هل نحن من أهل الإنفاق والذِّكر الجميل؟

هل نحن من أهل الإنفاق والذِّكر الجميل؟

نبقى في رحاب نهج البلاغة لأمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب(ع)، وما فيه من مواعظ وحكم بليغة، تستحثّنا على التأمّل والتدبّر، وإثارة العقل والإحساس فينا.

يقول(ع) في كلامٍ له: "أَيُّهَا النّاسُ، إِنَّهُ لاَ يَسْتَغْنِي الرَّجُلُ ـ وَإِنْ كَانَ ذَا مَالٍ ـ عَنْ عَشِيرَتِهِ،وَدِفَاعِهِمْ عَنْهُ بِأَيْدِيهِمْ وَأَلسِنَتِهمْ، وَهُمْأَعْظَمُ النَّاسِ حَيْطَةً مِنْ وَرَائِهِ، وَأَلَمُّهُمْ لشَعَثِهِ، وَأَعْطَفُهُمْ عَلَيْهِعِنْدَ نَازِلَةٍ إنْ نَزَلَتْ بِهِ، وَلِسَانُ الصِّدْقِ يَجْعَلُهُ اللهُ لِلْمَرْءِ في النَّاسِ خَيْرٌ لَهُ مِنَ المَالِ يُورِثُهُغيرَهُ.. أَلاَ لاَ يَعْدِلَنَّ أَحَدُكُمْ عَنِ القَرَابِةِ يَرَى بِهَا الخَصَاصَةَ، أنْ يَسُدَّهَا بِالَّذِيلا يَزِيدُهُ إِنْ أَمْسَكَهُ، وَلاَ يَنْقُصُهُ إِنْ أَهْلَكَهُ، وَمَنْ يَقْبِضْ يَدَهُ عَنْ عَشِيرَتِهِ، فَإِنَّمَا تُقْبَضُ مِنْهُ عَنْهُمْيَدٌ وَاحِدَةٌ، وَتُقْبَضُ مِنْهُمْ عَنْهُ أَيْدٍ كَثِيرَةٌ؛ وَمَنْ تَلِنْحَاشِيَتُهُ، يَسْتَدِمْ مِنْ قَوْمِهِ المَوَدَّةَ".

يوصينا الأمير(ع) بالبذل والعطاء للفقراء المحتاجين، وبخاصّة منهم من كان قريباً بالرّحِم والنّسب، ويرغِّب الأمير(ع) الأغنياء بالبذل كالترغيب في الذّكر الجميل، الذي يدوم بخيره بين الناس، وهو أبقى لصاحبه من مالٍ أو متاع يرثه غيره، ولا يبقى له.

في البداية، يشير الإمام(ع) إلى أهميّة الصدقة للمحتاج والفقير، وخصوصاً من كان قريباً في النّسب والرّحم في تمتين العلاقات الإنسانيّة والاجتماعيّة، والشّعور بالآخر، وتكريس روح التّكافل والتّضامن التي حثّ عليها الإسلام.

والأمر الآخر الّذي يوصينا به الإمام(ع)، أن يحافظ المرء على علاقته بعشيرته وعائلته، حيث بالوحدة تتحقّق القوّة، إذ المرء بحاجة إلى مساعدة أهله وعشيرته ماديّاً ومعنويّاً، وهم أحرص الناس عليه وحفظاً لواقعه، ومن الخطأ أن يتخلّى المرء عن مودة عشيرته ونصرتهم له، لأنه وحده هو الخاسر لدعمهم.

ويعلّمنا أمير المؤمنين(ع) أنّ الّذي يبقى ويدوم بين النّاس هو الذّكر الجميل، وهو خير من المال الذي يجمعه الإنسان ثم يرثه غيره، ولا يستفيد منه.. من هنا دعوة الأمير(ع) لنا، أن نكون من أصحاب الفكر الجميل الذي يتودّدون إلى الناس بالكلام الطيّب، والمشاعر الطيّبة، والأفعال الحسنة التي تقرِّب المسافات فيما بيننا.

ولقد حضَّنا الأمير(ع) على التمسّك بأواصر القرابة، والإفادة منها، وعدم التّفريط بها، لأنّ ذلك مدعاة للخسران والضّعف والعزلة، فيد الله مع الجماعة.

ومن كان جانبه ليِّناً في أخلاقه وسلوكياته، فإنّه يجذب إليه القلوب المحبّة، ويعامله من حوله بكلّ مودّة واحترام وتقدير، ويُقبل إليه النّاس جميعاً، ويحيطونه باهتمامهم وتقديرهم، فيما الإنسان صاحب القلب القاسي والطّباع السيّئة، وصاحب الغلظة في القول والفعل، ينصرف عنه الناس وينبذونه ويجتنبونه، ولا يقتربون منه، فهو ثقيلٌ عليهم بما هو عليه من ذميم الأخلاق.

دعوة عليّ(ع) لنا مفتوحة كي نعمل على تحسين علاقاتنا بعائلاتنا والنّاس من حولنا، فنكون يداً واحدة قويّة تساند الحقّ وتواجه الباطل والفساد، ولنكن من المحسنين على فقرائنا وعلى كلّ من يحتاج مساعدةً من خلال تكريس روح العطاء في مجتمعنا، ولنكن كما أراد عليّ(ع) ودعا إليه، من أصحاب القلوب الليّنة، والطّباع الحميدة، ومن أهل الذّكر الجميل الّذين يسعون بين النّاس بكلّ خير وفضيلة، ويكسبون ودّهم واحترامهم وتقديرهم، فالخلُق الحسن يقوّي المجتمع، ويمنع عنه الكثير من التعقيدات والمشاكل، ويحميه من كلّ أذى، ويرتفع به إلى الأعلى. فهل نحن كما أراد عليّ(ع)، من أهل الإنفاق والصَّدقة والذّكر الجميل؟!.

إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبِّر بالضَّرورة عن رأي الموقع، وإنّما عن وجهة نظر صاحبها.

نبقى في رحاب نهج البلاغة لأمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب(ع)، وما فيه من مواعظ وحكم بليغة، تستحثّنا على التأمّل والتدبّر، وإثارة العقل والإحساس فينا.

يقول(ع) في كلامٍ له: "أَيُّهَا النّاسُ، إِنَّهُ لاَ يَسْتَغْنِي الرَّجُلُ ـ وَإِنْ كَانَ ذَا مَالٍ ـ عَنْ عَشِيرَتِهِ،وَدِفَاعِهِمْ عَنْهُ بِأَيْدِيهِمْ وَأَلسِنَتِهمْ، وَهُمْأَعْظَمُ النَّاسِ حَيْطَةً مِنْ وَرَائِهِ، وَأَلَمُّهُمْ لشَعَثِهِ، وَأَعْطَفُهُمْ عَلَيْهِعِنْدَ نَازِلَةٍ إنْ نَزَلَتْ بِهِ، وَلِسَانُ الصِّدْقِ يَجْعَلُهُ اللهُ لِلْمَرْءِ في النَّاسِ خَيْرٌ لَهُ مِنَ المَالِ يُورِثُهُغيرَهُ.. أَلاَ لاَ يَعْدِلَنَّ أَحَدُكُمْ عَنِ القَرَابِةِ يَرَى بِهَا الخَصَاصَةَ، أنْ يَسُدَّهَا بِالَّذِيلا يَزِيدُهُ إِنْ أَمْسَكَهُ، وَلاَ يَنْقُصُهُ إِنْ أَهْلَكَهُ، وَمَنْ يَقْبِضْ يَدَهُ عَنْ عَشِيرَتِهِ، فَإِنَّمَا تُقْبَضُ مِنْهُ عَنْهُمْيَدٌ وَاحِدَةٌ، وَتُقْبَضُ مِنْهُمْ عَنْهُ أَيْدٍ كَثِيرَةٌ؛ وَمَنْ تَلِنْحَاشِيَتُهُ، يَسْتَدِمْ مِنْ قَوْمِهِ المَوَدَّةَ".

يوصينا الأمير(ع) بالبذل والعطاء للفقراء المحتاجين، وبخاصّة منهم من كان قريباً بالرّحِم والنّسب، ويرغِّب الأمير(ع) الأغنياء بالبذل كالترغيب في الذّكر الجميل، الذي يدوم بخيره بين الناس، وهو أبقى لصاحبه من مالٍ أو متاع يرثه غيره، ولا يبقى له.

في البداية، يشير الإمام(ع) إلى أهميّة الصدقة للمحتاج والفقير، وخصوصاً من كان قريباً في النّسب والرّحم في تمتين العلاقات الإنسانيّة والاجتماعيّة، والشّعور بالآخر، وتكريس روح التّكافل والتّضامن التي حثّ عليها الإسلام.

والأمر الآخر الّذي يوصينا به الإمام(ع)، أن يحافظ المرء على علاقته بعشيرته وعائلته، حيث بالوحدة تتحقّق القوّة، إذ المرء بحاجة إلى مساعدة أهله وعشيرته ماديّاً ومعنويّاً، وهم أحرص الناس عليه وحفظاً لواقعه، ومن الخطأ أن يتخلّى المرء عن مودة عشيرته ونصرتهم له، لأنه وحده هو الخاسر لدعمهم.

ويعلّمنا أمير المؤمنين(ع) أنّ الّذي يبقى ويدوم بين النّاس هو الذّكر الجميل، وهو خير من المال الذي يجمعه الإنسان ثم يرثه غيره، ولا يستفيد منه.. من هنا دعوة الأمير(ع) لنا، أن نكون من أصحاب الفكر الجميل الذي يتودّدون إلى الناس بالكلام الطيّب، والمشاعر الطيّبة، والأفعال الحسنة التي تقرِّب المسافات فيما بيننا.

ولقد حضَّنا الأمير(ع) على التمسّك بأواصر القرابة، والإفادة منها، وعدم التّفريط بها، لأنّ ذلك مدعاة للخسران والضّعف والعزلة، فيد الله مع الجماعة.

ومن كان جانبه ليِّناً في أخلاقه وسلوكياته، فإنّه يجذب إليه القلوب المحبّة، ويعامله من حوله بكلّ مودّة واحترام وتقدير، ويُقبل إليه النّاس جميعاً، ويحيطونه باهتمامهم وتقديرهم، فيما الإنسان صاحب القلب القاسي والطّباع السيّئة، وصاحب الغلظة في القول والفعل، ينصرف عنه الناس وينبذونه ويجتنبونه، ولا يقتربون منه، فهو ثقيلٌ عليهم بما هو عليه من ذميم الأخلاق.

دعوة عليّ(ع) لنا مفتوحة كي نعمل على تحسين علاقاتنا بعائلاتنا والنّاس من حولنا، فنكون يداً واحدة قويّة تساند الحقّ وتواجه الباطل والفساد، ولنكن من المحسنين على فقرائنا وعلى كلّ من يحتاج مساعدةً من خلال تكريس روح العطاء في مجتمعنا، ولنكن كما أراد عليّ(ع) ودعا إليه، من أصحاب القلوب الليّنة، والطّباع الحميدة، ومن أهل الذّكر الجميل الّذين يسعون بين النّاس بكلّ خير وفضيلة، ويكسبون ودّهم واحترامهم وتقديرهم، فالخلُق الحسن يقوّي المجتمع، ويمنع عنه الكثير من التعقيدات والمشاكل، ويحميه من كلّ أذى، ويرتفع به إلى الأعلى. فهل نحن كما أراد عليّ(ع)، من أهل الإنفاق والصَّدقة والذّكر الجميل؟!.

إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبِّر بالضَّرورة عن رأي الموقع، وإنّما عن وجهة نظر صاحبها.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية