لقد كانت للمؤمنين جولة في أجواء الشّهر الّذي ودّعناه، كما كانت للمؤمنين فرحة في أجواء العيد الّذي استقبلناه، ولكن ماذا هناك في عمق العناصر الّتي تحرّكت وتحرّكنا معها في كلّ ما انطلقنا فيه في هذا الشّهر؟ وما هي المعاني الروحية والإنسانية التي عشناها وعمّقناها في آفاق العيد؟ هل إنَّ ما عشناه في هذه الجولة الرمضانيّة هو مجرّد مناسبة نستهلكها بالكلمات الّتي تخرج من اللّسان ثم تضيع في الهواء؟! وهل هو العبادات التي تتحرَّك في كلماتنا وفي أوضاعنا الجسديّة لتتبخّر في الفضاء؟ هل كان رمضان تقليداً من تقاليدنا الّتي تبدأ فكراً وروحاً ثم تنتهي شيئاً بارداً ميّتاً يمضغ الإنسان كلماته كما يمضغ الأشياء الميتة، ويتحرَّك فيها كما يتحرّك في جسد مشلول؟!.
ثمّ هل إنّ العيد كلمات ومجاملات ولذّات وما إلى ذلك؟!
صناعة الإنسان
أيّها الأحبّة: إنّ هدف الإسلام في كلّ ما شرّع، هو صناعة الإنسان على الصورة التي يحبّها الله، من أجل أن يعدَّه في كلّ جيل وفي كلّ مرحلة ليكون خليفة الله، فأن تكون خليفة الله في الأرض، معناه أن تتمثّل أخلاق الله وأن تكون على صورة صفاته، وعلى صورة وحيه، وعلى صورة قيمه، حتى تكون إنسان الله الذي يتحرّك من خلال أن يشرق الله في عقله حقّاً، ويشرق في قلبه حبّاً، ويشرق في حركته استقامة نحو الهدف الكبير.
دور الصّلاة
ومن هنا، رأينا أنّ قصة الصلاة هي قصّة الوسيلة التي يكون فيها الإنسان إنسان المعروف في جانبه الإيجابي، وإنسان الرّفض للمنكر في جانبه السلبي، ذلك أنَّ الصلاة إنّما تنهى عن الفحشاء والمنكر، لتجعل هذا الإنسان إنساناً ينفتح في عقله وقلبه وحياته على المعروف، الّذي يريده الله في واقع الإنسان الفردي والاجتماعي، ولتجعل ـــ أي الصلاة ـــ الإنسان إنساناً يعيش في كلّ إحساسه وشعوره الرفض للمنكر، وبهذا تختصر كلمتا المعروف والمنكر كلَّ وجود الإنسان الحركيّ، وكلّ تطلّعاته الفكريّة، وكلّ نشاطاته العمليّة، فكيف يمكن للصّلاة أن تحقِّق ذلك كلَّه؟!.
إنّها تحقِّقه من خلال معراج المؤمن بروحه إلى الله، فإذا التقيت بالله، كبّرته وسبّحته وحمدته، وانطلقت في كلّ الكلمات الّتي تعيش فيها مع ربِّ العالمين، الرّحمن الرّحيم، مالك يوم الدّين، المعبود وحده، والمستعان به، الهادي إلى الصّراط المستقيم، الواحد الأحد، الّذي لم يلد ولم يولد، العظيم الأعلى، إنَّك عندما تعيش ذلك مع الله تعالى، فإنّك لا يمكن أن تسقط في وحول الّذين يتحرّكون بدون قِيَم، ومن دون حقّ، ومن دون عدل، فإنّك كلّما انفتحت في صلاتك على الله أكثر، اختزنت في داخل كيانك معنى الله أكثر.
لقاؤنا بالله سطحيّ
ولعلّ مشكلتنا ـــ أيّها الأحبّة ـــ أنّنا نلتقي بالله في سطح وجودنا وسطح فكرنا، فأفكارنا لا تتعمَّق بالله، وفي سطح القلب، فقلوبنا لا تختزن في نبضاتها محبّة الله، وهكذا في سائر جوانب حياتنا، فالله عندنا كلمة وليس معنى، وهو بالنّسبة إلينا مجرّد شيء نعيشه بعيداً عن واقعنا، وهو أقرب إلينا من حبل الوريد. لذلك ورد عندنا في الحديث الشّريف: "مَنْ لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر، لم يزدد من الله إلاّ بُعداً"[1]، ذلك أنّ الصلاة تقربّك إليه بمعناها، فإذا لم تتقرَّب إليه، فإنّك لا تبقى مكانك، ولكنَّك تزداد بعداً عنه، لأنَّك استخدمت وسيلة القرب إلى الله، لتكون وسيلة القرب من الشّيطان من خلال غفلتك، ومن خلال كلّ هذه السلبيّات التي تعيشها صلاتك.
