ثقافة التويتر والوعي المطلوب

ثقافة التويتر والوعي المطلوب

بيّنت دراسة أكاديميّة مدى النشاط العربي على وسيلة التواصل الاجتماعيّ "تويتر"، وقدّرت عدد التغريدات الّتي أنتجها العرب بحلول شهر آذار العام 2012، بحوالى 173 مليون تغريدة. ولكنَّ السّؤال الّذي ننطلق منه لعرض المسألة بوجه عام، هو مدى مساهمة الشباب والمغرّدين بتوجيه الرّأي وصناعة الوعي، وإيجاد مناخات معيّنة تفرض نفسها على العلاقات الإنسانيّة، لجهة بثّ روح العدالة والمساواة أو عكس ذلك.

وعلى الرّغم من زيادة نسبة المغرّدين، فإنّ إيجابيَّة ذلك لا تنعكس فعلاً لجهة ما ينشر أو يتمّ تسجيله على "تويتر"، فقد أظهرت الدّراسة ذاتها، ضآلة أرقام المستخدمين لـ"تويتر" لغرض الدّراسة والثقافة والبحث العلمي والجهد المعرفي، وانحصار الاستخدام بأمور متعلّقة بكسب الصّداقات وتفعيلها ونشر العلاقات العاطفيّة، والسّعي إلى التزوّد بمعلومة مختصرة وسريعة، وهذا كلّه مؤشّر خطير يبرز ظاهرة غير صحيّة، ويدلّ على بروز ثقافة سطحيّة وجيل سطحيّ لا يرتبط بعمق بأصالة هويّته وتراثه وثقافته ودوره.

فمن المفترض أن يكون هناك وعي كبير بأهميّة الانفتاح على الموادّ والمواضيع الثقافيّة الأصيلة ومفرداتها وعناوينها الّتي تجمع وتوحّد وتقرّب، وتنشر الفضيلة والتّسامح والمعرفة الكافية الّتي تصنع جيلاً منفتحاً متسامحاً مفكّراً ناشطاً ومعطاءً، فلا يتحرك في خطّ الغرائز والعصبيّات، أو يعمل على تعميمها ونشرها وتفعيلها، فيعطّل عقله وشعوره، ويهمّش بالتّالي دوره الإنساني في خلق مساحات من المشتركات والتّلاقي، تخفّف من وطأة ما يثار على مواقع التواصل، التي أضحت مساحة سهلة لنقل كلّ ما هو هامشيّ وسطحيّ، ويؤدّي إلى تشنيج الأوضاع العامّة وتعقيدها، فيما هناك في المقابل، أشياء مقبولة ومشجّعة تعرض لا بدّ من العمل على إغنائها.

إنَّ الواقع يحتّم على الجميع الإفادة من كلّ الوسائل المتاحة، وتوظيفها للصالح العامّ والمنفعة العامّة الّتي أصبحت مغيّبة، فهذه الوسائل مرآة تعكس شخصيّاتنا، وتعكس حجم ما نحمل من فكر وشعور.

فلنسع إلى تشجيع كلّ الطاقات والأفكار التي تخدم الإنسان والحياة، ولننفتح على كلّ الناس، ونتحرّك بكلّ وعي ومسوؤليّة، فقضايا المجتمع وما يحدث فيه، تحتّم على الجميع، وخصوصاً الشّباب، التثقّف والتعاطي معها بوعي وعمق وشموليّة، بعيداً عن الحساسيات والحسابات الخاصّة والضيّقة، فالرّصيد الحقيقيّ الّذي يبقى، والّذي يجب العمل في سبيله، هو رصيد الإنسان والمجتمع، وحفظهما، والمساهمة في زيادة منسوب مناعتهما تجاه كلّ ما يسيء ويضرّ.

*إنّ الآراء الواردة في هذا المقال لا تعبِّر بالضّرورة عن رأي الموقع، وإنّما عن وجهة نظر صاحبها.


بيّنت دراسة أكاديميّة مدى النشاط العربي على وسيلة التواصل الاجتماعيّ "تويتر"، وقدّرت عدد التغريدات الّتي أنتجها العرب بحلول شهر آذار العام 2012، بحوالى 173 مليون تغريدة. ولكنَّ السّؤال الّذي ننطلق منه لعرض المسألة بوجه عام، هو مدى مساهمة الشباب والمغرّدين بتوجيه الرّأي وصناعة الوعي، وإيجاد مناخات معيّنة تفرض نفسها على العلاقات الإنسانيّة، لجهة بثّ روح العدالة والمساواة أو عكس ذلك.

وعلى الرّغم من زيادة نسبة المغرّدين، فإنّ إيجابيَّة ذلك لا تنعكس فعلاً لجهة ما ينشر أو يتمّ تسجيله على "تويتر"، فقد أظهرت الدّراسة ذاتها، ضآلة أرقام المستخدمين لـ"تويتر" لغرض الدّراسة والثقافة والبحث العلمي والجهد المعرفي، وانحصار الاستخدام بأمور متعلّقة بكسب الصّداقات وتفعيلها ونشر العلاقات العاطفيّة، والسّعي إلى التزوّد بمعلومة مختصرة وسريعة، وهذا كلّه مؤشّر خطير يبرز ظاهرة غير صحيّة، ويدلّ على بروز ثقافة سطحيّة وجيل سطحيّ لا يرتبط بعمق بأصالة هويّته وتراثه وثقافته ودوره.

فمن المفترض أن يكون هناك وعي كبير بأهميّة الانفتاح على الموادّ والمواضيع الثقافيّة الأصيلة ومفرداتها وعناوينها الّتي تجمع وتوحّد وتقرّب، وتنشر الفضيلة والتّسامح والمعرفة الكافية الّتي تصنع جيلاً منفتحاً متسامحاً مفكّراً ناشطاً ومعطاءً، فلا يتحرك في خطّ الغرائز والعصبيّات، أو يعمل على تعميمها ونشرها وتفعيلها، فيعطّل عقله وشعوره، ويهمّش بالتّالي دوره الإنساني في خلق مساحات من المشتركات والتّلاقي، تخفّف من وطأة ما يثار على مواقع التواصل، التي أضحت مساحة سهلة لنقل كلّ ما هو هامشيّ وسطحيّ، ويؤدّي إلى تشنيج الأوضاع العامّة وتعقيدها، فيما هناك في المقابل، أشياء مقبولة ومشجّعة تعرض لا بدّ من العمل على إغنائها.

إنَّ الواقع يحتّم على الجميع الإفادة من كلّ الوسائل المتاحة، وتوظيفها للصالح العامّ والمنفعة العامّة الّتي أصبحت مغيّبة، فهذه الوسائل مرآة تعكس شخصيّاتنا، وتعكس حجم ما نحمل من فكر وشعور.

فلنسع إلى تشجيع كلّ الطاقات والأفكار التي تخدم الإنسان والحياة، ولننفتح على كلّ الناس، ونتحرّك بكلّ وعي ومسوؤليّة، فقضايا المجتمع وما يحدث فيه، تحتّم على الجميع، وخصوصاً الشّباب، التثقّف والتعاطي معها بوعي وعمق وشموليّة، بعيداً عن الحساسيات والحسابات الخاصّة والضيّقة، فالرّصيد الحقيقيّ الّذي يبقى، والّذي يجب العمل في سبيله، هو رصيد الإنسان والمجتمع، وحفظهما، والمساهمة في زيادة منسوب مناعتهما تجاه كلّ ما يسيء ويضرّ.

*إنّ الآراء الواردة في هذا المقال لا تعبِّر بالضّرورة عن رأي الموقع، وإنّما عن وجهة نظر صاحبها.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية