كثيرةٌ هي المشاكل الاجتماعيَّة والعائليَّة الَّتي بتنا نسمع بها ونراها ونعيش في مناخاتها؛ مشاكل عائليَّة يساهم فيها العديد من أفراد الأسرة، وتدفع نحو الاحتقان والتوتّر الشَّديد، في ظلّ ضغوطات نفسيَّة واقتصاديَّة واجتماعيَّة مختلفة، فالزّوجة تمارس ضغوطاً على زوجها، وتنطلق في بعض الأحيان من مزاجيّة وفهم خاصّ في التعاطي معه، رغم أنها تسكن معه منذ فترة طويلة، والأخ يبادر إلى استفزاز إخوته، والآباء لا يتفهَّمون أوضاع أولادهم، ويمارسون سلطةً عليهم، كلّ ذلك يولّد جوّاً يفتقر إلى الهدوء والسّكينة، بحيث يجعل المنزل العائليّ قنبلة موقوتة، معرّضة للانفجار في أيّ لحظة، ولا أحد في المنزل يريد أن يتراجع خطوةً في سبيل الانفراج، ويعتبر ذلك انكساراً وتراجعاً منه، ما يبقي المشاكل تدور في دائرة لا نهاية لها من التشنّج، وهذا ما يعرّض العائلة ككيان موحّد للمخاطر، إذ غالباً ما يحصل التفكّك، فأولاد كثر يغادرون منازلهم، وزوجات يتركن بيوتهنّ لأتفه الأسباب، وأزواج لأقلّ تصرّف أو موقف يفتحون المجال لعصبيَّاتهم وانفعالاتهم الجنونيَّة.
وتنطلق لشيء هنا وهناك هذه الذّهنيَّة الضيّقة السّائدة الّتي تتحكَّم ببعض الأسر، والتي لا بدَّ لها من أن تسلك طريقاً آخر، ينقذها من أزماتها، ويجلب لها السّعادة المفقودة؛ سعادة ليست مستحيلة إذا ما غيّبت المشاحنات والعصبيّات والمزاجيّات والأنانيّات، وجرّبت طرق التكيّف، بمعنى أن يتكيَّف الجميع مع عقليّات بعضهم البعض، ويقدّموا لذلك التّنازلات، ولا يكونوا سريعي التأثّر والانفعال، بل أن يعتمدوا الهدوء والحكمة في التّعامل مع كلّ المواقف، حتى لو مرّت الأسرة بضائقة اقتصاديّة أو غيرها.
ولا بدَّ للجميع من العمل على التقريب بين بعضهم البعض، والتَّحاور سعياً وراء الانسجام، فالزّوجة بدل أن تبادل زوجها بالعصبيَّة والانفعال، عليها استيعابه بكلّ ما أمكنها، وأن تعمل على تهدئة أعصابه بدل إثارتها، وأن تتحاور معه بكلّ عقلانيَّة وجديَّة وروح مسؤولة، كما أنَّ الأخوة عليهم أن ينفتحوا على بعضهم البعض، وأن يقدّموا التنازلات، لتجاوز الزلاّت والأخطاء، فلا يبادر أحدهم إلى معالجة الخطأ بالخطأ، فالعصبيّة والتوتّر لا ينتجان إلا المزيد من المشاكل، والتواصل المعقلن وحده ما يخفّف من حدّة الأمور.
إنَّ استمراريَّة الأسرة لا بدَّ لها من أن تسير في الخطّ الطبيعيّ القائم على التكيّف الاجتماعي، بمعنى أن يفهم كلّ طرف ما عند الآخر من عقليّة ومزاج، فيبادر إلى التعاطي معه بكلّ حكمة ورويّة، ولا بدَّ، والحال هذه، من أن نربّي أجيالنا على عقليّة التكيّف، وثقافة الانفتاح والاستيعاب، والعمل على اجتراح الحلول لكلّ المشاكل، بدل المساهمة في إذكاء نيرانها، فإرشاد الأولاد وتنشئتهم كما ينبغي، مسؤوليّة الأهل أوّلاً، والمجتمع المدني ثانياً.
لقد أصبح الأمر ملحّاً على كلّ فرد، بأن يربّي نفسه على ثقافة احتواء الآخر، وسلوك طريق الحكمة والمسؤوليّة في العلاقات الإنسانيّة والأسريّة والاجتماعيّة، وتقديم كلّ دعم نفسيّ وتوجيهيّ فاعل يعزّز من سلامة العلاقات، ويحميها من كلّ ما يسيء إليها، فلا بدَّ من المصارحة والمكاشفة، بأنَّ هناك فعلاً أزمات اجتماعيّة تعصف بالأسرة والعلاقات الإنسانيَّة.
على كلِّ فرد، بحسب موقعه، ألا يكون الشّاهد والمتأثّر بهذه المشاكل، بل المؤثّر والعامل من أجل محاصرتها والتّخفيف من آثارها السلبيّة، ولا يكون ذلك إلا عبر الوعي والتربية والتّنشئة على تقبّل الآخر واحتوائه والانفتاح عليه، سواء كان هذا الآخر زوجةً، أو زوجاً، أو أخاً، أو جاراً، أو صديقاً.
*إنّ الآراء الواردة في هذا المقال لا تعبّر بالضّرورة عن رأي الموقع، وإنّما عن وجهة نظر صاحبها.
كثيرةٌ هي المشاكل الاجتماعيَّة والعائليَّة الَّتي بتنا نسمع بها ونراها ونعيش في مناخاتها؛ مشاكل عائليَّة يساهم فيها العديد من أفراد الأسرة، وتدفع نحو الاحتقان والتوتّر الشَّديد، في ظلّ ضغوطات نفسيَّة واقتصاديَّة واجتماعيَّة مختلفة، فالزّوجة تمارس ضغوطاً على زوجها، وتنطلق في بعض الأحيان من مزاجيّة وفهم خاصّ في التعاطي معه، رغم أنها تسكن معه منذ فترة طويلة، والأخ يبادر إلى استفزاز إخوته، والآباء لا يتفهَّمون أوضاع أولادهم، ويمارسون سلطةً عليهم، كلّ ذلك يولّد جوّاً يفتقر إلى الهدوء والسّكينة، بحيث يجعل المنزل العائليّ قنبلة موقوتة، معرّضة للانفجار في أيّ لحظة، ولا أحد في المنزل يريد أن يتراجع خطوةً في سبيل الانفراج، ويعتبر ذلك انكساراً وتراجعاً منه، ما يبقي المشاكل تدور في دائرة لا نهاية لها من التشنّج، وهذا ما يعرّض العائلة ككيان موحّد للمخاطر، إذ غالباً ما يحصل التفكّك، فأولاد كثر يغادرون منازلهم، وزوجات يتركن بيوتهنّ لأتفه الأسباب، وأزواج لأقلّ تصرّف أو موقف يفتحون المجال لعصبيَّاتهم وانفعالاتهم الجنونيَّة.
وتنطلق لشيء هنا وهناك هذه الذّهنيَّة الضيّقة السّائدة الّتي تتحكَّم ببعض الأسر، والتي لا بدَّ لها من أن تسلك طريقاً آخر، ينقذها من أزماتها، ويجلب لها السّعادة المفقودة؛ سعادة ليست مستحيلة إذا ما غيّبت المشاحنات والعصبيّات والمزاجيّات والأنانيّات، وجرّبت طرق التكيّف، بمعنى أن يتكيَّف الجميع مع عقليّات بعضهم البعض، ويقدّموا لذلك التّنازلات، ولا يكونوا سريعي التأثّر والانفعال، بل أن يعتمدوا الهدوء والحكمة في التّعامل مع كلّ المواقف، حتى لو مرّت الأسرة بضائقة اقتصاديّة أو غيرها.
ولا بدَّ للجميع من العمل على التقريب بين بعضهم البعض، والتَّحاور سعياً وراء الانسجام، فالزّوجة بدل أن تبادل زوجها بالعصبيَّة والانفعال، عليها استيعابه بكلّ ما أمكنها، وأن تعمل على تهدئة أعصابه بدل إثارتها، وأن تتحاور معه بكلّ عقلانيَّة وجديَّة وروح مسؤولة، كما أنَّ الأخوة عليهم أن ينفتحوا على بعضهم البعض، وأن يقدّموا التنازلات، لتجاوز الزلاّت والأخطاء، فلا يبادر أحدهم إلى معالجة الخطأ بالخطأ، فالعصبيّة والتوتّر لا ينتجان إلا المزيد من المشاكل، والتواصل المعقلن وحده ما يخفّف من حدّة الأمور.
إنَّ استمراريَّة الأسرة لا بدَّ لها من أن تسير في الخطّ الطبيعيّ القائم على التكيّف الاجتماعي، بمعنى أن يفهم كلّ طرف ما عند الآخر من عقليّة ومزاج، فيبادر إلى التعاطي معه بكلّ حكمة ورويّة، ولا بدَّ، والحال هذه، من أن نربّي أجيالنا على عقليّة التكيّف، وثقافة الانفتاح والاستيعاب، والعمل على اجتراح الحلول لكلّ المشاكل، بدل المساهمة في إذكاء نيرانها، فإرشاد الأولاد وتنشئتهم كما ينبغي، مسؤوليّة الأهل أوّلاً، والمجتمع المدني ثانياً.
لقد أصبح الأمر ملحّاً على كلّ فرد، بأن يربّي نفسه على ثقافة احتواء الآخر، وسلوك طريق الحكمة والمسؤوليّة في العلاقات الإنسانيّة والأسريّة والاجتماعيّة، وتقديم كلّ دعم نفسيّ وتوجيهيّ فاعل يعزّز من سلامة العلاقات، ويحميها من كلّ ما يسيء إليها، فلا بدَّ من المصارحة والمكاشفة، بأنَّ هناك فعلاً أزمات اجتماعيّة تعصف بالأسرة والعلاقات الإنسانيَّة.
على كلِّ فرد، بحسب موقعه، ألا يكون الشّاهد والمتأثّر بهذه المشاكل، بل المؤثّر والعامل من أجل محاصرتها والتّخفيف من آثارها السلبيّة، ولا يكون ذلك إلا عبر الوعي والتربية والتّنشئة على تقبّل الآخر واحتوائه والانفتاح عليه، سواء كان هذا الآخر زوجةً، أو زوجاً، أو أخاً، أو جاراً، أو صديقاً.
*إنّ الآراء الواردة في هذا المقال لا تعبّر بالضّرورة عن رأي الموقع، وإنّما عن وجهة نظر صاحبها.