استشارة..
كثير من النّاس يلجأون إلى الخيرة في أمور الخطبة والزَّواج، وأحياناً، تأتي الخيرة على عكس ما يأمل الطّرفان. فإذا كانت الفتاة والشّابّ مقتنعين بخطوة الزّواج، فما الدّاعي للخيرة؟ وهل تجوز مخالفتها في مثل هذه الحالة؟
وجواب..
لقد خلق الله للإنسان عقلاً، فعليه أن يفكّر فيه، وخلق له عينين وأُذنين، فعليه أن ينظر بهذين ويسمع بهاتين، وعليه أن يستشير أهل الخبرة، فإذا وصل إلى نتيجة معقولة، فما معنى الخيرة؟ فالخيرة ليست بديلاً من الاستشارة، فالله أراد لنا أن نأخذ بالأسباب الّتي وضعها بين أيدينا في معرفة الأشياء.
ولذلك، فليس في القرآن خيرة بهذا المعنى، ولقد بحثنا في أبحاثنا الفقهيّة، أنّ الأحاديث الموجودة بشأن الخيرة، ليست أحاديث تامّة في دلالاتها.
حتّى إنّ السيّد الخوئي (رحمه الله) يقول: إنَّ الإنسان يأتي بالخيرة بعنوان الرّجاء، أي رجاء وجودها، لا على أساس أنّها واردة حقيقة، فدور الخيرة ــــ كما نرى ــــ شبيه بدور الدّعاء، فعندما تفكّر ولا تصل إلى النّتيجة، وعندما تستشير ولا تصل إلى النّتيجة، وعندما تصبح المسألة 50% هنا و50% هناك، يمكن اللجوء حينها إلى الخيرة، بالدّعاء إلى الله أن يختار له، ولعلَّ أوثق أحاديث الخيرة، ليس هو الإمساك بالسبّحة، وإنّما الصّلاة ركعتين. وتقول: "اللّهمّ إنّي أستخيرك برحمتك خيرةً في عافية"، وتمضي في العمل، فإن كان خيراً سهّله الله، وإن كان شرّاً عقّده الله، أي إنّك تعرف المسألة من النّتائج لا من البداية.
لكنّ الملاحظ أنَّ الخيرة وصلت عند بعض الناس إلى درجة المرض، فالبعض راح يستخير فيما يفطر في الصّباح، وقد يخرج في بعض الحالات والخيرة لا تنصحه بأكل شيء! فهذا لعب لا استخارة، فإذا كانت صحّتك جيّدة، فالخبز والجبن واللّبن وسواها من أطعمة الإفطار لا ضرر فيها. ووصل الأمر ببعض النّاس إلى الاستخارة في الاستخارة: هل يستخير أو لا؟ وهذا مرض ووسوسة.
لقد قال الله لنبيّه(ص):
{وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ}[آل عمران: 159].
***
مرسل الاستشارة: .......
نوعها: اجتماعيّة.
المجيب عنها: المرجع السيّد محمّد حسين فضل الله(رض).
استشارة..
كثير من النّاس يلجأون إلى الخيرة في أمور الخطبة والزَّواج، وأحياناً، تأتي الخيرة على عكس ما يأمل الطّرفان. فإذا كانت الفتاة والشّابّ مقتنعين بخطوة الزّواج، فما الدّاعي للخيرة؟ وهل تجوز مخالفتها في مثل هذه الحالة؟
وجواب..
لقد خلق الله للإنسان عقلاً، فعليه أن يفكّر فيه، وخلق له عينين وأُذنين، فعليه أن ينظر بهذين ويسمع بهاتين، وعليه أن يستشير أهل الخبرة، فإذا وصل إلى نتيجة معقولة، فما معنى الخيرة؟ فالخيرة ليست بديلاً من الاستشارة، فالله أراد لنا أن نأخذ بالأسباب الّتي وضعها بين أيدينا في معرفة الأشياء.
ولذلك، فليس في القرآن خيرة بهذا المعنى، ولقد بحثنا في أبحاثنا الفقهيّة، أنّ الأحاديث الموجودة بشأن الخيرة، ليست أحاديث تامّة في دلالاتها.
حتّى إنّ السيّد الخوئي (رحمه الله) يقول: إنَّ الإنسان يأتي بالخيرة بعنوان الرّجاء، أي رجاء وجودها، لا على أساس أنّها واردة حقيقة، فدور الخيرة ــــ كما نرى ــــ شبيه بدور الدّعاء، فعندما تفكّر ولا تصل إلى النّتيجة، وعندما تستشير ولا تصل إلى النّتيجة، وعندما تصبح المسألة 50% هنا و50% هناك، يمكن اللجوء حينها إلى الخيرة، بالدّعاء إلى الله أن يختار له، ولعلَّ أوثق أحاديث الخيرة، ليس هو الإمساك بالسبّحة، وإنّما الصّلاة ركعتين. وتقول: "اللّهمّ إنّي أستخيرك برحمتك خيرةً في عافية"، وتمضي في العمل، فإن كان خيراً سهّله الله، وإن كان شرّاً عقّده الله، أي إنّك تعرف المسألة من النّتائج لا من البداية.
لكنّ الملاحظ أنَّ الخيرة وصلت عند بعض الناس إلى درجة المرض، فالبعض راح يستخير فيما يفطر في الصّباح، وقد يخرج في بعض الحالات والخيرة لا تنصحه بأكل شيء! فهذا لعب لا استخارة، فإذا كانت صحّتك جيّدة، فالخبز والجبن واللّبن وسواها من أطعمة الإفطار لا ضرر فيها. ووصل الأمر ببعض النّاس إلى الاستخارة في الاستخارة: هل يستخير أو لا؟ وهذا مرض ووسوسة.
لقد قال الله لنبيّه(ص):
{وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ}[آل عمران: 159].
***
مرسل الاستشارة: .......
نوعها: اجتماعيّة.
المجيب عنها: المرجع السيّد محمّد حسين فضل الله(رض).