س: هناك من يتحدَّث في وسطنا الجامعيّ عن علمانيّة الإسلام، فبماذا نجيبه؟ وماذا عن دورنا كطلّاب جامعيّين؟
ج: إنَّ من يتحدَّث بذلك، كمن يتحدَّث عن مسيحيّة الإسلام أو يهوديّة الإسلام، أو إسلام المسيحيّة أو إسلام اليهوديّة. فالعلمانيّة نظام مستقلّ من الجانب الفكري، وهي تعني أنَّ الدّين لا علاقة له بالحياة وبالسياسة، والإسلام دين يؤكِّد التزام الإنسان به في كلّ أموره، فكيف يمكن أن نعطي الإسلام صفة العلمانيّة؟!
وأنتم كطلّاب ملتزمين بالإسلام، لا بدَّ من أن تتحلّوا بالروح الإسلامية العالية، وتكونوا نموذجاً للشباب الإسلامي الواعي والمنضبط الّذي يعيش إسلامه عملاً ومصداقيًةً والتزاماً وموقفاً وسلوكاً ايمانيّاً يعكس أصالة الإسلام، كما عليكم أن تتثقّفوا بثقافة الإسلام وثقافة العصر، حتى تقدروا على المواجهة الفكريّة التي تؤكّد ثباتكم وقوّتكم وفهمكم الصّحيح لإسلامكم، من دون أن يترك أيّ فكر أثره السّلبيّ على خطّكم، بل تنفتحوا على الأفكار بكلّ نقاش حرّ وهادف ومسؤول.
وكذلك، فإنّ دوركم هو بناء شخصيّتكم على أساس الاستقامة الفكريّة والعمليّة، ودوركم ما قاله الله: {ولتَكُن منكم أمّةٌ يدعونَ إلى الخيرِ ويأمرونَ بالمعروفِ وينهونَ عن المنكرِ وأولئكَ هم المفلحون}.