الغيرة تكاد تكون طبعاً في كلّ مخلوق، وهي إمّا تنحو منحى الإيجابيّة أو السلبيّة، فالسلبية هي عندما تتطوّر هذه الغيرة لتصبح حسداً مؤذياً وحقداً، فيعمد صاحبها إلى أذيّة الغير فعليّاً، بتدبير المكائد الماديّة والمعنويّة لهم، وتتحوّل بالتّالي إلى سلوكٍ مرضيّ مدمّر للشّخص والجماعة.
أمّا الغيرة الإيجابيّة، فهي الّتي يحرّكها صاحبها في الاتجاه الصّحيح، عندما يوجّه هذه الغيرة كطاقة دافعة ومنتجة إلى الأمام، فيحسِّن أداءه في العمل، ويحسّن من سلوكه، ويتطوّر في أوضاعه الروحيّة والأخلاقيّة، فهو الّذي يغار على حرمات الله تعالى، فيمنع من التعدّي عليها، فيقف موقف الحقّ ولا يظلم النّاس..
ويغار على حقوقهم، فيدفع عنها الإساءة، ويغار على الأعراض، فلا ينتهكها، ويحافظ عليها من كلّ سوء لفظيّ أو عمليّ، ويغار على الحقّ وكلمته، فيبثّ كلّ كلام جميل وطيّب، ويمقت كلّ كلام مسيء، ويرفض الغيبة، ويغار على دين الله تعالى، فيعمد إلى أداء حقّه، فيمارس فعل العبادات، ويطبّق تعاليم الله عن فهم ووعي، ويجعل نفسه على الدّوام في موقع المنافس لنيل مرضاة الله تعالى {وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ}[المطفّفين: 26]..
واليوم، فإنّ المطلوب إعادة إحياء الغيرة الإيجابيّة في نفوس المؤمنين، هذه الغيرة الّتي بتنا نفتقدها في واقعنا، وأصبحت شيئاً غريباً ومستهجناً، وهو ما يدلّ على تراجع كبير على المستوى الأخلاقيّ والرّوحيّ، فلا يمكن أن يحقِّق الصَّوم أثره بانعدام هذه الصّفة الأصيلة والمستحبّة في نفوس المؤمنين والمخلصين، الّذين يحرصون أشدّ الحرص على سلامة أمنهم الفرديّ والجماعيّ، بأن تبقى جذوة الغيرة مشتعلةً في قلوبهم وعقولهم، ويحوّلوها إلى قوّة خلق وإبداع ونشاط وإنتاج دائم يراعي الحرمات ولا يتجاوز حدود الله في كلّ ذلك..
فهلاّ نستفيد من زمن الصّوم وغيره في تنشيط الغيرة الإيجابيّة وإحيائها في كلّ ساحاتنا في الحياة، صوناً لها من السّقوط؟!.. إنّ مجتمع الصّائمين هو المجتمع القائم على الغيرة الّتي تنتج جيلاً رساليّاً يتنافس في سبيل إحياء سنن الله تعالى، والوقوف في وجه كلّ من يسيء إلى الإنسان والواقع. فهلاّ نعيش الغيرة شعوراً وسلوكاً، أم أنّها أضحت شيئاً مجرّداً نتغنّى به في مجتمع محاصر بالأزمات من كلّ جهة؟!...
إن الآراء الواردة في هذا المقال لا تعبِّر بالضرورة عن رأي الموقع ، وإنما عن رأي صاحبه .

الغيرة تكاد تكون طبعاً في كلّ مخلوق، وهي إمّا تنحو منحى الإيجابيّة أو السلبيّة، فالسلبية هي عندما تتطوّر هذه الغيرة لتصبح حسداً مؤذياً وحقداً، فيعمد صاحبها إلى أذيّة الغير فعليّاً، بتدبير المكائد الماديّة والمعنويّة لهم، وتتحوّل بالتّالي إلى سلوكٍ مرضيّ مدمّر للشّخص والجماعة.
أمّا الغيرة الإيجابيّة، فهي الّتي يحرّكها صاحبها في الاتجاه الصّحيح، عندما يوجّه هذه الغيرة كطاقة دافعة ومنتجة إلى الأمام، فيحسِّن أداءه في العمل، ويحسّن من سلوكه، ويتطوّر في أوضاعه الروحيّة والأخلاقيّة، فهو الّذي يغار على حرمات الله تعالى، فيمنع من التعدّي عليها، فيقف موقف الحقّ ولا يظلم النّاس..
ويغار على حقوقهم، فيدفع عنها الإساءة، ويغار على الأعراض، فلا ينتهكها، ويحافظ عليها من كلّ سوء لفظيّ أو عمليّ، ويغار على الحقّ وكلمته، فيبثّ كلّ كلام جميل وطيّب، ويمقت كلّ كلام مسيء، ويرفض الغيبة، ويغار على دين الله تعالى، فيعمد إلى أداء حقّه، فيمارس فعل العبادات، ويطبّق تعاليم الله عن فهم ووعي، ويجعل نفسه على الدّوام في موقع المنافس لنيل مرضاة الله تعالى {وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ}[المطفّفين: 26]..
واليوم، فإنّ المطلوب إعادة إحياء الغيرة الإيجابيّة في نفوس المؤمنين، هذه الغيرة الّتي بتنا نفتقدها في واقعنا، وأصبحت شيئاً غريباً ومستهجناً، وهو ما يدلّ على تراجع كبير على المستوى الأخلاقيّ والرّوحيّ، فلا يمكن أن يحقِّق الصَّوم أثره بانعدام هذه الصّفة الأصيلة والمستحبّة في نفوس المؤمنين والمخلصين، الّذين يحرصون أشدّ الحرص على سلامة أمنهم الفرديّ والجماعيّ، بأن تبقى جذوة الغيرة مشتعلةً في قلوبهم وعقولهم، ويحوّلوها إلى قوّة خلق وإبداع ونشاط وإنتاج دائم يراعي الحرمات ولا يتجاوز حدود الله في كلّ ذلك..
فهلاّ نستفيد من زمن الصّوم وغيره في تنشيط الغيرة الإيجابيّة وإحيائها في كلّ ساحاتنا في الحياة، صوناً لها من السّقوط؟!.. إنّ مجتمع الصّائمين هو المجتمع القائم على الغيرة الّتي تنتج جيلاً رساليّاً يتنافس في سبيل إحياء سنن الله تعالى، والوقوف في وجه كلّ من يسيء إلى الإنسان والواقع. فهلاّ نعيش الغيرة شعوراً وسلوكاً، أم أنّها أضحت شيئاً مجرّداً نتغنّى به في مجتمع محاصر بالأزمات من كلّ جهة؟!...
إن الآراء الواردة في هذا المقال لا تعبِّر بالضرورة عن رأي الموقع ، وإنما عن رأي صاحبه .