الدَّعوة إلى الله وإعلان الانتماء إلى الإسلام

الدَّعوة إلى الله وإعلان الانتماء إلى الإسلام

إنَّ إعلان المرء عن انتمائه إلى الله تعالى ورسالة الإسلام الشَّريفة، من الأمور الأساسيَّة التي تعبِّر عن أصالته وحضوره، وخصوصاً إذا عرف كيف يستثمر قدراته الإعلاميَّة والكلاميَّة وطاقاته العمليّة في تحقيق هذا الانتماء وتأكيده في أوضاعه في الحياة.

فالدعوة إلى الله تعالى كانت دأب الرّسل والأنبياء، ولقد صبروا وضحّوا من أجلها الكثير، ولا يزال العلماء الربّانيون يعملون جاهدين من أجل ترسيخ مبادئ الدّعوة إلى الله، بالكلم الطيّب المؤثّر، والعمل الصّالح المتجذِّر في الأرض.

يقول الله تعالى في محكم آياته {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} [فصّلت: 33].

وفي تفسير هذه الآية المباركة، يقول المرجع السيِّد محمد حسين فضل الله(رض): "{وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللهِ}، من موقع إيمانه الَّذي عاش عمق العقيدة في عقله ووجدانه، وتحرَّك في حياته من موقع المسؤوليَّة في خطِّ الدَّعوة، عاملاً على فتح عقول النَّاس وقلوبهم على الله ليعرفوه ويؤمنوا به.. {وَعَمِلَ صَالِحًا} باعتبار أنَّ العمل الصَّالح هو التجسيد الواقعيّ للإيمان الّذي لا يريد الله له أن يكون مجرّد حالةٍ عقليّة في الفكر، أو شعوريّة في الإحساس، بل يريده أن يكون موقفاً في العمل، وحركةً في الذّات..

{وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} لله في كلِّ أموري في الحياة.. وربما نستوحي من قوله تعالى، أنَّ الله يريد للإنسان المؤمن إعلان انتمائه إلى الإسلام كلاميّاً، تماماً كما يريد له تأكيد ذلك الانتماء عمليّاً، لأنَّ للإعلان الكلاميّ دوراً تربويّاً في ترسيخ الانتماء في العقل والوجدان، وفي تأصيل الشّخصيّة الإسلاميّة، عندما تعطي نفسها عنواناً واضحاً لا لبس فيه ولا غموض..". [تفسير من وحي القرآن، ج:20، ص:117-118].

وفي تفسير الآية، يقول العلامة الشّيخ محمد جواد مغنيّة(رض): "{وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ}: وإذا قرأنا هذه الآية منضمّةً إلى قوله تعالى: {إنَّ الَّذينَ قَالُوا رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا}، تبيّن لنا أنَّ الإيمان على ثلاث شعب:

الأولى: إعلان الإيمان بالله ولو كره الجاحدون. الثّانية: العمل بشريعة الله بإخلاص. الثّالثة: الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر، أمّا قوله: إنّني من المسلمين، فمعناه أنا على علم اليقين أني من المهتدين، وأنَّ ديني هو الدّين القويم". [الشيخ مغنيّة، التفسير المبين].

يضاف إلى ما تقدَّم، ما ذكره ابن كثير في تفسيره: "يقول تعالى: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللهِ}، أي دعا عباد الله إليه، {وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} أي: وهو في نفسه مهتد بما يقوله، فنفْعُهُ لنفسه ولغيره لازم ومتعد، وليس هو من الذين يأمرون بالمعروف ولا يأتونه، وينهون عن المنكر ويأتونه، بل يأتمر بالخير ويترك الشّرّ، ويدعو الخلق إلى الخالق تبارك وتعالى. وهذه عامَّة في كلِّ مَن دعا إلى خير وهو في نفسه مهتد، ورسول الله(ص) أولى الناس بذلك، كما قال محمد بن سيرين، والسدي، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم.. وقيل: المراد بها المؤذنون الصلحاء، كماثبت في صحيح مسلم: "المؤذنون أطول الناس أعناقاً يوم القيامة" وفي السنن مرفوعاً: "الإمام ضامن، والمؤذن مؤتمن، فأرشد الله الأئمة وغفر للمؤذنين"[تفسير ابن كثير، ج4، ص: 108].

ونسأل أنفسنا اليوم: هل نحن ممّن يلتزمون حقيقة الدّعوة إلى الله بالإعلان الكلاميّ والقوليّ الهادف والواعي المواجه لخطاب الفتنة؟ وهل نحن من الدّاعين إلى الله بالعمل الصّالح والمخلص في تقريب المسافات وإبراز روح الإيمان في العطاء والتّسامح والتّعاون على البرّ والتّقوى؟!

إنَّ الدَّعوة إلى الله والانتماء إلى الإسلام والتّسليم للباري في كلّ الشّؤون، مسؤوليّة كبيرة، تحتّم علينا مراجعة أوضاعنا وعلاقاتنا، وإعادة تصويب مسارنا ومسيرتنا..

إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبّر بالضّرورة عن رأي الموقع، وإنّما عن وجهة نظر صاحبها.

إنَّ إعلان المرء عن انتمائه إلى الله تعالى ورسالة الإسلام الشَّريفة، من الأمور الأساسيَّة التي تعبِّر عن أصالته وحضوره، وخصوصاً إذا عرف كيف يستثمر قدراته الإعلاميَّة والكلاميَّة وطاقاته العمليّة في تحقيق هذا الانتماء وتأكيده في أوضاعه في الحياة.

فالدعوة إلى الله تعالى كانت دأب الرّسل والأنبياء، ولقد صبروا وضحّوا من أجلها الكثير، ولا يزال العلماء الربّانيون يعملون جاهدين من أجل ترسيخ مبادئ الدّعوة إلى الله، بالكلم الطيّب المؤثّر، والعمل الصّالح المتجذِّر في الأرض.

يقول الله تعالى في محكم آياته {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} [فصّلت: 33].

وفي تفسير هذه الآية المباركة، يقول المرجع السيِّد محمد حسين فضل الله(رض): "{وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللهِ}، من موقع إيمانه الَّذي عاش عمق العقيدة في عقله ووجدانه، وتحرَّك في حياته من موقع المسؤوليَّة في خطِّ الدَّعوة، عاملاً على فتح عقول النَّاس وقلوبهم على الله ليعرفوه ويؤمنوا به.. {وَعَمِلَ صَالِحًا} باعتبار أنَّ العمل الصَّالح هو التجسيد الواقعيّ للإيمان الّذي لا يريد الله له أن يكون مجرّد حالةٍ عقليّة في الفكر، أو شعوريّة في الإحساس، بل يريده أن يكون موقفاً في العمل، وحركةً في الذّات..

{وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} لله في كلِّ أموري في الحياة.. وربما نستوحي من قوله تعالى، أنَّ الله يريد للإنسان المؤمن إعلان انتمائه إلى الإسلام كلاميّاً، تماماً كما يريد له تأكيد ذلك الانتماء عمليّاً، لأنَّ للإعلان الكلاميّ دوراً تربويّاً في ترسيخ الانتماء في العقل والوجدان، وفي تأصيل الشّخصيّة الإسلاميّة، عندما تعطي نفسها عنواناً واضحاً لا لبس فيه ولا غموض..". [تفسير من وحي القرآن، ج:20، ص:117-118].

وفي تفسير الآية، يقول العلامة الشّيخ محمد جواد مغنيّة(رض): "{وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ}: وإذا قرأنا هذه الآية منضمّةً إلى قوله تعالى: {إنَّ الَّذينَ قَالُوا رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا}، تبيّن لنا أنَّ الإيمان على ثلاث شعب:

الأولى: إعلان الإيمان بالله ولو كره الجاحدون. الثّانية: العمل بشريعة الله بإخلاص. الثّالثة: الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر، أمّا قوله: إنّني من المسلمين، فمعناه أنا على علم اليقين أني من المهتدين، وأنَّ ديني هو الدّين القويم". [الشيخ مغنيّة، التفسير المبين].

يضاف إلى ما تقدَّم، ما ذكره ابن كثير في تفسيره: "يقول تعالى: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللهِ}، أي دعا عباد الله إليه، {وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} أي: وهو في نفسه مهتد بما يقوله، فنفْعُهُ لنفسه ولغيره لازم ومتعد، وليس هو من الذين يأمرون بالمعروف ولا يأتونه، وينهون عن المنكر ويأتونه، بل يأتمر بالخير ويترك الشّرّ، ويدعو الخلق إلى الخالق تبارك وتعالى. وهذه عامَّة في كلِّ مَن دعا إلى خير وهو في نفسه مهتد، ورسول الله(ص) أولى الناس بذلك، كما قال محمد بن سيرين، والسدي، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم.. وقيل: المراد بها المؤذنون الصلحاء، كماثبت في صحيح مسلم: "المؤذنون أطول الناس أعناقاً يوم القيامة" وفي السنن مرفوعاً: "الإمام ضامن، والمؤذن مؤتمن، فأرشد الله الأئمة وغفر للمؤذنين"[تفسير ابن كثير، ج4، ص: 108].

ونسأل أنفسنا اليوم: هل نحن ممّن يلتزمون حقيقة الدّعوة إلى الله بالإعلان الكلاميّ والقوليّ الهادف والواعي المواجه لخطاب الفتنة؟ وهل نحن من الدّاعين إلى الله بالعمل الصّالح والمخلص في تقريب المسافات وإبراز روح الإيمان في العطاء والتّسامح والتّعاون على البرّ والتّقوى؟!

إنَّ الدَّعوة إلى الله والانتماء إلى الإسلام والتّسليم للباري في كلّ الشّؤون، مسؤوليّة كبيرة، تحتّم علينا مراجعة أوضاعنا وعلاقاتنا، وإعادة تصويب مسارنا ومسيرتنا..

إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبّر بالضّرورة عن رأي الموقع، وإنّما عن وجهة نظر صاحبها.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية