هواجس الماضي تعكِّر صفو علاقتي الزّوجيّة!

هواجس الماضي تعكِّر صفو علاقتي الزّوجيّة!

استشارة..
تردّدت كثيراً قبل طرحي لمشكلتي، ولكنني أرغب في سماع جوابكم حولها.

أنا سيدة متزوّجة الآن، أحبّ زوجي وأولادي، ولكنني أعاني مشكلة استرجاع بعض الأحداث التي جرت في حياتي قبل الزواج، وأحياناً تراودني بعض الوساوس وأنا أجلس مع زوجي تتعلّق بعلاقات خاصّة كانت قبل الزواج، أحاول طردها، ولكنها تعكّر عليّ صفو العلاقة الزوجيّة، أشعر كثيراً بالنّدم بعد ذلك، ولكنَّ زوجي بدأ يشعر بهذا التّشتت، وهو ما أثّر في علاقتنا بشكل عامّ، وأنا أفكّر أن أصارحه بذلك، ولكنّني أخاف أن أُفهم بطريقة خاطئة.

ماذا عليّ أن افعل؟ وكيف يمكن التخلّص من هواجس الماضي الّذي أكرهه وأعتبره نقطة سوداء في حياتي؟

وجواب..
عزيزتي، لا يوجد إنسان بدون ذكريات ماضية، منها الجميل ومنها المؤلم، وكذلك جميعنا نلتقي أشخاصاً في حياتنا يجعلوننا نندم أحياناً على معرفتهم، لكنّ هذا لا يعني أن نسمح لهم بالبقاء في أفكارنا وكأنهم جزء من حياتنا. أنت تفكّرين في هؤلاء وهم يعيشون حياتهم، لذا عَلَيْكِ أن تلتفتي إلى حياتك الخاصّة ومستقبلك وليس إلى الماضي.

سؤالك مُبهم، ولكن بحسب ما فهمت من سياق الكلام، أنّك أنتِ من لها علاقات قديمة، وتعتبرين الماضي نقطة سوداء في حياتك، وهذا الأمر يجعلك تشعرين بالتوتّر وكأنّك مخطئة، كذلك تشعرين بالذّنب والعار والعيب. وفي غياب التّفاصيل حول هذا الماضي، لا نستطيع تحديد وجود وساوس، وإنما أفهم وجود بعض الأفكار المرتبطة بذكريات مع بعض الأشخاص، لذا إليكِ هذه الإرشادات والأفكار الّتي قد تساعدك إذا التزمت بها:
1ـ الخطأ ليس عيباً، وخصوصاً إذا تعلّمنا منه وفهمنا الحياة أكثر، ولكن علينا أن لا نكرّره، وهو أمر خاصّ بكلّ فرد، فجميعنا خطّاؤون.

2ـ تشعر المرأة بالعار في مجتمعنا، بسبب قيود المجتمع الّذي يُعيبها في كلّ كبيرة وصغيرة، فمثلاً، المطلّقة تُعاب، بينما الرّجل المُطلّق لا أحد يعتبر أنّ طلاقه عيب، وهكذا، لذا عَليكِ أن تُبعدي الشّعور بالعار والعيب، وذلك بالتّفكير السليم في أنَّ الله غفور رحيم، وأن لا تنسي أنّ لكلّ إنسان أخطاءه.

3ـ "من كان منكم بلا خطيئة، فليرمها بحجر": هذه المقولة الشّهيرة، تجعلنا نُدرك مدى الرّحمة الإلهيّة، ولذا جعل الله باب التّوبة مفتوحاً وأمر بالسّتر: "إذا ابتليتم بالمعاصي فاستتروا". لا تدعي خوفك من النّاس يتحكّم في مسار حياتك، وثقي في الله، واحتفظي بخصوصيّاتك لنفسك.

4ـ الماضي ما قبل الزّواج ليس من حقّ الزوج أو الزّوجة: مثلاً، لو كان الزوج تاركاً للصّلاة في الماضي، ثمّ بدأ بالصّلاة لاحقاً، فليس لأحد أن يحاسبه، بل أن يبارك له.
5ـ إذا كان هناك أمور أخرى مستعصية، فهذا الأمر يستدعي جلسةً للاستماع للمشكلة وحلّها، ولا تكفي المراسلة، لذا، إذا كانت هذه الحالة موجودة، فأنصح بزيارة مختصّ ثقة للاهتمام بكِ.
6ـ ركّزي على إسعاد زوجك وأولادك، فهم نعمة، وامنحيهم الحبّ والحنان والاحترام والاهتمام.

وأخيراً، تخيّلي مستقبلك مع زوجك وأولادك، واتركي لأطفالك ذكريات جميلة، بدل التفكير في الماضي الّذي لن يعود، فإنّ مصارحة الزوج لإراحة الضّمير قد تُسبّب دمار الأسرة.
سامحي نفسك، فأنتِ الآن امرأة مختلفة عمّا كنت عليه في الماضي، وخصصاً أنّ مثل هذه المواضيع تُحسم قبل الزّواج وليس بعده.
أتمنى أن تُفيدك هذه الكلمات، مع أطيب التمنّيات لكِ ولعائلتك بالتّوفيق والسّعادة.

***
المرسلة : ...
المجيب عن الاستشارة:  الأستاذة حنان محمد مرجي، مختصّة في علم النّفس العيادي والتّوافقي.
نوع الاستشارة: اجتماعيّة.
تاريخ الاستشارة: 6 آب 2016م.

استشارة..
تردّدت كثيراً قبل طرحي لمشكلتي، ولكنني أرغب في سماع جوابكم حولها.

أنا سيدة متزوّجة الآن، أحبّ زوجي وأولادي، ولكنني أعاني مشكلة استرجاع بعض الأحداث التي جرت في حياتي قبل الزواج، وأحياناً تراودني بعض الوساوس وأنا أجلس مع زوجي تتعلّق بعلاقات خاصّة كانت قبل الزواج، أحاول طردها، ولكنها تعكّر عليّ صفو العلاقة الزوجيّة، أشعر كثيراً بالنّدم بعد ذلك، ولكنَّ زوجي بدأ يشعر بهذا التّشتت، وهو ما أثّر في علاقتنا بشكل عامّ، وأنا أفكّر أن أصارحه بذلك، ولكنّني أخاف أن أُفهم بطريقة خاطئة.

ماذا عليّ أن افعل؟ وكيف يمكن التخلّص من هواجس الماضي الّذي أكرهه وأعتبره نقطة سوداء في حياتي؟

وجواب..
عزيزتي، لا يوجد إنسان بدون ذكريات ماضية، منها الجميل ومنها المؤلم، وكذلك جميعنا نلتقي أشخاصاً في حياتنا يجعلوننا نندم أحياناً على معرفتهم، لكنّ هذا لا يعني أن نسمح لهم بالبقاء في أفكارنا وكأنهم جزء من حياتنا. أنت تفكّرين في هؤلاء وهم يعيشون حياتهم، لذا عَلَيْكِ أن تلتفتي إلى حياتك الخاصّة ومستقبلك وليس إلى الماضي.

سؤالك مُبهم، ولكن بحسب ما فهمت من سياق الكلام، أنّك أنتِ من لها علاقات قديمة، وتعتبرين الماضي نقطة سوداء في حياتك، وهذا الأمر يجعلك تشعرين بالتوتّر وكأنّك مخطئة، كذلك تشعرين بالذّنب والعار والعيب. وفي غياب التّفاصيل حول هذا الماضي، لا نستطيع تحديد وجود وساوس، وإنما أفهم وجود بعض الأفكار المرتبطة بذكريات مع بعض الأشخاص، لذا إليكِ هذه الإرشادات والأفكار الّتي قد تساعدك إذا التزمت بها:
1ـ الخطأ ليس عيباً، وخصوصاً إذا تعلّمنا منه وفهمنا الحياة أكثر، ولكن علينا أن لا نكرّره، وهو أمر خاصّ بكلّ فرد، فجميعنا خطّاؤون.

2ـ تشعر المرأة بالعار في مجتمعنا، بسبب قيود المجتمع الّذي يُعيبها في كلّ كبيرة وصغيرة، فمثلاً، المطلّقة تُعاب، بينما الرّجل المُطلّق لا أحد يعتبر أنّ طلاقه عيب، وهكذا، لذا عَليكِ أن تُبعدي الشّعور بالعار والعيب، وذلك بالتّفكير السليم في أنَّ الله غفور رحيم، وأن لا تنسي أنّ لكلّ إنسان أخطاءه.

3ـ "من كان منكم بلا خطيئة، فليرمها بحجر": هذه المقولة الشّهيرة، تجعلنا نُدرك مدى الرّحمة الإلهيّة، ولذا جعل الله باب التّوبة مفتوحاً وأمر بالسّتر: "إذا ابتليتم بالمعاصي فاستتروا". لا تدعي خوفك من النّاس يتحكّم في مسار حياتك، وثقي في الله، واحتفظي بخصوصيّاتك لنفسك.

4ـ الماضي ما قبل الزّواج ليس من حقّ الزوج أو الزّوجة: مثلاً، لو كان الزوج تاركاً للصّلاة في الماضي، ثمّ بدأ بالصّلاة لاحقاً، فليس لأحد أن يحاسبه، بل أن يبارك له.
5ـ إذا كان هناك أمور أخرى مستعصية، فهذا الأمر يستدعي جلسةً للاستماع للمشكلة وحلّها، ولا تكفي المراسلة، لذا، إذا كانت هذه الحالة موجودة، فأنصح بزيارة مختصّ ثقة للاهتمام بكِ.
6ـ ركّزي على إسعاد زوجك وأولادك، فهم نعمة، وامنحيهم الحبّ والحنان والاحترام والاهتمام.

وأخيراً، تخيّلي مستقبلك مع زوجك وأولادك، واتركي لأطفالك ذكريات جميلة، بدل التفكير في الماضي الّذي لن يعود، فإنّ مصارحة الزوج لإراحة الضّمير قد تُسبّب دمار الأسرة.
سامحي نفسك، فأنتِ الآن امرأة مختلفة عمّا كنت عليه في الماضي، وخصصاً أنّ مثل هذه المواضيع تُحسم قبل الزّواج وليس بعده.
أتمنى أن تُفيدك هذه الكلمات، مع أطيب التمنّيات لكِ ولعائلتك بالتّوفيق والسّعادة.

***
المرسلة : ...
المجيب عن الاستشارة:  الأستاذة حنان محمد مرجي، مختصّة في علم النّفس العيادي والتّوافقي.
نوع الاستشارة: اجتماعيّة.
تاريخ الاستشارة: 6 آب 2016م.
اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية