هل تحوّلت شبكات التواصل الاجتماعي اليوم إلى منغِّصات للحياة؟ فقد باتت متّهمة بأنّها تعزِّز الوحدة والانعزال وترسِّخهما، في الوقت الّذي قرّبت المسافات بين البشر.
والوحدة لها نتائج وخيمة على الفرد والجماعة، فهي تؤدّي إلى فقدان الثّقة بالنّفس، وإلى مشكلات نفسيّة، كالشّعور بالتوتّر والقلق والاضطراب. والشّعور بالوحدة أضحى في تزايد مستمرّ بين الشّباب، كما أظهرت دراسات بريطانيّة حديثة، بأنّ شخصاً من كلّ عشرة يشعر بالوحدة، ما يدفع إلى التّساؤل عن الأسباب الّتي تقف وراء كلّ ذلك؛ فهل الحياة العصريّة فرضت نفسها بقوّة على الإنسان إلى درجة جعلته يعيش الوحدة والعزلة؟
يرى متابعون أنَّ العديد من الأسباب ربما تقف وراء ذلك، منها انتقال الأولاد للعيش بعيداً، أو موت بعض الأصدقاء، أو الطّلاق، أو مشاكل العمل وضغوطاتها، أو فقدان الزّوج أو الزّوجة، وقضاء الزّوج أو الزّوجة ساعات طويلة في العمل، ما يترك أثراً سلبيّاً على الجوّ العائليّ.
هذا وقد أضحى الرّجال والسيّدات المسنّون الّذين يعيشون بمفردهم أمراً واضحاً وجليّاً، وأصبح إهمالهم في بعض المجتمعات شيئاً عاديّاً، فلم يعد الأولاد لديهم الوقت الكافي للاهتمام بأهلهم ورعايتهم.
فبحسب بعض الدّراسات البريطانيّة، فإنّ هناك أكثر من 360 ألف شخص مسنّ يشعرون بالوحدة، وأنها القاتل الخفيّ للمسنّين.. وتتوسّع دائرة الوحدة لتشمل كلّ الفئات العمريّة وكلّ الطبقات الاجتماعيّة، فهناك الكثير من الأولاد والشّباب مصابون بها، كما أنّ الاستغراق في الوسائل التقنيّة الحديثة على اختلافها والتعلّق المفرط بها، يعزّز من الشّعور بالوحدة لدى الجميع، وخصوصاً عندما يصرف هؤلاء الكثير من الوقت والجهد في تفاعلهم مع هذه الوسائل، دون أن يعمدوا إلى إقامة علاقات واقعيّة تشعر الإنسان بأهميّته وحسِّه الإنسانيّ والاجتماعيّ، وتفاعله الحيّ مع محيطه ككلّ، فذلك ما يعزّز الشّعور بالعزلة وحبّ الابتعاد عن الآخرين.
ومواقع التّواصل الاجتماعيّ على الإنترنت، باتت عرضةً لانتقاد البعض، لجهة جعل النّاس أكثر عزلة ووحدة، بالرّغم من أنها تجعل الكثيرين يظنّون أنهم على تواصل فعليّ، فيما هي في الواقع، لا تمتلك صفات العلاقات الإنسانيّة الطبيعيّة.
فهل أصبحت الوحدة من المشكلات الكبيرة في مجتمعاتنا، والّتي تساهم فيها وسائل الاتّصال الحديثة؟
وإن كان الأمر كذلك، تُرى أين دور الأهل والهيئات المدنيّة والاجتماعيّة والتربويّة في الحفاظ على دفء العلاقات الاجتماعيّة والإنسانيّة، ومحاربة ظواهر الوحدة قبل تفشّيها بشكل يسيء إلى أسس البنيان الاجتماعيّ؟!...
إن الآراء الواردة في هذا المقال لا تعبِّر بالضرورة عن رأي الموقع ، وإنما عن رأي صاحبه .

هل تحوّلت شبكات التواصل الاجتماعي اليوم إلى منغِّصات للحياة؟ فقد باتت متّهمة بأنّها تعزِّز الوحدة والانعزال وترسِّخهما، في الوقت الّذي قرّبت المسافات بين البشر.
والوحدة لها نتائج وخيمة على الفرد والجماعة، فهي تؤدّي إلى فقدان الثّقة بالنّفس، وإلى مشكلات نفسيّة، كالشّعور بالتوتّر والقلق والاضطراب. والشّعور بالوحدة أضحى في تزايد مستمرّ بين الشّباب، كما أظهرت دراسات بريطانيّة حديثة، بأنّ شخصاً من كلّ عشرة يشعر بالوحدة، ما يدفع إلى التّساؤل عن الأسباب الّتي تقف وراء كلّ ذلك؛ فهل الحياة العصريّة فرضت نفسها بقوّة على الإنسان إلى درجة جعلته يعيش الوحدة والعزلة؟
يرى متابعون أنَّ العديد من الأسباب ربما تقف وراء ذلك، منها انتقال الأولاد للعيش بعيداً، أو موت بعض الأصدقاء، أو الطّلاق، أو مشاكل العمل وضغوطاتها، أو فقدان الزّوج أو الزّوجة، وقضاء الزّوج أو الزّوجة ساعات طويلة في العمل، ما يترك أثراً سلبيّاً على الجوّ العائليّ.
هذا وقد أضحى الرّجال والسيّدات المسنّون الّذين يعيشون بمفردهم أمراً واضحاً وجليّاً، وأصبح إهمالهم في بعض المجتمعات شيئاً عاديّاً، فلم يعد الأولاد لديهم الوقت الكافي للاهتمام بأهلهم ورعايتهم.
فبحسب بعض الدّراسات البريطانيّة، فإنّ هناك أكثر من 360 ألف شخص مسنّ يشعرون بالوحدة، وأنها القاتل الخفيّ للمسنّين.. وتتوسّع دائرة الوحدة لتشمل كلّ الفئات العمريّة وكلّ الطبقات الاجتماعيّة، فهناك الكثير من الأولاد والشّباب مصابون بها، كما أنّ الاستغراق في الوسائل التقنيّة الحديثة على اختلافها والتعلّق المفرط بها، يعزّز من الشّعور بالوحدة لدى الجميع، وخصوصاً عندما يصرف هؤلاء الكثير من الوقت والجهد في تفاعلهم مع هذه الوسائل، دون أن يعمدوا إلى إقامة علاقات واقعيّة تشعر الإنسان بأهميّته وحسِّه الإنسانيّ والاجتماعيّ، وتفاعله الحيّ مع محيطه ككلّ، فذلك ما يعزّز الشّعور بالعزلة وحبّ الابتعاد عن الآخرين.
ومواقع التّواصل الاجتماعيّ على الإنترنت، باتت عرضةً لانتقاد البعض، لجهة جعل النّاس أكثر عزلة ووحدة، بالرّغم من أنها تجعل الكثيرين يظنّون أنهم على تواصل فعليّ، فيما هي في الواقع، لا تمتلك صفات العلاقات الإنسانيّة الطبيعيّة.
فهل أصبحت الوحدة من المشكلات الكبيرة في مجتمعاتنا، والّتي تساهم فيها وسائل الاتّصال الحديثة؟
وإن كان الأمر كذلك، تُرى أين دور الأهل والهيئات المدنيّة والاجتماعيّة والتربويّة في الحفاظ على دفء العلاقات الاجتماعيّة والإنسانيّة، ومحاربة ظواهر الوحدة قبل تفشّيها بشكل يسيء إلى أسس البنيان الاجتماعيّ؟!...
إن الآراء الواردة في هذا المقال لا تعبِّر بالضرورة عن رأي الموقع ، وإنما عن رأي صاحبه .