قد تجد بعض الأسر وجود الخادمة في المنزل ضروريّاً، وخصوصاً إذا كانت الزّوجة تحتاج إلى من يعينها في أعمال المنزل، وتزداد الحاجة إذا كانت الزّوجة تعمل خارج المنزل، ولا تستطيع القيام بكلّ شؤون بيتها، فيأتي دور الخادمة، للقيام بهذه الأعباء المنزليّة، وتدبير شؤون المنزل وتنظيفه وتنظيمه.
لكنّ هناك أموراً يجب الالتفات إليها في طريقة التّعاطي مع هذه الخادمة، سواء من النّاحية الإنسانيّة أو الشرعيّة.
وقبل ذلك، لا بدّ من الإشارة إلى أنّ هذه الخادمة، بغضّ النظر عن البلد الّذي أتت منه، هدفها العمل وتحصيل لقمة العيش، وهي في هذا البلد غريبة، تركت الأهل والأقارب والأولاد، وهي تتحمّل عذاب الغربة لتعين نفسها وأهلها وأسرتها، فلا بدّ من أن يكون التعاطي معها ضمن الضّوابط الشرعيّة، ولا بدّ أيضاً من مراعاة الأمور التّالية:
أوّلاً: هي إنسانة لديها إحساس بالكرامة الإنسانيّة، لذا لا يجوز تعنيفها وضربها وإهانتها، وإن أخطأت، بل لا بدّ من معاملتها بالحسنى والرويّة، ولا بدّ من الصبر عليها إذا أخطأت، من خلال إرشادها إلى خطأها، وتعليمها ما الذي تريده الزّوجة بالضّبط منها، وما هي الأعمال المطلوبة منها.
ثانياً: لا يصحّ أن يتحوّل عمل الخادمة في المنزل إلى استعباد وعبوديّة مبطّنة، بحيث يطلب منها القيام بكلّ شيء في المنزل، كجلب الجوارب أو الأحذية أو غير ذلك، مما قد لا يدخل في نطاق عملها، لذا من المفروض أن يتمّ الاتّفاق مسبقاً على الأعمال الضّروريّة، من تنظيف المنزل وترتيبه وغسل الأواني والثياب، وهناك أعمال يستطيع أهل المنزل القيام بها ولا يحتاجون إلى الخادمة حتى مع وجودها، وهذا يتطلّب أن لا يكون عملها ليلاً ونهاراً، بل لا بدّ من تحديد ساعات عملها يومياً، وأن يكون لها وقت للاستراحة نهاراً، وأن ينتهي عملها بوقت محدّد ليلاً، بحيث تأخذ قسطها من الرّاحة بعد نهار طويل من التعب والعناء.
ثالثاً: قلنا في الأمر الأوّل إنّ هذه الخادمة لا يجوز شرعاً ضربها وتعنيفها أو إذلالها والتّوهين بكرامتها، تحت أيّ ظرف، وإذا حصل الضّرب وأدّى إلى احمرار البدن وازرقاقه، وقد يؤدّي إلى بعض الكسور، ففي هذه الحالة، إضافةً إلى الإثم الشّرعيّ والذنب، فإنّ هذه الحالات توجب الدية.
وهذه الدّية حدّدها سماحة المرجع السيد فضل الله(قده) بالتّالي:
1 ـ في الحالة الأولى، أعني الاحمرار والازرقاق، فإنّ الدّية هنا هي ثلاثة أرباع اللّيرة الذهبيّة العثمانيّة، بمعنى أن تحسب قيمة اللّيرة الذهبيّة وتدفع للخادمة.
2 ـ وفي الحالة الثانية، أعني حصول بعض الكسور، فإنّ الدّية في هذه الحالة هي خمسون ليرة ذهبيّة عثمانيّة، وأيضاً تُدفع القيمة إلى الخادمة نفسها.
وفي الختام، هناك جانب آخر لا بدّ من ملاحظته، وهو أنّ هذه الخادمة الّتي تعيش في المنزل بشكل دائم مدّة عقد العمل، يجب أن يُدفع عنها زكاة الفطرة يوم عيد الفطر، وكذلك إذا أراد أصحاب المنزل دفع الصّدقات لها فإنّ ذلك جائز...
إن الآراء الواردة في هذا المقال لا تعبِّر بالضرورة عن رأي الموقع ، وإنما عن رأي صاحبه .

قد تجد بعض الأسر وجود الخادمة في المنزل ضروريّاً، وخصوصاً إذا كانت الزّوجة تحتاج إلى من يعينها في أعمال المنزل، وتزداد الحاجة إذا كانت الزّوجة تعمل خارج المنزل، ولا تستطيع القيام بكلّ شؤون بيتها، فيأتي دور الخادمة، للقيام بهذه الأعباء المنزليّة، وتدبير شؤون المنزل وتنظيفه وتنظيمه.
لكنّ هناك أموراً يجب الالتفات إليها في طريقة التّعاطي مع هذه الخادمة، سواء من النّاحية الإنسانيّة أو الشرعيّة.
وقبل ذلك، لا بدّ من الإشارة إلى أنّ هذه الخادمة، بغضّ النظر عن البلد الّذي أتت منه، هدفها العمل وتحصيل لقمة العيش، وهي في هذا البلد غريبة، تركت الأهل والأقارب والأولاد، وهي تتحمّل عذاب الغربة لتعين نفسها وأهلها وأسرتها، فلا بدّ من أن يكون التعاطي معها ضمن الضّوابط الشرعيّة، ولا بدّ أيضاً من مراعاة الأمور التّالية:
أوّلاً: هي إنسانة لديها إحساس بالكرامة الإنسانيّة، لذا لا يجوز تعنيفها وضربها وإهانتها، وإن أخطأت، بل لا بدّ من معاملتها بالحسنى والرويّة، ولا بدّ من الصبر عليها إذا أخطأت، من خلال إرشادها إلى خطأها، وتعليمها ما الذي تريده الزّوجة بالضّبط منها، وما هي الأعمال المطلوبة منها.
ثانياً: لا يصحّ أن يتحوّل عمل الخادمة في المنزل إلى استعباد وعبوديّة مبطّنة، بحيث يطلب منها القيام بكلّ شيء في المنزل، كجلب الجوارب أو الأحذية أو غير ذلك، مما قد لا يدخل في نطاق عملها، لذا من المفروض أن يتمّ الاتّفاق مسبقاً على الأعمال الضّروريّة، من تنظيف المنزل وترتيبه وغسل الأواني والثياب، وهناك أعمال يستطيع أهل المنزل القيام بها ولا يحتاجون إلى الخادمة حتى مع وجودها، وهذا يتطلّب أن لا يكون عملها ليلاً ونهاراً، بل لا بدّ من تحديد ساعات عملها يومياً، وأن يكون لها وقت للاستراحة نهاراً، وأن ينتهي عملها بوقت محدّد ليلاً، بحيث تأخذ قسطها من الرّاحة بعد نهار طويل من التعب والعناء.
ثالثاً: قلنا في الأمر الأوّل إنّ هذه الخادمة لا يجوز شرعاً ضربها وتعنيفها أو إذلالها والتّوهين بكرامتها، تحت أيّ ظرف، وإذا حصل الضّرب وأدّى إلى احمرار البدن وازرقاقه، وقد يؤدّي إلى بعض الكسور، ففي هذه الحالة، إضافةً إلى الإثم الشّرعيّ والذنب، فإنّ هذه الحالات توجب الدية.
وهذه الدّية حدّدها سماحة المرجع السيد فضل الله(قده) بالتّالي:
1 ـ في الحالة الأولى، أعني الاحمرار والازرقاق، فإنّ الدّية هنا هي ثلاثة أرباع اللّيرة الذهبيّة العثمانيّة، بمعنى أن تحسب قيمة اللّيرة الذهبيّة وتدفع للخادمة.
2 ـ وفي الحالة الثانية، أعني حصول بعض الكسور، فإنّ الدّية في هذه الحالة هي خمسون ليرة ذهبيّة عثمانيّة، وأيضاً تُدفع القيمة إلى الخادمة نفسها.
وفي الختام، هناك جانب آخر لا بدّ من ملاحظته، وهو أنّ هذه الخادمة الّتي تعيش في المنزل بشكل دائم مدّة عقد العمل، يجب أن يُدفع عنها زكاة الفطرة يوم عيد الفطر، وكذلك إذا أراد أصحاب المنزل دفع الصّدقات لها فإنّ ذلك جائز...
إن الآراء الواردة في هذا المقال لا تعبِّر بالضرورة عن رأي الموقع ، وإنما عن رأي صاحبه .