صناعة الإنسان التّقيّ
وهكذا عندما نعيش مع الصّوم في شهر رمضان، فإنّ الله تعالى جعله وسيلةً من وسائل صنع الإنسان التقيّ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}[2]. فأن تكون الصائم المقبول، هو أن تكون الإنسان التقي من خلال صومك، والتقي في عقيدتك، وأن تستقيم عقيدتك على الخطِّ، يعني أن تكون التقيَّ في عبادتك، وأن تخلص لله في العبادة، يفرض عليك أن تكون التقيَّ في علاقاتك مع النّاس، وأن تتحسَّس مسؤوليّتك في أن تنفتح على النّاس من خلال منافذ الخير والمحبّة والهداية والنّور الذي يشعُّ في عقلك وقلبك، بل وأن تكون الإنسان النفَّاع للنّاس (المبارك)، وأن تكون الإنسان العادل مع الناس، وأن تكون الخيّر في كلّ نشاطاتك التي تتعاطاها في حياة النّاس، لتعيش مع النّاس كجزء من مجتمع أو من أمّة أو من إنسانيّة تتكامل مع الأجزاء الأخرى، فتنفعل بها وتتفاعل معها. أن تكون الصّائم المقبول في كلّ مواقفك ومواقعك.
ولقد حدّثنا الله سبحانه وتعالى عن الجوانب السلبيّة في علاقة الإنسان بالآخرين في المجال الاجتماعي الإنساني بطريقةٍ تشعر فيها بخطورة شديدة: {وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ}(1)، وقوله سبحانه وتعالى: {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناً}(2)، وهكذا في قوله عزّ وجلّ: {وَلاَ تَكُن لِّلْخَآئِنِينَ خَصِيماً}(3)، {وَلاَ تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنفُسَهُمْ إِنَّ اللهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ خَوَّاناً أَثِيماً}(4) وقوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ}(5)، وقوله: {لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْراً مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْراً مِّنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ}(6).
وهكذا نجد أنّ الله سبحانه وتعالى يحرّك أمامنا كلّ هذه القِيَم السلبية المرفوضة، لأنّها تساهم في إسقاط الإنسان الآخر، وفي تحطيم كرامته، بل وفي تحطيم حياته بطريقة وبأخرى.
لذلك، فإنّ الصوم يوحي إليك بأن تكون التقيَّ في الجانب السلبي، وذلك بأن ترفض كلّ القِيَم السلبيّة، وأن تكون التقيَّ في الجانب الإيجابيّ، بأن تتبنّى كل القِيَم الإيجابيّة، من الصّدق والأمانة والعفّة والنّفع للنّاس، والأخذ بالحقّ، والانفتاح على العدل، وما إلى ذلك من قِيَم الحقّ التي جمعها الله سبحانه وتعالى في المنهج الأخلاقي الذي رسمه للإنسان.
معطيات الأدعية الرمضانيّة
وهكذا، أيّها الأحبّة، عندما نعيش مع أدعية شهر رمضان الكثير من مفردات العقيدة الّتي تجعلك أكثر وعياً لعقيدتك بالله، من خلال ما تعطيك إيّاه من مفردات المعرفة في صفات الله بجماله وكماله، وفي مواقع عظمته ونعمه، فيمكنك أن تعرف من خلال أدعية شهر رمضان، كيف تندمج في علاقتك مع الله على المستوى الّذي تعيش فيه حبّك لله، وأن تكون الإنسان الذي يتحدَّث إلى الله من بعيد: {فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ}(1)، وأن تكون الإنسان الذي يحبّ الله كحبّ عليّ(ع): "وكيف تعذّبني وحبّك في قلبي". إنّ هذا الجوّ الدعائي الذي يجعلك أكثر معرفة بالله، وأكثر انشداداً إليه وارتباطاً به، ويجعلك في الوقت نفسه، الإنسان الّذي يعيش مع الناس من أجل أن يرتبط بهم وأن يتكامل معهم وأن يخفِّف آلامهم، وأن يعمل على أساس أن يحلَّ مشاكلهم، إنَّ ذلك كلّه موجود في فقرات الدّعاء، ولذلك فإنَّ من الخطأ الكبير أن نعتبر الدعاء مجرّد تقليد من تقاليدنا نستهلكه ألفاظاً ونبتعد عنه روحاً.
الدعاء مدرسة ثقافيّة روحيّة
أيّها الأحبّة، إنّ كلّ أدعية القرآن وأدعية النبيّ(ص) وأدعية الأئمّة من أهل البيت(ع، تمثّل مدرسة ثقافية روحية، ولو تعمّقنا في كل مفرداتها وأساليبها، لاستطعنا أن نخرج من جامعة الإسلام الروحيّة مزوّدين بكلّ عناصر الثقافة الروحيّة التي لا تتحرّك فيها الرّوح في أجواء صوفية تجريدية، ولكنّها تجعلك ترتبط بالله وبالإنسان وبالحياة وبنفسك وبمسؤوليّتك عن ذلك كلّه. لذلك أن تعيش الدّعاء في شهر رمضان، يساوي أن يصنع الدّعاء منك إنسان الإسلام الذي يحلّق في سماوات الرّوح، والذي ينطلق في خطِّ الاستقامة ليلتقي بالهدف الإسلاميّ الكبير الذي يرضاه الله تعالى، وبالهدف الرّوحيّ الكبير، وهو رضا الله {وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللهِ أَكْبَرُ}(2).
وإذا التقينا في شهر رمضان بالقرآن، فهو النّور الذي يشرق في عقولنا وقلوبنا وحياتنا، ويهدينا إلى سبل السّلام لنتبع رضوان الله، من خلال عطاءات وبركات وفيوضات هذا الكتاب الكريم، ولنعيش زكاة أنفسنا وانفتاحنا على الله من خلاله.
وتأسيساً على كلّ ذلك، فإنّ الجولة الصلاتيّة الصومية الدعائية القرآنية في شهر رمضان، تعني، في المحصلة النهائية، أن نصنع إنساناً جديداً لا عهد له بالإنسان القديم (إنسان ما قبل رمضان)، ذلك أنَّ الإنسان التقيّ هو الّذي يتخفَّف من كلّ ذنوبه، وهو الّذي ينفق سرّاً وعلانية، وهو الكاظم للغيظ، العافي عن النّاس والمحسن لهم، والّذي لا يصرّ على المعصية، والّذي لا يستكبر ولا يخون. فهل سألنا أنفسنا بعد شهر رمضان عمَّا هو حجم التقوى في عقولنا؟ هل بتنا نملك العقل التقيّ الّذي يحرّك كلّ أفكارنا في طريق الحقّ، ولا يحرّكها في طريق الباطل؟! هل استطعنا أن نحصل على هذه التقوى العقليّة ليكون ميزانها العدل لا ميزان الظلم؟! وهل استطعنا في شهر رمضان أن نحصل على القلب التقيّ من خلال إنسان العاطفة التقيّة التي تنبض بالمحبّة للمؤمنين لتلتقي معهم على طاعة الله، وتلتقي بالمحبّة لغير المؤمنين لتهديهم إلى سبيل الله وإلى طريق الله؟! لأنَّ المؤمن لا يفكّر فقط في المؤمنين، وإنّما يفكّر في الناس كافة. فكن كالشَّمس تطلع على البرّ والفاجر، وذلك بأن تفكّر في المؤمنين لتتعاون معهم على البرّ والتّقوى، وأن تفكّر في الكافرين لتتعاون مع أنفسهم بهدايتهم إلى سواء السّبيل.
وليكن بيّناً أنّ القلب المغلق على النّاس هو قلب لا يستطيع أن يهدي أحداً أبداً، فعندما تحقد على أيّ إنسان يختلف معك، وتعيش البغض والعداوة معه، فكيف يمكن لك أن تجعل كلماتك تدخل في قلبه؟! إنَّ الكلمة المغموسة بالحقد لا يمكن أن ينفتح لها قلب الآخر، بعكس الكلمة المغموسة بالمحبّة الّتي تنفتح عليها حتى القلوب الجامدة المتحجِّرة، ولذلك قال الله تعالى مخاطباً نبيَّه: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ}[3]، كان قلب رسول الله رحيماً ورقيقاً، وكان لسانه عذباً رقيقاً كرقّةِ قلبه، ولذلك استطاع أن يفتح قلوب النّاس عليه، وأن يفتح قلوب أصحابه عليه {لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ}[4]، وأن يفتح قلوب أعدائه عليه، فعندما انطلقت كلماته الّتي هي كلمات الوحي، رفضوها، ولكنّ ابتسامته وحنانه وعطفه وخلقه العظيم استطاع أن يدفع بالكلمة الطيّبة إلى قلوبهم، لتنمو بذرة طيّبة تنتج إسلاماً ولو بعد خمس سنين أو عشر سنين، وذلك عندما دخلوا في دين الله أفواجاً.
جلسة تقييم
أيّها الأحبّة،ـ لتكن جلستنا بعد شهر رمضان مع أنفسنا ومع ربّنا جلسةً نفحص فيها عقولنا كيف صارت، وقلوبنا كيف صارت، وحياتنا كيف استعملت، هل نحن الأتقياء الّذين نتّقي الله ونخافه في كلّ ما نتكلّم وفي كلّ ما نفعل، أو أنّنا على طريقة ذلك الشّاعر الّذي كان يعاقر الخمرة في كلّ السنّة، حتى إذا جاء شهر رمضان، أودع كلّ دنانه وكلّ قناني الخمرة وكلّ كؤوسه في الخزانة، وما إن يأتي العيد، يقول:
رمضانُ ولّى هاتها يا ساقي مشتاقةً تسعى إلى مشتاقِ
أبعاد العيد الحقيقيّ
ونأتي بعد ذلك إلى العيد ـــ أيّها الأحبّة ـــ فهل هو عيد الفرحُ اللاهي؟! هل هو عيد العبث المجنون؟ هل هو عيدُ الكلمات الّتي لا تعني شيئاً؟! هل هو عيد المظاهر والشّكليّات؟ أتعرفون كيف كان عليّ(ع) يفكّر؟ أتعرفون كيف يحكمُ على الأشياء من خلال عمقها الرّوحيّ الإنسانيّ الإسلاميّ المنفتح على الله: "إنّما هو عيد لمن قَبِلَ الله صيامَهُ وشكر قيامَهُ"[5]، ثمّ انطلق من هذا العيد في السّنة كلِّها، من حيث هو عيد القيام بالواجب الّذي يحتفل الإنسان به كفرحٍ كبيرٍ في الرّوح وفي الحياة، "وكل يوم لا يُعصى الله فيه فهو عيد"[6]، وذلك بأن تعيش عيدك في إيحائه، بأن لا تتجمَّد عنده كيومٍ في التّاريخ، ولكن انفتح لتكون كلّ أيّامك عيداً، بفرحتك بالله وفرح الله بك، وبمحبّتك لله وبمحبّة الله لك.
أيّها الأحبَّة، بعد أن نفرغ من رمضان، لا بدَّ من أن نلملم كلّ ما تناثر منه لنجمعه في عقولنا وفي قلوبنا وفي حياتنا، وبعد أن نفرغ من العيد بانقضاء يوم العيد، يقتضي منّا أن نلاحق العيد لنعمّقه في كلّ يوم، وذلك هو عيد المؤمن الّذي ينبغي أن يكون طاعةً لله بالرّفض لمعصية الله، وأن يكون عيده بالمحبّة لعباد الله وبالنّفع لعيال الله، ففي الحديث: "الخلقُ كلّهم عيالُ الله، وأحبّهم إلى الله أنفعهم لعياله"[7]، أو "من أدخل على أهل بيته سروراً"[8].
إنّ عيدنا هو عيد الفرح، وفرحنا أن نعطي الفرح من قلوبنا لكلّ الفئات المحرومة، وأن نعطي الفرح لكلّ الإنسانيّات المتألّمة، وأن نعطي الفرح لكلّ المشرَّدين ولكلّ الحزانى ولكلّ البائسين، وعند ذلك لا يكون الفرح شيئاً في الزّمن، بل يصبح شيئاً في الإنسان.
والحمد لله ربِّ العالمين.
فكر وثقافة، ج3، المحاضرة الثانية، 8 شوّال1417 هـــ.
[1] البحار، ج 79، ص 198
[2] سورة البقرة، الآية: 183.
(1)سورة هود، الآية: 113.
(2)سورة الأحزاب، الآية: 58.
(3)سورة النساء، الآية: 105.
(4)سورة النساء، الآية: 107.
(5)سورة الحجرات، الآية: 12.
(6)سورة الحجرات، الآية: 11.
(1) سورة البقرة، الآية: 186.
(2) سورة التوبة، الآية: 72.
[3] سورة آل عمران، الآية: 159.
[4] التّوبة: 128.
[5] نهج البلاغة، ج4، ص100.
[6] نهج البلاغة، ص853.
[7] البحار، ج 93، ص 118.
[8] البحار، ج72، ص66.