إنّ المؤمن الصّائم هو من يؤكّد قوّة إرادته وثباته على الحقّ، وحسن تمثله لحريته وهويته الإنسانية، في أن يكون الإنسان الصائم عن كل ما يجعله مستعبداً للنزوات والشهوات والأنانيات التي تفقده إرادته، وتجعله عبداً لا قرار له، بل تابعاً لهواه المنحرف.
أشار العلامة المرجع السيّد محمد حسين فضل الله (رض) إلى البعد الرسالي للصوم، بأنه في أساس تشريعه، تدريب وتهذيب لنفس الإنسان وإرادته بالذّات، بما يؤهله ليتخذ القرار ويملك زمام نفسه أمام كلّ ما يمكن أن يواجهه أو يفرض عليه، وبما يؤكّد أصالة هويته الإنسانيّة، بمعنى امتلاكه للحرية التامة في كلّ ساحات الحياة وميادين التحدّي والمواجهة.
قال سماحته:
"إنّ الصَّوم يهدف إلى تأصيل إرادة الإنسان لتأكيد إنسانيّته، بحيث يملك الإنسان أمام أيِّ حدث في ما يقبله أو لا يقبله، أن يقول نعم أو لا، وأن لا يكون الإنسان ظلاً أو صدى، بل أن يكون هو ذاته، فينـزل إلى أعماق نفسه ليرى ماذا يريد ليؤكِّد إرادته، وليرى ما يؤمن به ليعمِّق هذا الإيمان، ولينـزل إلى أعماق ذاته ليرى ما الذي يفكّر فيه، ليصرخ بما ينكر، وليقول للّذين يصنعون المأساة: كفى، إنَّ عليكم أن تبتعدوا عن فرحنا وعن إيماننا وعن كل أصالتنا في الفكر والمحبة والحياة.
لذلك، من يصم ولا يملك الإرادة القويّة الفاعلة فهو ليس بصائم، بل إنّه مجرّد إنسان يترك طعامه وشرابه، وقد ورد عندنا في بعض الآثار الدينيّة: «رُبَّ صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش». فالصّوم هو حركة فاعلة في عقل الإنسان وقلبه، وبالتّالي في حياته". [من حوار مع إذاعة صوت لبنان العام 2004].
لا يريدنا الله تعالى أن نكون الصّدى والظلّ لمن يحرّكوننا ويسيطرون على إرادتنا وحركتنا في الحياة، فذلك ما يخالف إرادة الله التي تحثّنا على أن نملك إرادتنا أمام كلّ شيء مهما كان، ونتخذ التصرّف المناسب والحكيم الذي يحفظ كرامتنا وحريتنا وإنسانيّتنا، ويحمي إيماننا الواعي من كلّ ما يؤذيه أو يحدّه.
من هنا، فلنحذر من السقوط النفسي والاستسلام للنزوات المنحرفة، ولنعمل على أن نجعل زمن الصّوم فرصة لإعادة بناء إرادتنا الصّلبة، وتأكيد حريتنا وإنسانيّتنا في كلّ المواقف والسلوكيّات.
إنّ المؤمن الصّائم هو من يؤكّد قوّة إرادته وثباته على الحقّ، وحسن تمثله لحريته وهويته الإنسانية، في أن يكون الإنسان الصائم عن كل ما يجعله مستعبداً للنزوات والشهوات والأنانيات التي تفقده إرادته، وتجعله عبداً لا قرار له، بل تابعاً لهواه المنحرف.
أشار العلامة المرجع السيّد محمد حسين فضل الله (رض) إلى البعد الرسالي للصوم، بأنه في أساس تشريعه، تدريب وتهذيب لنفس الإنسان وإرادته بالذّات، بما يؤهله ليتخذ القرار ويملك زمام نفسه أمام كلّ ما يمكن أن يواجهه أو يفرض عليه، وبما يؤكّد أصالة هويته الإنسانيّة، بمعنى امتلاكه للحرية التامة في كلّ ساحات الحياة وميادين التحدّي والمواجهة.
قال سماحته:
"إنّ الصَّوم يهدف إلى تأصيل إرادة الإنسان لتأكيد إنسانيّته، بحيث يملك الإنسان أمام أيِّ حدث في ما يقبله أو لا يقبله، أن يقول نعم أو لا، وأن لا يكون الإنسان ظلاً أو صدى، بل أن يكون هو ذاته، فينـزل إلى أعماق نفسه ليرى ماذا يريد ليؤكِّد إرادته، وليرى ما يؤمن به ليعمِّق هذا الإيمان، ولينـزل إلى أعماق ذاته ليرى ما الذي يفكّر فيه، ليصرخ بما ينكر، وليقول للّذين يصنعون المأساة: كفى، إنَّ عليكم أن تبتعدوا عن فرحنا وعن إيماننا وعن كل أصالتنا في الفكر والمحبة والحياة.
لذلك، من يصم ولا يملك الإرادة القويّة الفاعلة فهو ليس بصائم، بل إنّه مجرّد إنسان يترك طعامه وشرابه، وقد ورد عندنا في بعض الآثار الدينيّة: «رُبَّ صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش». فالصّوم هو حركة فاعلة في عقل الإنسان وقلبه، وبالتّالي في حياته". [من حوار مع إذاعة صوت لبنان العام 2004].
لا يريدنا الله تعالى أن نكون الصّدى والظلّ لمن يحرّكوننا ويسيطرون على إرادتنا وحركتنا في الحياة، فذلك ما يخالف إرادة الله التي تحثّنا على أن نملك إرادتنا أمام كلّ شيء مهما كان، ونتخذ التصرّف المناسب والحكيم الذي يحفظ كرامتنا وحريتنا وإنسانيّتنا، ويحمي إيماننا الواعي من كلّ ما يؤذيه أو يحدّه.
من هنا، فلنحذر من السقوط النفسي والاستسلام للنزوات المنحرفة، ولنعمل على أن نجعل زمن الصّوم فرصة لإعادة بناء إرادتنا الصّلبة، وتأكيد حريتنا وإنسانيّتنا في كلّ المواقف والسلوكيّات.