كتابات
21/04/2019

شبابنا المثقَّف عليه الارتقاء بالخطاب الإسلامي

شبابنا المثقَّف عليه الارتقاء بالخطاب الإسلامي

الخطاب الإسلامي في طبيعته هو الّذي يحمل الإسلام، والإسلام قد يبدأ شعاراً وينتهي إلى فكر وإلى حركة في مضمون الحياة، وليواكب من خلال المفاهيم الإسلاميّة كلّ متغيرات الحياة وكلّ تطوّراتها، بحيث يكون حاضراً في كل اهتمامات الإنسان وكل قضاياه ومشاكله وتحدياته، حتى يعيش الناس الإسلام في كلّ حياتهم، ولذلك، فليس من الطبيعي أن يبقى الخطاب الإسلامي شعاراتياً انفعالياً، لأنّ الشّعار إذا لم يكن فيه عمق، كان مجرّد طبل أجوف، ولأنّ الانفعال لا يمثّل فكراً ولا ديناً، ولكنّه يمثّل مشاعر وأحاسيس طارئة قد ينطلق الإنسان نحوها من خلال بعض المؤثّرات السطحيّة في داخل شخصيّته أو فيما يحيطه من أوضاع.

لذلك، لا بدّ لهذا الخطاب من أن يجمع الفكر الّذي يتعمّق مع بعض العاطفة التي تمهّد له السّبيل لأن يدخل في عقل الإنسان الآخر.

ولا بدّ للخطاب الإسلامي من أن يعيش عصره، فليس من الطبيعي أن نتحدث في خطابنا من خلال مشاكل عصرٍ سابق علينا لا أثر لها في حياتنا، لأنها أصبحت مشاكل بائدة حلّها التأريخ أو ماتت في التأريخ مع حلولها آنذاك.

فمشكلة الكثيرين من الذين يدرسون الإسلام، أنهم يدرسونه جسداً ولا يدرسونه روحاً، إنهم يدرسونه قطعاً متناثرة ولا يدرسونه كلاً مترابطاً، إنهم يدرسونه من خلال مفردات عاشت قبل ألف سنة من دون أن يطلّوا على المفردات المتطوّرة المتجدّدة التي أصبح الإنسان يعيش مشاكلها وتحدّياتها وأوضاعها.

ولا يصحّ بأيّ حال أن يكون الخطاب الإسلامي متخلّفاً عن العصر، لأن الذين يحرّكونه لا يعيشون ذهنية هذا العصر، ولا يعيشون أسلوبه، ولا يشعرون بالقضايا التي أصبحت تهزّه، فهناك مصطلحات جديدة تطلع علينا في كلّ يوم، فالعالم اليوم يتحدّث عن "العولمة" الاقتصادية والثقافية والسياسية، والكلّ مشغول بهذا، وكلّ قطر وجماعة تحاول أن تدرس تأثيرات هذه العولمة على واقعها القطري أو القومي من خلال تأثيراتها السلبيّة في الثقافة أو الاقتصاد أو السياسة.

فكم لدينا من بحث إسلامي الآن في الحوزات وفي النوادي الإسلامية عن العولمة، وهي من الأمور التي تتصل بالجانب الثقافي والاقتصادي والسياسي، حتى إننا عندما نحرّك السياسة، فإننا نحركها في السطح ولا نحرّكها في العمق، فكم لدينا الآن من الإسلاميّين، حتى الحركيّين، الذين يملكون ـ بحقّ ـ الثقافة السياسية التي تجعلهم يفهمون الأحداث من خلال ترابطها في كلّ ما تتحرّك به السياسة في العالم.

لذلك، لا بدّ لنا من ثقافة إسلامية تنطلق من أصالة الإسلام في مفاهيمه وعقائده وشرائعه ومناهجه وأساليبه، ولا بدّ لنا من أن نطلّ على حركة العصر في كلّ تطوراته وكلّ متغيراته وكل مشاكله، حتى يمكننا أن نعيش عصرنا، وأن نفهم لغته وذهنيته. ولقد قلناها مئة مرة، ليس معنى أن تعيش ذهنيّة العصر أن تسقط تحت تأثيره وتتبنى طروحاته، ولكن أن تفهم حركته وتفهم لغته وروحيّته وتطلعاته، حتى تستطيع أن تواكبه، وأن تحمي نفسك منه، وأن تحمي الإسلام منه، وحتى تستطيع أن تهديه وترفعه في نهاية المطاف.

هناك حديث نتناقله دائماً: "إنَّا معاشر الأنبياء أُمِرنا أن نكلِّم النَّاس على قدر عقولهم"، والكثير من الناس لا يحترمون عقول النّاس، ولعلهم يعيشون الكبرياء الكاذبة التي تجعلهم ينظرون إلى الناس على أنهم عوام، ويكلّمون الناس من خلال عقولهم، وربما كانت عقولهم في إجازة من الواقع.

إنها مشكلة، وعلى الواعين من شباب الإسلام المثقّف الذي يعيش الأزمة في كلّ الواقع، والذي يشعر بالاهتزاز، على هؤلاء الشبّاب في الحوزات أو في غيرها، أن يبدأوا العمل من أجل خطاب إسلاميّ يملك صاحبه ثقافته ووعيه وعمقه وحلوله لمشاكل الحياة، لا بدّ من ذلك، وإلا بقي الإسلام في داخل الزنزانة التي حبسناه فيها، من خلال كلّ هذا التخلّف والجهل الذي حسبناه علماً.

