أبي بخيل.. فهل أستطيع تغييره؟

أبي بخيل.. فهل أستطيع تغييره؟

استشارة..

أعاني بشدَّة نتيجة بخل أبي الَّذي بلغ حدوداً لا توصف؛ فلا توجد لدينا خلاّطات، ولم نرَ اللّحمة في البيت أبداً، وهو يحرمنا من أبسط الأشياء، بدعوى أنها غير ضروريَّة، رغم أنها من الضّروريّات، عدا الكماليّات الّتي صارت بمتناول الجميع.

كيف أتعامل معه؟ وهل بمقدوري تغييره؟ سمعت أنَّ منشأ البخل وراثيّ، وأنّه مرض نفسيّ وأخلاقيّ، فماذا تقولون؟   

وجواب..

بصراحة، هذا الموضوع معقَّد، وقد يكون من الصَّعب إيجاد حلٍّ له بعيداً عن قناعات الأب... فالبخل صفة مذمومة لا تجتمع مع الإيمان التامّ، وقد تتحوَّل إلى مأساة حينما نعايش شخصاً بخيلاً، سواء كان زوجاً أو أباً.

ومن المؤسف أن نرى هذه الظَّاهرة منتشرةً في عمق المجتمع الإسلاميّ، حتّى بتنا بحاجةٍ إلى تربية إيمانيَّة تُدخل احترام النِّعم في حساباتنا، وعدم كفرانها، بل صرفها في وجوهها المستحقَّة، دون إسراف وتبذير، فأن يصل المرء إلى مرحلة التّقتير أو البخل، ويكون ذلك سبباً مانعاً من أداء الحقوق المتوجّبة عليه تجاه من هم تحت رعايته، فهذا خلق من أخلاق المنافقين، الَّتي يجب على المؤمن أن يبتعد عنها، وينزّه نفسه عنها.

علينا أن نحسن الظنَّ بالله تعالى، وأنَّه هو المنعم والمتفضِّل على عباده بكلِّ ما لديهم من نعم وخيرات. وعن النبيِّ(ص): "لا يَجْتَمِعُ الشُّحُّ وَالإِيمَانُ في قلب عبدٍ أبداً"، وعن عليٍّ(ع): "البخل بالموجود سوء الظّنّ بالمعبود". وعن الإمام الرّضا(ع): "إيّاكم والبخل، فإنّها عاهة لا تكون في حرّ ولا مؤمن، إنّها خلاف الإيمان".

فعندما لا يهتمُّ الأب بحاجات عائلته المعيشيَّة وغيرها، بحجَّة أنها غير ضروريّة، فما هو الحلّ معه؟ فإذا كان ما ذكرتِه من الأمثلة غير ضروريّ بالنّسبة إليه، فما هو الضَّروري إذاً عنده؟ أليس من الضَّروريّ أن يكون في البيت المستلزمات الّتي تجعل السَّكن فيه لائقاً؟ أليس من الضّروريّ الأكل والطّعام، سواء اللّحم وغيره؟

هذا الأب نزع الله من قلبه الرّحمة والشَّفقة، وتخلّى عن مسؤوليَّاته، وبخله هذا حرام شرعاً، وسواء كان أمراً وراثيّاً أو مرضاً نفسيّاً، فلا بدَّ له من الخروج من هذه الحالة، ويجب أن يعلم أنَّه مسؤولٌ أمام الله تعالى ومحاسَبٌ يوم القيامة.

قال تعالى: {وَلاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلاَ تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَّحْسُوراً}[الإسراء: 29]، {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ} [الطّلاق: 2، 3].

هذا الأب لا يتَّقي الله، وهو سيِّئ الظّنّ به تعالى، والله تعالى هو الرزّاق الكريم.

***

مرسلة الاستشارة: ...

المجيب عن الاستشارة: الشّيخ يوسف سبيتي، عالم دين وباحث، عضو المكتب الشّرعي في مؤسّسة العلامة المرجع السيّد محمَّد حسين فضل الله(رض).

التاريخ: 11 كانون الأوّل 2014م.

نوع الاستشارة: اجتماعيَّة.


استشارة..

أعاني بشدَّة نتيجة بخل أبي الَّذي بلغ حدوداً لا توصف؛ فلا توجد لدينا خلاّطات، ولم نرَ اللّحمة في البيت أبداً، وهو يحرمنا من أبسط الأشياء، بدعوى أنها غير ضروريَّة، رغم أنها من الضّروريّات، عدا الكماليّات الّتي صارت بمتناول الجميع.

كيف أتعامل معه؟ وهل بمقدوري تغييره؟ سمعت أنَّ منشأ البخل وراثيّ، وأنّه مرض نفسيّ وأخلاقيّ، فماذا تقولون؟   

وجواب..

بصراحة، هذا الموضوع معقَّد، وقد يكون من الصَّعب إيجاد حلٍّ له بعيداً عن قناعات الأب... فالبخل صفة مذمومة لا تجتمع مع الإيمان التامّ، وقد تتحوَّل إلى مأساة حينما نعايش شخصاً بخيلاً، سواء كان زوجاً أو أباً.

ومن المؤسف أن نرى هذه الظَّاهرة منتشرةً في عمق المجتمع الإسلاميّ، حتّى بتنا بحاجةٍ إلى تربية إيمانيَّة تُدخل احترام النِّعم في حساباتنا، وعدم كفرانها، بل صرفها في وجوهها المستحقَّة، دون إسراف وتبذير، فأن يصل المرء إلى مرحلة التّقتير أو البخل، ويكون ذلك سبباً مانعاً من أداء الحقوق المتوجّبة عليه تجاه من هم تحت رعايته، فهذا خلق من أخلاق المنافقين، الَّتي يجب على المؤمن أن يبتعد عنها، وينزّه نفسه عنها.

علينا أن نحسن الظنَّ بالله تعالى، وأنَّه هو المنعم والمتفضِّل على عباده بكلِّ ما لديهم من نعم وخيرات. وعن النبيِّ(ص): "لا يَجْتَمِعُ الشُّحُّ وَالإِيمَانُ في قلب عبدٍ أبداً"، وعن عليٍّ(ع): "البخل بالموجود سوء الظّنّ بالمعبود". وعن الإمام الرّضا(ع): "إيّاكم والبخل، فإنّها عاهة لا تكون في حرّ ولا مؤمن، إنّها خلاف الإيمان".

فعندما لا يهتمُّ الأب بحاجات عائلته المعيشيَّة وغيرها، بحجَّة أنها غير ضروريّة، فما هو الحلّ معه؟ فإذا كان ما ذكرتِه من الأمثلة غير ضروريّ بالنّسبة إليه، فما هو الضَّروري إذاً عنده؟ أليس من الضَّروريّ أن يكون في البيت المستلزمات الّتي تجعل السَّكن فيه لائقاً؟ أليس من الضّروريّ الأكل والطّعام، سواء اللّحم وغيره؟

هذا الأب نزع الله من قلبه الرّحمة والشَّفقة، وتخلّى عن مسؤوليَّاته، وبخله هذا حرام شرعاً، وسواء كان أمراً وراثيّاً أو مرضاً نفسيّاً، فلا بدَّ له من الخروج من هذه الحالة، ويجب أن يعلم أنَّه مسؤولٌ أمام الله تعالى ومحاسَبٌ يوم القيامة.

قال تعالى: {وَلاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلاَ تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَّحْسُوراً}[الإسراء: 29]، {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ} [الطّلاق: 2، 3].

هذا الأب لا يتَّقي الله، وهو سيِّئ الظّنّ به تعالى، والله تعالى هو الرزّاق الكريم.

***

مرسلة الاستشارة: ...

المجيب عن الاستشارة: الشّيخ يوسف سبيتي، عالم دين وباحث، عضو المكتب الشّرعي في مؤسّسة العلامة المرجع السيّد محمَّد حسين فضل الله(رض).

التاريخ: 11 كانون الأوّل 2014م.

نوع الاستشارة: اجتماعيَّة.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية