تلعب الألعاب الإلكترونيّة بتطوّرها التقنيّ، دوراً متزايداً وهامّاً في عمليّة التّربية، إضافةً إلى مصادر أخرى، كالفضائيّات والأفلام الّتي تمتلك تأثيراً كبيراً من ناحية التوجيه التربويّ للنّاشئين.
وقد أصبحت ظاهرة الألعاب الإلكترونيّة مع الوقت حقيقة في مجتمعنا، وبات لا يخلو منها بيت، برسوماتها الجذّابة والعالية الجودة، وتضمّنها الألوان الزاهية، وتحريكها حبّ الخيال والمغامرة لدى الأطفال.
وهي منتشرة بشكل واسع، ونمت نموّاً كبيراً وملحوظاً مع تسارع التطوّر التكنولوجيّ لآلات العرض البصريّة والآلات المشغلة لها، كالّتي تعمل على النظام الثلاثيّ الأبعاد، وتقنية الإيماء، وأجهزة التّلفزيون الذكيّة الّتي تجعل المشاهد قادراً على أن يتحكّم بجهاز التّلفزيون وشبكة الإنترنت والتّواصل الاجتماعي، عبر إصداره الأوامر بالإيماء، (وهو التحكم بالجهاز من خلال حركة اليدين بواسطة جهاز يلتقط إشارة اليدين وحركة الجسد).
ويعدّد المتابعون عدداً من الأخطار التي ينبغي الالتفات إليها أثناء قيام الأطفال بممارسة الألعاب الإلكترونيّة، ومنها:
1- إنّ التعرّض لشاشة التلفزيون أو الكومبيوتر لأكثر من ستّ أو سبع ساعات، يسبب للطفل ضعفاً في البصر، وتعباً وألماً في الكتفين، وقد يسبّب نقصاً عنده في التّركيز الدّماغيّ، إضافةً إلى التّأثير في الحالة النّفسيّة، والّتي تتمثّل بالعزلة الاجتماعيّة، وعدم القدرة على التّواصل الاجتماعيّ بشكل جيّد، بحيث يتعوّد الطّفل من خلال غالبيّة تلك الألعاب، على السّلوك العنيف والقتل والدّماء، ما ينعكس عليه سلباً في تصرّفاته وسلوكيّاته، فيفقد الطّفل المهارة في إقامة الصّداقات والتّعامل مع الآخرين، وقد تطغى عليه حالة الخجل، ويصبح بالتّالي ضعيف الكلام والتّعبير.
2- خطورة تلك الألعاب، حيث إنّ شخصيّاتها وأفكارها ومفاهيمها الخرافيّة والمغلوطة قد لا تتناسب مع مجتمعاتنا.
3- إهمال الدّروس والواجبات المدرسيّة نتيجة كثرة الجلوس أمام تلك الألعاب...
وأمام هذه المخاطر، يضع المختصّون كثيراً من الإرشادات للأهل، للتّخفيف من الآثار السلبيّة للألعاب الإلكترونيّة، ويمكن أن نذكر بعضاً منها في هذه العجالة:
1- الابتعاد قدر الإمكان عن الألعاب الّتي تظهر الكراهية لمجتمعاتنا ولغتنا، والّتي تصوّرنا وكأنّنا مجرّد أرقام تقتل وتسقط عند انتهاء كلّ مرحلة من اللّعبة.
2- تشجيع الطّفل على القراءة، لما فيها من تنميةٍ لأفكاره وصقل لشخصيّته، وأهميّة في تطوّره الثقافي.
3- تقديم الأهل لأطفالهم شخصيّات وأفكاراً من محيطنا العربي الاجتماعيّ والدّينيّ على أنها نماذج لنتمثّل بسلوكياتهم.
4- إشراف الأهل على الألعاب الّتي يقوم الأطفال بشرائها.
5- تقليص الفترة الّتي يقضيها الطّفل مع هذه الألعاب وأمام جهاز التّلفزيون، ليحتلّ مكانها نوع من الزّيارات العائليّة أو التوجّه إلى الأماكن الطبيعيّة، لما فيها من فائدة نفسيّة واجتماعيّة.
6- التّعامل بشكل مرن وسلس مع الطّفل، والابتعاد عن فرض الأفكار عليه بشكل خشبيّ دون ذكر الأسباب، وبالتّالي بناء علاقة صداقة معه لا علاقة أوامر فقط.
7- تشجيع الطّفل على ممارسة الرّياضة، بما تؤمّنه للطّفل من النّاحية الجسديّة والحركيّة، وتنمية روح التعاون الاجتماعي، و قضاء وقت نافع له في بيئة حقيقيّة غير البيئة الافتراضيّة والمصطنعة في الألعاب الإلكترونيّة.
إن الآراء الواردة في هذا المقال لا تعبِّر بالضرورة عن رأي الموقع ، وإنما عن رأي صاحبه .