المسخ والخسف والقذف في القرآن الكريم

المسخ والخسف والقذف في القرآن الكريم

من جملة العذاب الذي أنزله الله تعالى على بعض الأقوام جرّاء تجبرهم وابتعادهم عن الحقّ، المسخ والخسف والقذف، كما أنّ العذاب، وخصوصاً القذف، قد أصاب الشياطين، وليس الناس فقط. وجاءت جملة من الآيات تتحدّث عن أنواع العذاب الإلهيّ.

أوّلاً: المسْخُ لغةً: تحويل صورة إِلى صورة أَقبح منها؛ وفي التهذيب: تحويل خلْق إِلى صورة أُخرى؛ مَسَخه الله قرداً يَمْسَخه وهو مَسْخ ومَسيخٌ، وكذلك المشوّه الخلق.

ورد في قولِه تعالى: {وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَواْ مِنكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُواْ قِرَدَةً خَاسِئِينَ}، وقوله تعالى: {فَلَمَّا عَتَوْاْ عَن مَّا نُهُواْ عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُواْ قِرَدَةً خَاسِئِينَ}، وقوله تعالى: {قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَلِكَ مَثُوبَةً عِندَ الله مَن لَّعَنَهُ اللهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُوْلَئِكَ شَرٌّ مَّكَاناً وَأَضَلُّ عَن سَوَاء السَّبِيلِ}.

فلقد مسخ الله تعالى قوماً من بني إسرائيل عندما خالفوا نهيه عن صيد السمك يوم السبت، وحوّل صورهم وأشكالهم على شاكلة القردة والخنازير، وطردهم من رحمته، وجعلهم صاغرين أذلاء يعيشون الهوان والصغار، وكانوا مثلاً وعبرة لغيرهم.

ثانياً: الخسف لغةً، بمعنى الغياب بعد الظهور: سُؤُوخُ الأَرض بما عليها. خَسَفَتْ تَخْسِفُ خَسْفاً وخُسوفاً وانْخَسَفَتْ وخَسَفَها الله وخَسَف الله به الأَرضَ خَسْفاً أَي غابَ به فيها؛ ومنه قوله تعالى: {فَخَسَفْنا به وبدارِه الأَرضَ}.

قال الأَزهري: وخُسِفَ بالرجل وبالقومِ، إذا أَخذته الأَرضُ ودخل فيها.

قال ابن سيده: خَسَفَتِ الشمسُ تَخْسِفُ خُسوفاً ذهب ضَوْؤُها، وخسَفَها الله وكذلك القمر.

وأمَّا الخسفُ، فوردَ في آياتٍ عديدة من القرآن الكريم، في دلالة على العذاب الذي بعثه الله تعالى على بعض الأقوام، فقد جاء قوله تعالى: {أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُواْ السَّيِّئَاتِ أَن يَخْسِفَ اللهُ بِهِمُ الأَرْضَ}. ومنها: قوله تعالى: {أَفَأَمِنتُمْ أَن يَخْسِفَ بِكُمْ جَانِبَ الْبَرِّ أَوْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبً}. ومنها: قوله تعالى حكايةً عمَّا وقع لقارون عندما خسف الله به وبداره في الأرض: {فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ}. ومنها: قوله تعالى: {فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنبِهِ فَمِنْهُم مَّنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُم مَّنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُم مَّنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ}.

ثالثاً: القذف لغةً بمعنى رمى. قذَفَ بالشيء يَقْذِف قَذْفاً فانْقَذَف: رمى.

والتَّقاذُفُ: الترامي؛ أَنشد اللّحياني: فقَذَفْتُها فأَبَتْ لا تَنْقذِفْ. وقوله تعالى: {قل إنّ ربي يَقْذِفُ بالحق علاَّمُ الغُيوب}؛ قال الزجاج: معناه يأْتي بالحقّ ويرْمي بالحقّ، كما قال تعالى: {بل نَقْذِف بالحقّ على الباطل فيَدْمَغُه}.

جاء في قوله تعالى حكايةً عن قذف الشياطين ورميهم بالعذاب: {إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ* وَحِفْظًا مِّن كُلِّ شَيْطَانٍ مَّارِدٍ* لَا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَى وَيُقْذَفُونَ مِن كُلِّ جَانِبٍ* دُحُورًا وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ* إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ}.

المورد الثاني: قوله تعالى في حكايته عن رمي اليهود بالعذاب: {فَأَتَاهُمُ اللهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ}، وقوله تعالى: {وَأَنزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُم مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِن صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ}.

هذه جملة من أنواع العذاب الذي أخبرنا القرآن الكريم عنه، حتى نكون من المتّعظين الذين يقفون أمام كلّ ذلك، يأخذون الدروس والعبر، ويحرصون على عدم الأمن من مكر الله وعذابه، بل يسعون على الدّوام أن يكونوا العباد المخلصين لربهم، الفائزين بمرضاته.

إنّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبّر بالضّرورة عن رأي الموقع، وإنّما عن وجهة نظر صاحبها.

من جملة العذاب الذي أنزله الله تعالى على بعض الأقوام جرّاء تجبرهم وابتعادهم عن الحقّ، المسخ والخسف والقذف، كما أنّ العذاب، وخصوصاً القذف، قد أصاب الشياطين، وليس الناس فقط. وجاءت جملة من الآيات تتحدّث عن أنواع العذاب الإلهيّ.

أوّلاً: المسْخُ لغةً: تحويل صورة إِلى صورة أَقبح منها؛ وفي التهذيب: تحويل خلْق إِلى صورة أُخرى؛ مَسَخه الله قرداً يَمْسَخه وهو مَسْخ ومَسيخٌ، وكذلك المشوّه الخلق.

ورد في قولِه تعالى: {وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَواْ مِنكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُواْ قِرَدَةً خَاسِئِينَ}، وقوله تعالى: {فَلَمَّا عَتَوْاْ عَن مَّا نُهُواْ عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُواْ قِرَدَةً خَاسِئِينَ}، وقوله تعالى: {قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَلِكَ مَثُوبَةً عِندَ الله مَن لَّعَنَهُ اللهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُوْلَئِكَ شَرٌّ مَّكَاناً وَأَضَلُّ عَن سَوَاء السَّبِيلِ}.

فلقد مسخ الله تعالى قوماً من بني إسرائيل عندما خالفوا نهيه عن صيد السمك يوم السبت، وحوّل صورهم وأشكالهم على شاكلة القردة والخنازير، وطردهم من رحمته، وجعلهم صاغرين أذلاء يعيشون الهوان والصغار، وكانوا مثلاً وعبرة لغيرهم.

ثانياً: الخسف لغةً، بمعنى الغياب بعد الظهور: سُؤُوخُ الأَرض بما عليها. خَسَفَتْ تَخْسِفُ خَسْفاً وخُسوفاً وانْخَسَفَتْ وخَسَفَها الله وخَسَف الله به الأَرضَ خَسْفاً أَي غابَ به فيها؛ ومنه قوله تعالى: {فَخَسَفْنا به وبدارِه الأَرضَ}.

قال الأَزهري: وخُسِفَ بالرجل وبالقومِ، إذا أَخذته الأَرضُ ودخل فيها.

قال ابن سيده: خَسَفَتِ الشمسُ تَخْسِفُ خُسوفاً ذهب ضَوْؤُها، وخسَفَها الله وكذلك القمر.

وأمَّا الخسفُ، فوردَ في آياتٍ عديدة من القرآن الكريم، في دلالة على العذاب الذي بعثه الله تعالى على بعض الأقوام، فقد جاء قوله تعالى: {أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُواْ السَّيِّئَاتِ أَن يَخْسِفَ اللهُ بِهِمُ الأَرْضَ}. ومنها: قوله تعالى: {أَفَأَمِنتُمْ أَن يَخْسِفَ بِكُمْ جَانِبَ الْبَرِّ أَوْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبً}. ومنها: قوله تعالى حكايةً عمَّا وقع لقارون عندما خسف الله به وبداره في الأرض: {فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ}. ومنها: قوله تعالى: {فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنبِهِ فَمِنْهُم مَّنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُم مَّنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُم مَّنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ}.

ثالثاً: القذف لغةً بمعنى رمى. قذَفَ بالشيء يَقْذِف قَذْفاً فانْقَذَف: رمى.

والتَّقاذُفُ: الترامي؛ أَنشد اللّحياني: فقَذَفْتُها فأَبَتْ لا تَنْقذِفْ. وقوله تعالى: {قل إنّ ربي يَقْذِفُ بالحق علاَّمُ الغُيوب}؛ قال الزجاج: معناه يأْتي بالحقّ ويرْمي بالحقّ، كما قال تعالى: {بل نَقْذِف بالحقّ على الباطل فيَدْمَغُه}.

جاء في قوله تعالى حكايةً عن قذف الشياطين ورميهم بالعذاب: {إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ* وَحِفْظًا مِّن كُلِّ شَيْطَانٍ مَّارِدٍ* لَا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَى وَيُقْذَفُونَ مِن كُلِّ جَانِبٍ* دُحُورًا وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ* إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ}.

المورد الثاني: قوله تعالى في حكايته عن رمي اليهود بالعذاب: {فَأَتَاهُمُ اللهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ}، وقوله تعالى: {وَأَنزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُم مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِن صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ}.

هذه جملة من أنواع العذاب الذي أخبرنا القرآن الكريم عنه، حتى نكون من المتّعظين الذين يقفون أمام كلّ ذلك، يأخذون الدروس والعبر، ويحرصون على عدم الأمن من مكر الله وعذابه، بل يسعون على الدّوام أن يكونوا العباد المخلصين لربهم، الفائزين بمرضاته.

إنّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبّر بالضّرورة عن رأي الموقع، وإنّما عن وجهة نظر صاحبها.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية