بالمحبّة وتنهمر عيونهم بالدّموع عندما يعرفون بعض الحقّ الذي نختزنه، وكذلك عندما نلتقي معهم في القضايا التي نعتبرها إسلامية، كما يعتبرونها مرتبطة بالوجود الذي يمثّلونه على أيِّ مستوى من المستويات.

إنّنا ندعو إلى الوحدة الإسلاميّة التي يلتقي فيها المسلمون مع الآخرين من مواقعهم الوحدويّة، لأنّها المواقع التي تتأكّد فيها طروحاتهم الإسلاميّة المنفتحة، وتتأكّد فيها شخصيّتهم الإسلاميّة غير المعقّدة من الحالة الطوائفيّة، وبذلك يكون لقاؤهم مع المجتمع الآخر الموحَّد أو غير الموحَّد لقاءً مرتكزاً على قواعد وأصول وثوابت. وبذلك، لن تكون عملية التعايش أو التعاون أو التفاعل عمليّة يمكن أن تسقط أمام أَيّ عاصفة سياسيّة أو أيِّ حال إقليميّة أو دولية، لأنّها تنطلق في العمق من وعي الرّسالات، بدلاً من أن تنطلق في السّطح من حركة الزوايا التي تتحرَّك هنا وهناك بطريقة لا تخدم المسلمين وغير المسلمين في حركة الواقع.

*من كتاب "أحاديث في قضايا الاختلاف والوحدة".

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية