[هل ما يصاب به الإنسان من مصائب وحوادث عقابٌ من الله للإنسان في الدّنيا؟ وهل
البراكين والزّلازل والفيضانات عذاب من الله لمن تصيبه؟]
[بما يتعلّق بالجزء الأوّل من السؤال]، ربما كانت هناك بعض الإيحاءات في القرآن أو
في الأحاديث إلى أنّه عقاب، لكنّه عقاب بما كسبت يدا الإنسان {ظَهَرَ الْفَسَادُ
فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ}[الروم: 41]. فالله
عاقبك، ولكن من حيث عاقبت نفسك، لأنّك قمت بالعمل الّذي يتحوّل إلى عقاب لك. ومثل
ذلك قوله تعالى: {ذَٰلِكَ بِأَنَّ اللهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِّعْمَةً
أَنْعَمَهَا عَلَىٰ قَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ}[الأنفال: 53]،
فأنت عندما غيّرت ما في نفسك من عمل إلى الشرّ، فمن الطبيعيّ أن يتغيَّر وضعك تبعاً
لذلك.
أمّا البلاء بشكل عامّ، فإنَّ الله يعتبره اختباراً وامتحاناً وتجربةً للإنسان لكي
يدخل في التجربة الصعبة، فإذا كان إيمانه صادقاً، فإنّه يجتاز التجربة بنجاح، وإذا
كان إيمانه مهتزّاً، فإنّه يسقط في أثناء الطّريق {ألم* أَحَسِبَ النَّاسُ أَن
يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا
الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ
الْكَاذِبِينَ}[العنكبوت: 1-3]. {فَأَمَّا الْإِنسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ
فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ * وَأَمَّا إِذَا مَا
ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ* كَلَّا...}[الفجر:
15-17] أي لا ذاك إكرام ولا هذا إهانة، وإنما هو ابتلاء هنا وابتلاء هناك.
[وفيما يتعلّق بالبراكين والزّلازل]، فالواقع أنّ عذاب الله ليس في هذه البراكين
والزلازل والفيضانات، فهذه جزء مما تحتاجه الأرض في نظامها الكوني الطبيعي. ثم إنّ
الفياضانات قد تشرِّد الكثير من الناس، لكنّها في المقابل تصلح الكثير من الأراضي
التي لا يمكن أن يصلها الماء إلّا من خلال الفيضانات. فهذه الظّواهر الطبيعيّة جزء
من طبيعة الكون، سواء كانت الرّياح العاصفة أو البراكين أو الزّلازل أو غيرها، وكما
لها سلبيّات، فإن لها إيجابيات كثيرة، وهي ليست من عذاب الله أو عقوبة منه، فالّذين
يهلكون جرّاء هذه الظّواهر، فإنَّ الله سبحانه وتعالى يعطيهم الكثير من رحمته عندما
يفدون على ساحته الكريمة، فالدّنيا ليست كلَّ شيء، وما يجري فيها من كوارث طبيعيّة
ليس عذاباً للنّاس.
*من كتاب "مسائل عقيديّة".

[هل ما يصاب به الإنسان من مصائب وحوادث عقابٌ من الله للإنسان في الدّنيا؟ وهل
البراكين والزّلازل والفيضانات عذاب من الله لمن تصيبه؟]
[بما يتعلّق بالجزء الأوّل من السؤال]، ربما كانت هناك بعض الإيحاءات في القرآن أو
في الأحاديث إلى أنّه عقاب، لكنّه عقاب بما كسبت يدا الإنسان {ظَهَرَ الْفَسَادُ
فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ}[الروم: 41]. فالله
عاقبك، ولكن من حيث عاقبت نفسك، لأنّك قمت بالعمل الّذي يتحوّل إلى عقاب لك. ومثل
ذلك قوله تعالى: {ذَٰلِكَ بِأَنَّ اللهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِّعْمَةً
أَنْعَمَهَا عَلَىٰ قَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ}[الأنفال: 53]،
فأنت عندما غيّرت ما في نفسك من عمل إلى الشرّ، فمن الطبيعيّ أن يتغيَّر وضعك تبعاً
لذلك.
أمّا البلاء بشكل عامّ، فإنَّ الله يعتبره اختباراً وامتحاناً وتجربةً للإنسان لكي
يدخل في التجربة الصعبة، فإذا كان إيمانه صادقاً، فإنّه يجتاز التجربة بنجاح، وإذا
كان إيمانه مهتزّاً، فإنّه يسقط في أثناء الطّريق {ألم* أَحَسِبَ النَّاسُ أَن
يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا
الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ
الْكَاذِبِينَ}[العنكبوت: 1-3]. {فَأَمَّا الْإِنسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ
فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ * وَأَمَّا إِذَا مَا
ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ* كَلَّا...}[الفجر:
15-17] أي لا ذاك إكرام ولا هذا إهانة، وإنما هو ابتلاء هنا وابتلاء هناك.
[وفيما يتعلّق بالبراكين والزّلازل]، فالواقع أنّ عذاب الله ليس في هذه البراكين
والزلازل والفيضانات، فهذه جزء مما تحتاجه الأرض في نظامها الكوني الطبيعي. ثم إنّ
الفياضانات قد تشرِّد الكثير من الناس، لكنّها في المقابل تصلح الكثير من الأراضي
التي لا يمكن أن يصلها الماء إلّا من خلال الفيضانات. فهذه الظّواهر الطبيعيّة جزء
من طبيعة الكون، سواء كانت الرّياح العاصفة أو البراكين أو الزّلازل أو غيرها، وكما
لها سلبيّات، فإن لها إيجابيات كثيرة، وهي ليست من عذاب الله أو عقوبة منه، فالّذين
يهلكون جرّاء هذه الظّواهر، فإنَّ الله سبحانه وتعالى يعطيهم الكثير من رحمته عندما
يفدون على ساحته الكريمة، فالدّنيا ليست كلَّ شيء، وما يجري فيها من كوارث طبيعيّة
ليس عذاباً للنّاس.
*من كتاب "مسائل عقيديّة".