كتابات
30/01/2020

تضخيم المحرقة.. ضمن الخطّة الصهيونيّة

تضخيم المحرقة.. ضمن الخطّة الصهيونيّة

عندما انطلقت الحركة الصهيونيّة في القرن التاسع عشر، كانت تحاول تأسيس موقع يهوديّ يدخل السياسة العالميّة من باب واسع، ومن الطبيعيّ أنَّ هذه المسألة كانت بحاجة إلى إيجاد أرضيّة تاريخيّة تجتذب يهود العالـم، تُقنع من خلالها الرأي العام العالميّ، ولا سيّما الغربي، واستطاعت الحركة الصهيونية بتأثيرها على البروتستانت أن تعطي لحركتها قداسة التاريخ المسيحيّ الذي يتفاعل فيه العهد الجديد مع العهد القديـم، لتكون مسألة أرض الميعاد ومسألة الهيكل وما إلى ذلك، حقائق دينية تفرض نفسها على الوجدان المسيحيّ، إضافةً إلى الشخصية اليهودية.

ولهذا، كان اليهود بحاجة إلى تاريخ مقدَّس في فلسطين، وفي القدس بالذّات، فأنتجوا قضيّة الهيكل، الذي يُقال إنَّه تحت المسجد الأقصى، ليشكّل بذلك جزءاً من التّاريخ المزعوم الذي استطاع أن يأخذ له موقعاً كبيراً في العالـم.

ولذلك، انطلقت الحركة الصهيونيّة من أجل تحويل اليهودية إلى قوميّة إلى جانب كونها خطّاً دينياً، مستفيدة من الاضطهاد الذي تعرَّض له اليهود في التاريخ، حيث كان المسيحيون يحتقرون اليهود، وأضيف إليه ما جرى لليهود من قبل هتلر خلال الحرب العالميّة الثّانية، وما رافق ذلك من أساطير وكتب أعدّت حول المحرقة النازيّة بشكل مضخَّم جداً، حيثُ استطاع أن يثقل ضمير العالـم الغربي الذي تحمّل مسؤوليّة ذلك كلّه، ولـم يستطع أيّ باحث أو مؤرخ أن يعيد القضيّة إلى نصابها الواقعي الطبيعيّ، بعنوان أنَّ ذلك يمثِّل معاداة للساميّة، الشعار الذي يرفعه اليهود بوجه كلّ من يواجه المسألة اليهودية.

إنَّ كلّ المفردات اليهوديّة على المستوى التاريخي والسياسي والإنساني، تمثِّل خطّة مترابطة من أجل أن تتجذّر المسألة اليهودية في وجدان العالـم، وقد نجحوا نجاحاً كبيراً في هذا المجال، لأنَّهم استخدموا كلّ مفاصل القوّة عندهم، واستطاعوا أن يوزعوا اليهود على المواقع الحيويّة في العالـم، ولا سيّما المواقع الاقتصادية والإعلامية التي استطاعت أن تنتج مواقع سياسية، كما هو الحال في أمريكا وأوروبا وروسيا، وقد فعل اليهود ذلك، لأنَّهم يريدون أن يؤكّدوا وجوداً عميقاً في واقع السياسة الدوليّة لـم يكن له تاريخ في هذا المجال، ومن الطبيعي أنَّهم منسجمون مع أنفسهم، والمسألة الأساس هي في عدم انطلاق العرب، والمسلمون معهم، وهم يملكون تاريخاً يحمل جذوراً عميقة في وجدان العالـم، سواء في بعض جوانب السلب أو الإيجاب، لكنَّهم أهملوا هذا التّاريخ، واعتمدوا على الذاكرة التي نعرف أنَّها إذا لـم يلاحقها المعنيّون بها، فإنَّها تغيب أو تفسح المجال لكلّ الذين يحاولون التّخفيف من وهجها وعمقها.

*حوارات سياسيّة، العام 2001.

عندما انطلقت الحركة الصهيونيّة في القرن التاسع عشر، كانت تحاول تأسيس موقع يهوديّ يدخل السياسة العالميّة من باب واسع، ومن الطبيعيّ أنَّ هذه المسألة كانت بحاجة إلى إيجاد أرضيّة تاريخيّة تجتذب يهود العالـم، تُقنع من خلالها الرأي العام العالميّ، ولا سيّما الغربي، واستطاعت الحركة الصهيونية بتأثيرها على البروتستانت أن تعطي لحركتها قداسة التاريخ المسيحيّ الذي يتفاعل فيه العهد الجديد مع العهد القديـم، لتكون مسألة أرض الميعاد ومسألة الهيكل وما إلى ذلك، حقائق دينية تفرض نفسها على الوجدان المسيحيّ، إضافةً إلى الشخصية اليهودية.

ولهذا، كان اليهود بحاجة إلى تاريخ مقدَّس في فلسطين، وفي القدس بالذّات، فأنتجوا قضيّة الهيكل، الذي يُقال إنَّه تحت المسجد الأقصى، ليشكّل بذلك جزءاً من التّاريخ المزعوم الذي استطاع أن يأخذ له موقعاً كبيراً في العالـم.

ولذلك، انطلقت الحركة الصهيونيّة من أجل تحويل اليهودية إلى قوميّة إلى جانب كونها خطّاً دينياً، مستفيدة من الاضطهاد الذي تعرَّض له اليهود في التاريخ، حيث كان المسيحيون يحتقرون اليهود، وأضيف إليه ما جرى لليهود من قبل هتلر خلال الحرب العالميّة الثّانية، وما رافق ذلك من أساطير وكتب أعدّت حول المحرقة النازيّة بشكل مضخَّم جداً، حيثُ استطاع أن يثقل ضمير العالـم الغربي الذي تحمّل مسؤوليّة ذلك كلّه، ولـم يستطع أيّ باحث أو مؤرخ أن يعيد القضيّة إلى نصابها الواقعي الطبيعيّ، بعنوان أنَّ ذلك يمثِّل معاداة للساميّة، الشعار الذي يرفعه اليهود بوجه كلّ من يواجه المسألة اليهودية.

إنَّ كلّ المفردات اليهوديّة على المستوى التاريخي والسياسي والإنساني، تمثِّل خطّة مترابطة من أجل أن تتجذّر المسألة اليهودية في وجدان العالـم، وقد نجحوا نجاحاً كبيراً في هذا المجال، لأنَّهم استخدموا كلّ مفاصل القوّة عندهم، واستطاعوا أن يوزعوا اليهود على المواقع الحيويّة في العالـم، ولا سيّما المواقع الاقتصادية والإعلامية التي استطاعت أن تنتج مواقع سياسية، كما هو الحال في أمريكا وأوروبا وروسيا، وقد فعل اليهود ذلك، لأنَّهم يريدون أن يؤكّدوا وجوداً عميقاً في واقع السياسة الدوليّة لـم يكن له تاريخ في هذا المجال، ومن الطبيعي أنَّهم منسجمون مع أنفسهم، والمسألة الأساس هي في عدم انطلاق العرب، والمسلمون معهم، وهم يملكون تاريخاً يحمل جذوراً عميقة في وجدان العالـم، سواء في بعض جوانب السلب أو الإيجاب، لكنَّهم أهملوا هذا التّاريخ، واعتمدوا على الذاكرة التي نعرف أنَّها إذا لـم يلاحقها المعنيّون بها، فإنَّها تغيب أو تفسح المجال لكلّ الذين يحاولون التّخفيف من وهجها وعمقها.

*حوارات سياسيّة، العام 2001.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية