المجيب عن الاستشارة: [المكتب الشّرعي، مؤسَّسة العلامة المرجع السيّد محمد حسين فضل الله(رض)]..
استشارة
ارتكبتُ الكثير من المعاصي في حياتي، ولقد تبتُ منها، ولكن ـ للأسف ـ هناك من الأهل والأصدقاء والمحيط الاجتماعي عند كلّ محطّة أو مناسبة، من يذكّرني بما كنت أقوم به من معاصٍ، وهذا ما يتعبني نفسياً ومعنوياً.
فما رأيكم فيما يحصل لي؟!
وجواب..
لقد وردت الكثير من الآيات القرآنيّة التي تتحدّث عن توبة الله تعالى على عباده العاصين التائبين، وذلك من باب رحمة الله تعالى وفضله وكرمه: {وَإِذَا جَاءكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَن عَمِلَ مِنكُمْ سُوءاً بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِن بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} [الأنعام: 54]، {وَمَن يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللهَ يَجِدِ اللهَ غَفُوراً رَّحِيماً}[النّساء: 110]، {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى}[طه: 82].
فالإنسان خطّاء، قد يسيء إلى نفسه وإلى الآخرين تحت تأثير الضّعف البشريّ الذي يعتريه، ولكنّ عليه المسارعة إلى الاستغفار والتّوبة، والتحرُّز من الشيطان، وذكر الله والانفتاح على طاعته، فالله تعالى عادلٌ كريم، ومن سعة كرمه غفرانه، وقبوله التوبة عن عباده، فإذا كان الله كريماً ويعفو ويصفح عن التّائب، فلماذا نكون نحن من الّذين يمنّنون التّائبين، ويذكّرونهم بمعاصيهم على الدّوام، فذلك يعبِّر عن ضيق الأفق والجهل، لا بل يسيء أحياناً إلى معنى التّوبة، عبر عدم تشجيع التّائب على توبته وعدم احترامه للتّائب، ما يدفع التائب تحت الضّغط إلى التراجع عن خطّ التّوبة أحياناً، لما يراه من هؤلاء من تقريع.
من هنا يجب احترام مشاعر التّائبين وعدم تذكيرهم بتاريخهم، بل تشجيعهم على العمل الصّالح، والتّفاعل معهم بالشّكل الّذي يحفظ مشاعرهم وكراماتهم، وبما يعزِّز روح إيمانهم.

المجيب عن الاستشارة: [المكتب الشّرعي، مؤسَّسة العلامة المرجع السيّد محمد حسين فضل الله(رض)]..
استشارة
ارتكبتُ الكثير من المعاصي في حياتي، ولقد تبتُ منها، ولكن ـ للأسف ـ هناك من الأهل والأصدقاء والمحيط الاجتماعي عند كلّ محطّة أو مناسبة، من يذكّرني بما كنت أقوم به من معاصٍ، وهذا ما يتعبني نفسياً ومعنوياً.
فما رأيكم فيما يحصل لي؟!
وجواب..
لقد وردت الكثير من الآيات القرآنيّة التي تتحدّث عن توبة الله تعالى على عباده العاصين التائبين، وذلك من باب رحمة الله تعالى وفضله وكرمه: {وَإِذَا جَاءكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَن عَمِلَ مِنكُمْ سُوءاً بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِن بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} [الأنعام: 54]، {وَمَن يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللهَ يَجِدِ اللهَ غَفُوراً رَّحِيماً}[النّساء: 110]، {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى}[طه: 82].
فالإنسان خطّاء، قد يسيء إلى نفسه وإلى الآخرين تحت تأثير الضّعف البشريّ الذي يعتريه، ولكنّ عليه المسارعة إلى الاستغفار والتّوبة، والتحرُّز من الشيطان، وذكر الله والانفتاح على طاعته، فالله تعالى عادلٌ كريم، ومن سعة كرمه غفرانه، وقبوله التوبة عن عباده، فإذا كان الله كريماً ويعفو ويصفح عن التّائب، فلماذا نكون نحن من الّذين يمنّنون التّائبين، ويذكّرونهم بمعاصيهم على الدّوام، فذلك يعبِّر عن ضيق الأفق والجهل، لا بل يسيء أحياناً إلى معنى التّوبة، عبر عدم تشجيع التّائب على توبته وعدم احترامه للتّائب، ما يدفع التائب تحت الضّغط إلى التراجع عن خطّ التّوبة أحياناً، لما يراه من هؤلاء من تقريع.
من هنا يجب احترام مشاعر التّائبين وعدم تذكيرهم بتاريخهم، بل تشجيعهم على العمل الصّالح، والتّفاعل معهم بالشّكل الّذي يحفظ مشاعرهم وكراماتهم، وبما يعزِّز روح إيمانهم.