*من كتاب "النّدوة"، ج 4.

الخطاب الإسلامي في طبيعته هو الّذي يحمل الإسلام، والإسلام قد يبدأ شعاراً وينتهي إلى فكر وإلى حركة في مضمون الحياة، وليواكب من خلال المفاهيم الإسلاميّة كلّ متغيرات الحياة وكلّ تطوّراتها، بحيث يكون حاضراً في كل اهتمامات الإنسان وكل قضاياه ومشاكله وتحدياته، حتى يعيش الناس الإسلام في كلّ حياتهم، ولذلك، فليس من الطبيعي أن يبقى الخطاب الإسلامي شعاراتياً انفعالياً، لأنّ الشّعار إذا لم يكن فيه عمق، كان مجرّد طبل أجوف، ولأنّ الانفعال لا يمثّل فكراً ولا ديناً، ولكنّه يمثّل مشاعر وأحاسيس طارئة قد ينطلق الإنسان نحوها من خلال بعض المؤثّرات السطحيّة في داخل شخصيّته أو فيما يحيطه من أوضاع.

لذلك، لا بدّ لهذا الخطاب من أن يجمع الفكر الّذي يتعمّق مع بعض العاطفة التي تمهّد له السّبيل لأن يدخل في عقل الإنسان الآخر.

ولا بدّ للخطاب الإسلامي من أن يعيش عصره، فليس من الطبيعي أن نتحدث في خطابنا من خلال مشاكل عصرٍ سابق علينا لا أثر لها في حياتنا، لأنها أصبحت مشاكل بائدة حلّها التأريخ أو ماتت في التأريخ مع حلولها آنذاك.

فمشكلة الكثيرين من الذين يدرسون الإسلام، أنهم يدرسونه جسداً ولا يدرسونه روحاً، إنهم يدرسونه قطعاً متناثرة ولا يدرسونه كلاً مترابطاً، إنهم يدرسونه من خلال مفردات عاشت قبل ألف سنة من دون أن يطلّوا على المفردات المتطوّرة المتجدّدة التي أصبح الإنسان يعيش مشاكلها وتحدّياتها وأوضاعها.

ولا يصحّ بأيّ حال أن يكون الخطاب الإسلامي متخلّفاً عن العصر، لأن الذين يحرّكونه لا يعيشون ذهنية هذا العصر، ولا يعيشون أسلوبه، ولا يشعرون بالقضايا التي أصبحت تهزّه، فهناك مصطلحات جديدة تطلع علينا في كلّ يوم، فالعالم اليوم يتحدّث عن "العولمة" الاقتصادية والثقافية والسياسية، والكلّ مشغول بهذا، وكلّ قطر وجماعة تحاول أن تدرس تأثيرات هذه العولمة على واقعها القطري أو القومي من خلال تأثيراتها السلبيّة في الثقافة أو الاقتصاد أو السياسة.

فكم لدينا من بحث إسلامي الآن في الحوزات وفي النوادي الإسلامية عن العولمة، وهي من الأمور التي تتصل بالجانب الثقافي والاقتصادي والسياسي، حتى إننا عندما نحرّك السياسة، فإننا نحركها في السطح ولا نحرّكها في العمق، فكم لدينا الآن من الإسلاميّين، حتى الحركيّين، الذين يملكون ـ بحقّ ـ الثقافة السياسية التي تجعلهم يفهمون الأحداث من خلال ترابطها في كلّ ما تتحرّك به السياسة في العالم.

لذلك، لا بدّ لنا من ثقافة إسلامية تنطلق من أصالة الإسلام في مفاهيمه وعقائده وشرائعه ومناهجه وأساليبه، ولا بدّ لنا من أن نطلّ على حركة العصر في كلّ تطوراته وكلّ متغيراته وكل مشاكله، حتى يمكننا أن نعيش عصرنا، وأن نفهم لغته وذهنيته. ولقد قلناها مئة مرة، ليس معنى أن تعيش ذهنيّة العصر أن تسقط تحت تأثيره وتتبنى طروحاته، ولكن أن تفهم حركته وتفهم لغته وروحيّته وتطلعاته، حتى تستطيع أن تواكبه، وأن تحمي نفسك منه، وأن تحمي الإسلام منه، وحتى تستطيع أن تهديه وترفعه في نهاية المطاف.

هناك حديث نتناقله دائماً: "إنَّا معاشر الأنبياء أُمِرنا أن نكلِّم النَّاس على قدر عقولهم"، والكثير من الناس لا يحترمون عقول النّاس، ولعلهم يعيشون الكبرياء الكاذبة التي تجعلهم ينظرون إلى الناس على أنهم عوام، ويكلّمون الناس من خلال عقولهم، وربما كانت عقولهم في إجازة من الواقع.

إنها مشكلة، وعلى الواعين من شباب الإسلام المثقّف الذي يعيش الأزمة في كلّ الواقع، والذي يشعر بالاهتزاز، على هؤلاء الشبّاب في الحوزات أو في غيرها، أن يبدأوا العمل من أجل خطاب إسلاميّ يملك صاحبه ثقافته ووعيه وعمقه وحلوله لمشاكل الحياة، لا بدّ من ذلك، وإلا بقي الإسلام في داخل الزنزانة التي حبسناه فيها، من خلال كلّ هذا التخلّف والجهل الذي حسبناه علماً.

*من كتاب "النّدوة"، ج 4.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية