كتابات
29/12/2019

في مولد السيِّدة زينب (ع)

في مولد السيِّدة زينب (ع)

في مولد السيّدة زينب (ع)، نريد أن نعيش معنى المرأة المسلمة في أرقى نماذجها، فهي ليست موضوعاً للبكاء، وإن كان في حياتها ما يبكي، ولكنّها موضوع للانفتاح على أصالة المرأة المسلمة عندما تتجسّد إسلاماً ولا تبتعد عن إنسانيّتها في حركة هذا التجسد.

فزينب (ع) في ولادتها عاشت مع رسول الله (ص) في حنانه وعاطفته لأبناء عليّ وفاطمة (ع)، وكانت أنفاسه تتنفّس في أنفاسها، كما كانت تتنفّس في أنفاس أخويها الإمامين الحسنين (ع)، وعاشت طفولتها الأولى في أحضانه وفي أجوائه، كما عاشت في بيت هو بيت رسول الله (ص) في معنى الحبّ والرّعاية والرسالة والتقوى، لأنّ بيت عليّ وفاطمة (ع) كان بيته، ولأنّه كانه يعيش في عمق عقل عليّ وفاطمة، وفي نبضات قلبيهما، وفي تطلّعات روحيهما لأنهما صناعته، فلقد صنع لهما العقل بعقله، وصنع لهما القلب بقلبه، وصنع لهما خطّ السّير بسيره، ولذلك اندمج عليّ وفاطمة برسول الله (ص).

أيّها الأحبّة، في ذكرى ولادة السيّدة زينب (ع)، علينا أن نرتفع إلى هذا المستوى الذي يمثّل هذه المرأة المسلمة الصّابرة الواعية المتحدّية القويّة التي أعطتنا شرعيّة أن تقف المرأة المسلمة لتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر في مجتمع الرجال، ولتتحرّك من الموقع السياسي فيما إذا كان للواقع السياسي معنى هناك.

وإنما أخذت زينب (ع) الشرعيّة في موقفها هذا من الخطّ الإسلامي الأصيل الذي تجسَّد في أمّها فاطمة الزهراء سيّدة نساء العالمين (ع)، عندما وقفت خطيبة في مسجد رسول الله (ص)، وعندما راحت تتحدّث مع رجال المهاجرين والأنصار.

إنها أعطت شرعيّة ذلك للمرأة التي تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر في الخطّ الأخلاقي للإسلام، وفي الجانب الاجتماعيّ والثقافيّ والسياسيّ، ولم يكن كلام زينب اطضراراً، ولكنّه كان اختياراً، من خلال ما كانت تشعر بأنّه مسؤوليّتها الشرعيّة بأن تقف ضدّ الظالم هنا والطاغية هناك، وضدّ المنحرفين بين هذا وذاك.

في مولد زينب (ع)، نكبر كثيراً، ونعي كثيراً، ونحصل على أكثر من درس، لذلك أقول لكم ـ أيّها الأحبّة ـ عندما تدخلون حرم السيّدة زينب وتزورونها، فعليكم أن تعيشوا مثل هذه الأجواء، بأن تتمثّلوها في كربلاء، وأن تتمثّلوها في الكوفة وفي الشّام، كيف انطلقت وكيف تحدّت وكيف وعظت وكيف تحرّكت... فهذا هو معنى الزيارة، فليست الزّيارة كلمات تقولها دون معنى، ولكنها وعي جديد تعيشه وقدوة تتحرّك بها.

*من كتاب "الندوة"، الجزء 5.

في مولد السيّدة زينب (ع)، نريد أن نعيش معنى المرأة المسلمة في أرقى نماذجها، فهي ليست موضوعاً للبكاء، وإن كان في حياتها ما يبكي، ولكنّها موضوع للانفتاح على أصالة المرأة المسلمة عندما تتجسّد إسلاماً ولا تبتعد عن إنسانيّتها في حركة هذا التجسد.

فزينب (ع) في ولادتها عاشت مع رسول الله (ص) في حنانه وعاطفته لأبناء عليّ وفاطمة (ع)، وكانت أنفاسه تتنفّس في أنفاسها، كما كانت تتنفّس في أنفاس أخويها الإمامين الحسنين (ع)، وعاشت طفولتها الأولى في أحضانه وفي أجوائه، كما عاشت في بيت هو بيت رسول الله (ص) في معنى الحبّ والرّعاية والرسالة والتقوى، لأنّ بيت عليّ وفاطمة (ع) كان بيته، ولأنّه كانه يعيش في عمق عقل عليّ وفاطمة، وفي نبضات قلبيهما، وفي تطلّعات روحيهما لأنهما صناعته، فلقد صنع لهما العقل بعقله، وصنع لهما القلب بقلبه، وصنع لهما خطّ السّير بسيره، ولذلك اندمج عليّ وفاطمة برسول الله (ص).

أيّها الأحبّة، في ذكرى ولادة السيّدة زينب (ع)، علينا أن نرتفع إلى هذا المستوى الذي يمثّل هذه المرأة المسلمة الصّابرة الواعية المتحدّية القويّة التي أعطتنا شرعيّة أن تقف المرأة المسلمة لتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر في مجتمع الرجال، ولتتحرّك من الموقع السياسي فيما إذا كان للواقع السياسي معنى هناك.

وإنما أخذت زينب (ع) الشرعيّة في موقفها هذا من الخطّ الإسلامي الأصيل الذي تجسَّد في أمّها فاطمة الزهراء سيّدة نساء العالمين (ع)، عندما وقفت خطيبة في مسجد رسول الله (ص)، وعندما راحت تتحدّث مع رجال المهاجرين والأنصار.

إنها أعطت شرعيّة ذلك للمرأة التي تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر في الخطّ الأخلاقي للإسلام، وفي الجانب الاجتماعيّ والثقافيّ والسياسيّ، ولم يكن كلام زينب اطضراراً، ولكنّه كان اختياراً، من خلال ما كانت تشعر بأنّه مسؤوليّتها الشرعيّة بأن تقف ضدّ الظالم هنا والطاغية هناك، وضدّ المنحرفين بين هذا وذاك.

في مولد زينب (ع)، نكبر كثيراً، ونعي كثيراً، ونحصل على أكثر من درس، لذلك أقول لكم ـ أيّها الأحبّة ـ عندما تدخلون حرم السيّدة زينب وتزورونها، فعليكم أن تعيشوا مثل هذه الأجواء، بأن تتمثّلوها في كربلاء، وأن تتمثّلوها في الكوفة وفي الشّام، كيف انطلقت وكيف تحدّت وكيف وعظت وكيف تحرّكت... فهذا هو معنى الزيارة، فليست الزّيارة كلمات تقولها دون معنى، ولكنها وعي جديد تعيشه وقدوة تتحرّك بها.

*من كتاب "الندوة"، الجزء 5.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية