دينية
19/12/2014

علاقتي بالله تنهار.. أرجو إنقاذي

علاقتي بالله تنهار.. أرجو إنقاذي

استشارة..

أنا في حالة انهيار مستمرّ في علاقتي بالله وبكلّ من حولي، وأشعر بأنَّ الله لا يحبّني. فعلى الرّغم من تعلّقي به وحبّي له، وتمسّكي بالدّعاء، إلا أنَّه لم يستجب دعائي ويشفي أمّي، بل توفّيت، ما ترك أعمق الأثر في قلبي ونفسي.

مرّت السّنين، وتحسّن وضعي تدريجيّاً، وصرت أقوم اللّيل وأدعو الله مجدّداً ليرزقني ببنت تؤنس غربتي، وكنت أشعر بأنَّ الله لن يردّني خائبةً، ولكنّي حملت بولد، وهو ما كان له تأثيره العظيم في نفسي، فصرت أتمرّد على زوجي، وأصبت باكتئاب وإحباط حادّين، وصرت أشعر بعدم حبّ الله لي، كما شعرت بأنَّ الله يرزق من لا يهتمّون لعبادته بما يتمنّون بدون أن يتوجَّهوا إليه. فهل أصبح مثلهم حتّى يعطيني ما أتمنّى، أم هل أتوقّف عن الدّعاء لأن لا فائدة منه حتى مع الإلحاح؟

أنا في حالة تشتّت، فأرجو إنقاذي من هذا المستنقع الّذي غرقت فيه، ولا أستطيع الخروج منه.

وجواب..

أختي العزيزة: نحن مأمورون بالاستسلام لإرادة الله تعالى في الأمور الخارجة عن إرادتنا واختيارنا، فما دام أنَّ الموت والحياة هما بيد الله تعالى، وما دام أنَّ جنس المولود، ذكراً أو أنثى، هو بيده تعالى، فلا يصحّ أن نعيش حالة اليأس والإحباط.

والموت هو الحقيقة الحتميّة التي ينتظرها كلّ إنسان في هذا العالم، والّتي لا مفرّ منها بأيّ شكل من الأشكال، مهما علا شأن الإنسان في الدّنيا، قال تعالى: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ} [الأنبياء: 35].

لذا، فإنّ علينا أن نكون أكثر ثقةً بالله تعالى. إنّ مشكلتنا نحن البشر أنّنا نريد أن نعرف المصلحة في أفعال الله وتقديراته تجاهنا، وهذا مستحيل، فنحن لا نعرف ما هي المصلحة في أن يكون المولود الأوّل ذكرأ أو أنثى مثلاً، لقد قدَّر الله تعالى أن يكون ذكراً، وقد لا نعرف المصلحة الآن.

قد نكتشف المصلحة بعد حين، لذا علينا الصّبر والاستسلام لإرادته تعالى، وأن يكون في بالنا دائماً أنّ الله تعالى لا يريد من الإنسان إلا الخير والحبّ، وأنّ الأمور مرهونة بأوقاتها، كما ورد عن الإمام عليّ(ع)، وكما نقرأ أيضاً في دعاء الافتتاح للإمام زين العابدين(ع): "ولعلّ الذي أبطأ عنّي هو خيرٌ لي لعلمك بعاقبة الاُمور".

علينا أن لا نسمح لليأس بالدّخول إلى قلوبنا، لأنّ اليأس من أخطر الأمور الّتي إذا دخلت إلى قلوبنا، أبعدتنا عن الله تعالى، والبعد عن الله يحوّل حياتنا بلا معنى وبلا هدف.

أمّا قضيّة استجابة الدّعاء، فهذا أيضاً داخل في إطار المصلحة الّتي يعرفها الله تعالى، فمن حكمته تعالى  في الكون ربط الأسباب بالمسبّبات، ولا يعني كلّ ذلك أنّ الله لا يحبّك، فالمقياس للحبّ الإلهيّ ليس استجابة الدّعاء، بل هو الطّاعة والالتزام بأوامره، والصّبر على البلاء وما يصيبنا، وقد يكون عدم الاستجابة السّريعة للدّعاء هو حبّ الله لك، لأنّ الله يحبّ أن يسمع صوت عبده المؤمن بالدّعاء، كما ورد في الحديث.

لا تيأسي من رحمة الله تعالى، عليك أن تثقي بالله تعالى، وواظبي على أعمالك العباديّة من الصّلاة وقراءة القرآن والدّعاء، واتركي الأمر له، فهو خير حافظاً وهو أرحم الرّاحمين.

***

صاحب الاستشارة:...

نوعها: دينيّة...      

المجيب عن الاستشارة: الشّيخ يوسف سبيتي، عالم دين وباحث، عضو المكتب الشّرعي في مؤسّسة العلامة المرجع السيّد محمَّد حسين فضل الله(رض).

تاريخ الاستشارة: 15 كانون الأوّل 2014م.


استشارة..

أنا في حالة انهيار مستمرّ في علاقتي بالله وبكلّ من حولي، وأشعر بأنَّ الله لا يحبّني. فعلى الرّغم من تعلّقي به وحبّي له، وتمسّكي بالدّعاء، إلا أنَّه لم يستجب دعائي ويشفي أمّي، بل توفّيت، ما ترك أعمق الأثر في قلبي ونفسي.

مرّت السّنين، وتحسّن وضعي تدريجيّاً، وصرت أقوم اللّيل وأدعو الله مجدّداً ليرزقني ببنت تؤنس غربتي، وكنت أشعر بأنَّ الله لن يردّني خائبةً، ولكنّي حملت بولد، وهو ما كان له تأثيره العظيم في نفسي، فصرت أتمرّد على زوجي، وأصبت باكتئاب وإحباط حادّين، وصرت أشعر بعدم حبّ الله لي، كما شعرت بأنَّ الله يرزق من لا يهتمّون لعبادته بما يتمنّون بدون أن يتوجَّهوا إليه. فهل أصبح مثلهم حتّى يعطيني ما أتمنّى، أم هل أتوقّف عن الدّعاء لأن لا فائدة منه حتى مع الإلحاح؟

أنا في حالة تشتّت، فأرجو إنقاذي من هذا المستنقع الّذي غرقت فيه، ولا أستطيع الخروج منه.

وجواب..

أختي العزيزة: نحن مأمورون بالاستسلام لإرادة الله تعالى في الأمور الخارجة عن إرادتنا واختيارنا، فما دام أنَّ الموت والحياة هما بيد الله تعالى، وما دام أنَّ جنس المولود، ذكراً أو أنثى، هو بيده تعالى، فلا يصحّ أن نعيش حالة اليأس والإحباط.

والموت هو الحقيقة الحتميّة التي ينتظرها كلّ إنسان في هذا العالم، والّتي لا مفرّ منها بأيّ شكل من الأشكال، مهما علا شأن الإنسان في الدّنيا، قال تعالى: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ} [الأنبياء: 35].

لذا، فإنّ علينا أن نكون أكثر ثقةً بالله تعالى. إنّ مشكلتنا نحن البشر أنّنا نريد أن نعرف المصلحة في أفعال الله وتقديراته تجاهنا، وهذا مستحيل، فنحن لا نعرف ما هي المصلحة في أن يكون المولود الأوّل ذكرأ أو أنثى مثلاً، لقد قدَّر الله تعالى أن يكون ذكراً، وقد لا نعرف المصلحة الآن.

قد نكتشف المصلحة بعد حين، لذا علينا الصّبر والاستسلام لإرادته تعالى، وأن يكون في بالنا دائماً أنّ الله تعالى لا يريد من الإنسان إلا الخير والحبّ، وأنّ الأمور مرهونة بأوقاتها، كما ورد عن الإمام عليّ(ع)، وكما نقرأ أيضاً في دعاء الافتتاح للإمام زين العابدين(ع): "ولعلّ الذي أبطأ عنّي هو خيرٌ لي لعلمك بعاقبة الاُمور".

علينا أن لا نسمح لليأس بالدّخول إلى قلوبنا، لأنّ اليأس من أخطر الأمور الّتي إذا دخلت إلى قلوبنا، أبعدتنا عن الله تعالى، والبعد عن الله يحوّل حياتنا بلا معنى وبلا هدف.

أمّا قضيّة استجابة الدّعاء، فهذا أيضاً داخل في إطار المصلحة الّتي يعرفها الله تعالى، فمن حكمته تعالى  في الكون ربط الأسباب بالمسبّبات، ولا يعني كلّ ذلك أنّ الله لا يحبّك، فالمقياس للحبّ الإلهيّ ليس استجابة الدّعاء، بل هو الطّاعة والالتزام بأوامره، والصّبر على البلاء وما يصيبنا، وقد يكون عدم الاستجابة السّريعة للدّعاء هو حبّ الله لك، لأنّ الله يحبّ أن يسمع صوت عبده المؤمن بالدّعاء، كما ورد في الحديث.

لا تيأسي من رحمة الله تعالى، عليك أن تثقي بالله تعالى، وواظبي على أعمالك العباديّة من الصّلاة وقراءة القرآن والدّعاء، واتركي الأمر له، فهو خير حافظاً وهو أرحم الرّاحمين.

***

صاحب الاستشارة:...

نوعها: دينيّة...      

المجيب عن الاستشارة: الشّيخ يوسف سبيتي، عالم دين وباحث، عضو المكتب الشّرعي في مؤسّسة العلامة المرجع السيّد محمَّد حسين فضل الله(رض).

تاريخ الاستشارة: 15 كانون الأوّل 2014م.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية