كتابات
06/01/2019

موقفنا من الإرهاب

موقفنا من الإرهاب

إنَّ قضية الإرهاب من القضايا التي يرفضها الإسلام فيما يفرضه من احترام النّاس الأبرياء في أنفسهم وأموالهم وأعراضهم، وتحريم عقوبة إنسان على أساس خطأ غيره... لأنّ الله يقول: {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى}[الأنعام: 164].

ولكنّ رفضنا للإرهاب في النظرة الإسلاميّة، لا يعني رفضنا للأعمال الجهاديّة التي يفرضها موقف الدّفاع عن حرياتنا وعن شعوبنا وعن القضايا الكبرى التي نؤمن بها، ولذلك فلا بدّ لنا من أن نفرّق بين حركات الحريّة وحركات الإرهاب، فإنّ الحريّة تتحرّك في حجم قضايا الإنسان، بينما يتحرّك الإرهاب في دائرة الأطماع الشخصيّة للفرد، والنوازع الذاتية للإرهابي، وإذا كانت الدول المستكبرة تحاول في إعلامها الخلط بين العنوانين، فترى في حركة الشعوب في الدّفاع عن نفسها عملاً إرهابيّاً، فذلك أمر لا بدَّ لنا من أن نواجهه بوعي، فلا نسقط أمام الضغط الإعلامي السياسي الّذي يُطبق علينا بقوّة من خلال الوسائل التي يملكها الاستكبار من وسائل الإعلام وقوى السياسة، لأنّ ذلك يدخل في نطاق الحرب النفسيّة التي لا بدَّ من الاستعداد لها بالطريقة التي نعمل فيها للاستعداد للحرب العسكرية أو السياسية.

إنّ الإسلام يحترم حرية الناس بالمستوى الّذي يحترمون حريّة الناس الآخرين، فإذا أساؤوا إلى تلك الحرية، كان للمضطّهدين الحقّ في تأكيد حقّهم في الحرية والحياة بالدّفاع عن أنفسهم بمختلف الوسائل.

إنّنا لا نريد ــــ في هذا الحديث ــــ الدّخول في جدال حول خصوصيّات الإعلام المضادّ، ووسائل الحرب النفسيّة في عناوين الإرهاب التي يطلقها الاستكبار العالمي ضدّ الحركة الإسلاميّة في العالم، وكنا أردنا إعطاء فكرة سريعة حول الموضوع، في الجواب عن الملاحظة التي يثيرها أصحاب الذهنيّة الداعية إلى الابتعاد عن السياسة.

إننا لا ندعو إلى الاستغراق في السياسة لنهمل الجوانب الأخرى التي تفرضها عناصر التكامل في الشخصيّة الإسلاميّة، ولكننا ندعو إلى اعتبار السياسة عنصراً مهمّاً في المسألة الإسلاميّة على مستوى حماية الواقع الإسلاميّ من الطموحات السياسيّة للاتجاهات الأخرى الغريبة عن الإسلام، التي تريد الإطباق على العالم الإسلامي من أجل إخضاعه لنزواتها ولمصالحها الاستراتيجية والاقتصادية.

إنّ البعد عن السياسة يعني البعد عن الشخصيّة الإسلامية الحرّة، والعودة إلى النّوم العميق المستسلم للأحلام الذليلة في أحضان الكفر والاستكبار، لأنّ مثل هذا الواقع يؤدِّي إلى أن نترك أمورنا للآخرين في ترتيب الحياة على الصورة التي تتفق مع ملامحهم، وتبتعد عن صورتنا الحقيقيّة.

ثم تكون النتيجة، أن يقودنا ذلك إلى الخلف حتى في فهم الإسلام وممارسته، كما حدث ذلك في العهود السابقة المتخلفة التي عشنا فيها تحت تأثير الجهل والتخلف والذلّ والحرمان.

*من كتاب "الحركة الإسلاميّة ما لها وما عليها".

إنَّ قضية الإرهاب من القضايا التي يرفضها الإسلام فيما يفرضه من احترام النّاس الأبرياء في أنفسهم وأموالهم وأعراضهم، وتحريم عقوبة إنسان على أساس خطأ غيره... لأنّ الله يقول: {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى}[الأنعام: 164].

ولكنّ رفضنا للإرهاب في النظرة الإسلاميّة، لا يعني رفضنا للأعمال الجهاديّة التي يفرضها موقف الدّفاع عن حرياتنا وعن شعوبنا وعن القضايا الكبرى التي نؤمن بها، ولذلك فلا بدّ لنا من أن نفرّق بين حركات الحريّة وحركات الإرهاب، فإنّ الحريّة تتحرّك في حجم قضايا الإنسان، بينما يتحرّك الإرهاب في دائرة الأطماع الشخصيّة للفرد، والنوازع الذاتية للإرهابي، وإذا كانت الدول المستكبرة تحاول في إعلامها الخلط بين العنوانين، فترى في حركة الشعوب في الدّفاع عن نفسها عملاً إرهابيّاً، فذلك أمر لا بدَّ لنا من أن نواجهه بوعي، فلا نسقط أمام الضغط الإعلامي السياسي الّذي يُطبق علينا بقوّة من خلال الوسائل التي يملكها الاستكبار من وسائل الإعلام وقوى السياسة، لأنّ ذلك يدخل في نطاق الحرب النفسيّة التي لا بدَّ من الاستعداد لها بالطريقة التي نعمل فيها للاستعداد للحرب العسكرية أو السياسية.

إنّ الإسلام يحترم حرية الناس بالمستوى الّذي يحترمون حريّة الناس الآخرين، فإذا أساؤوا إلى تلك الحرية، كان للمضطّهدين الحقّ في تأكيد حقّهم في الحرية والحياة بالدّفاع عن أنفسهم بمختلف الوسائل.

إنّنا لا نريد ــــ في هذا الحديث ــــ الدّخول في جدال حول خصوصيّات الإعلام المضادّ، ووسائل الحرب النفسيّة في عناوين الإرهاب التي يطلقها الاستكبار العالمي ضدّ الحركة الإسلاميّة في العالم، وكنا أردنا إعطاء فكرة سريعة حول الموضوع، في الجواب عن الملاحظة التي يثيرها أصحاب الذهنيّة الداعية إلى الابتعاد عن السياسة.

إننا لا ندعو إلى الاستغراق في السياسة لنهمل الجوانب الأخرى التي تفرضها عناصر التكامل في الشخصيّة الإسلاميّة، ولكننا ندعو إلى اعتبار السياسة عنصراً مهمّاً في المسألة الإسلاميّة على مستوى حماية الواقع الإسلاميّ من الطموحات السياسيّة للاتجاهات الأخرى الغريبة عن الإسلام، التي تريد الإطباق على العالم الإسلامي من أجل إخضاعه لنزواتها ولمصالحها الاستراتيجية والاقتصادية.

إنّ البعد عن السياسة يعني البعد عن الشخصيّة الإسلامية الحرّة، والعودة إلى النّوم العميق المستسلم للأحلام الذليلة في أحضان الكفر والاستكبار، لأنّ مثل هذا الواقع يؤدِّي إلى أن نترك أمورنا للآخرين في ترتيب الحياة على الصورة التي تتفق مع ملامحهم، وتبتعد عن صورتنا الحقيقيّة.

ثم تكون النتيجة، أن يقودنا ذلك إلى الخلف حتى في فهم الإسلام وممارسته، كما حدث ذلك في العهود السابقة المتخلفة التي عشنا فيها تحت تأثير الجهل والتخلف والذلّ والحرمان.

*من كتاب "الحركة الإسلاميّة ما لها وما عليها".

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية