"الواسطة"؛ مفردة تزداد نشاطاً في مجتمعاتنا مع مرور الأيّام، لا بل أضحت جزءاً من ممارسات الكثيرين اليوميَّة، والأسوأ في ذلك كلّه، نظر الأفراد إليها من النَّاحية الاجتماعيَّة على أنّها مسألة عاديَّة، ولا بدَّ منها للوصول إلى تأمين بعض حقوقهم، إذ يعتبرون أنفسهم مضطرّين للسَّير بطريق الواسطة عن طريق المتنفّذين من أفراد وجهات في كلّ المجالات، فهي تسهّل عليهم الجهد والوقت، رغم معرفتهم أنَّ الوسيط بات فعلاً بحكم السّمسار، والّذي بيده مفاتيح النّجاح، والوصول إلى الغاية المطلوبة؛ إن من معاملة تربويّة أو صحيّة أو جامعيّة، أو للدّخول في عمل ووظيفة ما. وتتقاطع الواسطة مع الفساد والمحسوبيّة، واستغلال النّفوذ، لتكون النّتيجة على حساب الفئات الّتي لا تعرف الطّريق إلى الواسطة، والّتي تخسر حظوظها في الحصول على وظيفة أو مهنة أو غير ذلك.
والأمر الّذي لا مفرّ منه، هو أنّها أصبحت تجارة رائجة، تدرّ الأموال على أصحابها، كما يحصلون من ورائها على مركز اجتماعيّ مرموق..
وتؤكّد منظّمات أهليّة وحقوقيّة عربيّة ودوليّة، أنّ الواسطة لا تزال ناشطة في المجتمع العربيّ.
والسّؤال: هل يمكن اعتبارها ثقافة متجذّرة في وجدان النّاس، أم هي حقيقةً مجرّد ممارسة وعادة يمكن تغييرها؟!
البعض يرى أنّها وسيلة عاديّة لتسهيل أمور النّاس، ويمكن اعتبارها شيئاً عاديّاً، بغضّ النّظر عن مرتباتها الأخلاقيّة والإنسانيّة، فهي مسألة أضحت من المسلّمات، والبعض الآخر ينظر إليها على أنّها فعل غير أخلاقيّ يستغلّ حاجة النّاس، ويدفع بأمورهم إلى مزيد من التّعقيد والصّعوبة في تحقيقها، ويؤدّي إلى الفساد على مختلف المستويات، ويبدي هؤلاء خشيتهم من أنّ هذه الممارسة السيّئة ـ الواسطة ـ لا سبيل للخروج منها، والتخلّص من آثارها، فهي في رأيهم، تحتاج إلى كثير من الجهود والخطط على المستوى الرّسميّ والتّربويّ والإعلاميّ، لإعادة خلق ذهنيّة ترفض هذه العادة، وتعمل بكلّ ثقة وإخلاص على القضاء عليها مع مرور الوقت.
ومع مرور الزّمن، تبقى الواسطة ذات حظوة كبيرة، تطلّ برأسها هنا وهناك بانتظار من يأتي لقطعه، أو أقلّه للتّخفيف من نفوذ أصحابها، ويبقى من لا يقدرون على بلوغها تائهين بانتظار من ينظر في أمرهم.
إن الآراء الواردة في هذا المقال لا تعبِّر بالضرورة عن رأي الموقع ، وإنما عن رأي صاحبه .

"الواسطة"؛ مفردة تزداد نشاطاً في مجتمعاتنا مع مرور الأيّام، لا بل أضحت جزءاً من ممارسات الكثيرين اليوميَّة، والأسوأ في ذلك كلّه، نظر الأفراد إليها من النَّاحية الاجتماعيَّة على أنّها مسألة عاديَّة، ولا بدَّ منها للوصول إلى تأمين بعض حقوقهم، إذ يعتبرون أنفسهم مضطرّين للسَّير بطريق الواسطة عن طريق المتنفّذين من أفراد وجهات في كلّ المجالات، فهي تسهّل عليهم الجهد والوقت، رغم معرفتهم أنَّ الوسيط بات فعلاً بحكم السّمسار، والّذي بيده مفاتيح النّجاح، والوصول إلى الغاية المطلوبة؛ إن من معاملة تربويّة أو صحيّة أو جامعيّة، أو للدّخول في عمل ووظيفة ما. وتتقاطع الواسطة مع الفساد والمحسوبيّة، واستغلال النّفوذ، لتكون النّتيجة على حساب الفئات الّتي لا تعرف الطّريق إلى الواسطة، والّتي تخسر حظوظها في الحصول على وظيفة أو مهنة أو غير ذلك.
والأمر الّذي لا مفرّ منه، هو أنّها أصبحت تجارة رائجة، تدرّ الأموال على أصحابها، كما يحصلون من ورائها على مركز اجتماعيّ مرموق..
وتؤكّد منظّمات أهليّة وحقوقيّة عربيّة ودوليّة، أنّ الواسطة لا تزال ناشطة في المجتمع العربيّ.
والسّؤال: هل يمكن اعتبارها ثقافة متجذّرة في وجدان النّاس، أم هي حقيقةً مجرّد ممارسة وعادة يمكن تغييرها؟!
البعض يرى أنّها وسيلة عاديّة لتسهيل أمور النّاس، ويمكن اعتبارها شيئاً عاديّاً، بغضّ النّظر عن مرتباتها الأخلاقيّة والإنسانيّة، فهي مسألة أضحت من المسلّمات، والبعض الآخر ينظر إليها على أنّها فعل غير أخلاقيّ يستغلّ حاجة النّاس، ويدفع بأمورهم إلى مزيد من التّعقيد والصّعوبة في تحقيقها، ويؤدّي إلى الفساد على مختلف المستويات، ويبدي هؤلاء خشيتهم من أنّ هذه الممارسة السيّئة ـ الواسطة ـ لا سبيل للخروج منها، والتخلّص من آثارها، فهي في رأيهم، تحتاج إلى كثير من الجهود والخطط على المستوى الرّسميّ والتّربويّ والإعلاميّ، لإعادة خلق ذهنيّة ترفض هذه العادة، وتعمل بكلّ ثقة وإخلاص على القضاء عليها مع مرور الوقت.
ومع مرور الزّمن، تبقى الواسطة ذات حظوة كبيرة، تطلّ برأسها هنا وهناك بانتظار من يأتي لقطعه، أو أقلّه للتّخفيف من نفوذ أصحابها، ويبقى من لا يقدرون على بلوغها تائهين بانتظار من ينظر في أمرهم.
إن الآراء الواردة في هذا المقال لا تعبِّر بالضرورة عن رأي الموقع ، وإنما عن رأي صاحبه .