في مجتمعاتنا، والّتي تسمّى محافظة إلى حدٍّ ما، نعاني غياب وعيٍ عام بضرورة وضع برنامج تثقيفيّ وتربويّ جنسي واضح، يخاطب المراهقين بأسلوبٍ يزيل من أذهانهم الغموض والقلق والضّياع إزاء التصوّرات الخاطئة حول الدّوافع الجنسيّة، والمظاهر الفيزيولوجيّة الّتي تتفتّح لدى المراهقين، وهي ما تفرض عليه تعاملاً جديداً، إن لعلاقته بجسده، أو لطريقة تفكيره، وخصوصاً إن أخذنا بعين الاعتبار أنّ السرّيّة هي ما يغلّف المواضيع الجنسيّة والحديث عنها لدى المراهقين، أو أنّ محاولة الإجابة عن تساؤلاتهم التي تتعلّق بذلك، تبقى في دائرة التّلميح، لا التّصريح والوضوح.
وهذا ما يجعل من السريّة دافعاً قويّاً لدى المراهق، لمعرفة ما تخفيه هذه التّلميحات، وما يعنيه هذا العالم، فمفردة (العيب) تصاحب تصوّره منذ البداية عن الجنس، وبالتّالي، لا يفهم هذا الموضوع في سياقه الطّبيعيّ، وضمن أسلوب تثقيفيّ مناسب يوصل الفكرة بالشّكل العلمي الموضوعي، وليس عبر أسلوب تصويره ـ أي الجنس ـ وكأنّه خرق فاضح للقيم الاجتماعيّة والأخلاقيّة، وهذا ما قد يساهم في خلق تصوّرٍ خاطئ لدى المراهق عن الجنس، وكأنّه فعل آثم، ويدخل تحت خانة الحرام، ما يترك أثراً سلبياً على نفسية المراهق وحياته الجنسيّة لاحقاً.
كلّ ذلك يخلق لدى المراهق أيضاً تصوّراً عن هذا العالم بأنّه مجهول، ولا بدّ من اقتحامه، وليس التّعامل معه كعالم طبيعيّ ومشروع للعلاقة كما أرادها الله تعالى أن تكون. وينمو لدى المراهقين يوماً بعد يوم فكرة أنّ تحقيق الرّجولة أيضاً يتطلّب دخول هذا العالم، وأنّ التعرّف إليه كيفما كان وبلوغه، يعني أنهم صاروا رجالاً ناضجين، ومن لا يدخله منهم لم يصبح رجلاً بعد.
وتلعب البيئة، كما الأسرة والشّارع، دوراً هاماً في تشكيل هذه التصوّرات وتنميتها والمساهمة في ترسيخها، ففساد المراهق وانحرافه اليوم تحت تأثير التصوّرات الخاطئة مسؤوليّة مَن؟ وإلى متى ستبقى هذه التصوّرات مزروعة في خيال هذه الفئة؟
فمسؤوليّة تثقيف الأجيال جنسيّاً باتت مسألة ملحّة ومطلوبة، في ظلّ ما يتعرّض له المراهقون من تحدّيات وضغوطات من كلّ الجهات، وتفرض على الأهل والمؤسّسات التربويّة والتعليميّة والاجتماعيّة والمدنيّة، وضع برنامج واضح لمخاطبة هؤلاء المراهقين بالأسلوب النّاجح الّذي يضع الأمور في إطارها الطّبيعيّ، ويبعدهم بالتالي عن كلّ أجواء الانحراف الّتي باتت تخيِّم على كلّ واقعنا.
وعن كيفيّة تقديم الثقافة الجنسيّة للشّباب، يقول سماحة المرجع السيّد محمد حسين فضل الله(رض): إنّني لا أحصر المسألة في دائرة خاصّة، فقد نحتاج إلى كتب توضح الفكرة، كما أنّنا يجب أن نحدّث النّاس عن الأحكام الشرعيّة في المفردات الجنسيّة، حتّى يستطيع الناس أن يعرفوا تكاليفهم الشرعيّة في هذا المجال.
ويتابع : ولقد بدأت تجربتي في الإجابة عن الأسئلة الموجّهة إليَّ، وتحدّثت بصراحة عن بعض المفردات الجنسيّة الّتي يتحمّلها الواقع الاجتماعيّ, فالثقافة الجنسيّة كأيّ ثقافة أخرى، علينا أن نحرّكها، ولكن بالأساليب العلميّة، سواء بالكتاب أو المنهج المدرسيّ، أو الحوار البيتي أو الحوار العامّ.. إنها شيء يتّصل بالإنسان في جسده وفي ممارسته لغرائزه، فمن الطّبيعيّ أن يعرف كلّ ذلك، وإنّ ما نعيشه من المحرّمات الاجتماعيّة حول هذا الموضوع، إنما هو بفعل التّقاليد والتراكمات التاريخيّة، ولذا، فإنّ مواجهة التّقاليد تعني أن نخترقها بالحكمة، حتّى لا تخلق لنا سلبيّات أكثر مما نريد أن نتفاداه من السلبيّات.
إن الآراء الواردة في هذا المقال لا تعبِّر بالضرورة عن رأي الموقع ، وإنما عن رأي صاحبه .

في مجتمعاتنا، والّتي تسمّى محافظة إلى حدٍّ ما، نعاني غياب وعيٍ عام بضرورة وضع برنامج تثقيفيّ وتربويّ جنسي واضح، يخاطب المراهقين بأسلوبٍ يزيل من أذهانهم الغموض والقلق والضّياع إزاء التصوّرات الخاطئة حول الدّوافع الجنسيّة، والمظاهر الفيزيولوجيّة الّتي تتفتّح لدى المراهقين، وهي ما تفرض عليه تعاملاً جديداً، إن لعلاقته بجسده، أو لطريقة تفكيره، وخصوصاً إن أخذنا بعين الاعتبار أنّ السرّيّة هي ما يغلّف المواضيع الجنسيّة والحديث عنها لدى المراهقين، أو أنّ محاولة الإجابة عن تساؤلاتهم التي تتعلّق بذلك، تبقى في دائرة التّلميح، لا التّصريح والوضوح.
وهذا ما يجعل من السريّة دافعاً قويّاً لدى المراهق، لمعرفة ما تخفيه هذه التّلميحات، وما يعنيه هذا العالم، فمفردة (العيب) تصاحب تصوّره منذ البداية عن الجنس، وبالتّالي، لا يفهم هذا الموضوع في سياقه الطّبيعيّ، وضمن أسلوب تثقيفيّ مناسب يوصل الفكرة بالشّكل العلمي الموضوعي، وليس عبر أسلوب تصويره ـ أي الجنس ـ وكأنّه خرق فاضح للقيم الاجتماعيّة والأخلاقيّة، وهذا ما قد يساهم في خلق تصوّرٍ خاطئ لدى المراهق عن الجنس، وكأنّه فعل آثم، ويدخل تحت خانة الحرام، ما يترك أثراً سلبياً على نفسية المراهق وحياته الجنسيّة لاحقاً.
كلّ ذلك يخلق لدى المراهق أيضاً تصوّراً عن هذا العالم بأنّه مجهول، ولا بدّ من اقتحامه، وليس التّعامل معه كعالم طبيعيّ ومشروع للعلاقة كما أرادها الله تعالى أن تكون. وينمو لدى المراهقين يوماً بعد يوم فكرة أنّ تحقيق الرّجولة أيضاً يتطلّب دخول هذا العالم، وأنّ التعرّف إليه كيفما كان وبلوغه، يعني أنهم صاروا رجالاً ناضجين، ومن لا يدخله منهم لم يصبح رجلاً بعد.
وتلعب البيئة، كما الأسرة والشّارع، دوراً هاماً في تشكيل هذه التصوّرات وتنميتها والمساهمة في ترسيخها، ففساد المراهق وانحرافه اليوم تحت تأثير التصوّرات الخاطئة مسؤوليّة مَن؟ وإلى متى ستبقى هذه التصوّرات مزروعة في خيال هذه الفئة؟
فمسؤوليّة تثقيف الأجيال جنسيّاً باتت مسألة ملحّة ومطلوبة، في ظلّ ما يتعرّض له المراهقون من تحدّيات وضغوطات من كلّ الجهات، وتفرض على الأهل والمؤسّسات التربويّة والتعليميّة والاجتماعيّة والمدنيّة، وضع برنامج واضح لمخاطبة هؤلاء المراهقين بالأسلوب النّاجح الّذي يضع الأمور في إطارها الطّبيعيّ، ويبعدهم بالتالي عن كلّ أجواء الانحراف الّتي باتت تخيِّم على كلّ واقعنا.
وعن كيفيّة تقديم الثقافة الجنسيّة للشّباب، يقول سماحة المرجع السيّد محمد حسين فضل الله(رض): إنّني لا أحصر المسألة في دائرة خاصّة، فقد نحتاج إلى كتب توضح الفكرة، كما أنّنا يجب أن نحدّث النّاس عن الأحكام الشرعيّة في المفردات الجنسيّة، حتّى يستطيع الناس أن يعرفوا تكاليفهم الشرعيّة في هذا المجال.
ويتابع : ولقد بدأت تجربتي في الإجابة عن الأسئلة الموجّهة إليَّ، وتحدّثت بصراحة عن بعض المفردات الجنسيّة الّتي يتحمّلها الواقع الاجتماعيّ, فالثقافة الجنسيّة كأيّ ثقافة أخرى، علينا أن نحرّكها، ولكن بالأساليب العلميّة، سواء بالكتاب أو المنهج المدرسيّ، أو الحوار البيتي أو الحوار العامّ.. إنها شيء يتّصل بالإنسان في جسده وفي ممارسته لغرائزه، فمن الطّبيعيّ أن يعرف كلّ ذلك، وإنّ ما نعيشه من المحرّمات الاجتماعيّة حول هذا الموضوع، إنما هو بفعل التّقاليد والتراكمات التاريخيّة، ولذا، فإنّ مواجهة التّقاليد تعني أن نخترقها بالحكمة، حتّى لا تخلق لنا سلبيّات أكثر مما نريد أن نتفاداه من السلبيّات.
إن الآراء الواردة في هذا المقال لا تعبِّر بالضرورة عن رأي الموقع ، وإنما عن رأي صاحبه .